أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - في الرياح السيئة يعتمد القلب















المزيد.....

في الرياح السيئة يعتمد القلب


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6462 - 2020 / 1 / 11 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


--الأساطيل--


إيهِ الأساطيلَ لا ترهبوها
قِفوا لو عُراة كما قد وُلِدتُم
وسُدُّوا المنافِذَ في وَجهِها
والقُرى والسواحِلَ والأرصفة
أُنسُفوا ما استَطَعتُم
إليهِ الوصولَ
مِن الأجنبيِّ المُجازِف
واستَبشِروا العاصفة
مرحباً أيها العاصفة
أحرِقوا طُغَمَ القَمعِ
مِن خلفِكُم
فالأساطيلُ والقَمعُ
شيئٌ يُكَمِّلُ شيئاً
كما يتنامى الكَسادُ
على عُملَةٍ تالِفة
بالدبابيسِ والصَّمغِ
هذي الدُّمى الوطنيةِ واقِفَةٌ
قَرِّبوا النارَ منها
لا تُخدَعوا إنها تتغيّر
لا يتغيّرُ منها سوى الأغلِفة
مرحباً أيها العاصفة
أيها الشعبُ
أُحشُ المنافذَ بالنارِ
أشعِل مياهَ الخليجِ..تَسَلَّح
وعَلِّم صِغارَكَ نقلَ العِتادِ
كما ينطِقونَ إذا جاشَت العاطِفة
لا تَخَف
نَصّبوا حامِلات الصواريخ
نَصّبوا جوعَكَ
ضَع قَبضَتَيكَ
على الساحِلِ العَربيّ
وصَدرَكَ والبندقيةَ
والشَّفَةَ الناشِفَة
رَبُّ هذا الخليج.. جماهيرُهُ
لا الحكوماتُ
لا الراجِعونَ إلى الخَلف
لا الأطلسيُّ
ولا الآخرون
وإن نضَحوا فلسفة
لا تَخَف
إننا أمةٌ لو جهنمُ
صُبَّت على رأسِها واقفة
ما حنى الدهرُ قامَتَها أبداً
إنما تنحني لتُعينَ المقاديرَ
إن سَقَطت أن تقومَ
تُتِمَّ مَهماتِها الهادِفة
يا حُفاةَ العرب
يا حُفاةَ العَجَم
إدفَعوا الهادِر البشريّ المُسَلَّح
ضُكّوا على عُنق السُفُن الأجنبيةَ
أُلووا مدافَعها في ادعاءاتها الزائفة
حَشِّدوا النفط
فالنفط يعرف كيف يقاتل
حين تطول الحروب
وقد يُتقِن الضربة الخاطفة
يا جنودَ العرَب
يا جنودَ العَجم
أيها الجُند
ليسَ هنا ساحةُ الحرب
بل ساحةُ الإلتحامِ
لِدَكِّ الطُغاة
وتَصفيَةٍ لبقايا عُروشٍ
تُوَسِّخُ في نَفسِها خائِفة
أيها الجند
بوصلةٌ لا تُشيرُ
إلى القدسِ مشبوهَةٌ
حَطِّموها على قُحفِ أصحابِها
إعتَمِدوا القلب
فالقلبُ يعرِفُ
مَهما الرياحُ الدَّنيئَةُ
سَيئَةٌ جارِفة
هل أرى كل هذا السلاحِ
لقد داسَ مَن داسَ
مُتَّجِهاً نحو يافا
بنيرانِهِ الجارِفة
جاءَ يومُ الجماهيرِ
ما أخطأت أنها
بمقاديرِها زاحِفة
ليسَ وعداً على ذِمّةِ الدهرِ
غيرُ الجماهيرِ
والعبقرِيات والعاصِفة
مرحباً أيها العاصِفة
مرحباً سيقومُ مِن الجُرحِ
أكثرَ عافيةً وطني
بِجِراحاتِهِ النّازِفة
دفنوهُ عميقاً
فقامَ الترابُ بهِ
إذ تَملمَلَ
فالقوَّتانِ هي القوَّةُ الخائِفة
صِرتُ شوقاً مُخيفاً
لكَثرةِ ما اشتَقتُ يا وطني
أن أُ حَطَّ على كلِّ بابِ
خُدودي وألثُمُها ويدي
مِثلما شفتي هاتِفة
أيهذا الدمُ العربيّ
لماذا هُدِرت
وواجِبُكَ العسكريُّ فلسطينُ
أنتَ أجِب أيها الدم
يا سيّدَ المَعرِفة
أيها اليأسُ
يا مُثقَلاً بالغرائِزِ
سُمَّاً على شَفَتيَّ امتَقِع
أيها الزبَدُ الأُرجُوانُ
الثَقيلُ علِ شَفَةِ المُلحِدينَ
بكُلِّ القبائِلِ زِد وارتَفِع
رَفرِفي رايةَ الحَدسِ
رُدّي الشجاعةَ للدَّهرِ
تستَيقِظُ الفَلَتاتُ
وتُعطي نُبوءَتَها القاصِمة
إجمعي أمّةَ الحُزنِ
واستأمنيها المفاتيحَ
دهراً فدهراً
فمهما بَدَت للوراءِ
تسيرُ بها النكباتُ
هي الأُمّةُ القادمة
شفَتَيَّ امتِدادٌ لجُرحٍ بها
كلما صاحَ صِحتُ
فأمي هي النخلةُ الحالِمة
وأمي هي الأنهُرُ الحالِمة
وأمي التي علّمتني على الصبرِ
آنئذٍ علّمتني على الطلقةِ الحاسِمة
وطني البدويّ
نِساؤكَ منهوبَةٌ
ويُباهي رِجالُكَ
نصراً بأعضائِهِم فَرِحينَ
فما زالت العاصمة
تَبَّ قومٌ
زعاماتُهُم أرنَبٌ
عصَبيٌّ جبانٌ
وعزمُهم خصيةٌ نائِمة
اسكتوا فالحكوماتُ
في أُستِها نائمة
لا فحكومَتُنا
دونَ كلِّ الحكوماتِ
فزَّت مِن النوم
شاهِرَةً سَيفَها
وعلى صدرِها
ما تشاءُ مِن الأوسِمة
طعَنَتنا ويَشهدُ الإلهُ
مثلَ البقيةِ مُستَزلمة
يأسُ يا سيد الموقِف
إعصف ودمِّر
أُقبِّلُ حُزنَ يدَيكَ
إتَّقِد
طَهِّرِ الشعبَ مِن لعنةِ الجَبر
شَمِّر وذَوِّب مباذِلنا الشّاحِمة
تَمرّد
فهذي الشراذِمُ ملعونةُ الأبوين
على عُهرِها شَدَّت الأحزِمة
مِن جلالتهِ بالحجازِ
يجزُّ بكلِّ أذانٍ إلهاً
إلى خَيِّر الأنظِمة
شهوةٌ نَخَرَت باتجاهِ أمريكةَ
سبعاً وسبعينَ في لحظةٍ
وتوضأَ مُجرِمُها بالدماءِ
وصلى إلى قِبلةٍ
مثلِهِ مجرمة
يا جُهَيمانُ حدِّق
فما يملِكونَ فرائِصَهُم
نَفَّذتَ..نفَّذتَ
زرعتهمُ قُرَحاً
ونفَّذتَ..نفَّذتَ بعيداً
فأصلابُهُم عاقِمة
فإذا طوَّفوا كان وجهُكَ
أو سجدوا
فالدماءُ التي غسلوها
تَسدُّ خياشيمَهُم ومناخيرَهُم
وقلوبَهُم الآثِمة
لم يُناصِركَ هذا اليسارُ الغَبيّ
كأنَّ اليمينَ أشدَّ ذكاءً
فأشعَلَ أجهِزَةَ الرَّوثِ
بين اليسارِ
يُقَلِّبُ في حيرةٍ مُعجَمَه
كيف يحتاجُ دمٌّ
بهذا الوضوحِ
إلى مُعجمٍ طَبَقِيٍ
لكي يَفهَمَه
أي تُفُو بيسارٍ كهذا
أيُنكِرُ حتى دَمَه؟
ويا ناصرُ بن سعيدٍ
إذا كنتَ حياً بسجنٍ
وإن كنتَ حياً بقبرٍ
فأنت هنا بيننا
ثورةٌ عارِمة
أيها الناس
أُعلِنُ الحَجيجَ سلاحاً بمكةَ
في السنةِ القادمة
جابرٌ مَن يحُجُّ بدونِ سلاحٍ
يُخَلِّصُ مكةَ
مِن دولةٍ عاهِرٍ صائِمة
إزحفي أيتها الكتلُ البشريةُ
هذي العيونُ الملايينُ
لو نَظَرَت ذَوَّبَتهُم
فكيفَ إذا حدَّقَت بالبنادِقِ
عابِسةً صارِمة
أيها الناس
هذي سفينةُ حُزني
وقد غرقَ النصفُ منها قِتالاً
بما غرقت عائِمة
وشِراعي البهيّ شموخي
تَطَرَّفتُ وعياً
وأُدرَجُ في كلِّ يومٍ
كأنيَّ في قتلِهِم قائمة
لا أخافُ
وكيفَ يخافُ الجمهورُ
بطَلقَتِهِ طلقةً كاتِمة
قدمي في الحكومات
في البَدءِ والنصفِ الخاتِمة
حاكِمٌ وَحِمَت أمّهُ
عملةً أجنبيةً في يومِهِ
فأتى طِبقَها
وانقِلابٌ بكلِّ الحُبوبِ
التي تمنعُ الحَملَ
يزادادُ حَملاً
وسلطنةٌ رُبعُها لحيةٌ
وثلاثةُ أرباعِها مَظلَمَة
ومشايخُ مِلئ الخليجِ
مراحِلُ بعدَ الفراغ
وأموالُهُم ذهبٌ إنما أكزِمَة
والجماهيرُ قد حَوَّلَت
وزنَها ضَجَّةً
والبلادُ إذا سَمُنَت وارِمة
ولقد تُشرِقُ الشمسُ
مِن حُزنِنا غارِبة
ينطقُ الجوعُ منذُ ولادتِنا
ويشبُّ بنا الموتُ والأتربة
وأجانبُ مهما نُقاتِلُ
والحاكِمون الخَصايا
همُ العربُ العارِبة
حاكمٌ طولُهُ وكرامَتُهُ
دونَ هذا حذائي
ويُضرَبُ طولاً بِعَرضٍ
هو الصفرُ
مهما تَكُ الآلةُ الضاربة
رحمةً أيها الشعبُ
ضُجَّ بشكلٍ صحيحٍ
لقد تاهَ قلبي
ولم يبقَ بيتٌ بهِ فرَحٌ
كُلّها شاحِبة
أيها المُنتَشونَ
بِمَحضِ الصُراخِ المُلَقّنِ
والبَثِّ والذبذبة
لحظةُ الصمتِ
أعظمُ إن صَدَقَت
يصدقُ الإنفجارُ
ونيرانُهُ اللاهِبة
أيها الجَمعُ صَه
لا تُصَفِّق لأنظِمَةٍ غائِبة
ما لها تتثاءَبُ هذي الجماهيرُ
تَهتِفُ وهي مُنَوَّمة
زَلزِلي واكفَهِرّي
يا أجملُ مِن أمّةٍ غاضِبة
إمسَحيهم
فَهُم حاكِمونَ بغايا بأفواهِهِم
والشّريفُ الشّريفُ
شهامَتُهُ سالِبَة
أُركُليهِم فأقدارُهم يُركَلونَ
وأقدارُنا القوَّةُ الضّارِبة.



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت طاقات بغداد القديمة
- الله في صف الرجال ..غزة
- ملازم عن المسك ..وشتائم جميلة
- رحلة الصيف والمواء
- المنفى يمشي في قلبي
- المنفى كالحب
- رباعية الصمت الجميل .. الرباعية الثانية
- في الوقوف بين السماوات ورأس الإمام الحسين
- رحيل
- قافية الأقحوان ..
- المهر الذي قطع المفازة
- أصرخ ..
- الرحلات القصية
- دوامة النورس الحزين
- حالة عشق لاوجاع آدم حاتم
- مواء تأخر لكنه مواء ..
- جزر الملح ..
- في انتظار يوم حزين ..
- العودة إلى الرحم المكتظ بالنفسج ...
- المعلم ذو المحضر السمكي ..


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - في الرياح السيئة يعتمد القلب