أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - -حب ترامب -...جعل حل الدولتين -مستحلا-














المزيد.....

-حب ترامب -...جعل حل الدولتين -مستحلا-


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 6433 - 2019 / 12 / 9 - 15:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


لأنه كما قال " أنا أحب إسرائيل" فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذه العبارة أظهِّر الجذر العاطفي والفكري والسياسي الذي يشكل طبيعة السياسة الأمريكية من الحقوق التاريخية الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وبشكل أكثر عدوانية من قبل الإدارة الأمريكية الحالية.
لكن أن يصل الحال بالرئيس ترامب إلى هذا المستوى من التزلف لليهود الأمريكيين، من خلال هذه العبارة ، فإن هذا لا يليق بأي رئيس ناهيك عن دولة ينظر الكثيرون لها على أنها القوة العسكرية والاقتصادية الأكبر في العالم، خاصة إذا كان هذا التملق المبتذل يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
والمشكلة التي نواجهها هنا ، تقول إن أي شخص متملق مهما كان موقعه لا يمكن أن يكون موضوعيا في علاقاته وأحكامه، فكيف يكون الحال إذا كان هذا الشخص هو رئيس الدولة الأولى في العالم؟ الذي يحاول أن يكسب أصوات اليهود الأمريكيين والصهاينة المسيحيين الذين يؤمنون بالحق الإلهي الحصري لأتباع الديانة اليهودية في فلسطين، وكل ذلك بالطبع على حساب الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق الثابت عبر التاريخ في فلسطين.
ولعل الخطأ التاريخي الفكري والسياسي الذي وقعت فيه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، هو عندما راهنت على دور أمريكي موضوعي (نسبيا) في حل موضوع الصراع مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين، عبر ما يسمى بحل الدولتين ، وعاشت على هذا الوهم لأكثر من ربع قرن لتصدمها صخرة واقع الموقف الأمريكي الذي يتماهى في الرؤية الصهيونية الاحتلالية لفلسطين التي تنكر كل قضايا الحل النهائي.
ولذلك عندما يقول الرئيس الأمريكي أمام مؤتمر المجلس الإسرائيلي الأمريكي (IAC) المنعقد في هوليوود، بولاية فلوريدا "أنا أحب إسرائيل"، ثم يضيف: "يقولون إن أصعب ما يمكن تحقيقه هو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وإذا لم يتمكن جارد كوشنير من تحقيق ذلك، فذلك يعني أنه حقا مستحيل".
لكن السؤال الأساس هو من جعل هذا الحل كما يقول ترامب "مستحيلا" ، وبالطبع من وجهة صهيونية أمريكية؟ نعم ، إننا نؤيد ما ذهب إليه الرئيس الأمريكي من أن الحل "يصبح مستحيلا "، ولكن ليس من الموقع الذي ينظر منه ترامب إلى مسألة الصراع الفلسطيني ــــــــ الصهيوني، ولكن على الأقل من موقع المراقب.
فعندما يعلن الرئيس ترامب في 6 ديسمبر 2017، رسميا، اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس فعليا من تل أبيب إلى المدينة في 14 مايو 2018 وفي ذكرى النكبة، لتكون أول سفارة بالمدينة المحتلة.
وفي موقف آخر في 16 يناير 2018، بدأت في تقليص مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي تأسست " بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 لتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5 ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس، وهي الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة. مع إنكار حق العودة وحصرها في بضعة آلاف من اللاجئين، فإن من جعل الحل البائس مستحيلا هو ترامب وإدارته.
وعلى ضوء هذه المواقف الأمريكية العدائية يصبح واهما من يعتقد أنه بإمكان أكثر البرجماتيين في الجانب الفلسطيني تهافتا القبول بما يعرض عليه، بعد كل هذه المواقف الأمريكية التي هي في جوهرها مواقف صهيونية بامتياز، لأن القبول بها يعني عملية نفي فلسطيني ذاتي للحقوق الوطنية الفلسطينية في حدها الأدنى، وهذا لا يمكن قبوله مطلقا، ولهذا يصبح الحل فعلا مستحيلا.
ويبدو أن إدارة ترامب وفريقه السياسي بدءا منه ووصولا إلى صهره الصهيوني كوشنير، وهي تمارس هذه اللعبة السياسية مع الفلسطينيين ، تصورت أن فرط القوة الأمريكية وحالة الضعف الظاهرة في الجانب الفلسطيني ، سيمكنها من أن تمرر صفقة القرن.
ذلك أن هذا التصور الأمريكي لم يحسن قراءة التجربة الكفاحية الفلسطينية ، ومحدداتها لأي حل سياسي في ظل شرط اللحظة التاريخية، في حده الأدنى، وإنه ليصبح من بؤس التفكير وربما " غرور القوة " أن تعمد إدارة ترامب إلى تجريد الجانب الفلسطيني من مقومات ما يسمى بحل الدولتين ثم تنتظر من الفلسطيني المنخرط في الحل أن يقبل به ، بعد أن انتزعت منه كل الأسس التي يمكن أن يقوم عليها أي حل يمكن تسويقه.
فإذا كان الجانب الفلسطيني قد قدم تنازلا بالقبول بدولة على جزء من فلسطين التاريخية، أي في الضفة الغربية وغزة والقدس عاصمتها مع حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي 194، فإن أي انتقاص من هذه المحددات هو نفي مسبق للحل ، ومن الطبيعي أن يكون مستحيلا.
لكن الرئيس الأمريكي وهو يتحدث عن استحالة الحل الذي هو في الأساس تنازل من قبل الفلسطينيين، تجاهل الحديث عمن جعل من هذا الحل رغم بؤسه مستحيلا، أليس الرئيس الأمريكي وإدارته؟ فعندما تعتبر الإدارة الأمريكية أن الضفة الغربية جزءا من إسرائيل من خلال تشريعها ودعمها للاستيطان ، فإنها موضوعيا تجعل حل الدولتين أمرا مستحيلا.
إن الرئيس الأمريكي وهو يعترف بأن الحل بات مستحيلا فهو يقر أن الجانب الفلسطيني رفض التنازل عما يعتبرها الخطوط الحمراء ، التي بدونها لن يكون هناك من حل، كون القبول بما أقدمت عليه إدارة ترامب تعني موضوعيا نفي حل الدولتين ...
وكون الرئيس الأمريكي وهو يعلن بكل هذا "التزلف "أنأ أحب إسرائيل" فهو يقف في الخندق المعادي لحق الشعب الفلسطيني في وطنه.. ويجعل الحل أمرا مستحيلا حقا.
وأخيرا إذا ما اعتُبر من البعض أن استحالة الحل بالشروط الأمريكية على وقع حب ترامب لإسرائيل أمرا ضارا ... فإننا في المقابل نعتقد، إنها الضارة النافعة.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات أي حق عودة..؟!.. تصفية حسابات
- تماهي أمريكا في الكيان الصهيوني!
- مشاكسات (شرعية أخلاقية...! خطوط أمريكا الحمراء..!)
- فلسطين: تشريع أمريكا للاستيطان اغتيال متعمد للقانون الدولي
- مشاكسات مغالطات حمساوية ... الاحتلال.. ورعاية الفساد
- بيانان المقاومة الفلسطينية: بين النوايا والتباس اللغة والمفا ...
- مشاكسات أمن مصر...خليجي! -نكتة- خلط الأوراق..!
- التحالف مع الكيان الصهيوني..نفي للحقوق الفلسطينية والعربية!
- حماس... تتلون لكنها لا تتغير
- مشاكسات -إسرائيل- ليست عدوا..! استفزاز...!
- في تصويب المفاهيم ...الوطن هو الحزب... الوطن هو القبيلة
- خان شيخون .. عندما يصبح الكذب حالة -أيديولوجية-
- تركيا عملية -الكي مستمرة-.. ولكن..
- مشاكسات
- في الديمقراطية وطاعة ولي الأمر
- الديمقراطية بين -الوظيفة- و-التوظيف؟-
- التنظيم الدولي : و إديولوجيا النفي والعنف
- الأنفاق : بين الذريعة والنقمة
- قطعان المستوطنين بين مقاربتين
- مقاربة في مقولة اللاجئين اليهود


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - -حب ترامب -...جعل حل الدولتين -مستحلا-