أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - حين يغضبُ حمكو














المزيد.....

حين يغضبُ حمكو


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 04:22
المحور: المجتمع المدني
    


وجَدْتها فُرصة حينَ رأيتُ " حمكو " حزيناً وغاضباً ، فسألته مُماحِكاً :
- ما لي أراكَ ونظرات الإستياء تكادُ تقفزُ من عينيك القبيحتَين ؟ إهدأ يارجُل .. صحيحٌ ان الدُنيا ليستْ ربيعاً والجو ليس بديعاً .. لكن الأمور ماشية على أية حال ، ولا سيّما أمورك أنتَ .. فأولادكَ قد نجحوا وأسترحتَ من مُتابعتهم .
* نجحوا ؟ باللهِ عليك لا تدعني أفقد أعصابي وأتفّوهَ بما لا تُحمد عُقباه ! . نعم أولادي نجحوا ، لأنهم مُجتهدون أصلاً وأنا ووالدتهم كُنّا معهم خطوة بخطوة... لكن ما الفائدة ؟ سوف يحصلون على معّدلات تتراوح بين 75 و 85 على الأغلب ، ولن يُقبلوا في الكُليات التي يرغبون فيها . حيث لم يكُن عندهم مُدرسون خصوصيون ، ودرسوا في مدارس حكومية عادية ... من المُستحيل أن يُنافِسوا طُلاب مدارس القطاع الخاص أو أبناء الأثرياء الذين يحصلون على مُدّرسٍ خصوصي في كُل مادّة .
- لا تُهّوِل الأمر يارجُل ... تستطيع شراء بضع درجات على المُعّدَل .. فالإدارة الحكيمة وَفّرَتْ هذا الخيار أيضاً ، تلبية لرغبات المواطنين الذين يطمحون في قبول أبناءهم في الكليات التي يريدونها ! .
* هه هه هه ... حقاً أنك مُضحِك .. أو بالأحرى مُزعِجٌ ومُضحِك . مِنْ أينَ لي بشراء الدرجات أنا الكَحيان ؟. حتى هذا الخيار إبتدعوه لأنفسهم ولجماعتهم " المرّيشين " . فعشرات المدارس الأهلية الخاصة ، منتشرة الآن ، دراستها بالإنكليزية على الأغلب ، وتبدأ من الروضة مروراً بالإبتدائية فالمتوسطة والإعدادية وصولاً للجامعة .. تَصَور أن هذه المدارس تستوفي خمسة آلاف دولار سنوياً ، عن كُل طفلٍ في الروضة ! .
- ها قَد عُدتَ إلى طبيعتك المتشائمة وتفكيرك الحاقِد . وماذا في ذلك يارجُل ؟ أنعَمَ اللهُ على البعض ورزقَهُم بغير حساب ومّكَنهُم من تعليم أبناءهم في مدارس راقية .. فهل تعترض على حكمتهِ ؟! . ثم لاتنسى أمراً آخَر ... هنالك طُلابٌ في مدارس حكومية عادية .. بل هنالك نازحون في المُخيمات ، حصلوا على معدلات عالية جداً .. فيبدو أن الخَلَل في أبناءك أنت .. وذلك شئٌ متوَقَع .. أن يكون مستوى ذكاءهم وراثياً ، مُتوسِط أو دون المُتوسِط ! .
* كُفَّ عّني .. وكُفّ عن ضحكك وسُخريتك .. فأولادك وأحفادك ليسوا بأفضل حال من أولادي . وأعرف أنكَ في العُمق توافقني عموماً فيما أذهب إليه . فأن إنحدار مُستوى التربية والتعليم أصبحَ ظاهرة خطيرة .. وأرى بأن إفساح الإدارة ، المجال واسعاً للقطاع الخاص في هذا المضمار ، شئٌ مُؤسِف للغاية ، وتكريسٌ للفروقات الطبقية في المجتمع .. مِما سيُحدِث مشاكِل عويصة سُرعان ما تظهر نتائجها الكارثية في السنوات العشر القادمة . فمع تنامي الأُمِية وإرتفاع نسبة التلاميذ المتسربين من الصفوف الإبتدائية ، من ناحية ... والبطالة ونُدرة فُرَص العمل ، وإنتشار القِيَم الإستهلاكية وتفّشي الفساد بأنواعه وتراجُع الأخلاق عموماً ، من ناحيةٍ أخرى .. كُلها تُؤدي إلى نتيجةٍ مُفزِعة بعد عقدٍ من الزَمَن : ظهور جيلٍ من الشباب من أنصاف المتعلمين والأميين ، العاطلين عن العمل ، المفتقرين للقِيَم الإيجابية الجميلة ، المُفتقدين لأي أملٍ في المٌستقبَل ... هؤلاء سيكونون خطراً مُحدِقاً بالمجتمع كُله .. واجبنا أنا وأنتَ ، أن نُحّذِر وأن نرفع صوتنا وأن لا نمُل من التكرار والضغط على صانعي القرار .. من أجل إستدراك الأمور قبل أن تتفاقَم أكثر .
- أبصمُ بالعشرةِ ياحمكو .. كَم أنتَ حكيمٌ حين تغضَب ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوءٌ على جَلسة القَسَمْ
- حِجارة شابلن ومسامير عبدو
- تحضير العجين
- فُلان الفُلاني
- الجنون .. فنون
- صَومٌ وإفطار
- قضايا كبيرة .. ومسائِل صغيرة
- شَطارة
- في الطريق إلى أربيل
- تفاؤل
- بُقعة ضوء على مايجري في أقليم كردستان
- تموتُ .. عندما لا يتذكرك أحَد
- حِوارٌ حَمكوي
- ضوءٌ على جَلسةٍ برلمانية
- يشبه الحكومة
- حمكو الحزين
- حمكو .. وأزمة فنزويلا
- بَلَدٌ عجيب وشعبٌ غريب
- وصية المرحوم
- أللهُ أعلَمْ !


المزيد.....




- إسرائيل: الحرب على إيران تساعد في إعادة الأسرى من غزة
- ممثلية ايران بالامم المتحدة ترد على مزاعم ترامب
- لوموند: ستيفن ميلر كاره المهاجرين وكبير المنظرين الأيديولوجي ...
- فرنسا: نشر أربعة آلاف عنصر أمن في -عملية تفتيش وطنية- لاعتقا ...
- خزانة ذكية تساعد المكفوفين على اختيار ملابسهم
- -الأونروا-: 45? من المستلزمات الأساسية في قطاع غزة نفدت
- الشرطة السلوفاكية تبدأ موجة تحقيقات واعتقالات عدة مسؤولين بس ...
- -ليس لديكم سُلطة!-.. شاهد لحظة اعتقال المرشح لمنصب عمدة نيوي ...
- الأونروا: نفاد الوقود يُهدد سير العمليات الإنسانية في غزة
- -الإحصاء-: 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأونروا


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - حين يغضبُ حمكو