أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليم يونس الزريعي - في الديمقراطية وطاعة ولي الأمر














المزيد.....

في الديمقراطية وطاعة ولي الأمر


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 20:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في الأنظمة الديمقراطية الراسخة ما من رئيس دولة يستطيع أن يحظى بقبول كل الناس؛ سواء كان ذلك من قبل القوى السياسية أو منظمات مجتمع مدني أو مواطنين، لأن شرط وصوله إلى الحكم هو حصوله على النصف زائد واحد من أصوات الناخبين فقط ، إذ لا يشترط حصول إجماع أو حتى أغلبية موصوفة من الناخبين حتى يتسلم الحكم .
وهذا يعني أن قسما كبيرا من المجتمع من حقه أن لا يرى في الرئيس ، أي رئيس بالمعنى السياسي والاقتصادي وربما الفكري وليس القانوني بالطبع أنه ليس خياره النهائي ، على أساس أنه ما من خيارات حياتية ثابتة ونهائية في الحياة الديمقراطية ، وذلك بسبب من ثراء وجدل الحياة ومتغيراتها السياسية والاقتصادية والفكرية .
فأبجدية الحياة الديمقراطية والمجتمع المدني تنطلق من أن الرئيس ، يحكم وفقا لمحدد الدستور الذي هو آب القوانين ، وعلاقته مع المواطنين تنطلق من ذلك ، ولا تتعداها إلى مربع الخضوع والانقياد ، وهذا يكفل للمواطنين أن يعبروا عن آرائهم بكل الحرية ووفقا لقناعاتهم حتى لو كانت لا تتفق وسياسة الرئيس ، لأن هذه هي الديمقراطية والتي تجعل من عين الشعب رقيبا دائما على سياسات الحاكم .
وفي مثل هذه الحياة الديمقراطية في تلك المجتمعات التي تؤمن بالإنسان المفكر العاقل الفاعل ، لا تنظر إلى المواطن باعتباره جزءا من قطيع عليه واجب التسليم بما يريده الحاكم ، وإنما إليه كفاعل سياسي واجتماعي من حقه أن يعبر عن آرائه وأفكاره في ما يتعلق بالحياة بمختلف وسائل التعبير المشروعة وضمن القانون، حتى لو تناقض في ذلك مع الحاكم طالما كان الحاكم والمواطن يتصرفان تحت مظلة الدستور .
لأن عكس ذلك هو بمثابة وصفة لإنتاج أنظمة الرأي الواحد والفكرة الواحدة ، أي تلك الأنظمة الشمولية الاستبدادية وكذلك الحكام الطغاة ، التي طالما ابتليت بها شعوب العالم ومنها شعوب المنطقة العربية ، حيث تنتقل الأبوية من حيزها الاجتماعي إلى الحيز السياسي والفكري ، في التفاف مكشوف حول قيم الديمقراطية والمواطنة وحرية الرأي والتعبير.
وهذا يقودنا إلى ذلك الاستخلاص الجوهري ، في أنه لا معنى ولا مكان لمفهوم الطاعة هنا ،والذي يعني الخضوع والانقياد للحاكم في الأنظمة الديمقراطية ؛ لأن ذلك بمثابة تشريع لعملية استلاب المواطن سياسيا وفكريا ، وهو من ثم ينقلنا عن سبق إصرار للأسف إلى مربع المواطن المستكين السلبي الخاضع الذي يسيره عقل آخر يفكر نيابة عنه ويقرر أيضا نيابة عنه .
وقد أخبرتنا التجربة التاريخية قريبها وبعيدها أنه طالما استخدم الحكام المستبدون مفهوم طاعة ولي الأمر من أجل قهر شعوبهم ومصادرة حرياتها، والأمثلة ما تزال طازجة في الذاكرة والواقع من خلال ممارسات أولئك الحكام بكل بشاعتها ودمويتها .
ودعونا نتساءل ؛ هل كان للثورة أن تكون لو سلمنا بهذا المفهوم ؟ وهل كنا هنا الآن . إذا هل نحن بحاجة إلى طاعة ولي الأمر؟ أم بحاجة إلى تعزيز قيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير؟ التي من شأنها أن توفر الحصانة للمجتمع من خلال مجتمع حي فاعل يمتلك الوعي والقدرة على التفكير والتقرير كمواطنين أحرار وأن نغادر دور القطيع .
ذلك في ما نعتقد هو السؤال ؟



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بين -الوظيفة- و-التوظيف؟-
- التنظيم الدولي : و إديولوجيا النفي والعنف
- الأنفاق : بين الذريعة والنقمة
- قطعان المستوطنين بين مقاربتين
- مقاربة في مقولة اللاجئين اليهود
- التطبيع مقابل التجميد !!
- غزة : نحوالإمارة
- المقاومة : تباين المفاهيم
- مقاربات في نتائج المحرقة
- اختيار أوباما تغيير تاريخي .. ولكن
- حماس تختزل المشروع الوطني في إمارة غزة
- حماس: إنتاج التضليل
- يسار امريكااللاتينية : نافذة للحلم والأمل
- سوريا : صلابة القلعة من الداخل هي كلمة السر
- العرّاب خدام : تغيير المواقع
- الفوضى والفلتان : فتح تعاقب فتح
- فتح وحماس : - الذات - بين الخوف والتضخيم
- فتح وحماس : -الذات - بين الخوف والتضخيم
- حماس : بين مصداقية الفعل والقول
- دموع شارون والقطعان : وحملة العلاقات العامة


المزيد.....




- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...
- تيسير خالد : قرية المغير شاهد على وحشية وبربرية ميليشيات بن ...
- على طريقة البوعزيزي.. وفاة شاب تونسي في القيروان


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليم يونس الزريعي - في الديمقراطية وطاعة ولي الأمر