|
هل ستندلع حرب نظامية بين امريكا وايران ؟
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6455 - 2020 / 1 / 4 - 10:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد مقتل الجنرال قاسم سليمان ، ونائب قائد الحشد الشعبي السيد المهندس ، مع اربع ضباط إيرانيين كبار ، أجمعت كل التحليلات على ان القادم سيكون خطيرا ، واضخم ، وان ما ينتظر المنطقة ، سيكون اكثر من الحرب الإيرانية العراقية ، واكثر من الحروب التي عرفها الخليج عند غزو العراق للكويت . يلاحظ ان جل المتدخلين ، ومن جميع بقاع العالم ، وعلى رأسهم عبدالباري عطوان ، اتفقوا في تحليلاتهم على ان حربا ضروسا تنتظر المنطقة ، وان ايران وحلفاءها سيردون الصاع صاعين ، وبنفس الحجم ، والقوة ، وبنفس الهدف . فهل المنطقة مقبلة على حرب بين ايران ، وبين الولايات المتحدة الامريكية ، وانْ حصلت ، هل سيشترك فيها العراق من جهة كحليف مفترض لإيران ، وحليف استراتيجي لأمريكا ، وبسبب انّ الضربة حصلت فوق ارض العراق ، وشملت شخصية عراقية هي نائب القائد العام للحشد الشعبي ، وهو جيش تابع للجيش العراقي ؟ ان الحرب لن تقع ابدا بين ايران وامريكا ، لان العملية التي نفدتها الطائرات الامريكية ، كانت فوق الأراضي العراقية ، ولم تكن فوق الأرض الإيرانية ، فالولايات المتحدة الامريكية لم تهاجم ايران البلد ، بل ضربت الهدف الإيراني فوق أراضي ليست إيرانية ، مثل الأهداف الإيرانية التي تقنصها إسرائيل فوق الأراضي السورية ، والعراقية ، وليس فوق الأراضي الإيرانية . ان هذا الحال والوضع ، يحول دون نشوب حرب مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية ، وبين ايران ، أي ان الحرب لن تكون فوق الأراضي الإيرانية ، ولن تكون في المياه التي تتواجد بها سفن المارينز الأمريكي ، ولن تطال الصواريخ الإيرانية أراضي الدول الخليجية التي بها قواعد عسكرية أمريكية . لكن المجابهة ان حصلت ، ولا اظن انها ستحصل ، ستكون فوق الأراضي العراقية ، والأراضي السورية ، من جهة لحصر مكان المواجهة / المناوشة ، وليس الحرب ، ومن جهة إبقاء دول الخليج بمنئ عن المشاكل التي ستزيد في ارهاقها . ان الضربة التي وجهتها أمريكا لإيران فوق الأراضي العراقية ، كانت محسوبة النتائج ، وكانت جد نافدة ، لأنها كبلت ايران ، وكبلت حلفاءها ، من اية مغامرة مباشرة ضد مصالح الولايات المتحدة الامريكية خارج الأراضي العراقية ، والسورية كمسرح مواجهة ، ومناوشات عسكرية ، وليست حربا بالمفهوم التقليدي ، كما انها وفي محدوديتها ، كما تفعل إسرائيل عند اغتيال طائراتها لشخصيات فلسطينية ، ضيقت من دائرة التحرك الإيراني ، كرد فعل عن الضربة التي تم تنفيذها باسم محاربة الإرهاب ، وليس محاربة الدولة الإيرانية ، ففيلق القدس ، وليس الدولة الإيرانية ، مصنف أمريكيا ، وألمانيا ، وفرسيا ، وبريطانيا ، وهولنديا ، كفيلق إرهابي ، أي ان الضربة تم توجيهها لجماعة إرهابية ، وليس للدولة الإيرانية ، الامر الذي سيجرد ايران من التحرك كدولة ، وقد توعز امر الدخول في بعض المناوشات العسكرية ، لحلفاء ايران كالحشد الشعبي ، او حزب الله العراقي . لكن رغم كل ذلك ، فحتى تحرك الحشد الشعبي ، وحزب الله العراقي مضبوط ، وتصرفهما يبقى خاضعا للدولة العراقية كعراقيين ، وليس خاضعا للدولة الإيرانية كحلفاء مفترضين ، لان جميع المعطيات تفيد ، ان العراق حليفا للولايات المتحدة الامريكية ، اكثر منه حليفا لإيران بسبب المذهب الشيعي ، كما لا ننسى ان للولايات المتحدة الامريكية فضل اكبر في وصول القيادة الحالية الى حكم العراق بواسطة دبابات بْريْمرْ . ايران كدولة مرهقة ، لن تستطيع خوض حرب مباشرة مع أمريكا ، لقد خاضت حربا ضد العراق دامت ثماني سنوات ، تم فيها التدمير والخراب ، وبعد توقيف الحرب ، جاءت مرحلة إعادة تعمير ما حلفته الحرب ، ومرحلة الحرب ، ومرحلة ما بعد الحرب ليستا بالسهلتين ، كما انها خضعت لمقاطعة اقتصادية أمريكية وغربية لما يفوق أربعة وثلاثين سنة ، وهي مرحلة ليست سهلة ، وخضعت لعقوبات مست توريد الأسلحة ، شاركت فيها روسيا والصين اللتين مارستا ضغوطا قل نظيرها ، ضد برنامجها النووي ، ولا تزال الى الآن تخضع للعقوبات الاقتصادية الامريكية ، والغربية المتنوعة . فالوضع الذي عليه ايران الآن ، لا يسمح لها بخوض حرب مباشرة ومفتوحة مع الولايات المتحدة الامريكية ، لان في أي حرب تنشب بين الدولتين ، ستخسرها ايران اكيد ، بسبب التفوق التكنولوجي الأمريكي ، وقوة الجيش الأمريكي ، إضافة الى احتمال مشاركة إسرائيل وبريطانيا فيها . فهل يستطيع حزب الله اللبناني التجرء بضرب إسرائيل انتقاما من مقتل قاسم سليمان ؟ وان كان العديد من المحللين يجزم بهذا كعبدالباري عطوان ، فلماذا لم يرد الحزب على الضربات التي وجهتها إسرائيل لفيلق القدس الإيراني بسورية والعراق ، ولماذا لم يرد على ضربات إسرائيل لمليشيات حزب الله بسورية ؟ سيتم طي الصفحة بالدعوة الى التعقل ، والحكمة ، والرزانة ، وستهضم ايران ما حصل ، وكأنه لم يحصل ابدا ، وستستمر الولايات المتحدة الامريكية في حلب دولارات دول الخليج ، باستعمالها البعبع الإيراني المخيف ، وسيستمر الوضع معلقا الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية ، هذا إذا فاز بها الرئيس دونالد ترامب . الحرب لن تقع .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف استطاعت الولايات المتحدة الامريكية من الوصول الى قاسم سل
...
-
الجنرال قاسم سليمان
-
الحوار المتمدن // Ahewar.org
-
مقاومة / معارضة // Résistance / opposition
-
إنتقاد الملك // Le critique du Roi
-
القادم أخطر و أصعب .
-
الإنتفاضة الشعبية
-
نفس المحاربين // Les mêmes gladiateurs // Le polisario
-
المغرب يتسول // Le Maroc se mendicité
-
الوضع القانوني لتفاريتي // La situation juridique du Tifarit
...
-
الجزائر تطرد المغاربة // LAlgérie extrade les Marocains
-
صفقة القرن
-
تفاريتي // Tifariti
-
الرئيس الجزائري تبون
-
تحليل الانتخابات الرئاسية الجزائرية // Analyse des élections
...
-
تحليل // Analyse --- الاغتيال السياسي في المغرب // Lassassin
...
-
اليسار الملكي // La gauche royale
-
فشل زيارة مايك بومبيو الى المغرب // L’échec de la visite de
...
-
أية جمهورية // Quelle république
-
ثلاثة وستين مرت ، الى متى ؟ Soixante - trois années , jusqua
...
المزيد.....
-
شركة في دبي تأمل بإطلاق خدمة التاكسي الطائر في عام 2026
-
ماذا قدّم أسبوع باريس للأزياء الراقية لعروس شتاء 2026؟
-
أوروبا تمنح إيران مهلة: إما التفاوض بشأن برنامجها النووي أو
...
-
صفقات بين واشنطن والمنامة بنحو 17 مليار دولار.. عشية لقاء تر
...
-
النووي الإيراني ـ الترويكا الأوروبية تهدد طهران بإعادة فرض ا
...
-
ميخائيل بوغدانوف مهندس السياسة الروسية في الشرق الأوسط
-
لماذا خاطب بزشكيان الإيرانيين المغتربين؟ خبراء يجيبون
-
%52 من الإسرائيليين يؤيدون حكما عسكريا في غزة
-
هآرتس: تدمير غزة يُنفذ عبر مقاولين إسرائيليين يتقاضون 1500 د
...
-
عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل مهاجمة قوات النظام الس
...
المزيد.....
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|