|
الرئيس الجزائري تبون
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 14:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الندوة الصحافية التي نظمها الرئيس تبون مباشرة بعد الإعلان عن فوزه بالانتخابات الرئاسية في الجزائر ، لم يتطرق الى السياسة الخارجية للجزائر ، ولا الى العلاقات مع المغرب الجار ، ولا تطرق الى موضوع نزاع الصحراء الغربية .... ، لكنه يعود مرة أخرى ليحدد نوع وطبيعة العلاقات مع المغرب ، خاصة في موضوع الحدود المغلقة ، على اثر تفجيرات فندق أسني بمراكش في سنة 1994 ، ويرى ان مجرد النظر في إعادة فتح الحدود ، يقتضي ان يقوم النظام المغربي بتقديم اعتذار ، عن مسؤوليته في اغلاق الحدود ، التي تضرر منها الجزائريون الذين ظلوا عالقين طوابير في المغرب ، والجزائريون / الفرنسيون الذين فرضت عليهم التأشيرة رغم عيشهم بالمهجر . ومرة أخرى ، يحاول الرئيس عبدالمجيد تبون بطريقة مكيافيلية ، نفي أيُّ ربط بين نزاع الصحراء ، وبين اغلاق الحدود ، وينفي كذلك استمرار تحكم نفس المشكل ، أي الصحراء ، في اغلاق الحدود ، رغم ان القادة الجزائريين صرحوا في اكثر من مرة ، انّ إعادة فتح الحدود بين المغرب ، وبين الجزائر ، تقتضي حل نزاع الصحراء الغربية طبقا للمشروعية الدولية ، وهذه ، أي المشروعية ، لا تعني في فكر الساسة الجزائريين ، غير الاستفتاء وتقرير المصير ، وهو ما يؤكد مسؤولية النظام الجزائري المباشرة في نزاع الصحراء . عندما يحمل الرئيس عبدالمجيد تبون ، وكل القيادة الجزائرية ، النظام المغربي مسؤولية اغلاق الحدود ، فهو بذلك يوجه اتهاما باطلا ، لا يستند على أي أساس الى المغرب . المغرب لم يقم بعد تفجير فندق أسني الذي تورط فيه جزائريون قدموا من فرنسا ، ويحملون الجنسية الفرنسية ، بإغلاق الحدود ، فما قام به النظام المغربي ، وكان قرارا متسرعا غير مدروس ، وغير مضبوط ، هو فرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين ، وبما فيهم أولئك الذين يحملون الجنسية الفرنسية ، ويعيشون في فرنسا . ان قرار فرض التأشيرة ، خاصة بعد اعمال إرهابية دهب ضحيتها أبرياء ، هو قرار سيادي يخص كل دولة للحفاظ على امنها ، وقرار فرض التأشيرة هذا ، لا يعني اغلاق الحدود في وجه الجزائريين ، او في وجه غيرهم ، بل يعني فرض ضوابط امنية ، للتحكم في الوضع داخل البلد ، من الاخطار القادمة من خارج البلد ، والاّ لكان على اية دولة تفرض التأشيرة للدخول الى ترابها ، ان تقوم الدول الأخرى بإغلاق حدودها معها . فهل تستطيع الجزائر مثلا لو كانت جارة لإسبانية ، ان تغلق حدودها معها ، إذا فرضت على الجزائريين تأشيرة للدخول الى اسبانية ؟ عندما اتخذ النظام المغربي قرار فرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين لضبط الامن الداخلي ، وهو قرار وانْ كان سياديا ، فهو كان متسرعا ، فهو لم يغلق الحدود المغربية الجزائرية ، بل انّ الدولة التي أغلقت الحدود بالمرة ، كان هو النظام الجزائري كرد غير متبصر ، وغير حكيم ، على قرار النظام المغربي بفرض التأشيرة على الجزائريين ، ولو كان قرار الجزائر بريئا ، وغير مسيس ، وليست له علاقة مباشرة بنزاع الصحراء الغربية ، لكان على النظام الجزائري ان يتخذ بدوره قرارا مماثلا ، بفرض تأشيرة على المواطنين المغاربة ، الراغبين في الدخول الى الجزائر ، وهذه هي الأعراف الدبلوماسية التي تتعامل بها كل الدول ، التي تتقن حنكة ، وفن تدبير الازمات الدبلوماسية التي تكون وقتية ، وليست ابدية . ان القرار الجزائري بإغلاق الحدود ، رغم ان المغرب لم يغلق حدوده مع الجزائر ، قد اضر اكثيرا الشعبين المغربي والجزائري ، اكثر من الضرر الذي لحق الجزائريين ، بفرض المغرب التأشيرة عليهم ، خاصة أولئك الحاملين للجنسية الفرنسية ، ويقطنون بفرنسا وليس بالجزائر . ان من اغلق الحدود هي الجزائر، وليس المغرب ، وإنْ كان من عذر يجب ،ويتعين تقديمه ، فليكن عذرا ، واعتذارا جزائريا ، وليس مغربيا ، لان المغرب لم يغلق الحدود ابدا . لكن من خلال مراجعة تصريحات القادة الجزائريين ، سنجدهم يعبرون وبمرارة ، منْ انّ العلاقات بين المغرب وبين الجزائر ، وقرار إعادة فتح الحدود ، مرهونان بالمبادرات التي سيقوم بها المغرب في نزاع الصحراء الغربية ، وهم هنا لهم فهم واحد اوحد لفهم مضمون " المبادرات " ، لا يخرج عن الاستفتاء وتقرير المصير المؤدي الى الانفصال ، اي تقزيم المغرب وتصغيره ، ببتر أجزاء منه . والقادة الجزائريون الذين خسروا المغامرة في واقعة " أمْگالا " ، وينزفون بسبب تورطهم في نزاع الصحراء ، وثقل الجماهير الصحراوية المتمركز في مخيمات تندوف ، واثر كل ذلك على الاقتصاد الجزائري ، وعلى نفسية الجزائريين الذين داقوا ضرعا من ضيق العيش .... لخ ، يعتقدون ان أي واقعة ، او حادثة تخلق مشكلة للنظام المغربي ، يجب الدفع بها الى اقصى الحدود ، لتعطي نتائجها المؤثرة على الداخل المغربي . وهنا فهم يعتقدون عن خطأ ، انّ الاستمرار في اغلاق الحدود ، يضر مباشرة بالنظام ، في حين ان المتضرر هو الشعب المغربي ، والشعب الجزائري ، اما الأنظمة فهي في أبراجها العاجية ، وفي قصورها ينعمون بما لذ وطاب ، من خيرات الشعوب المنهوبة والمفقرة .. ان التبرير الذي قدمه الرئيس عبدالمجيد تبون ، وهو نفس التبرير تقدمه القيادة الجزائرية ، بتحميل المغرب المسؤولية الكاملة بإغلاق الحدود بين الدولتين ، والتأكيد على ضرورة تقديم المغرب الاعتذار ( للشعب الجزائري ) للقيادة الجزائرية ، عن فعل لم يقم به ، هو قمة الصلافة ، وقمة الوقاحة ، وقلة الحياء ، وهو دليل ساطع على ان الذي يؤرق القيادة الجزائرية ، ليس هو فرض المغرب للنظام التأشيرة ، وليس اغلاق الحدود الذي لم يقم به ، بل ان المشكل هو نزاع الصحراء الغربية ، وهذا ما نطق به كل قادة الجزائر ، وهو ما نطق به الرئيس الجديد عبدالمجيد تبون .. ان النظام الجزائري هو من بادر الى اغلاق الحدود ، وليس النظام المغربي الذي بادر فقط الى فرض التأشيرة على الجزائريين ، خاصة الحاملين للجنسية الفرنسية ، بعد العملية الإرهابية التي قام بها جزائريون / فرنسيون قدموا من فرنسا في واقعة تفجيرات فندق أسني بمراكش في سنة 1994 . فما العلاقة بين فرض نظام التأشيرة ، ونظام اغلاق الحدود ، وما العلاقة بين النظام الثاني وبين نزاع الصحراء . ان عملية إعادة فتح الحدود ، والتبريرات التي يعطيها القادة الجزائريون ، دليل على ان العلاقات في طريقها الى اكثر من التأزيم . ومن خلال ضبط كل الجديد ، وكل التحولات ، ووضع حقيقة الصراع المغربي الجزائري موضع التحليل ، فلا افق لإعادة فتح الحدود ، ما دام انّ نزاع الصحراء لم يتم حله حسب التصور الجزائري ، كما ان الحدود لن تفتح ما دام في المغرب نظام ملكي ، وفي الجزائر نظام جمهوري ، اللهم إذا اصبح المغرب جمهوريا ، او أصبحت الجزائر ملكية ، بل حتى في هذه الحالة لن تكون هناك وحدة ، لان المشكل في الدم ، وفي الجينات ، وفي النوع ، وفي العقلية ، وفي موت الشعوب .. ان دعوة القادة الجزائريين ، ومنهم الرئيس عبدالمجيد تبون ، بتقديم المغرب اعتذارا عن فعل لم يقم به ( اغلاق الحدود ) ، هو دعوة للإهانة ، إهانة المغرب ، واهانة الشعب .... وامام قيادة غير متبصرة كهذه ، يجب انتظار كل شيء ، واي شيء .... لانهم اضحوا مصابين بفوبيا اسمها المغرب ، واسمها حرب الرمال في سنة 1963 .... وقد اقسموا ان يأخذوا التأثر الذي سكون خرابا على الجميع ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل الانتخابات الرئاسية الجزائرية // Analyse des élections
...
-
تحليل // Analyse --- الاغتيال السياسي في المغرب // Lassassin
...
-
اليسار الملكي // La gauche royale
-
فشل زيارة مايك بومبيو الى المغرب // L’échec de la visite de
...
-
أية جمهورية // Quelle république
-
ثلاثة وستين مرت ، الى متى ؟ Soixante - trois années , jusqua
...
-
المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو // Le quinzième congres
...
-
تحليل / Analyse // الملك يسود ولا يحكم / Le Roi règne mais n
...
-
رايات الاستعمار ترفرف فوق العواصم العربية / Les drapeaux col
...
-
الولايات المتحدة الامريكية / اسرائيل // Les Etats nis d’Amér
...
-
البرلمان المغربي
-
هل لا تزالون تحلمون بفلسطين حرة مستقلة
-
اليسار مات في يناير 1975 / المؤتمر الاستثنائي / مؤتمر الارتد
...
-
ملف - الحراك الجماهيري الثوري في العلم العربي .. -
-
خطير : دعوة الى القتل
-
بومدين والبربرية
-
الى الرأي العام الدولي أوقفوا التعذيب في المغرب
-
بناء الخلافة في تونس -- Linstauration du Chilafa ( le chalif
...
-
اتفاقية مدريد الثلاثية
-
العلاقات المغربية الاسبانية
المزيد.....
-
الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
-
ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين
...
-
أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي
...
-
فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم
...
-
ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو
...
-
مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي
...
-
ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال
...
-
من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
-
كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
-
حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|