أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حمكو يتحدثُ عن بغداد














المزيد.....

حمكو يتحدثُ عن بغداد


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 29 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أستاذٌ مُحتَرَم أكّنُ له كُل تقدير ، جاءني البارحة وقال لي مُبتسِماً : مثل السياسيين هذه الأيام .. أنا قادِمٌ في مسعىً حميد ، وأريدُ منك تطبيع علاقتك مع " حمكو " ! . قُلتُ له : أتدري ياسيدي ماهو السبب في مُقاطَعتي له ؟ أظُنُ أن حضرتكَ تعلم بأنني كُنتُ أكتب مقالات تحت عنوان / يوميات حمكو / وأنشرها في جريدةٍ حكومية إسبوعية ، في عمودٍ بالصفحة الأخيرة .. وكُنتُ أتقاضى 25 ألف دينار عن كُل مقال أي 100 ألف في الشهر .. وبسبب طيبة قلبي ، كُنتُ أعطي نصفها لحمكو واُبّرِر ذلك بأن له دوراً في إستلهام المواضيع . إستمر ذلك لخمسة أشهُر .. غير ان الجريدة لم تدفع لي شيئاً بعدها رغم إستمراري في النشر بحجةٍ غير مُقنِعة " الأزمة المالية " . وفي يومٍ جاءني حمكو وقال لي بِجدية : سمعتُ بأنك تستلم شهرياً أجور المقالات وتأكل حقّي ! . فقلتُ له : إخرج ولا تتصِل بي من الآن وصاعِداً . ومنذ ذلك الحين لم أعُد أكتب شيئاً عن حمكو . ألَم أكُن مُحقاً ياسيدي ؟
ضحكَ الأستاذ قائِلاً : أنتَ تعرف حمكو ياعزيزي ، ببراءته وطيبته بل وحتى سذاجته . أنهُ قال لي بأنك لم تُتِح لهُ مجالاً ليشرح لك الأمر أو ليعتذر على الأقل . على أية حال .. لن أخرجَ من هنا إلّا بعد أن تسامحه وتُصالحه .
قُلت : وهل أستطيع أن أخالِف لك أمراً يا أستاذنا العزيز .
قال وهو يُخرِج هاتفه النقال : كما يقول المَثَل [ إضرب الحديدة وهي حامية ] .. وإتصلَ بحمكو الذي سرعانَ ماوصل إذ كما يبدو كان منتظِراً أمام المنزل . عانقَني قائلاً بين قهقهته الصاخبة : كيفَ تزعل من حمكو المجنون يارجُل ! .
..................
بعدَ أن غادرَ الأستاذ .. صَبَيتُ سيلاً من العتاب المُر والقاسي على مسامِع حمكو، غير أن الخبيث لم يَرُد إطلاقاً وقال مُهَدِداً : إذا إستمريتَ سوف أخابِر الأستاذ حالاً ، فضحكنا معاً .
سألته : ماذا تقول ياحمكو عن مايجري في بغداد والمحافظات الجنوبية وهل هنالك أي تأثير علينا أي على أقليم كردستان ؟ أجابَ : إنها إنتفاضة " جيل الفِطنة " كما يسميهم الشاعر إبراهيم البهرزي ، جيلٌ ذكي لا تُؤثِر عليه أكاذيب ودعايات ووعود الأحزاب السافلة المنضوية في العملية السياسية. بل أنها ثورة الشباب بِحَق .. هؤلاء الشباب الذين أجبرَتْهم البطالة وسوء الخدمات والفساد المُستشري والمُتاجرة بالدين والطائفة والقومية وإنعدام العدالة وضبابية المستقبل .. أجبرَتْهُم على الثورة .. بعيداً عن كُل الأحزاب قريباً عن " الوطن " الذي كان على وشك الضياع . لكن المأساة ياعزيزي ، أنَ قَدَر العراقيين أنْ يدفعوا أثماناً مُضاعَفة ، مُقارنة بشعوبٍ أخرى .. فمنذ بداية هذا الشهر فقط ، يسقط يومياً عشرات القتلى ومئات الجرحى في بغداد والناصرية والبصرة وغيرها .. كلهم من الشباب . المُبهِر في هذا الأمر .. أن هؤلاء الشباب رغم الرصاص الحَي رغم قنابل الغاز المُسيل للدموع المنهمر على رؤوسهم ، فأنهم في تزايُد كُل يوم .. أنحني إحتراماً لشجاعة المنتفضين .. اُقّبِل وجنات الثائرين .. يارجُل هل تسألني عن تأثير مايحدث ، علينا في أقليم كردستان ؟ بالطبع هنالك تأثير بل تأثير بالغ أيضاً .. فنحنُ على أية حال ، جُزءٌ من العراق شئنا أم أبَينا ، وإذا عَطَستْ بغداد بِقُوة فمن المُحتمَل أن نُصاب بالزُكام ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بينَ العاطِفةِ والعَقل
- إضطرابٌ مُزمِن في العراق وسوريا
- في مقر الحزب الشيوعي في بحزاني
- مُدير ناحية هندي
- حمكو عراقِيٌ أيضاً
- حمكو ... وموازنة 2020
- علاج المَلَلْ
- زيارة ال - پاپا - فرنسيس إلى العراق
- عسى
- حمكو والبيئة
- وَعيٌ وإرادة
- أحلام اليقظة
- حين يغضبُ حمكو
- ضوءٌ على جَلسة القَسَمْ
- حِجارة شابلن ومسامير عبدو
- تحضير العجين
- فُلان الفُلاني
- الجنون .. فنون
- صَومٌ وإفطار
- قضايا كبيرة .. ومسائِل صغيرة


المزيد.....




- البيت الأبيض يؤكد إقامة عرض عسكري بيوم عيد ميلاد ترامب
- البنتاغون يكشف تفاصيل صفة صواريخ محتملة مع السعودية بـ3.5 مل ...
- منهم سودانيين.. السعودية تضبط 5 مقيمين وتكشف تفاصيل حملات حج ...
- مالطا تحقق في اختراق طائرة إسرائيلية مجالها الجوي قبل الهجوم ...
- المرصد السوري: التحالف الدولي يستقدم تعزيزات عسكرية لقاعدته ...
- -الشمس الجديدة-.. أكبر ماسة في روسيا للبيع بمزاد علني (صور) ...
- إصابة امرأتين بهجوم مسلح في جامعة أمريكية.. فيديو
- الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن أهداف غاراته في أنحاء سوريا
- تونس.. أحكام سجنية تتراوح بين 18 و36 سنة في -قضية التسفير-


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حمكو يتحدثُ عن بغداد