|
مقاومة / معارضة // Résistance / opposition
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 11:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤخرا غرد الضابط السابق السيد مصطفى اديب تغريدات لم تكن متوقعة ، ولم تكن عادية ، وهي تدور حول الارتقاء بالنضال من مجرد المعارضة السياسية ، الى المقاومة التي تركها مفتوحة في شقٍ للجانب السياسي ، وفي الشق الاخر دعا الى حمل السلاح في مواجهة النظام القائم في المغرب . ورغم انها المرة الأولى في تاريخ الصراع بين النظام ، وبين المعارضة ، يخرج ضابط سابق في الجيش ، صراحة بنداء الدعوة الى حمل السلاح ، وهي دعوى ستثير نقاشات ، واستفهامات ، وتساؤلات من قبل المعنيين بالشأن العام المغربي ، فإن الدعوة في حد ذاتها ، خدمت مصطفى اديب من حيث لا يدري ، ولا يحتسب ، لأنها فنّدت ، وكذبت كل الاتهامات التي تربط الرجل بهشام العلوي ، الذي سيرفض أي نقاش يتعلق بالدعوة الى حمل السلاح ضد النظام ، لأنه سيعتبر هكذا دعوة عملا إرهابيا ، يستخدم العنف المسلح ، ولا يستخدم الآليات الديمقراطية في الوصول الى الحكم . كما ان هكذا دعوة منفردة ، تثير التساؤل عن حقيقة الحزب الجمهوري ، وحقيقة الأشخاص المنتمين الى الحزب ، لان السؤال . هل استشار القبطان مصطفى اديب اشخاص الحزب / قيادة الحزب ، إن كان هناك حزب ، وكان به اشخاص ، ام ان الدعوة الى المقاومة بشقيها السياسي والمسلح ، هي دعوة منفردة اقتنع بها مصطفى اديب بمفرده ، بعد انتكاسات قد تكون مست مثلا ، " الائتلاف المغربي للتنديد بالدكتاتورية بالمغرب " الذي كان مخترقا من قبل عصابات البوليس . وبالمناسبة أتساءل . هل الاضراب عن الطعام الذي اعلنه السيد مصطفى اديب امام قصر الإليزيه بباريس ، كان قرارا منفردا ، ام انه قبل خوضه الاضراب ، استشار مع قيادة " الائتلاف للتنديد بالدكتاتورية بالمغرب " ، وخاصة وان مصطفى اديب من خلال ذاك الاضراب الذي دعوته مرارا الى فكه ، يكون قد سقط في فخ البوليس المغربي ، الذي ينسق مع البوليس الفرنسي ، لان الغاية من عدم مبالات البوليس الفرنسي ، ولا الدولة الفرنسية بالحالة الصحية التي أصبحت بعد الاضراب ، كانت هي ترك مصطفى ينتحر لوحده ، وعين طيب خاطره .. فيتخلص منه الجميع فرنسيس ، ومغاربة .. فهل الدعوة الى الانتقال الى المقاومة ، خاصة في شقها الشبة العسكري ، هي شبيهة بالخطأ عن اعلان الاضراب عن الطعام من جانب واحد ؟
ما صدر عن القبطان مصطفى اديب ليس بالعادي ، بل هو في ظل الظروف الحالية ، يشكل استثناء عن القاعدة العامة ، التي تحكم مختلف أنشطة الجماعات التي تشتغل بالسياسة في المغرب . ان الرفع من وثيرة المجابهة من درجة المعارضة ، التي اعتبرها متجاوزة ، ولا تتناسب مع الوضع المغربي الذي يخضع لنظام سليل الحماية Issue du protectorat ، الى درجة المقاومة التي بررها بكون المغرب لا يزال مستعمرا من فرنسا ، من خلال تنصيبها لنظام يرعى ويخدم مصالحها ، وبكون المغرب لا يزال خاضعا لاتفاقية الحماية التي ستنتهي حتى سنة 2055 ، مما يستوجب تطوير النضال الى درجة المقاومة ، هو قفزة نوعية تعدت الطفرة في تحديد من هو العدو ؟ ما هي مصالحه ؟ من هي طبقاته الاجتماعية ؟ ، ثم ماهي آليات الابتكار لمقاومة تبقى جنينية لعدة اعتبارات سنتطرق اليها لاحقا . ان ما سيثير استغراب من يشتغل بالسياسة ، وبالشأن العام ، هو عدم تحديد سقف معين لآليات المقاومة ، خاصة وان هناك دعوة لحمل السلاح ، كآلية تبقى مطروحة الى جانب الآلية السياسية . قبل ان نناقش جوهر الدعوة الى المقاومة ، بمفهومها الشامل الذي يضم استعمال السلاح ، اود ان اشير ، وان اطرح السؤال ، عن الجهة ، او الجهات التي يخاطبها القبطان مصطفى اديب بدعوته للمقاومة . فإذا كان يقصد بذلك الشعب ، فالدعوى ستبقى عبارة عن صيحة واد ، لان الشعب الذي يجهل وجود شيء ، يسمى بالمعارضة الراديكالية السياسية ، يصعب عليه فهم ، وتفهم الدعوة الى المقاومة في شقها الشبه عسكري ، اللهم إذا أضاع النظام الصحراء ، وبدأت الدولة في التحلل والانحلال ، هنا يمكن هضم حصول بعض المناوشات العسكرية من قبل بعض الناس الغير المنظمين ، إذا تمكنوا من الاستيلاء على سلاح بعض الوحدات من الجيش ، والدرك ، والشرطة التي تكون قد صُدمت من خسارة الصحراء . اما إذا كان الدعوة موجهة الى من جرب المقاومة المسلحة في الماضي ، واخص بالذكر منهم جماعة 16 يوليوز 1963 ، وجماعة حركة 3 مارس 1973 الاتحادية ، وحتى مشاركة عناصر الحركة في الانقلاب العسكري للجيش في سنة 1972 مع الجنرال محمد افقير ، فأكيد انهم لا ، ولن يستسيغوا الدعوة الى حمل السلاح ، لانهم اندمجوا ضمن مؤسسات الدولة ، واصبحوا من المُطبّلين اليها ، وهم اول من سيرفض مثل هذه الدعوة ، لانهم سيعتبرونها طفولة يسارية ، او يمينية ، او اسلاموية غير مسؤولة ، ومن ثم سيكونون اول من سيخبر البوليس بالدعوة الى حمل السلاح في وجه الدولة ، لان التبرير الذي سيخفون به عمالتهم ، هو تفادي الحرب الاهلية الموصلة الى الفتنة .. اما فلول اليسار المتطرف ، وبعض الجماعات الماركسية ، كالأمميون الثوريون ، وجماعة 30 غشت ، والبديل الجذري ، وتيار المناضلة ، ورابطة العمل الشيوعي ، والنهج الديمقراطي القاعدي / البرنامج المرحلي ، والكراسيون ... وحتى النهج الديمقراطي .. فهؤلاء سيعتبرون الدعوة الى حمل السلاح في وجه الدولة ، بمثابة دعوة انقلاب فوقي ، وبمثابة بلانكية ، تعيد نفسها بشكل كاريكاتوري ، ومهزلي ، كما سيعتبرونها نوعا من الانتحار ، لان الثورة بالنسبة لهم ، يجب ان يقوم بها العمال ، والفلاحون ، والطلبة على طريقة الثورات التي حصلت بروسيا وبالصين .. ( الثورة الوطنية الديمقراطية ) .. وهنا نشير ان صقور الاختيار الثوري عندما قرروا الدخول من الجزائر الى المغرب ، لخوض حرب المقاومة ، وليس حرب التحرير الشعبية ، تم اعتقالهم دون اطلاق ولو رصاصة واحدة ، في حين ان حركة " لنخدم الشعب " الماوية التي انفصلت عن منظمة 23 مارس الماركسية ، رفعت في حينه الدعوة لصعود الثوار الى الجبال لخوض حرب الشعب الطويلة ، لكن ما حصل ان الدعوة بقيت صيحة في واد ، بل تم ادانتها من قبل منظمة الى الامام ، ومنظمة 23 مارس عندما اعتبراها دعوة بلانكية . فكيف يمكن فهم الدعوة الى حمل السلاح ، والصعود الى الجبال ، العارية من الأشجار، بفعل نهب القرويين الجبليين للغابة ، وطائرات الميراج مستعدة لحرق كل الجبال ، وليس فقط الجبال التي كان سيتواجد بها الثوار ؟ وبالنسبة للجماعات الاسلاموية / جماعات الإسلام السياسي ، فباستثناء بعض جماعات التكفير ، والداعيشية التي قد ترحب بالفكرة ، الاّ انها لن تصفق لها ، لكون الداعي لها القبطان مصطفى اديب لا ينتمي اليها ، وانه ينتمي الى مدرسة تكرهها هذه الجماعات التي تنشد الفاشية . إذن لمن سيوجه السيد مصطفى اديب دعوة حمل السلاح في وجه الدولة ؟ هل للشعب الذي اخذت منه سياسات الدولة ؟ هل للحركات سليلة اليسار الماركسي السبعيني ؟ هل للحركات الاسلاموية / الإسلام السياسي ؟ هل الدعوة موجهة الى الضباط ، والى ضباط الصف ، والجنود الوطنيين الاحرار ، إن كان هناك حقا ضباط ، وضباط صف ، وجنود وطنيين احرار ؟ فلمن تم توجيه دعوة حمل السلاح ؟ لكن الذي يجهله القبطان مصطفى اديب ، ان الدعوة العلنية ، وأكرر العلنية ، قد تكون دعوى ضده ، لا لصالحه ، لأنه سيتم تكييفها بالدعوة الى الإرهاب ، ويستوي هنا الإرهاب الأحمر ، وإرهاب الإسلام السياسي ، وإرهاب التكفيريين ، وإرهاب الانفصاليين الريفيين ، والصحراويين . وفي وضع كهذا ، سيصبح راس القبطان مصطفى اديب مطلوبا من قبل النظام دوليا .. ان مثل هذه الدعوة لحمل السلاح يجب ان تبقى سرية ، وفي طي الكتمان ، لان جهوريتها لا تكون ، الاّ عند مباشرة الحرب الاهلية ، او عند قيام ثورة شعبية عارمة ، ويصبح النظام يعيش اخر ساعات وجوده ، بخلق مقاومة / لمقاومة جيوب مقاومة النظام . وبالرجوع الى تاريخ المقاومة المغربية ضد النظام المغربي ، لم يسبق لأية منظمة ، او حركة ، ان دعت جهرا الى المقاومة بحمل السلاج في وجه الدولة ، بل كان التخطيط في مثل هذا النوع من النضالات الثورية ، يثم بالكتمان ، وفي السرية المطلقة ، لان الأمور كانت جد خطيرة ، وكانت تتعلق بقلب نظام فيودالي ، كمبرادوري ، اوليغارشي ، بتريمونيالي ، بتريركي ابوي ، اثوقراطي ، ثيوقراطي ، قروسطوي ، فريد من نوعه في العالم . ورغم ظروف السرية التي كانت تطبع كل المقاومات المسلحة ، فإنها فشلت في اطلاق رصاصة واحدة ، ليس بسبب انعدام التخطيط ، بل بسبب الخيانات من قلب التنظيم ، لا من خارجه . وبالرجوع الى التاريخ في ما يخص المقاومة المسلحة ، فانه باستثناء السيد مصطفى اديب كضابط بالجيش ، وباستثناء الضابط الملازم احمد رامي اللاجئ بالسويد ، لم يسبق لأحد ان دعا جهرا ، وعلانية بالدعوة الى حمل السلاح كشكل من اشكال المقاومة المدينية . والسؤال هنا ، اليس اجدر عوض الدعوة الى المقاومة المدينية ، وهي تكون سريعة الاختراق ، الدعوة الى حرب الشعب الطويلة الأمد ، وهذا النوع من الحرب لا يتقنه غير البرابرة سكان الجبال ، أي خلق جيش تحرير حقيقي . والسؤال هل من السهولة تجميع البرابرة في حركة واحدة ، وموحدة ، والدفع بهم كجيش تحرير ، لإسقاط النظام ؟ ان من يفكر بهذا المستوى يكون بمن يتوهم ، او يتخيل ، او انه قادم على الانتحار ، لأنه بمجرد ذكر كلمة جيش تحرير ، والدعوة للتحرك ، وقبل التفكير في التحرك ، اكيد سيكون الدرك لك بالمرصاد . ان هذا يفكرنا بمحاولات منظمة الى الامام الالتجاء ، والالتحاق بالبادية ، والجبال ، والتسلل وسط الفلاحين ، والقرويين كحصّادة ( الحصاد ) ، لكن بمجرد ان فتحوا النقاش مع الفلاحين حتى اخبروا بهم الدرك ... كما لا ننسى كيف تم تجنيد القرويين للبحث عن الضباط ، وضباط الصف ، والجنود الذين فروا من المعتقل " النقطة الثابتة رقم 3 " في يوينيو 1975 ، وساهموا في إعادة القاء القبض عليهم ، فتعرضوا الى القتل بدم بارد في نفس المعتقل من قبل الجنرال احمد الدليمي / حسني بنسليمان / مولاهم حفيظ العلوي / ادريس البصري / العميد بنمنصور / مولاهم علي العلوي ....الخ . فهل دعوة القبطان مصطفى اديب لحمل السلاح ، كآلية من آليات المقاومة المسلحة ، تتلاقى مع دعوة الملازم اللاجئ بالسويد احمد رامي ، حين لم يدع الى المقاومة المسلحة ، بل دعا الى الإرهاب حين قال " عندما تسود الخيانة ، ويعم الفساد ، ثم تكم الافواه ، لا يبقى الا ما فعله خالد الاسلامبولي ورفاقه " . فهل السيد مصطفى اديب مع الدعوة لاختصار الحرب الاهلية ، باستعمال السلاح لاغتيال محمد السادس على طريقة اغتيال محمد انوار السادات على يد خالد الاسلامبولي ؟ واذا كان تبرير القبطان مصطفى اديب للدعوة لحمل السلاح ضد نظام محمد السادس ، مرده الى ان فرنسا لا تزال تحكمنا ، من خلال عقد الحماية ، وهو ما يبرر استخدام السلاح لطرد أعوان فرنسا ، أي محمد السادس ، ونظامه ، فالسؤال هنا : من دخل اول الامر الى المغرب ؟ هل العلويون الذي دخلوا المغرب منذ ثلاث مائة وخمسين ( سنة 350 ) ، ام الفرنسيون الذين ادخلهم العلويون لحمايتهم من ثورات القبائل البربرية في سنة 1912 ؟ إن من بين المقاصد التي جهلها مصطفى اديب في دعوته الى تجاوز المعارضة ، والانتقال الى مرحلة المقاومة خاصة المسلحة ، محاولة تحججه بميثاق الأمم المتحدة ، الذي يشرع المقاومة المسلحة للشعوب المستعمرة ، أي الشعوب التي تكون محتلة من قبل مستعمر اجنبي ، هنا هل فرنسا تتواجد بالمغرب عسكريا كدولة احتلال ، ام انها تسيطر على المغرب من خلال الشركات الكبرى ، ومن خلال الاقتصاد ؟ وهنا كذلك ، هل النظام الملكي نظام فرنسي ، ام انه نظام مغربي ترعاه وتضمن حمايته فرنسا ؟ اعتقد ان الجواب يبطل الدعوة لحمل السلاح ، لصالح المعارضة التي قد تكون استراتيجيتها ، هي قلب النظام بواسطة العنف الثوري ، الذي ينتهي في آخر المطاف باستعمال السلاح عندما يقترب النظام من السقوط ، فيكابر للبقاء ، أي استعمال السلاح للقضاء على جيوب مقاومة النظام . لكن ان القول بهذا التشريع الاممي ، الذي يدعو الى المقاومة ، هو استثناء وليس بقاعدة عامة ، لان ما يسمى بالأمم المتحدة ، هي من اضرت بالمقاومة المسلحة الفلسطينية التي تحولت الى مجرد معارضة سياسية ، وهي نفسها من قضت على الكفاح المسلح الذي خاضته جبهة البوليساريو ، ولتتحول منذ سنة 1991 الى مجرد معارضة سياسية ، وهي ، أي الأمم المتحدة ، هي من قتل سنكارا ، وبتريس لومبا ، وتغاضت عن سجن مانديلا لما يفوق سبعة عشر سنة ، وهي من تتكالب على الشعوب ، وتميل الى الأنظمة ، والى الدول الاستعمارية ، بل ان الأمم المتحدة تغاضت النظر ، ولم تحرك ساكنا ، وكأن شيئا لم يقع عند قلب فاشيست الجيش ، النظام الوطني للرئيس سلفادور ألندي بالشيلي .... ان التحجج بميثاق الأمم المتحدة ، لتبرير المقاومة المسلحة بالمغرب ، هو عين الخطأ ، بسبب التناقض بين ما ينص عليه الميثاق الاممي كفلسفة للديماغوجية ، وبين الواقع الذي ينطق به التراب المغربي . فإذا كانت الغاية من شرعنة المقاومة المسلحة للشعوب ، تبقى من المبادئ العامة ، والاخلاقيات ، فان الأمم المتحدة هي اول من عارض ، ورفض العديد من النضالات المسلحة للشعوب ، بل ذهبت الى نعتها بالإرهاب ، وبالتطرف ، بل وقد ادانتها في العديد من الحالات ، ولنا هنا ان نذكر بموقف الأمم المتحدة من المقاومات المسلحة ، للعديد من المنظمات الوطنية الثورية ، كجبهة فرباندو مارتي للتحرير الوطني ، الطريق المضيء ، توباماروس ، الالوية الحمراء الايطالية، العمل المباشر الفرنسية ، الخلايا الثورية البلجيكية ، الجيش الأحمر الياباني ، حركة 17 مايو اليونانية ، الجبهة الكورسيكية للتحرير الوطني ، الجيش الثوري الباسكي ، وبما فيه حتى السياسي لهنري باتاسون .... لخ . ان التحجج بالميثاق الأممي لتبرير المقاومة المسلحة ، يتعارض مع التربة المغربية التي ترفض هذا النوع من العمل السياسي ، لأنه يتنافى ولا يستجيب للتطورات التي تحكم الفاعلين السياسيين الجذريين ، وتتعارض بالمطلق مع التركيبة الذهنية للشعب المغربي ، الذي سيعتبر الدعوة للمقاومة المسلحة ، خطرا على وحدة اللحمة المغربية ، لان المقاومة المسلحة لا تكون الاّ عند وجود محتل اجنبي يستعمر دولة ويستعمر شعبا . وهنا يمكن ن نطرح السؤال : لماذا فشلت كل محاولات استعمال السلاح ضد الدولة بالمغرب ، ولماذا فشلت كل دعوات العنف الثوري الشعبي الجماهيري ؟ ولماذا كان المغاربة هم من كان يسرع لتبليغ البوليس ، والدرك ، والسلطة ، بكل محاولات ادخال السلاح ، او بواقعة وجود السلاح ، ويخبر بالأشخاص المسؤولين عن ترويج السلاح ، لإشعال حرب المقاومة المسلحة ، او الإعلان عن حرب الشعب الطويلة الأمد ؟ وإذا كان من المفروض ان الدعوة لحمل السلاح في وجه الدولة ، يعني منظمة ، او تنظيم ، او جماعة ، وبغض النظر عن مرجعيتها الأيديولوجية ، فدعوة السيد مصطفى اديب ، يجب من المفروض ان تخاطب مرجعية أيديولوجية ، والاّ ستكون الدعوة نشازا ، وصيحة في واد ، لان إرماء دعوة بهذا الشكل ، ليس من الامر السهل ، وستترتب عنها نتائج قد تكون مأساوية ، هذا إذا افترضنا جدلا ان البعض من الافراد ، وليس الشعب ، قد يكون التقط الدعوة بحسن نية . ان الدعوة الى المقاومة المسلحة ، تقتضي وجود أسلحة ، وذخيرة ، وقواعد شبه عسكرية متقدمة ، وقواعد ثابتة ، وقواعد متحركة ، وانْ يكون هناك فيالق ، وكتائب ، وكومندوهات قد خضع للتدريبات العسكرية ، وان يكون هناك تخطيط لتحديد بنك الأهداف التي سيشملها الهجوم ، وان يكون هناك تحضير للمستشفيات المتنقلة ، والثابتة لمعالجة المصابين من أصحاب السلاح ..... فهل هذا يعني ان السيد مصطفى اديب قد ادرك كل هذه الأرضية ، ولم يبق له غير توجيه دعوة المقاومة المسلحة ... ؟ . وإذا لم يكن الاستعداد والتحضير للمقاومة المسلحة ، قد تمكّن من كل هذه الآليات ، والاستراتجيات ، فان دعوة القبطان مصطفى اديب تعتبر كأنها لم تحصل ابدا ، اللهم كعسكري سابق ، قد يكون يشارك الملازم احمد رامي دعوته ، الى الاغتيال المباشر لمحمد السادس على طريقة اغتيال انوار السادات من قبل الاسلامبولي ؟ ومرة أخرى فان دعوة السيد مصطفى اديب الانتقال الى المقاومة المسلحة ، تفند ، وتبطل ، وتكذب اية علاقة له بهشام بن عبدالله العلوي ، الذي سيرفض ، وتحت جميع الاعتبارات ، اللجوء الى العنف في شقيه السياسي / الثورة لقلب النظام ، والمسلح لقلب النظام كذلك .. ان اقوى سلاح للمقاومة ، عوض الدعوة الى العنف ، يبقى هو التوعية ، هو استعمال الاعلام الذي يزور في كل ثانية البيوت بدون إذن ، هو الأقلام الملتزمة الغير خائنة ، هو الاعلام السمعي والبصري .. فعندما يتجدر وعي الشعب ، ستتجدر المقاومة النضالية السلمية ، وستتوسع القاعدة المعارضة ، وغاندي عندما حرر الهند ، فهو لم يحررها بالسلاح ، ولا مارس العنف الثوري المادي ، بل حررها باقتناع الشعب الذي آمن بقضيته ، وعندما يبلغ الإيمان درجاته القصوى وسط الشعب ، فلا كلمة تعلو آنذاك فوق كلمة الشعب .. سنة سعيدة للجميع ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنتقاد الملك // Le critique du Roi
-
القادم أخطر و أصعب .
-
الإنتفاضة الشعبية
-
نفس المحاربين // Les mêmes gladiateurs // Le polisario
-
المغرب يتسول // Le Maroc se mendicité
-
الوضع القانوني لتفاريتي // La situation juridique du Tifarit
...
-
الجزائر تطرد المغاربة // LAlgérie extrade les Marocains
-
صفقة القرن
-
تفاريتي // Tifariti
-
الرئيس الجزائري تبون
-
تحليل الانتخابات الرئاسية الجزائرية // Analyse des élections
...
-
تحليل // Analyse --- الاغتيال السياسي في المغرب // Lassassin
...
-
اليسار الملكي // La gauche royale
-
فشل زيارة مايك بومبيو الى المغرب // L’échec de la visite de
...
-
أية جمهورية // Quelle république
-
ثلاثة وستين مرت ، الى متى ؟ Soixante - trois années , jusqua
...
-
المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو // Le quinzième congres
...
-
تحليل / Analyse // الملك يسود ولا يحكم / Le Roi règne mais n
...
-
رايات الاستعمار ترفرف فوق العواصم العربية / Les drapeaux col
...
-
الولايات المتحدة الامريكية / اسرائيل // Les Etats nis d’Amér
...
المزيد.....
-
-اكتفيت إلى هنا-.. دانا مارديني تعلن اعتزالها -كممثلة في مجا
...
-
اليابان: رئيس الوزراء ينوي البقاء في منصبه بعد توقعات بهزيمة
...
-
إسرائيل تأمر الفلسطينيين في وسط غزة بالتوجه جنوبًا.. ومنتدى
...
-
-آليات لأعداء الأمة-.. ضاحي خلفان يحذر من مخاطر الميليشيات و
...
-
أزمة السويداء: ما الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه في سوريا؟
-
إذا اندلعت حرب جديدة مع إيران.. ما الجديد في حسابات تل أبيب؟
...
-
ألمانيا ودول أوربية أخرى تستعد لبدء محادثات جديدة مع إيران
-
طواف فرنسا: البلجيكي تيم ويلينس بطلا للمرحلة الخامسة عشرة
-
غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث
-
دمشق تعلن تهدئة الأوضاع في السويداء وقلق أميركي من سياسات نت
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|