|
الجزائر تطرد المغاربة // LAlgérie extrade les Marocains
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 20 - 23:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجزائر تطرد المغاربة // L’Algérie extrade les Marocains بحلول يوم 18 دجنبر 1975 ، تكون قد مرت أربعة وأربعين سنة ، عن جريمة طرد النظام الجزائري للمغاربة من الجزائر ، دفعة واحدة ، ودون اقترافهم أي ذنب يوجب في حقهم الطرد التعسفي ، وتفريقهم عن عائلاتهم ، وأحبابهم ، وتشريدهم ، مع مصادرة ممتلكاتهم ، وعقاراتهم ، و أموالهم . ان طرد 350.000 الف مواطن مغربي ، ودفعة واحدة من التراب الجزائري ، كان في وقتها اقبح من طرد مملكة " يانمار " للمسلمين الى بنغلاديش ، واكثر من طرد اسرائيل للفلسطينيين الى الدول الجوار . ولنا ان نتساءل عن السبب في طرد النظام الجزائري لمواطنين أبرياء ، وعزل ، ودفعة واحدة من التراب الجزائري على طريقة عمليات التطهير العرقي ؟ . ان سبب طرد النظام الجزائري للمواطنين المغاربة ، وتفريقهم عن عائلاتهم ، وتشريدهم بعد مصادرة املاكهم ، وامتعتهم ، و أموالهم ، هو اكبر دليل على تورط النظام الجزائري ، ووقوفه وراء كل المشاكل التي يطرحها اليوم نزاع الصحراء الغربية . ولو لا نزاع الصحراء ، وامتعاض النظام الجزائري من هزائم الجزائر في واقعة امغالا ، وفي اكتساح المغرب للصحراء عند استرجاعها ، وهو الفعل الذي خلف تأثيرا ضاغطا على نفسية النظام الجزائري المنهارة ، لما أقدمت السلطات الجزائرية على طرد 350.000 مغربي دفعة واحدة ، وبدون سبب . انه نفس التبرير الأخرق لجأ اليه النظام الجزائري ، لمّا اغلق الحدود الجزائرية مع المغرب في سنة 1994 ، رغم الاتهامات المغرضة الكاذبة ، التي روج لها الحكم الجزائري في عملية الطرد ، باعتبار المغاربة الموجودين فوق التراب الجزائري ، بعملاء للنظام المغربي ، المساندين لمغربية الصحراء ، وهي نفسها الأكاذيب التي روج لها النظام الجزائري ولا يزال ، في عهد عبدالمجيد تبون ، باتهام المغرب بإغلاق الحدود ، مع العلم ان المغرب فرض فقط نظام التأشيرة على الجزائريين الحاملين للجنسية الفرنسية ، بعد ثبوت تورط المخابرات الجزائرية في العملية الإرهابية ، التي كان ضحيتها فندق أسني بمراكش في سنة 1994 ، ولم يغلق الحدود . ومثل عملية الطرد التي حصلت في سنة 1975 ، بدعوى اعتبار مغاربة الجزائر بمثابة طابور خامس للنظام المغربي ، فان النظام الجزائري هو من بادر الى اغلاق الحدود الجزائرية المغربية ، بعد فرض النظام المغربي لنظام التأشيرة . الآن مر على عملية الطرد الظالم للمغاربة من الجزائر أربعة وأربعين سنة ، والى الآن لا يزال الحكم الجزائري يغمض اعينه عن جريمته العنصرية ، ولا يزال يحتفظ بممتلكات المغاربة المصادرة ، وعقاراتهم المسلوبة . ان ما قام به الحكم الجزائري ، وخاصة التصريحات التي اطلقها القادة الجزائريون ايام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة ، او التصريحات التي ادلى بها الأشخاص الذين ترشحوا الى الرئاسة الجزائرية ، وما فاه به الرئيس الذي عينه الجيش كرئيس للدولة عبدالمجيد تبون ... كلها ادلة ثابتة تؤكد بشكل جلي كره النظام الجزائري للمغرب ، ارضا وشعبا ، كما تفسر عقدتهم النفسية التي تؤرقهم منذ حرب الرمال في سنة 1963 . ان الكلمة التي ادلى بها سعيد العياشي رئيس " اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي " بالمؤتمر الخامس عشر المنعقد بتفاريتي المنطقة ( العازلة )، عند تأكيده مثل عبدالمجيد تبون ، ان قضية الصحراء ، هي قضية تصفية استعمار ، وان حلها لن يكون عادلا الاّ بالاستفتاء وتقرير المصير المؤديين الى الانفصال ، وان الجزائر لا علاقة لها بالنزاع حولها ، وهي تتشبث فقط بميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها ، هو اكبر مغالطة يروج لها النظام الجزائري ، كما انه اكبر دليل على التورط المباشر للنظام في حرب الصحراء . فحين يقدم الحكم الجزائري على طرد 350.000 مواطن مغربي دفعة واحدة ، وبدون سبب يذكر ، وحين يقدم ومن جانب واحد على اغلاق الحدود ، ويتدرع بذرائع كاذبة منافقة لتبرير فعلته الاجرامية ، فهو يعتقد وبحسابات خاطئة ، ان من شأن الطرد ، ومن شأن اغلاق الحدود ان يؤثر سلبيا على الوضع بالمغرب ، كما من شأنه ان يربك النظام المغربي ، بخلق مشاكل له قد تؤدي الى ارهاقه ، ومن ثم تؤدي الى اجباره على مغادرة الصحراء التي ستصبح بعدها جزائرية ، عند إقامة الجمهورية الصحراوية ، واعتراف الأمم المتحدة بها ، باندماج عضوي بين الدولتين الجزائرية والصحراوية ، او ربط الدولتين باتحاد كونفدرالي ، او فدرالي ، يسمح بان تصبح حدود الجزائر ، تلامس مياه المحيط الأطلسي ، ومن ثم خنق المغرب بتطويقه برا وبحرا . فهل سينجح النظام الجزائري في فصل الصحراء عن المغرب بدون حرب مدمرة للجميع ؟ فبعد ان تعافى النظام من الحراك الذي هزمه بالضربة القاضية ، واستمرار نفس النظام ، بنفس الآليات ، وبنفس العقيدة ، مما جعل منه ان يكون نظاما عدوانيا ، يعكس نفسية القادة المتأزمة / المريضة / العاقرة / والعاجزة عن إيجاد حلول تخدم الشعوب ، لا الأنظمة ، فلا يجب التعويل على مغرب الشعوب ، الحلم الذي لن يتحقق ابدا ، طالما ان الشعوب ميتة ، كما لا يجب انتظار إحلال السلام بالمنقطة ، طالما ان هناك شيء يسمى الجزائر ، وشيء يسمى المغرب ، وطالما ان الدول المجاورة التي كان المفروض فيها ان تخرج من دائرة الصمت ، لتحدث الحدث / الثورة على المفاهيم القديمة التي تفرق ولا توحد ، تشتت ولا تجمع ، غير مبالية ، وغير مدركة لخطورة الأوضاع التي يتم التحضير لها بالتصريحات المقززة ، وغير شاعرة بحجم الانتكاسة القادمة ، التي ان وقعت سيكون ليس لوقعتها واقعة . فلو كان النظام الجزائري المتهور ، والعاقر عن انتاج البديل المشرف ، والموحد للشعوب ، وهو يتعاطى مع مشاكل المنطقة بمنطق خسيس مكيافيلي ، يعتمد الدعاية الكاذبة ، ويجنح الى التعتيم والتلفيق ، وكل ما امكن من مناورات ، لإبعاد المسؤولية عنه ، وفضائحه واضحة ...... ولا أقول الآن ، بل القناعة تولدت منذ الستينات ، فان اية وحدة للشعوب ، وان اية مبادرة لخلق سوق مغاربية ، مثل اوربة ، سيكون من ضروب الاحلام ، طالما ان اصل النزاع هو الاستفراد بالمنطقة ، وطالما ان نزاع الصحراء يدخل في هذا الصراع الشبقي ، وطالما ان في المغرب نظام ملكي ، وفي الجزائر نظام جمهوري . ان هذه ، هي القاعدة الأساسية التي تؤمن بها في سياستها الأنظمة القائمة ، وهي تزداد قناعة وترسيخا مع موت الشعوب الخارجة عن دائرة الفعل ، وصنع الحدث . في وضع كهذا ، وهو واضح ، فان 350.000 مواطن التي تم طردها من الجزائر ، ومصادرة عقاراتها ، وممتلكاتها ، واموالها ، لن يعرف طريقه ابد الى الحل ، كما ان الحدود لن تحل ابدا طالما ان نفس النظام الجزائري الذي خلق مشكل الصحراء قد تعافى بعد ان كان مهددا بالسقوط .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفقة القرن
-
تفاريتي // Tifariti
-
الرئيس الجزائري تبون
-
تحليل الانتخابات الرئاسية الجزائرية // Analyse des élections
...
-
تحليل // Analyse --- الاغتيال السياسي في المغرب // Lassassin
...
-
اليسار الملكي // La gauche royale
-
فشل زيارة مايك بومبيو الى المغرب // L’échec de la visite de
...
-
أية جمهورية // Quelle république
-
ثلاثة وستين مرت ، الى متى ؟ Soixante - trois années , jusqua
...
-
المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو // Le quinzième congres
...
-
تحليل / Analyse // الملك يسود ولا يحكم / Le Roi règne mais n
...
-
رايات الاستعمار ترفرف فوق العواصم العربية / Les drapeaux col
...
-
الولايات المتحدة الامريكية / اسرائيل // Les Etats nis d’Amér
...
-
البرلمان المغربي
-
هل لا تزالون تحلمون بفلسطين حرة مستقلة
-
اليسار مات في يناير 1975 / المؤتمر الاستثنائي / مؤتمر الارتد
...
-
ملف - الحراك الجماهيري الثوري في العلم العربي .. -
-
خطير : دعوة الى القتل
-
بومدين والبربرية
-
الى الرأي العام الدولي أوقفوا التعذيب في المغرب
المزيد.....
-
400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
-
-حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
-
فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا
...
-
ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج
...
-
نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر
...
-
القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا
...
-
إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس
...
-
إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع
...
-
هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
-
ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|