أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - العراق بين نارين الفساد والمحاصصة الطائفية !














المزيد.....

العراق بين نارين الفساد والمحاصصة الطائفية !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد فشل الدكتور حيدر العبادي في الحصول على ولاية جديدة لرئآسة مجلس الوزراء ، بقي هذا المنصب المهم شاغراً … رَشحت اخبار من هنا وهناك تشير الى احتمال تولي الدكتور عبد المهدي رئاسة الوزراء ، وكانت الاخبار في بدايتها كالعادة ضعيفة تتارجح بين الاشاعة والحقيقة وذُكرت اسماء اخرى لشخصيات غير معروفة جيدا او لنقل غير مجربة سابقا الى جانب الدكتور عبد المهدي ، وبعد مخاض عسير أُعلن عن تولي الدكتور عادل عبد المهدي المنصب كشخصية مستقلة وبالتوافق ، وخرج لغط بين مؤيد ومعارض وساخر على مبدأ المجرب لا يجرب ، وبانه سبق ان تولى مناصب كثيرة لم يكمل مشواره فيها حتى النهاية ، وانه سيفعلها حتى في هذا المنصب الحساس وفي هذه الظروف الحرجة وهكذا … قلت في وقتها من ضمن ما لغطوا بان الدكتور عبد المهدي مع احترامي لشخصه الكريم ليس رجل المرحلة الخطرة التي يمر بها بلدنا الحبيب لاني ارى فيه الكثير من الطيبة العراقية والتي لا تتماشى مع ما سيواجهه من مشاكل واهمها غول الفساد المتمدد في كل مفاصل الدولة والذي يستنزف اكثر من 25 ٪ من ميزانيتها التي تعاني
اصلا من عجز مزمن ، وحيتانه من شتى الاصناف بدءً من المعمم الى شارب الخمر ، ومن اصغر موظف ومسؤول وانت صاعد … وانشاء دولة قوية تستطيع اعمال القانون على الكل ووضع حد لتدخل الاحزاب الدينية واذرعها المسلحة واعادة بناء البلد الذي دمرته الحروب ، وهي ليست بالمهمة السهلة ، تحتاج الى رجل قوي وصاحب قرار … وللانصاف نقول بأن السيد عبد المهدي لايتحمل مسؤولية الفساد المستشري في البلد منذ 2003 للآن ، لكنه للاسف فشل لحد الان على الاقل كما اسلافه الذين سبقوه في حصر السلاح بيد الدولة مع انه مطلب وطني ملح ، ومع كل ذلك فقد قام الرجل ببعض النشاطات التي يمكن ادراجها على استحياء تحت بند الانجازات من ضمنها فتح الخضراء ورفع الكونكريت المقطع لاوصال بغداد وبقية مدن العراق المبتلاة بالارهاب وتحقيق التوازن في العلاقات الخارجية في منطقتنا الملتهبة دوما بالصراعات الطائفية …لكن كما يقول المثل زهرة واحدة لا تصنع ربيعا …
ساسرد ما اتذكره من هذه المعلومة في سياق الموضوع والشئ بالشئ يذكر : عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية 1939 كان چامبرلين رئيساً لوزراء بريطانيا العظمى آنذاك ، وكانت التحديات كبيرة والمسالة مسألة وجود ان تكون او لاتكون و هتلر لايمزح ، فوجد البريطانيون ان چامبرلين ليس برجل هذه المرحلة الخطرة فهو متذبذب في قراراته وضعيف الشخصية ، والمرحلة بحاجة الى رجل قوي صعب المراس ليقود امة عظيمة كالامة البريطانية الى شاطئ الامان … فاختار البرلمان چيرچل الذي كان في وقتها وزيرا للمستعمرات ، وهو رجل كان معروفا بقوة شخصيته وعناده … وفعلا استطاع هذا الرجل ان يأخذ بريطانيا الى النصر على اعتى قوة عسكرية في الكون في ذلك الوقت … والامثال تضرب ولا تقاس .
المشكلة عندنا في العراق تكمن في المحاصصة الطائفية المقيتة وبموجبها يجب ان يكون رئيس الوزراء من المكون الشيعي حصرا بغض النظر عن الكفاءة او الاهلية لهذا المنصب الحساس في نظام ديمقراطي برلماني … ومع هذا نحن بحاجة الى قيادة عراقية قوية ولا نقصد هنا ان تبطش بالناس كما كان يفعل النظام المقبور ، وانما نريد مسؤولين مخلصين لانفسهم اولا ومن ثم الى هذا الوطن الجريح وهذا الشعب الطيب ، ينتهجون خط الدولة الديمقراطي المرسوم مع تفعيل قانون المحاسبة وتطبيق القانون على الجميع ولا احد مهما كان ، مهما كان فوق القانون والمساءلة … ومحاسبة الكل تحت مبدء من اين لك هذا ؟ وايجاد حلول جذرية في معالجة مشكلة البطالة وتحسين الاجور والغاء قانون رفحا المستفز والقضاء على الفساد واستعادة الاموال المنهوبة وما اكثرها ؟ واعادة البناء …
مأساة بلداننا العربية واضحة … تدخل الدين في السياسة ، وهي مشكلة عريقة عندنا في العراق حيث تأخذ الدولة التوجيهات واحياناً الاوامر من رجال الدين ، ولاتفعل هذا الامر الا الدول الثيوقراطية اي الدول الدينية او ذات النظام الديني ونحن للاسف نعيش في جمهورية اسلامية غير معلنة ! بالضد من رغبة الاكثرية الذين يفضلون الدولة المدنية الديمقراطية التي تحترم الكل وتحافظ على حقوق الجميع وهو الحل !
النظام الديمقراطي يحتاج الى ارضية صالحة لينمو ويترعرع فيها ولايمكن غرسه في بيئة تجهل ابسط اصوله ، والديمقراطية لا تحتاج الى نخب متنورة فقط وانما الى شعب مستنير هو الاخر … وعندنا في العراق لم يصل الطرفان الى مرحلة التنوير بجرعتها المطلوبة … فالنخب استغلت تراخي ومرونة القبضة الحكومية المتورطة هي الاخرى حتى النخاع بالفساد … فتفننت في السرقة والابتزاز وبيع وشراء المناصب وهي حالة انا شخصياً لم اسمع ولم اقرء عنها في اشد الدول انحطاطاً !
اخيراً المسألة لاتحتاج الى كلام كثير بقدر حاجتها الى فعل ننقذ به بلدنا وشعبنا من الانزلاق الى مكان لانريده جميعاً … نتمنى من الجميع بدءً من الرئآسات الثلاث الى اعضاء البرلمان وكل المسؤولين في الدولة من اصغرهم الى اكبر واحد فيهم ان يتخلوا عن انانيتهم وحبهم للسلطة والمال وأن يتحلوا بشئ من الوطنية والمسؤولية ، وأن يتعاونوا جميعا لانقاذ الوطن وان لانترك شعبنا ضائعاً بين هذه المعميات لان الظرف خطير … والشعب لا يمزح … لا يمزح هذه المرة !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام وعقدة المرأة !
- نحن أسرى موتى التاريخ !
- المسلمون في وادٍ وبقية العالم في وادٍ آخر !
- الاسلام السياسي ولعبة الديمقراطية !
- لو تركوا حد الردة لما كان هناك اسلام !!
- تعليق على مجريات المؤتمر العالمي الاخير للاخوان المسلمين في ...
- الاسلاميون المتشددون … وآلة الزمن !!
- فتش عن الاخوان …
- بين التوكل والدعاء انحدرنا الى الحظيظ …
- اين هو الاسلام الصحيح ؟!
- الاخوان … و خرافة استاذية العالم !!
- التنوير … و عصى الدين في الدولاب !!
- الاخوان و عقدة الحكم …
- الصمت الفلسطيني …
- الغلو في التعاطي مع الدين …
- هل ما قبل الاسلام جاهلية ، ام ماذا ؟!
- ملك اليمين …
- تجديد الخطاب الديني … الى اين ؟!!
- العبودية في الاسلام …
- تهنئة الى الشعب السوداني الشقيق …


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - العراق بين نارين الفساد والمحاصصة الطائفية !