|
الوضع القانوني لتفاريتي // La situation juridique du Tifariti
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 23:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرة أخرى نطرح السؤال عن الوضع القانوني لمنطقة تفاريتي / Tifariti ، هل المنطقة التي اهملها الجدار ، ولم يضمها هي ملك للمغرب ، ام انها ملك لجبهة البوليساريو ، ام انها منطقة عازلة كما يسميها النظام المغربي ، تتبع للأمم المتحدة . ومناسبة طرح هذا السؤال ، ما عرفه المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو ، من حضور ممثليْن عن " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " ، المعروفة ب " المينورسو " في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر . فإذا كان النظام المغربي يعتبر المنطقة مغربية ، فكيف له ان يسمح للجبهة بعقد مؤتمرها الخامس عشر فيها ، خاصة وانها استعملت العشرات من السيارات العسكرية ، انتقلت من تندوف تحمل فوقها المئات من الصحراويين كمنظمين ، وكمؤتمرين ؟ بل كيف للنظام ان يسمح بإنشاء بنايات مدنية ، وعسكرية ، و تنظيم مناورات عسكرية ، وإقامة أنشطة سياسية ، و مدنية وتنظيم افراحا بها ؟ وإذا كانت المنطقة تخضع للأمم المتحدة ، من خلال " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ، وهي ما يسميها النظام المغربي بالمنطقة ( العازلة )، فكيف للأمم المتحدة ان تتغاضى النظر عن قيام الجبهة بعقد مؤتمرها ، بمنطقة من المفروض انها تحت اشراف الأمم المتحدة ، التي تجتهد لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ، في كل المناطق المتنازع عليها ، وليس فقط في ثلث الأراضي التي توجد خارج الجدار ؟ ام ان المنطقة ، ومن خلال السيطرة عليها بالكامل من قبل جبهة البوليساريو ، مدنيا وعسكريا ، واقدامها على عقد مؤتمرها الخامس عشر بها ، دون احتجاج من قبل الأمم المتحدة التي من المفروض انها هي من يدير المنطقة ، ولا من قبل النظام المغربي الذي اكتفى كالمرات السباقة ، بتوجيه مذكرة احتجاج خجولة الى الأمانة العامة للأمم المتحدة ، والى مجلس الامن ، تعود السيادة عليها الى الجمهورية الصحراوية ، وليس فقط الى جبهة البوليساريو ؟ وما اثار الاستغراب كثيرا ، هو رغم حضور ممثليْن ، واحد منهم عسكري من " المينورسو " ، " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية " ، جلسة افتتاح المؤتمر، فان النظام المغربي لم يحتج ، ولم يكلف نفسه عناء توجيه مذكرة احتجاج خجولة ثانية ، لا الى الأمانة العامة للأمم المتحدة ، ولا الى مجلس الامن ، وكعادته وبسبب الخوف الذي يتملك كل تصرفاته ، وكأن شيئا خطيرا لم يقع ، مفضلا معالجة الظروف المتساقطة ، بمثل الجبناء " كم حاجة قضيناها بتركها " ، ومسترشدا كتلميذ مجتهد بمثال النعامة التي تدفن رأسها في الرمل حتى تنتهي العاصفة . فما قام به " المينورسو " ، " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ، هو تصرف خطير ، لأنه من جهة يضرب حياد " المينورسو " ويضعها على المحك ، ومن ناحية فان حضور عضوين امميين لافتتاح اشغال المؤتمر ، هو خرق سافر للاختصاص الذي يمنحه اتفاق وقف اطلاق النار الموقع في سنة 1991 لعمل " المينورسو " . والسؤال وامام هذا الحضور الاممي الغير العادي ، الا يعتبر حضور عضوين امميين افتتاح اشغال المؤتمر الخامس عشر للجبهة بتفاريتي ، هو اعتراف اممي واضح بكون منطقة تفاريتي تخضع لسيادة الجمهورية الصحراوية ، وانّ عدم ضمها من النظام المغربي مع الأراضي التي تخضع لسيادته ، هو تخلي النظام عنها ، مما شجع الأمانة للأمم المتحدة على اهمال مذكرات الاحتجاج الخجولة المغربية ؟ فلو لم تكن الأمم المتحدة تعترف للجمهورية الصحراوية ، بالسيادة على ثلث الأراضي الخارجة عن الجدار ، هل كان لها تحضر افتتاح اشغال مؤتمر جبهة البوليساريو بمنطقة تفاريتي ؟ ولو لم تكن الأمم المتحدة كذلك تعترف بسيادة الجمهورية الصحراوية على ثلث الأراضي الخارجة عن الجدار ، هل كان لها ان تصم اذنيها ، وتغمض عينيها ، ولا تنزعج ، ولا تكلف نفسها عناء الرد على مذكرات النظام المغربي الاحتجاجية الخجولة ؟ لماذا امتنعت الأمم المتحدة عن الرد على مذكرات النظام المغربي ، ولماذا النظام المغربي لم يحتج على الأمم المتحدة لكونها لم ترد على مذكراته ، وكأنه ، أي النظام غير موجود ؟ وعندما تعقد جبهة البوليساريو مؤتمرها الخامس عشر بتفاريتي الواقعة خارج الجدار الرملي ، وتمتنع المينورسو ، ومنها الأمانة العامة للأمم المتحدة ، ومجلس الامن ، من التعرض لكون التصرف في شكله ومضمونه ، خرق سافر لاتفاق وقف اطلاق النار ، وخاصة وانه فوق أراضي يطلق عليها بالأراضي العازلة الخاضعة للأمم المتحدة .... ، ومثل الأمانة العامة ، ومجلس الامن ، فان النظام المغربي الذي يتفرج ، ولا يحرك ساكنا ، والذي يناور لتعطيل ما امكن ، أية عودة الى الحرب ، لأنها ستكون حرب استنزاف طويلة ، ولن تكون في صالحه ، يلتزم الصمت ، ويغمض العين ، ويغلق الاذنين رغم حضور ممثليْن امميين افتتاح اشغال مؤتمر الجبهة .... فهل يمكن فهم موقف النظام المغربي هذا بمثابة اعتراف منه بسيادة الجمهورية الصحراوية على ثلث الأراضي الخارجة عن الجدار ؟ فهل نحن امام تقسيم جديد للصحراء كغنيمة ، بين النظام المغربي الذي لا يهمه شعب الصحراء ، بقدر ما يهمه الفوسفاط ، والسمك وكل ثرواتها التي يستفيد منها لوحده ، وحرمان المغاربة من حقهم الطبيعي في ثروات بلادهم ، حيث اضحوا مفقرين وفقيرين ، وبين الجمهورية الصحراوية التي تسيطر على ثلث الأراضي الخارجة عن سيطرة النظام المغربي ، وخاصة وقد جرى تقسيم الصحراء بين النظام المغربي ، وبين النظام الموريتاني بمقتضى اتفاقية مدريد الثلاثية في سنة 1975 ؟ كما ، هل يفهم من موقف الأمانة العامة للأمم المتحدة ، ومجلس الامن ، التغاضي عن عقد جبهة البوليساريو لمؤتمرها بالمنطقة ( العازلة ) التي تسميها الجبهة بالمناطق المحررة ، ولجميع الأنشطة العسكرية ، والمدنية الموازية ، وعدم تكليف نفسيْهما أي عناء للرد على مذكرات احتجاج النظام التي تبقى صيحة في واد ، وعدم احتجاج النظام ضد اهمال الأمم المتحدة الرد على مذكراته ، هو تنازل النظام عن تلك الأراضي ، واعترافه بسيادة الجبهة عليها ؟ وبالرجوع الى سيرورة الاحداث ، سنجد انه تمت تطورات حصلت في المدة الأخيرة ، ولم ينتبه اليها العديد من المهتمين ، من ان الولايات المتحدة الامريكية ، هي بدورها لم تعر اية أهمية لتشكي النظام المغربي ، حين طلب منها ان تمنع جبهة البوليساريو من عقد المؤتمر الخامس عشر بمنطقة تفاريتي ( العازلة ) ، كما انها رفضت ابتزاز النظام المغربي لها ، حين رفضت الاعتراف بحل الحكم الذاتي ، مقابل تبادل النظام المغربي العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ، وهذا ما ترجمه فشل زيارة كاتب الدولة في الخارجية السيد Maik Pompeo الى المغرب . وكما تمت المراهنة على المقايضة التي فشلت مع الامريكان ، الصحراء / إسرائيل ، فقد فشلت المراهنة كذلك على الحراك الجزائري الذي فشل ، ولم تسقط الجزائر في الحالة السورية ، والليبية ، و نجح النظام العدو اللدود لمغربية الصحراء من النجاة من السقوط ، وتمكن مستمرا ، وكأن شيئا كان يسمى حراكا لم يقع ابدا في الجزائر . هذا دون ان ننسى عراب النظام المغربي فرنسا ، التي فشلت في اسقاط الدولة / النظام الجزائري ، وفشلت في دفع الحراك الجزائري قصد الحفاظ على مصالح فرنسا المهددة اليوم في القارة الافريقية كدولة استعمار ناهبة . كل هذه العوامل مجتمعة ، مع فقد النظام المغربي للدور الذي كان يلعبه على صعيد السياسة الدولية أيام الراحل الحسن الثاني ، فاصبح المجتمع الدولي لا يعير اية أهمية ، او قيمة ، او اعتبار لنظام محمد السادس الغائب / الحاضر ... كل هذا جعل الأمانة العامة للأمم المتحدة ، ومجلس الامن ، لا يعيران ادنى أهمية لمذكرات التشكي الخجولة التي رفعها النظام المغربي الذي يبني كل سياساته على المثل العربي القائل : " كم حاجة قضيناها بتركها " ، فأعطى للأمم المتحدة ، ولمجلس الامن ، ثقة زائدة في التصرف ، على ضوء قوة اطراف النزاع بالمنطقة . ان الأمم المتحدة ، ومجلس الامن ، من خلال " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ، " المينورسو " ، لا يتصرفان حسب " ولوْ طارتْ معْزة " ، بل انهما يتصرفان على ضوء ضبط كل خرجات النظام المغربي منذ منتصف سبعينات القرن الماضي ، فكلما تقد النظام بحل لنزاع الصحراء ، الاّ والغاه في اليوم الموالي ، وليتقدم من جديد بحل جديد ، ثم يتراجع عنه في اليوم القادم .. وهكذا . لكن ان اخطر ما قام به النظام المغربي ، وفي غياب الشعب المغربي ، هو اعترافه العلني والصريح بالجمهورية الصحراوية في سنة 2016 ، حتى يصبح عضوا بالاتحاد الافريقي . فإذا كان النظام قد اعترف بالجمهورية الصحراوية ، فكيف له ان يعارض اعتراف الأمانة العامة للأمم المتحدة ، ومجلس الامن من الاعتراف بالجمهورية ؟ فهل الاعتراف بالجمهورية الصحراوية حلال على النظام المغربي ، وحرام على الآخرين ، خاصة وان الامر يتعلق بمجلس الامن ، وبالأمانة العامة . ان عدم اعتراض الأمم المتحدة ، ومجلس الامن ، لتواجد جبهة البوليساريو بالمنطقة المسماة ( عازلة ) ، والتي من المفروض فيها ان تكون تحت سيادة " المينورسو " ، وانّ غض بصرها ، واقفال أذنيها عن تنظيم جبهة البوليساريو لأنشطتها السياسية ، والمدنية بتفاريتي ، وانّ عدم احتجاج ، ولا معارضة الأمم المتحدة لقيام جبهة البوليساريو ، بإنشاء بنايات عسكرية ، ومدنية بالمنطقة ، وقيامها بتواجد عسكري ، يضم مختلف الأسلحة الاّ الطيران ، مع تنظيم مناورات عسكرية بالذخيرة الحية ... ليس له من معنى ، ولا فهم ، غير اعتراف الأمم المتحدة بسيطرة الجمهورية الصحراوية على ثلث الأراضي التي تحت سيادتها . والنظام المغربي الذي تاه في رمال الصحراء ، فاقدا بوصلة الاتجاه الصحيح ، من خلال صم اذيه ، واغماض عينيه ، كي لا يشاهد شيئا يضرب في كل خرجاته ، فمن خلال اكتفاءه برفع مذكرات الاحتجاج المحتشمة ، ومن خلال عدم احتجاجه على تجاهل مجلس الامن، والأمانة العامة لنداءاته الغير مسموعة ، والتي تبقى اقل من صيحة في واد ، ومن خلال عدم احتجاجه وبقوة ، على حضور ممثّلينْ للأمم المتحدة ، بعثة " المينورسو " افتتاح اشغال المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو ، يكون بدوره قد تقبّل الامر الواقع الذي يفقأ العين ، ويكون ما يحضر للصحراء اخطر من السنين العصيبة التي استغرقتها الحرب طيلة سنة عشر سنة . الدولة البوليسية تخرب وتدمر ، ولا تبني وتعمر .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزائر تطرد المغاربة // LAlgérie extrade les Marocains
-
صفقة القرن
-
تفاريتي // Tifariti
-
الرئيس الجزائري تبون
-
تحليل الانتخابات الرئاسية الجزائرية // Analyse des élections
...
-
تحليل // Analyse --- الاغتيال السياسي في المغرب // Lassassin
...
-
اليسار الملكي // La gauche royale
-
فشل زيارة مايك بومبيو الى المغرب // L’échec de la visite de
...
-
أية جمهورية // Quelle république
-
ثلاثة وستين مرت ، الى متى ؟ Soixante - trois années , jusqua
...
-
المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو // Le quinzième congres
...
-
تحليل / Analyse // الملك يسود ولا يحكم / Le Roi règne mais n
...
-
رايات الاستعمار ترفرف فوق العواصم العربية / Les drapeaux col
...
-
الولايات المتحدة الامريكية / اسرائيل // Les Etats nis d’Amér
...
-
البرلمان المغربي
-
هل لا تزالون تحلمون بفلسطين حرة مستقلة
-
اليسار مات في يناير 1975 / المؤتمر الاستثنائي / مؤتمر الارتد
...
-
ملف - الحراك الجماهيري الثوري في العلم العربي .. -
-
خطير : دعوة الى القتل
-
بومدين والبربرية
المزيد.....
-
-كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو
...
-
7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم
...
-
ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي
...
-
دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري
...
-
ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
-
الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
-
إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي
...
-
وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
-
انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو
...
المزيد.....
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|