أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - المغرب -- اسبانيا // Maroc -- Espagne















المزيد.....

المغرب -- اسبانيا // Maroc -- Espagne


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ورط وزير خارجية النظام المغربي ناصر بوريطة المغرب ، في ازمة مع اسبانيا ، عندما تفضل من جانب واحد ، بطرح مشروعيْ قانونينْ امام أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني ، بمجلس النواب في 16 دجنبر 2019 .
يتعلق مشروعا القانونين ، بترسيم حدود المغرب البحرية ، لتشمل مياه الصحراء الغربية المتنازع عليها مع الجزائر ، وجبهة البوليساريو ، الى مسافة مائتي ( 200 ) ميل بحري بعرض السواحل المغربية .
لقد حظي مشروعا القانونينْ ، بموافقة أعضاء اللجنة بالإجماع ، ببسط المغرب لسيادته على المياه البحرية ، لتشمل مياه الأقاليم الجنوبية المغربية .
الرد الاسباني لم يكن متوقعا ، وجاء سريعا ، بالتهديد بعرض طائرات F18 بجزر الكناري ، المحاذية للحدود البحرية المغربية ، وهو رد يعيد الى الاذهان ، ما حصل بجزيرة ليلى التي أُهين فيها الملك ، كقائد ، ورئيس اركان الجيش ، ورئيس اركان الحرب ، وذلك عندما تقدم الجيش الاسباني ، واعتقل مجموعة من الجنود المغاربة المتواجدين بالصخرة ، حيث بعد تكبيلهم ، وضع اكياساً بلاستيكية على رؤوسهم ، ورمى بهم الى الحدود المغربية ، والكل يتذكر كيف هرول النظام المغربي يطالب من فرنسا ، ومن كاتب الدولة في الخارجية الامريكية السيد " كولين بأول " ، التدخل لوقف الهجوم الاسباني الذي كان يهدد المغرب .
إضافة الى الرسالة التي ابلغتها طائرات F18 الاسبانية ، اصدر الحزب الاشتراكي الحاكم بيانا في 21 دجنبر 2019 ، يرفض فيه ترسيم الحدود المائية المغربية المجاورة لمدينتي سبتة ومليلية ، وجزر الكناري المقابلة للشواطئ الأطلسية المغربية ، والحّ ان يتم الترسيم للحدود ، باتفاق مشترك بين المغرب ، وبين اسبانيا ، وليس بإجراء انفرادي ، واحادي الجانب ، وهدد الحزب بان موقفه سيكون حاسما ، وموجعا .
الرفض الاسباني للإجراء المغربي بترسيم الحدود ، لم يقتصر فقط على الحزب الاشتراكي ، بل شمل رئيس حكومة جزر الكناري ذات الحكم الذاتي ، " أنجبيل توريس " ، « Angel Victor Torres » من الحزب الاشتراكي ، المتحالف مع « Podemos » ، الذي قال : " ان اسبانيا لن تسمح للمغرب بمس ميل واحد من مياه الكناري " .
الأحزاب الاسبانية سارت على منوال الحزب الاشتراكي الاسباني ، عندما رفضت ترسيم الحدود المائية بين المغرب واسبانيا من جانب واحد ، ودعت الى بلورة اتفاق مشترك بين الدولتين لترسيم الحدود .
الحزب القومي اليميني Vox ، ذهب بعيدا عندما وجه اللوم مباشرة الى الحزب الاشتراكي الاسباني ، وزعيمه « Pedro Sanchez » ، واتهمه بالتفريط في الحقوق الاسبانية ، بالتماهي مع الاجراء المغربي الماس بالسيادة الاسبانية في مياهها الإقليمية .
فأمام هذا الرفض الاسباني ، المصاحب بالتهديد ، هل سيشرع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ، رغم رفض الدولة الاسبانية ، بطرح مشروعيْ قانونيْ الترسيم للحدود امام البرلمان بمجلسيه ، مجلس النواب ، ومجلس المستشارين ، امْ ان الرفض الاسباني الواضح ، ربما يكون قد دفع ببوريطة الى تعليق مشروعيْ القانونين ، او تأخيرهما ، او سحبهما ، امام تهديد الدولة الاسبانية باستعمال القوة ، من خلال عرض طائرات F18 بجزر الكناري المقابلة للمياه المغربية ؟
وهل سيستمر الوزير بوريطة في إجراءات ترسيم الحدود المائية المغربية الاسبانية من جانب واحد ، وهو امر يهدد بأخطار وخيمة ، تذكرنا بإهانة جزيرة ليلى التي مست الملك شخصيا ، ام انه سيجد نفسه مضطرا ، ومرغما للجلوس على طاولة المفاوضات ، مع الدولة الاسبانية المجاورة حدودها المائية ، للحدود المائية المغربية ؟
و إذا جلس الطرفان في طاولة المفاوضات ، هل سيتمسك بوريطة بالحدود التي رسمها كفاصل مع الحدود الاسبانية ، ام ان قوة الدولة الاسبانية ، وحساسيتها المفرطة للتوسع قدر الإمكان ، بناء على حججها المقدمة ، سيجعل من عملية رسم الحدود تأخذ بالاعتبار ، الاطروحة الاسبانية كدولة قوية ونافدة ، وهذا يعني انه عند ترسيم الحدود بالاشتراك ، وبالاتفاق بين الدولتين ، فان من يملك القوة هو من سيفرض حدود مياهه ، وليس الطرف الضعيف الذي ستملى عليه خريطة الحدود النهائية للتوقيع عليها ؟
ان تعطيل عرض مشروعيْ القانونين على اللجان التقنية بمجلس النواب ، وبمجلس المستشارين ، وتعطيل عرض مشروعيْ القانونين على الجلسة العامة لمجلس النواب ، ولمجلس المستشارين ، مرده الخوف من تلقي إهانة أخرى ، بعد إهانة جزيرة ليلى ، خاصة بعد تحريك اسبانيا لطائرات F18 ، كإجراء احترازي ، وتهديد مبطن ، ضد اجراء ناصر بوريطة الذي قفز على الجغرافية ، وقفز على الدولة المعنية بترسيم الحدود ، التي هي اسبانيا ، محاولا تبيض صورته امام الملك ، حتى يستمر في منصبه معتبرا المسؤولية تشريفا ، وديكورا ، وليس تكليفا .
فهل ناصر بوريطة وزير الخارجية ، بتسرعه الغير مضبوط ، والغير المحسوب النتائج ، وجهله بوجود الدولة الاسبانية التي لن تقبل بتمرير ترسيم الحدود كما يشتهي بوريطة ، وكأنه حقق نصرا ليرضى عليه الملك ، ويمكنه من الاستمرار في منصبه ، حتى ولو كانت خرجاته الطائشة ، لن يرتكبها موظف مبتدأ عمله في وزارة الخارجية ، هي تكرار لمن ورط الملك في جزيرة ليلى ، حتى يرضي عليه ، ويمكنه من الاستفراد بالدولة ، ومن الاستفراد بالشعب المغربي الذي يعاني القمع على يد هؤلاء الأطفال الجاهلين للسياسة وللدبلوماسية ؟
منذ ان لاحت الدولة الاسبانية بورقتها الحاسمة ، وارسلت رسالتها ، الواضحة والغير المشفرة ، عندما تحركت طائرات F18 ، تطفّل بعض ( محللي ) آخر الزمان ، فشرعوا في ( تحليل ) الوضع ، بطرق بعيدة عن المعادلة المتحكمة والضابطة لميزان القوة ، الفارض نفسه بالمنطقة ، وبدون مسؤولية ، بدأوا يقارنون بين طائرات F18 الاسبانية ، وبين طائرات F16 التي يملكها المغرب ، مروجين لدعاية سخيفة ، هي ان طائرات F16 التي يملكها المغرب ، احسن واجود من الطائرات الاسبانية F18 ، وان هذا التفوق في مجال التقنية ، جعل اسبانيا تصطك ركبتاها خوفا ، وانها لا تنام ليلا من شدة الخوف من المغرب الذي يهدد طائراتها وترابها ، وسيلقنها درسا لن تنساه في طيلة تاريخ نزاعاتها مع المغرب منذ سنة 1888 .
ان هذه الدعاية التي تحيل على حكايات " عنتر ابن شداد " ، و " سيف دو يزن " ، و " عاقسة / وميمون الهجام / " ، و "سيدنا علي واليهود " ... ، تذكرنا بما كانت تنشره الصحف الغربية ، بعد احتلال العراق للكويت ، من انه يملك جيشا جبارا ، وجيشه هو ثالث جيش في العالم ، وبدأوا يحصون عدد الطائرات والبوارج التي يملكها ....لخ ، وزاد النفخ بطريقة ماكرة ، جعلت ضعاف العقل والتبصر ، ينتشون غبطة وسرورا ، من ان الكويت أضحت المقاطعة التاسعة عشر من المقاطعات التي تكون الدولة العراقية .
لكن ما ان بدأ التحالف الدولي برئاسة أمريكا ، يرسلون صواريخ " الطوماهوك " ، و" الكروز " ، وتحركت القاذفات B52 ، ومختلف الطائرات الحربية النفاثة ، حتى استسلم الجيش العراقي ، وانتهت الحرب باحتلال العراق من قبل داعيش ، ومن قبل الولايات المتحدة الامريكية ، وبريطانيا ، وفرنسا ....لخ ، أي ما يسمى ب " التحالف الدولي " .
فهل إذا حصلت حرب بين اسبانيا والمغرب ، وهذا السؤال على سبيل الافتراض ، لان الحرب لن تقع ابدا ، سينتصر المغرب على اسبانيا الدولة الاوربية القوية ، من حيث الاقتصاد ، ومن حيث الجيش ، والمعدات العسكرية النوعية ، وهي التي تبيع وتصدر الأسلحة خارج اسبانيا الى كل دول العالم .
ان اسبانيا عضو أساسي بالاتحاد الأوربي ، وعضو أساسي بحلف " الناتو " ، الحلف الأطلسي ، فأية مواجهة معها ستكون مواجهة مع الاتحاد الأوربي ، ومواجهة مع حلف " الناتو " . فهل المغرب قادر ان ينتصر على اوربة ، وعلى الحلف الأطلسي ؟
اسبانيا الدولة ، تملك عدة أوراق بالمنطقة ، والكل يتذكر الصعوبات التي خلقتها للمغرب ، حكومة رئيس الوزراء السابق Aznar ، سواء بالنسبة للحوامض التي كان تلقى مشاكل بميناء الجزيرة الخضراء ، او بالنسبة لحركة التنقل التي كانت تخضع لرقابة مشددة ، اوفي معارضة القضايا المغربية بأروقة الأمم المتحدة ، سيما في قضية الصحراء المغربية ، حيث كان " الحزب الشعبي " « Pp » ، ينظم استفتاءات نموذجية لتقرير المصير في الصحراء أسبوعيا في كل الاتحاد الاسباني ..
نعم ان مسألة ترسيم الحدود ، هو قرار سيادي بكل دولة ، لكن يجب الاخذ بعين الاعتبار الوضع الجغرافي ، والوضع الجيو/ بوليتيكي ، وان يعي بوريطة الذي ورط النظام في مشكلة مع اسبانيا ، موقع المغرب ، وجاره القوي اسبانيا التي تملك أوراقا خطيرة ضد المغرب ، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية التي ستصبح معرضة لكل الاخطار ، والاحتمالات غير السعيدة ، بما سيزيد من تعقيد الازمة ، وربما الدخول الى المجهول ، والى النفق المسدود .
ان يظفر ناصر بوريطة برضا الملك ، حتى يستمر في منصبه كوزير ، هذا من حقه ، لكن ان يحاول الظفر برضى الملك ، على حساب المغرب ، ووحدة شعبه وترابه ، لهو تصرف خسيس وانتهازي .
المسؤولية تكليف وليس تشريف ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الاسبانية
- ايران - امريكا // Iran - SA
- تعطيل تنفيذ احكام ( القضاء ) في حق الاملاك العامة للدولة
- قصيدة شعرية / المغرب المنسي .
- الرئيس دونالد ترامب
- فخ المشكل الليبي : هل ستسقط فيه تركيا ، ام هو فخ منصوب لمصر ...
- هل ستندلع حرب نظامية بين امريكا وايران ؟
- كيف استطاعت الولايات المتحدة الامريكية من الوصول الى قاسم سل ...
- الجنرال قاسم سليمان
- الحوار المتمدن // Ahewar.org
- مقاومة / معارضة // Résistance / opposition
- إنتقاد الملك // Le critique du Roi
- القادم أخطر و أصعب .
- الإنتفاضة الشعبية
- نفس المحاربين // Les mêmes gladiateurs // Le polisario
- المغرب يتسول // Le Maroc se mendicité
- الوضع القانوني لتفاريتي // La situation juridique du Tifarit ...
- الجزائر تطرد المغاربة // LAlgérie extrade les Marocains
- صفقة القرن
- تفاريتي // Tifariti


المزيد.....




- رجل يتنكّر كطائر ويسير 85 كيلومترًا في بريطانيا.. ما السبب؟ ...
- مشاهد تحبس الأنفاس لمغامر يقف على حافة شاهقة في جبل جيس بالإ ...
- مقتل شخصين وإصابة آخرين في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان ...
- أوكرانيا: مقتل شخصين وإصابة 15 في غارات روسية على مدينتيْ أو ...
- إسرائيل تعيد فتح طرق رئيسية أغلقتها الحرائق ودول تمد يد العو ...
- بيان صادر عن المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصه ...
- برلماني أوكراني: اتفاقية المعادن بين كييف وواشنطن فوق القوان ...
- نتنياهو يستعد لتوسيع العمليات القتالية بغزة
- القوات الأوكرانية تستهدف سوقا في مدينة أليوشكي في خيرسون
- موسكو.. شجار جماعي عنيف في مباراة دوري الهوكي الوطني للشباب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - المغرب -- اسبانيا // Maroc -- Espagne