أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - في مقر الحزب الشيوعي في بحزاني














المزيد.....

في مقر الحزب الشيوعي في بحزاني


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6357 - 2019 / 9 / 21 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبلَ عقود ، كُنتُ أمُرُ بين حينٍ وآخَر ، على بعشيقة وبحزاني ، أثناء عودتي من الموصل إلى دهوك .. فأشتري الزيتون والطرشي ، مُنبهِراً بمنظر الأعداد الهائلة من أشجار الزيتون الممتدة على مساحات شاسعة وصولاً إلى القُرى القريبةِ منها . ولأنني لا أُفّرِق كثيراً بين المكانَين ، فيطيب لي أن أمزج الأسمَين وأدعوها " بعشاني أو بحزيقة " ! .
يوم أمس الجمعة 20/9/2019 في الخامسة والنصف عصراً ، كانتْ هنالك ندوة في مقر الحزب الشيوعي في بحزاني ، بعنوان : شهادات حيّة عن عمليات الأنفال سيئة الصيت في جبل كَارة في آب 1988 . ولأن لي أصدقاء هناك أعتز بهم ولأن " كفاح كنجي " هو الذي يدلي بتلك الشهادات ، فلقد تحمستُ للذهاب بمعية أساتذةٍ أفاضِل للإستماع الى الندوة. وأدناه بعض الملاحظات والإنطباعات العامة :
ـ عانتْ المنطقة من الإحتلال الداعشي البغيض في آب 2014 وهرب معظم الأهالي إلى أقليم كردستان تاركين منازلهم ومصالحهم وأشجار زيتونهم ، فنفثتْ ما يُسّمى دولة الخلافة الإسلامية ، سُمومها ، وعاثتْ تدميراً للدور وشبكة الكهرباء وتوسيخاً للشوارع والأزقة وحرقاً للزيتون وتجريفاً للمزارع .
ـ تُشّكِل بعشيقة وبحزاني ، مَثَلاً ينبغي أن يُحتَذى : فأن أهاليها النازحين والذين معظمهم من الإيزيديين ، عادوا إليها بعد التحرير . وبادرَ عشرات وبعدها مِئات من الشابات والشباب ، في حملات تطوعية لرفع الأنقاض والتنظيف بمُعدات بسيطة ، حتى قبلَ وصول المنظمات الخيرية والدوائر الحكومية . صحيح ان هذه الجهات الحكومية وغير الحكومية ، ساهمتْ في توفير الخدمات وإعادة الإعمار ، لكن لولا تعاون وحماسة الأهالي ولا سيما الشباب وإستعدادهم للعمل التطوعي ، لما نجح الأمر وبزمنٍ قياسي .
ـ أفرَحني حقاً إكتضاض حديقة مقر الحزب الشيوعي الكردستاني في بحزاني ، بهذا الجمع من الجمهور من النساء والشباب والكادحين والمثقفين والأدباء ، بحيث ان عددنا كان يتجاوز المئتَين . وتلك بارقة أمل نحتاجها جميعاً .
ـ من الضروري إستذكار المآسي التي مرتْ على شعبنا وعدم نسيانها والإستفادة من التجارب المريرة وأخذ العِبَر منها [ وهل تأريخنا إلّا مجموعة من المآسي والخيبات ، للأسف ؟!] .
كان واضحاً من خلال سرد مُجريات الأحداث التي جرتْ قُبيل وأثناء الأنفال ولا سيما في منطقة بهدينان ، التخبُط في سياسات وتوجهات قيادة الحزب والتي تُوِجَتْ بإستبعاد قادة سرايا الأنصار من ذوي الخبرة والحنكة والتجربة ، بآخَرين لا يمتلكون هذه الصفات ، وكذلك قصور قيادة الحزب عن توّقُع حجم ونوعية ما ستقوم به الحكومة بعد إنتهاء الحرب ضد إيران ، وإفتقار الحزب إلى خططٍ بديلة سريعة وقابلة للتنفيذ ، والفشل في بناء تحالفات متينة ورصينة مع الأطراف الأخرى على الساحة . وأدناه أبرز ماورد في المناقشات التي تلتْ الندوة :
* ان حكومة صدام تعمدتْ طرد عوائل الأنصار إلى الجبال ، لكي يضطروا أي الأنصار بذل الجهود لتوفير الطعام والدواء لهم والإبتعاد عن الكفاح المسلح .
* إحدى النصيرات الناجيات من عمليات الأنفال والتي فقدتْ ثلاثين فرداً من عائلتها ، قالتْ : .. من المُخجل والمعيب ، ان عوائل قادة الحزب كانوا في سوريا وأوروبا ينعمون بالأمان والطمأنينة ، وعوائلنا نحن الأنصار البسطاء ، مرمِيين في جبال كَارة وغيرها . كان على القيادة في حينها ، أن تُبادر سريعاً إلى نقل عوائل الأنصار إلى مناطق آمنة بعيدة قرب الحدود أو إلى سوريا أو إيران .
* قال أحد الأنصار الحاضرين ساخراً سُخريةً مُرّة ... بدلاً من ان تُحاسِب قيادة الحزب ، المسؤول الأول عن منطقة كَارة وسهل نينوى ، حينها [ بعد كَم التقارير التي كتبها شهود العيان ومن أقارب الضحايا وقدموها للحزب ، عن تخاذله وإنسحابه المشبوه إلى سوريا خلسةً ] ، فأن الحزب في أول كونفرنسٍ بعد الأنفال ، كّرمهُ ورفعه من عضوٍ في اللجنة المركزية إلى عضو في المكتب السياسي ! .
* أخيراً .. ظاهرة صحية ، أن تُنتقَد سياسات الحزب الشيوعي ، سواء السابقة أو الحالية ، بشكلٍ علني وشفاف ، وليس وراء الكواليس ، بل في حديقة مقر الحزب ، وبحضور ثلاثة أعضاء من اللجنة المركزية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُدير ناحية هندي
- حمكو عراقِيٌ أيضاً
- حمكو ... وموازنة 2020
- علاج المَلَلْ
- زيارة ال - پاپا - فرنسيس إلى العراق
- عسى
- حمكو والبيئة
- وَعيٌ وإرادة
- أحلام اليقظة
- حين يغضبُ حمكو
- ضوءٌ على جَلسة القَسَمْ
- حِجارة شابلن ومسامير عبدو
- تحضير العجين
- فُلان الفُلاني
- الجنون .. فنون
- صَومٌ وإفطار
- قضايا كبيرة .. ومسائِل صغيرة
- شَطارة
- في الطريق إلى أربيل
- تفاؤل


المزيد.....




- مرح ومحبوب.. قابلوا -داكي- أحد -أكثر البطاريق شعبية في العال ...
- مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار ...
- أكبر لوحة قماشية في العالم... فتى نيجيري مصاب بالتوحد يدخل م ...
- معاناة الصحافيين في غزة: بين نيران الحرب وواجب نقل الحقيقة
- تصنيف حزب البديل الألماني -يمينيًا متطرفا- - الأسباب والعواق ...
- عناصر تزيد من دهون البطن مع التقدم في العمر .. ثلاث طرق للوق ...
- مسؤول استخباراتي أمريكي سابق: إدارة بايدن أعطت كييف السلاح ل ...
- إصابات جراء هجوم مسيرات أوكرانية على نوفوروسيسك جنوب روسيا
- بوليانسكي: العلاقات التجارية الروسية الأمريكية تراجعت إلى مس ...
- مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات بسبب التدافع في مهرجان ديني غرب ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - في مقر الحزب الشيوعي في بحزاني