أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أحلام اليقظة














المزيد.....

أحلام اليقظة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 04:22
المحور: كتابات ساخرة
    


رغم إعتراضات زوجته ، توّجَهَ حمكو صباح يوم الجمعة ، إلى سوق الأغراض المُستَعمَلة . علماً أن إعتراضها كان فيهِ الكثير من المنطق ، حيثُ قالتْ له : لقد إمتلأ المنزل بالكراكيب التي تشتريها كُل جُمعة .. ويا ريت فيها غَرضٌ واحد يمكن الإستفادة منه .. لا تذهب أرجوك .. وّفِر مالكَ وجُهدك . وبَدَلاً من ذلك ، إجلب سيارة لتحميل كل هذه الأشياء المتراكمة وإرمِها في ساحة القمامة ! .
حمكو لم يُكّلف نفسه بالرَدِ عليها أو بالأحرى لم يملك جَواباً يفحمها ففّضَلَ السكوت ... وهذا الإسلوب الجديد أي " التجاهُل " هو من آخِر إكتشافاته التي باتَ يُطّبِقها في التعامُل مع حرمه المَصون في الآوِنة الأخيرة ، ولا سيما عندما يشعرُ في دخيلتهِ ، أنها على حَق ! .
كانَ هنالك شئٌ غامِض يَدفع حمكو للذهاب إلى ذاك السوق أيام الجُمعة .. إذ كان يتوقع أن يعثر على " لُقطة " أو حاجةٍ نادرة أو تُحفةٍ مَنسِية بين أغراضٍ عتيقة . في العادةِ هُنالك رُزَم من أشياء كثيرة تتراوح بين المسامير والبراغي إلى ساعاتٍ مُختلفة ولُعب أطفال وأجهزة كهربائية وملابس متنوعة وعُدّة عمل مُستعمَلة وعشرات الأغراض الأخرى ... كُلّها مع بعضها في شوالٍ واحد أو كارتونةٍ كبيرة أو صندوقٍ قديم .. ولا يحق لك بفتحها في السوق .. بل تشتريها وأنتَ وحظّك ! . وهذهِ الطريقة فيها بعض المُجازَفة ومساحة من التوقعات الوردية ، وذلك ما يُناسِب حمكو تماماً .
أنهُ يدفع ثلاثة آلاف دينار أجرة التكسي حين يذهب صباح الجمعةِ إلى السوق .. ويشتري المقسوم بما يتراوح بين ألفَين وسبعة آلاف دينار .. إذ من النادِر أن تتوفَر رُزمة بأقل من ألفَي دينار ، مَهما حاولتَ مع البائِع ، كذلك ليس من المعقول أن تدفع أكثر من سبعة آلاف دينار إلا في حالة أن تكون البضاعة في صندوقٍ أو حقيبةٍ جيّدة وشُبه جديدة ، وفي هذه الحالة قد تعرض ثمانية أو حتى عشرة آلاف . على أية حال ... إشترى حمكو صندوقاً بأربعة آلاف دينار ، ساعده سائق البيك آب بوضعه في مؤخرة السيارة وتوجهَ إلى البيت .
إسترسلَ حمكو مع أفكاره : ستة آلاف دينار أجرة النقل ذهاباً وأياباً زائداً أربعة آلاف ثمن الأغراض .. أي أن كُلها عشرة آلاف أي حوالي ثمانية دولارات ... يالها من إمرأةٍ حمقاء ! .. تعترِض وتتذمَر بلا داعٍ ... فهل من المعقول أن لا يحتوي الصندوق الكبير على أي غَرَضٍ يُساوي أكثر من ثمانية دولارات ؟! .
وصل إلى المنزل وأنزلَ الصندوق الثقيل في الكراج ... وقّرَرَ ان يدخل من باب الإستقبال حتى لا يواجه المَدام في المطبَخ .. ويستريح قليلاً ثُم يعود لفتح الصندوق العتيد وإستكشاف مافيهِ من مُفاجآت .
وبينما هو يُخرِج الأشياء من الصندوق .. عَثَر على " قوري " قديم غريب الشكل ، وما أن رفع غطاءه ، حتى خرجَ دُخانٌ عجيب تحّوَلَ إلى ماردٍ ضخم ، قال له : شُبيك لُبيك .. سأحقِق لك ثلاث اُمنِيات في الحال والتَو . قالَ حمكو : الأولى اُريد ان تقضي على الفساد والنهب وإحتكار السُلطة ، الثانية ، أن يستتب الأمن ويُحترَم القانون ويسري على الجميع ، الثالثة ، أن تكُف زوجتي عن الشكوى والصِياح .
وفي لمحة بَصَر ... وجدَ الفاسدين والسُراق وراء القُضبان ... وأكبر المسؤولين يشملهم تطبيق القانون شأنهم شأن أي مواطنٍ آخَر .. ثُم صوتٌ عالٍ آمِر : إنهَض يارجُل إنهَض .. مضى عليك ساعتَين وأنتَ نائم منذ عُدتَ من السوق .. قُم وتصّرَف بصندوقك الأنتيكة ، اُريد أن اُنّظِف الكراج !! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يغضبُ حمكو
- ضوءٌ على جَلسة القَسَمْ
- حِجارة شابلن ومسامير عبدو
- تحضير العجين
- فُلان الفُلاني
- الجنون .. فنون
- صَومٌ وإفطار
- قضايا كبيرة .. ومسائِل صغيرة
- شَطارة
- في الطريق إلى أربيل
- تفاؤل
- بُقعة ضوء على مايجري في أقليم كردستان
- تموتُ .. عندما لا يتذكرك أحَد
- حِوارٌ حَمكوي
- ضوءٌ على جَلسةٍ برلمانية
- يشبه الحكومة
- حمكو الحزين
- حمكو .. وأزمة فنزويلا
- بَلَدٌ عجيب وشعبٌ غريب
- وصية المرحوم


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أحلام اليقظة