جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6389 - 2019 / 10 / 24 - 05:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشعب العراقي هذه الايام من شماله الى جنوبه يعيش حالة من القلق والترقب والتوجس مما هو قادم ، ونحن العراقيون قد أدمنا هذه الهواجس وتناقلناها من حكم الى آخر ، وبالتحديد من حكم البعث البائد الى حكم اللصوص والفسدة ، صدام الذي زرع فينا هذا البلاء من حروبه التي لم تنتهي إلا بنهايته ، وهذا ما قد كان …
تواترت الرسائل عبر منصات التواصل الكل يوصي الكل بتكديس الطعام والشراب وكل ما هو ضروري وكأن حرباً كونية ستقع … هرع الناس الى الاسواق والمولات وكنسوا كل مافيها من أي شئ يؤكل … ومن ليس لديه مال إستدان من الاهل أو الجيران ليغطي الادنى من حاجاته واطفاله … والعراقيون مهرة في هذا الموضوع نتيجة التجارب المرة التي عشناها ونتمنى أن لاتعود …
والحاضر يوصي الغائب أن يتبع التوصيات والنصائح التي بدأت تتقاطر علينا من كل مكان عبر التواصل الاجتماعي … ودب الرعب عندنا في البيت ، ومع كل محاولاتي المستميتة بأن أطمئن الزوجة ، وهي كل ما بقي لي في البيت بعد أن تزوج الكل وغادرونا الى بيوتهم … أخبرتها بأن الامر لايتعدى عن كونه مظاهرات حالنا حال الاخوة في لبنان … قالت بإمتعاض :
انت من كل عقلك احنا مثل لبنان ! والعراقيين مثل اللبنانيين ؟!
في قرارة نفسي اعرف جيدا أنها على حق ، فالعراقيون يختلفون عن بقية البشر في كل شئ حتى مظاهراتهم ليست كخلق الله … العنف والشراسة ديدنهم :
شطحت بي الذكرى وهامت بي الى ما قبل الهجوم على العراق في 2003 بأيام قليلة … كنت أسمع الاخبار بالراديو الصغير الذي أضعه لصيقاً بأذني خوفاً من الجدران … المهم سمعت كولن باول وكان في وقتها رئيس الاركان في الجيش الامريكي ، صرح وهو على متن إحدى البوارج الامريكية مخاطباً جنوده بالنص : نحن ذاهبون لمقاتلة أشرس ناس في المنطقة …
إقتنعت وذهبنا الى الاسواق وملأنا السيارة حتى ضاقت فيها أنفاسنا بعد أن حشرنا أنفسنا فيها حشراً …
نتمنى أن يمر الحدث بهدوء وسلام وتستجيب الحكومة لمطالب المتظاهرين التي أجدها عادلة ومحقة ، ويعم الامن والامان على بلدنا الحبيب وشعبنا الطيب …
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟