أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - في تصويب المفاهيم ...الوطن هو الحزب... الوطن هو القبيلة














المزيد.....

في تصويب المفاهيم ...الوطن هو الحزب... الوطن هو القبيلة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 6399 - 2019 / 11 / 4 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت منطقتنا العربية بعد عام 2011، طفرة حزبية تمثلت في سيولة في تشكيل الأحزاب، حتى باتت تعصى على الحصر والفهم أيضا، وهو أمر طبيعي في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها دول المنطقة ، لكن المشكلة أن بعض هذه الأحزاب والقوى السياسية تعاني من خلل له أساسه الثقافي، وهذا الخلل يتعلق بفهم الأرضية السياسية والمعرفية التي تقوم عليها الحياة الحزبية، التي يفترض أنها تتكئ على وعي أصيل بالديمقراطية كثقافة وسلوك، التي يجب أن تتجلي في قبول الآخر المختلف وحتى المخالف، طالما هو محكوم بسقف الدستور والقانون.
وتبرز معضلة الأحزاب بمفارقتها لقيم الحوار وشراكة الوطن خلال الأزمات والانتخابات، وهي الانتخابات التي ربما تعتبرها هذه القوى والأحزاب البعيدة عن التقاليد الحزبية، معارك وجود تستحق أن تستخدم فيها كل أسلحتها البعيدة عن النزاهة وقيم الحرية والديمقراطية وثقافة المجتمع المدني، بل والأدهى من ذلك؛ عندما تستدعي هذه الأحزاب التي يفترض أنها مدنية وتأسست على أساس المواطنة في بعديها القانوني والسياسي، عصبية القبيلة بمعناها الاجتماعي وقرابة الدم؛ في نفي موضوعي لمعنى الحزب الذي هو إطار واسع يتعدى العائلة والقبيلة والمنطقة والإثنية والجنس إلى فضاء كل الوطن.
ولعل ما جري ويجري في العديد من الدول العربية لمثال على أن بعض الأحزاب، قد تحولت أثناء الانتخابات إلى قبائل في جانبها السلبي وليس الإيجابي، لكن المفارقة أن هذه الانتخابات؛ قامت بتعرية كل الزيف الذي تعيشه هذه الأحزاب سواء بوعي أو بدونه، كون الانتخابات تُظَهِّرها على حقيقتها الفكرية والسياسية، بعيدا عن حملات العلاقات العامة والدعاية الحزبية.
وبرز ذلك بشكل واضح في بعض الدول العربية التي تدعي أنها دول مدنية وديمقراطية قانونية عند استحقاق الانتخابات، بلجوء هذه الأحزاب التي يفترض أن كل منها، تنظيم ديمقراطي يمارس العملية الديمقراطية داخل الحزب، بانتخاب أعضائه لتولي المناصب القيادية في الحزب ووضع الرؤى والأهداف الاستراتيجية، ويعمل على الربط بين مجموعة المواطنين الذين يتبنون رؤية سياسيّة واحدة برؤية الحزب ، وأيضا بين نظام الحكم وأدوات الدولة المختلفة.
والأساس هنا؛ هو أن الرؤية السياسية وليس أي شيء آخر هو الناظم بين الحزب والمواطنين الذين لهم نفس الموقف السياسي وربما الفكري، ولعل الخشية خاصة في تلك الأحزاب والقوى هشة البناء التي لا تؤمن بالديمقراطية كثقافة ونمط عيش، وأن المواطنة الحقة حقوقا وواجبات هي جوهر بناء وحياة الحزب الذي يجب أن يعكس بنيته، كونه مكون من مواطنين أحرار ، هو عندما يتحول الحزب إلي قبيلة ، بأن يلجأ في لحظات الاشتباك السياسي، إلى استدعاء روح القبيلة ، بل وتحويل الحزب إلى قبيلة ونقله من موقعه السياسي إلى موقع اجتماعي انعزالي يرتدي قناعا سياسيا، وهذا يتناقض ومفهوم الدولة المدنية القانونية، وهو فيما نقدر يدل على بؤس هذا الشكل المشوه من " الوعي " الذي يستحضر روح القبيلة ، ليصبح الحزب هو القبيلة، ويعلو شعار انصر أخاك بصرف النظر عن مدى اقترابه أو ابتعاده عن نبض الناس كل الناس .
هذه المقاربة تعكس للأسف وعيا مشوها، يستحضر سؤالا مركزيا عاما هاما ، حول الفرق بين مفهوم القبيلة ومفهوم الحزب ذلك أن القبيلة هي جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى أو اسم حلف قبلي يعدّ بمثابة جد، وتتكون من عدة بطون وعشائر، في حين أن الحزب تنظيم ديمقراطي واسع يمارس نشاطه ويغرف أعضاءه من كل الوطن، والانتماء إليه أساسه سياسي فكري تنظيمي، وخيار الدخول فيه والخروج منه مرتبط بوجود التوافق السياسي والفكري ،تنظمه لوائح الحزب الداخلية.
والتشويه الذي يطال فكرة الحزب ودورة السياسي والتثقيفي بامتياز، هو عندما يتعلق الأمر بموضوع يتجاوز تخوم الحزب إلى فضاء الوطن بكامله، ومن ثم مستقبل هذا الوطن ، هنا يصبح السؤال منْ الأولى بالرعاية، هذا الفكر الذي يصادر الوطن لصالح شرط الحزب القبيلة؟ أم ذلك الفكر الذي يراعي شرط الوطن فوق كل الأحزاب ؟
فبدلا من أن يكون الحزب اتحادا طوعيا لأعضائه على أساس سياسي فكري اجتماعي وسيلة حضارية وأداة لخدمة الوطن أولا وأخيرا ، على اعتبار أن الوطن في كليته هو الهدف النهائي وأن المعيار في ابتعاد أو اقتراب أي قوة سياسية من ذلك ، إنما يتمثل في توافق ممارسته السياسية مع فكرة أن الوطن هو الغاية النهائية ، يجري خلق وعي مشوه من خلال " تصنيم " الحزب ليصبح المعيار هو اندغام الوطن في الحزب ، ويصبح الوطن وفق هذا النسق من الفكر السياسي في خدمة الحزب " القبيلة " .
ولعل أسوا ما في هذا الأمر؛ هو في محاولة التعميم القسري لهذه الحالة الخاصة من اليقينيات لتشكل "حالة ذهنية عامة " تؤمن بأن ما هو في مصلحة الحزب هو بالضرورة في خدمة الوطن ، بادعاء أن الحزب يتماهى في الوطن وأن الوطن يتماهى في الحزب ، ومن ثم النظر إليهما كل في كليته الخاصة به، هو بمثابة مس باليقينيات ، التي تستوجب الحق في الدفاع عن هذا الشكل " الماهية الواحدة " الحزب الوطن .
وهذا النوع من الفكر السياسي بكل هذا القدر العالي من الاستحواذ لدى بعض الأحزاب ، يكاد يصادر " ذهنياً " أي وجود لأي فعل سياسي سواء كان لفرد أو لمجموعة سياسية ، إنما يشكل خطرا كبيرا على الحقيقة التي تقول بأن الوطن هو لمجموع أبنائه على قاعدة المساواة والشراكة السياسية ، على اعتبار أن لا أحد بمكنته أن يكون هو الوطن أو أن يحتكر "الأبوة " ومن ثم الحقيقة .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خان شيخون .. عندما يصبح الكذب حالة -أيديولوجية-
- تركيا عملية -الكي مستمرة-.. ولكن..
- مشاكسات
- في الديمقراطية وطاعة ولي الأمر
- الديمقراطية بين -الوظيفة- و-التوظيف؟-
- التنظيم الدولي : و إديولوجيا النفي والعنف
- الأنفاق : بين الذريعة والنقمة
- قطعان المستوطنين بين مقاربتين
- مقاربة في مقولة اللاجئين اليهود
- التطبيع مقابل التجميد !!
- غزة : نحوالإمارة
- المقاومة : تباين المفاهيم
- مقاربات في نتائج المحرقة
- اختيار أوباما تغيير تاريخي .. ولكن
- حماس تختزل المشروع الوطني في إمارة غزة
- حماس: إنتاج التضليل
- يسار امريكااللاتينية : نافذة للحلم والأمل
- سوريا : صلابة القلعة من الداخل هي كلمة السر
- العرّاب خدام : تغيير المواقع
- الفوضى والفلتان : فتح تعاقب فتح


المزيد.....




- -البعض يحبها-.. ترامب يكشف دراسة إدارته لقرار بشأن الماريغوا ...
- خلّف سحابة سوداء ضخمة.. فيديو يُظهر انفجارًا بمصنع للصلب في ...
- قصف روسي على زابوريجيا يصيب 20 شخصا على الأقل
- خطة نتنياهو الكارثية للسيطرة على غزة - افتتاحية فايننشال تاي ...
- استنفار أوروبي قبل قمة ألاسكا.. ميرتس يجتمع بترامب وزيلينسكي ...
- السودان: 40 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين ...
- -مراسلون بلا حدود- تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن لحماية صحفي ...
- منظمات دولية للجزيرة نت: اغتيال طاقم غزة لإسكات آخر شهود الح ...
- موقع وهمي وشعارات مزيفة.. سقوط -مكتب مكافحة الجريمة- في الهن ...
- 7 أيام في ألماتي الكازاخية جوهرة آسيا الوسطى


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - في تصويب المفاهيم ...الوطن هو الحزب... الوطن هو القبيلة