أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - هذه السنة... حزينة مكركبة...















المزيد.....

هذه السنة... حزينة مكركبة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هــذه الــســنــة... حــزيــنــة مــكــركــبــة...
هذه السنة.. هذه السنة التي سوف تموت وتنتهي وتمضي... لا ولن أبكي عليها... لا هــنــا.. ولا هــنــاك... بهذا البلد الذي أعيش به من ستة وخمسين سنة.. والذي اخترته كوطن وبلد وسياسة وثقافة... ولا بالبلد الذي ولدت بـه هناك.. والذي غادرته.. بلا أسف.. ولا حنين.. ولا حسرة.. ولا ذكريات.. ولكنني ما زلت مرتبطا بأمراضه وعلاته.. وتمارين لغته.. محاربا عاداته وتقاليده المتعبة.. وانقلاب مقاييسه وعنترياته وتشريع فساده.. وتتويج حكامه ومشايخه وملاليله وكهنته وتجاره وشبيحته.. وصمت ما تبقى من أذكيائه ونخبته وهياكل حزبه التاريخي الوحيد الفريد المتكركب من شروش وجذور وهمية وأصوليات ممزوجة بكثير من تاريخ البلد المشوه...
أما هنا... بعدما علموني بكل جامعات الحياة.. واحدة تلو الأخرى... كل قواعد الحقيقة وأساليبها وقواعدها المكتوبة.. وحصلت على إمكانيات آلاف تجارب ما تعلمت... طيلة خمسين سنة تقريبا.. حتى أصبحت مبشرا لتعاليمها بالكتابة والندوات والصداقات والمحاضرات... دوما على الورق... وبعدها لما تحققت مع نسائها ورجالها.. وخاصة الأنتليجنسيا اليمينية واليسارية المعتدلة.. تبين لي أنهما واجهات كرتونية.. روبوتية.. كلامية.. تتقن الكلام السياسي المنفوخ.. بتركيباته المنمقة المعقدة.. وبعد تجارب دراسية ـ دوما على الورق ـ لأنهم كانوا دوما واجهات روبوتية كرتونية.. كلامهم كله مسجل بأشكال متوازية.. لا يفترق غالبهم.. سوى بالدرجات الصوتية.. حتى تسمع أو لا تسمع...
وبعدها وصلت إلى قناعة أنني لم أعد أصدق أي شيء... وغرقت بعدم تصديق أي شيء... وان كل ما يخرج من أفواه هذه الشخصيات, وحتى التي علمتني خلال سنوات وسنوات.. أفضل المبادئ وأقواها وأشرفها.. علمانية وديمقراطية وحرة... بدأت منذ العشرين سنة الأخيرة.. وخاصة بالثلاثة السنوات الأخيرة التي رفــعــت السيد ماكرون لقمة هرم الجمهورية.. حتى أصبحت أسوأ من أية مملكة عربانية... ملك حوله خصيان ومهرجون.. وزلم وطباخون.. وصحفيون وسيافون.. وأذكياء رائعون لصياغة كذب ودجل آكاديمي.. هم نفسهم لا يفهمون منه أي شيء.. لدى قراءة ثانية.. وطبالون.. كأي بلد عربي..
لهذا لن أحتفل.. ولا عيد ببيتي.. مثل كل سنوات التسعة الماضية.. والتي اعتصمت بها مؤازرة مع شعب البلد الذي ولدت به... مؤازرة له.. وليس لحكامه وعرابي حكامه..وحلقات حكامه.. وهذه السنة أيضا مؤازرة حزينة لهنا وهناك.. وتعاسات ومآسي هنا وهناك.. والتي تتجدد وتتكرر يوما إثر يوم...
هناك تأييدا لشعب سوريا والمحرومين من كل تسهيلات الحياة وحرياتها الطبيعية... وهنا تأييدا لإضرابات ومظاهرات ومطالب الشعب والنقابات.. ضد مشاريع الحكومة الفرنسية الرأسمالية.. والتي تفجر كل مكاسب الطبقات الشعبية المختلفة.. لمصالح المؤسسات الرأسمالية العالمية... وخاصة أمركة جميع الأنظمة الاجتماعية.. وتقليصها... بينما تعفي مؤسسات عالمية عولمية.. من مليارات الضرائب... ساعية يوما بعد يوم تفكيك المؤسسات والمستشفيات والجامعات.. ووسائل الإعلام النزيهة... لصالح مؤسسات خاصة.. وشركات ديناصورية عولمية.. بلا إنسانية.. وبلا مشاعر إنسانية... والتي كانت قاعدة فرنسا العالمية... منذ بدايات القرن الماضي.. ومنذ الثورة الفرنسية.. بالقرن الثامن عشر... يمبادئ Liberté Egalité Fraternité حـريـة مـسـاواة تـآخي.. بالإضافة إلى العلمانية... كل هذه المبادئ استبدلت بانتفاعية.. رأسمالية.. حريات استثمارية.. وتعميم البطالة.. لاستغلال البشر.. وتخويفهم من البطالة.. وتقليص الضمانات الاجتماعية والصحية.. وأنظمة التقاعد التاريخية... وتعميم الروبويات بدلا من اليد العاملة الاختصاصية... أزمات إنسانية متواصلة.. تهدد نركيبة المجتمع الفرنسي الاجتماعي الإنساني التاريخي... يوما إثر يوم...
هذه مهمة الرئيس إيمانويل ماكرون... والذي حملته لسدة الرئاسة مؤسسات إعلامية ورأسمالية عالمية عولمية.. بعد إن صنع وتقولب عدة سنوات ببنك روتشيلد.. ومن حلقاته مؤسسة بـــلاك روك Black Rock الأمريكية المشهورة, والتي تدير ألاف ألاف مليارات صندوق التقاعد الأمريكي, والتي نوهت عنها بمقال بالحوار المتمدن.. وكيف تهمس بآذان إيمانويل ماكرون.. موجهة سياساته الجديدة الرأسمالية... ويشير بعض الصحفيين الأحرار(النادرين جدا).. أن هذه المؤسسة الديناصورية الأمريكية موجودة مقربة بحلقات الرئيس ماكرون.. ومن مشاريع تفجير أنظمة التقاعد الفرنسية التاريخية.. بيعها لمؤسسة بلاك روك... والسؤال اليوم هل بلاك روك من حلقات الرئيس ماكرون؟؟؟... أم أنـه هــو مـن حلقاتها؟؟؟!!!...
كل هذه التساؤلات.. وهذه السياسات الرأسمالية الغامضة واللاإجتماعية التي تجتاح فــرنــســا.. بأيامنا هذه.. لا تهدئ خاطري... لأنني اخترت هذا البلد من سنوات عديدة.. وطنا وفلسفة وعقيدة وسياسة... ورغم تناقضاتها ٍSes Paradoxes ... لا أغيرها لقاء أية جنة...
***************
عــلــى الــهــامــش :
ــ وعن الإعلام الفرنسي الموجه
من مآسي هذه السنة التي تنتهي بعد بضعة أيام... إنفلات الإعلام الفرنسي الموجه.. للدفاع عن مدينتي عفرين وإدلب السورية... متباكية على حصارهما من القوات السورية النظامية...( هذا الصباح محطة ُEUROPE 1 الفرنسية).. كأنهما مدينتي LYON أو Grenoble.. مهددتين بالجيش الفرنسي.. ناسين ومهملين أن هاتين المدينتين تديرهما وتحتلهما ألاف وآلاف من جحافل داعش.. وأخوان داعش.. وأبناء داعش.. وحلفاء داعش... بشراسة وحشية.. لا مثيل لها بتاريخ البشرية.. وأنهما مفتوحتين للقوات التركية التي تناور من سنوات.. لضمهما نهائيا..للدولة التركية... وتحقيق رغبات السلطان رجب طيب آردوغان...
تصوروا لو أن جميع المناطق والأحياء والمدن الزنانيرية الفرنسية.. ترفع وتعلن ولاءها لداعش... كما السجون الفرنسية التي يهيمن عليها كليا سجناء ـ أمراء ـ جهاديون أعلنوا ولاءهم للقاعدة وداعش... ماذا تريدون أن تفعل السلطات المركزية الفرنسية؟؟؟... متابعة إهمال أي تدخل.. أو إهمال هيمنة هذه العناصر الإرهابية... مراضاة لها... ولعرابيها المعروفين؟؟؟...
ما هذه الحسابات الخنفشارية الكاريكاتورية السخيفة... الإرهابيون الإسلاميون.. ملائكة وأبطال ومحاصرون على الأراضي السورية؟؟؟... وشياطين مرعبون في أوروبا... يجب متابعة مرافقتهم ومراقبتهم.. وتجنب إثارتهم.. حتى لا يغضبون...
السياسة والإعلام الفرنسي.. غالب السياسة الحالية.. وغالب الإعلام الذي اشتراه مليارديرية متاجرون... تصرفاتهم وتعامي أبصارهم لخدمة مصالحهم.. ومسايرة آردوغان وعربان البترول... لا تخدم مصير أوروبا.. ولا شعوب أوروبا... ولا مصير فــرنــســا خاصة... ولا مصير ثــعــبــهــا!!!...
آمل تصحيح هذه البوصلات المكركبة الأوروبية والفرنسية... حفاظا على مصير أوروبا.. ومصير فرنسا الذي يثير قلقي وحزني وأسفي... وخاصة عدم مشاركتي بأي عيد.......
بـــالانـــتـــظـــار......
غـسـان صـــابـــور ـــ لــيــون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال مخنوق.. سلفا...وجواب يائس أكثر...
- بلاك روك Black Rock
- صبيانيات... رهيبة...
- فرنسا؟... فرنسا تغلي...
- تحية ومجد للشاعر أشرف فياض...
- هنا وهناك...-بقة بحصة إضافية...-
- ما زلنا أحياء... وهامش عريض...
- عودة ضرورية.. لنداء الحوار...
- ذكريات... سادومازوخية...
- على مسؤوليتي... استجابة لنداء الحوار المتمدن...
- درس آكاديمي لمحاربة الفساد
- إذا أردت أن تطاع... فاطلب المستطاع...
- ردي لرسالة من اللاذقية...
- أشارك؟؟؟... أو لا أشارك؟؟؟...
- مرض وشيخوخة الحرية...
- العزل The Impeachment
- عودة إلى نقطة الصفر...
- كفا... كفا خنفشاريات وعنتريات فارغة...
- حنفية الحريات... قصة سيرة ذاتية...
- بفرنسا لوائح انتخابية... طائفية!!!...


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - هذه السنة... حزينة مكركبة...