أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إضطرابٌ مُزمِن في العراق وسوريا














المزيد.....

إضطرابٌ مُزمِن في العراق وسوريا


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما ان داعش ، تُمّثِل الوجه الحقيقي للإسلام السياسي ، فأن ترامب يعكس الصورة الواقعية للإمبريالية الإحتكارية المتوحشة . دعونا لا نُجّمِل الأشياء ، فالغَزو والتكفير والغنائِم والنخاسة والإستعباد والذبح وقطع الرؤوس والسَبي ... إلخ ، كُلها من موروثات الحكم الإسلامي إبتداءاً من حُكم معاوية وإنتهاءاً بالإمبراطورية العثمانية وكلها فعلتْ ذلك تحت راية ألله أكبر وآيات القرآن . أمّا ترامب ، فرغم تغريداته الغريبة والمتناقضة ، فأنهُ خير مَنْ يُعّبِر عن جوهر الرأسمالية المتوحشة ، بلا لَفٍ ولا دَوران ، فالرجُل وبصورةٍ علنية يفتخر بأنه لا علاقةَ لهُ بتاتاً بالمبادئ أو الأخلاق أو الضمير .
لنأخذ مثالَين عن واقعنا هنا في العراق وسوريا :
* العراق
بعد 2003 ، فأن الفوضى العارمة التي أعقبتْ الإحتلال ، تمخض عنها ، حُكم أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية ، فإستطال الفساد والنهب وإستمر تصاعديا إلى يومنا هذا ، تزامُناً مع إنتشار الميليشيات الطائفية . بحيث ان الصناعة والزراعة والسياحة تراجعتْ بشكلٍ مأساوي وإنتشرتْ البطالة والفُقر . أثبتَتْ جميع الأحزاب المًشاركة في السلطة سواء في بغداد او المحافظات ، بأنها جزءٌ من ماكنة الفساد العملاقة ، ولهذا فأن الشباب خرجوا مُؤخَراً في مُظاهرات مُطالبين بحقوقهم المشروعة ، بصورةٍ سلمية ، بعيداً عن الأحزاب جميعها . فماذا حصل ؟ واجَهَتْهم قُوى الأمن ، ليس بخراطيم المياه والغازات المُسّيلة للدموع فقط ، بل بالرصاص الحَي ، بل ان قناصين مُلثمين قتلوا بدمٍ بارد أكثر من 164 شاباً وجرحوا الآلاف ! . من بين مئات القتلى وستة آلاف جريح في بغداد والمحافظات الجنوبية من بينهم مئات من عناصر الشرطة والجيش .. أتحدى أن يكون واحد من القتلى او الجرحى ، من أولاد المسؤولين الحكوميين أو رجال الدين أو الأغنياء .. لأن جميعهم من الفُقراء والمستضعفين . ففي مدينة الثورة أو كما يسمونها الصدر ، فقط ، سقط 78 قتيلاً من الشباب وكذلك العشرات في الناصرية حين أطلقتْ عناصر الميايشيات المجرمة النار من مقراتهم على المتظاهرين الغاضبين . في البصرة .. كان تقديم ناشطة مدنية وزوجها ، المُساعدة لجرحى المتظاهرين ، كافياً ليكونوا هدفاً لمافيات الفساد ، فإغتالوهما بدمٍ بارد في منزلهما ، وقُيدتْ الجريمة ضد مجهول كالعادة . مئات المعتقلين من الشباب والناشطين المدنيين يتعرضون للتعذيب والإهانات من قبل عناصر الميليشيات المشبوهة .
ما الفرق بين داعش وبين الذين أصدروا أوامر إطلاق النار على المتظاهرين العُزَل وكذلك المنفذين من قوى الأمن والميلشيات ؟ عارٌ على الرئاسات الثلاث ومؤسساتهم الخبيثة ، التي لم تُشخص الفاعلين ولم تحاسبهم ولم تفعل غير إطلاق وعود كاذبة .. عارٌ على المرجعيات المنافقة وكُل المتاجرين بالدين ... نعم هدأتْ الإحتجاجات .. ولكن إلى حين ، وغداً لناظره قريب .
* روژ ئاڤا / شمال شرق سوريا
قوات سوريا الديمقراطية " قسد " ليسوا ملائكة و " وحدات حماية الشعب " " وحدات حماية المرأة " غير مُنزهين ، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ، ليسوا بمنجى من الأخطاء والهفوات . ولكن .. ولكن كبيرة بحجم مأساتنا جميعاً : ماذا كان بإمكانهم أن يفعلوا ؟ لعنة الجغرافيا لاحَقَتْهم شاءوا أم أبَوا .. فجارهم الشمالي هو تركيا بأكثر الحُكام رعونةً بطموحاته السلطانية ورعايته لداعش وملحقاتها .. ومن الجنوب والغرب هنالك دكتاتورٌ مُستبد في دمشق .. وحتى في الشرق ، لم تكن العلاقة ودّية كثيراً مع أقليم كردستان العراق . بعد ان سحبتْ الحكومة السورية إدارتها من المنطقة ، بادر ال پ . ي . د ، بتشكيل قوات حماية الشعب والمرأة ، وبسط سيطرته تدريجياً على البلدات والقرى ، ومقاومة مَد ما يسمى دولة الخلافة الإسلامية / داعش .. ومأثرة الحرب البطولية في كوباني شهدَ عليها العالم أجمَع . حصلَ ذلك بتوفُر إرادة حقيقية للمقاومة والصمود وبدعمٍ من قوات التحالُف ولا سيما أمريكا .. فعلوا كل ذلك ، وأداروا مناطقهم بدرجةٍ معقولة من التعايش السلمي والحَد الأدنى من الخدمات ودبلوماسية ذكية تتماهى مع محيطٍ مُضطَرِب .
لكن أمريكا ترامب ، مُؤخَراً ، بتخبطه العجيب ، وسحب قواته الرمزية من المناطق الحدودية ، أعطى الضوء الأخضر عملياً ، لأردوغان لإجتياح شمال شرق سورية . رغم قسوة الطعنة الأمريكية في الظَهر ، فأن قسد ، لم تتخاذل وقررتْ المُقاومة وها هي تفعل منذ تسعة أيام طويلة وأوقفتْ الجيش التركي ومرتزقته ، مُقدمةً المزيد من الشهداء . ولأن تجربة عفرين المغدورة مازالت في الأذهان ، فأن قسد إضطرتْ للموافقة على المقترح الروسي بالتفاهم مع دمشق وذلك أهوَن الشّرَين . أنها من المرات النادرة التي يقوم فيها المقاتلون الكُرد بالدفاع عن " مُدن " غير جبلية في ظروفٍ صعبة ويستبسلون وسط دهشة العالَم .
كُل يومٍ يَمُر تزداد عزلة أردوغان ويتصاعد التأييد لقسد ، رغم تفاقُم الوضع الإنساني لمئات آلاف النازحين المدنيين من البلدات الحدودية .
تحية لرئيس ما يُسّمى قبرص التركية الذي أعلنَ عدم تأييده للهجوم التركي على سوريا .
تحية لأعضاء الكونكرس الأمريكي الذين أدانوا الهجوم التركي وأدانوا تخّلي ترمب عن الكُرد .
تحية للجاليات الكردية حول العالم والأحزاب اليسارية الذين خرجوا في مظاهرات ومسيرات ضد التدخل التركي وتأييداً لقسد .
تحية للعضو الوحيد في برلمان أقليم كردستان " أبو بكر هلدني " الذي لم يُصّوِت على توصيات برلمان الأقليم بصدد أحداث روژئاڤا ، مُعتبِراً للتوصيات بأنها ضعيفة للغاية .
بئساً لدويلة قطر المؤيدة للهجوم التركي على شمال شرق سوريا .
بئساً لهنغاريا التي أعلنتْ إستعدادها لدعم تركيا في إقامة ما يُسمى المنطقة الآمنة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مقر الحزب الشيوعي في بحزاني
- مُدير ناحية هندي
- حمكو عراقِيٌ أيضاً
- حمكو ... وموازنة 2020
- علاج المَلَلْ
- زيارة ال - پاپا - فرنسيس إلى العراق
- عسى
- حمكو والبيئة
- وَعيٌ وإرادة
- أحلام اليقظة
- حين يغضبُ حمكو
- ضوءٌ على جَلسة القَسَمْ
- حِجارة شابلن ومسامير عبدو
- تحضير العجين
- فُلان الفُلاني
- الجنون .. فنون
- صَومٌ وإفطار
- قضايا كبيرة .. ومسائِل صغيرة
- شَطارة
- في الطريق إلى أربيل


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إضطرابٌ مُزمِن في العراق وسوريا