أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - سؤال لأبي.














المزيد.....

سؤال لأبي.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 6417 - 2019 / 11 / 23 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


خرجت اليوم إلى الشوارع مساء عريانًا تمامًا من كل شيء؛ من الحزن، من اليأس، من الخيانات القديمة، ومن جرح اللئام...
شرفي الذي حملته النساء عني بين أفخاذهن أربعين عامًا، ألقيت به في صندوق قمامة في طرف الشارع، ومشيت مرتاحًا لأول مرة...
أن يمشي رجل في البلاد الغريبة منزوع الشرف بين الفخذين أمر عصيب، يشبه في عدالة أن يمشي رجل منزوع الغضب، كيف يمشي رجل بلا غضب؟!
الشاطئ الذي يعرفني كل ليلة من ليالي (الويك إيند)، ينساب الآن على ذراعي عوضًا عن شعْر حبيبة نامت هناك، تمنيت لو ينساب شعرها على جسدي ولو مرة وأنا غير محمل بالغيرة حين تناديني باسم أختاره لنفسي كبطل للروايات، فأداري الازدواج المقيت...
يمنحني الشاطيء عصارة موجه ويرتعش منتشيًا بجماعنا الأول داخل قصيدة، ونحن خالصين من أوهام الشرف المزعوم...
- هل تدخن الماريجوانا أيها المحيط؟
- في بعض أوقات حين يغيب القمر عني، أشعر بحاجة ماسة إلى نقطة ماء عذب، ويبدأ جسدي في التمرد على اليود والملح، ولا تفلح المسكنات ولا مضادات الاكتئاب...
الناس الليلة صاخبون، لكنهم لا ينطقون، جلسوا مثلي يصرخون في وجه البحر الشجاع حين خلع مثلي ثوبه المالح واستراح على الرمال، وربما ينام للصباح...
وطفلة تجري وحدها خلف أعوامها الخمسة، لم تخلع ملابسها وظلت بين موج البحر والرصيف تلهو في انسجام، إذ لم تحمل بعد ذاك المزعوم بين فخذيها، وصارت حرة تمامًا مثلي الآن.
يا أمي لماذا اصطفى لي أبي اسمي (المختار)، لماذا اختار لي اسمًا تضعف النساء أن تنطقه، وأن تحمله امرأة بين فخذيها إذا نامت؟ وحين أعود نحوها ليلاً تردني الإشارات، والأصوات التي لا تجيب في الطرف الآخر، فإذا ما بكيت يغلقون الخط في وجهي، وهم يضحكون، ووسط دخان الوساخات، والمهاترات، وأحلام رجولتنا المزيفة، يقولون أني رجل ملوث، وأن العار الذي اختار لي اسمي، لعنة لا تموت؟!
أريد الموت دقيقتين يا أمي، لكن حبيبتي الجديدة تمنعني، أحاول إفهامها أن السؤال الذي رحل أبي قبل أربعين عامًا يظل في ليل الجزيرة يطاردني في الشوارع، وفي المربع الأسمنتي، وفي ماء المحيط حين أخفي دماغي في الماء، وحين تمر كلاب الشوارع التي تجوب الجزيرة بحثًا عن شريك لوحدتها، حتى أنه في يوم وجدته داخل ثمرة الكوكا يطفو على الماء، (لماذا يا أبي أسميتني مختار؟!!).
يا حبيبتي مات أبي ونسى همّ السؤال.
Madre de Deus, Brazil



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تكن إسفنجة!!
- نص عن الحب لأجل حبيبتي
- حمالة الصدر
- أنا وأنتِ
- تحرر
- إعادة تدوير
- وائل غنيم، عرابي العائد من المنفى.
- تحقيق فيدرالي
- رسالة إلى أميمة
- رسالة إلى إيمان.
- جارة الولي
- أحبك... أنت طالق (لماذا يا لمياء وياسر؟! لكني أتفهم جيدًا)
- أنت نائمة؟
- الرجل المحظوظ الملعون
- من يحملُ الآن عني؟
- عضو ذكري جديد
- رسائل المشترى
- رسائل المشترى: الرسالة الثانية
- رسائل المشترى: الرسالة الأولى
- حبيبتي ذات التجارب


المزيد.....




- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - سؤال لأبي.