المغرب يتسول // Le Maroc se mendicité

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 25 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المجتمع ( المدني ) بصدد انشاء صندوق سماه ب " صندوق مكافحة السرطان " ، وهو بصدد تتميم الإجراءات القانونية للحصول على الترخيص .
فعندما يلتجأ مرضى السرطان ، ومرضى القلب ، والكبد ، وكل الامراض الخطيرة ، لتسول المحسنين للتكفل بعلاجهم ، وفي غياب الدولة البوليسية الناهبة ، والفاسدة ،التي تدمر وتخرب ، ولا تبني وتعمر، وتجتهد اكثر من اللازم كدولة اكثر من قمعية ، في فبركة المحاضر البوليسية المزورة ، للإيقاع بأحرار وشرفاء الشعب ، وبفاضحي الفساد ... ويستمر الوضع الكارثي على منواله ، ليشمل التعليم / الطرقات / الفقر / الجوع / الظلم / التعتيم على الحقيقة / .... ويصبح الوضع عاما ، وفي غياب مَنْ مِنَ المفروض فيه انه المسؤول الأول ،مع تحميل الكارثة والفشل ، لحكومة هي حكومة المسؤول ، دون تحميلها للمسؤول دستوريا .... فاعلم ان هناك وضع لم يعد يستساغ ، ولم يعد مقبولا ، بل هو وضع مرفوض ، ويجب ان يكون مرفوضا ، وبكل صراحة معهودة من قبل الشعب ، ومن قبل كل المتسولين باسم الشعب ..
وهنا نطرح السؤال الرئيسي الذي هو سؤال الساعة ، وعلى كل المغاربة ان يطرحوه ، لأنه هو سبب فقرهم ، وتفقيرهم ، وتعاستهم من صحة ، وبطالة ، وتعليم ، ومدرسة ، وامراض متنوعة وكثيرة :
1 ) اين اختفت اكثر من مائة وعشرين مليار دولار كمديونية على المغرب ؟
اين استثمرت ؟
وان كانت قد استثمرت ، ما هي المجالات التي استثمرت فيها ؟
2 ) اين ذهبت القروض التي لا يزال النظام يتوصل بها من مختلف المانحين ، والممولين الدوليين :
ا – مؤخرا وافق الاتحاد الأوربي على منح المغرب 389 مليون دولار .
ب ) قرض من البنك الافريقي للتنمية ب 220 مليون دولار .
3 ) قرض من فرنسا ب 150 مليون دولار ، مع تقديم مساعدة مالية ب 9 مليون دولار .
4 ) مختلف المواقع الاجتماعية نشرت خبرا مفاده ان صندوق النقد الدولي وافق على منح المغرب 3 مليار دولار .
5 ) المساعدات الاوربية بمئات الملايين من الدولارات ، بدعوى مساعدة المغرب في ضبط الهجرة الغير الشرعية .
6 ) وزارة الأوقاف تخصص 14 مليار درهم في السنة على الاضرحة والمواسم .
7 ) المدير العام للمكتب ( الشريف ) للفوسفاط ، يصرح ان المكتب مدين بما حجمه ستة مليار درهم او دولار .
........ هذا دون ان ننسى ملايين الدولارات التي دخلت الى المغرب كمساعدة لمواجهة زلزال الحسيمة ..
فاين ذهبت كل تلك الموال ؟
من استفاد منها ؟
من بدرها ؟
كيف رجع جزء كبير منها ، وبطرق احتيالية الى خارج المغرب ؟
وكيف نفهم ان المكتب ( الشريف ) للفوسفاط يقوم ببيع الفوسفاط ، لكنه مدين بستة مليار درهم او دولار ؟
ثم كيف يجهل المغاربة أصحاب ثروة الفوسفاط ، كل شيء عن شيء اسمه المكتب ( الشريف ) للفوسفاط ؟
من يستفيد من مداخيل المكتب ؟
لماذا توضع أموال فوسفاط الشعب في شركات مجهولة الاسم خارج المغرب ؟ ومن يملك تلك الشركات ؟
ثم كيف نفهم ان وزارة الأوقاف تخصص أربعة عشر ( 14 ) مليار درهم في السنة لتمويل القبور والاضرحة ، ومرضى السرطان ، ومختلف الامراض المستعصية عن العلاج ، يتسولون المحسنين لمساعدتهم في العلاج ؟
فإذا كانت وزارة الأوقاف تصرف 14 مليا درهما على القبور والمواسم ، فذلك للمزيد من ( تكليخ ) تكليس ، وتضبيع الشعب ، حتى يظل خارج دورة الفعل الإيجابي ، ويظل مريضا مهزوما كرعية ، لا كمواطنين لهم حقوقا ، مما يزيد في تشبته بالنظام الغائب والغير مبالي ، بسبب الخوف ، وبسبب الفقر والجوع ...
فكيف يصرف النظام 14 مليار على الاضرحة الميتة ، ويترك المغرب بدون مستشفيات ، ولا مدارس ، ولا أي شيء ، والناس مرضة السرطان الاحياء / الأموات ، يكابدون الألم ، ولا من مجيب ...
أربعة عشر ( 14 ) مليار درهم تصرف على الأموات ، والاحياء المرضى يتركون يواجهون مصيرهم لوحدهم .. والنظام الغائب لا يجيب ..
والسؤال الذي سنطرح على الشعب ، وهو نفسه السؤال الذي طرحه الملك متسائلا " اين الثروة " ؟
فهل الملك الذي طرح السؤال ، استرشد الى مكان الثروة / السؤال " اين الثروة " ، لأنه بعد تساؤله لم يصدر عنه خطاب يجيب عن مكان وجود الثروة ، اللهم اعترافه بفشل ( نموذجه ) التنموي ، دون ان يطرح فشل شيء سُمي ب ( النموذج التنموي ) ، في حين انه لم يكن اصلا نموذجا حتى يتم الحكم بفشله .

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل