أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - ملك اليمين …













المزيد.....

ملك اليمين …


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 10:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة : ملك اليمين تعبير اسلامي وهو نوع من انواع العبودية يخص النساء من الجواري و الاماء ، حيث يتم بيعهن في الشوارع و الاسواق و تشترى الواحدة منهن بمبلغ يحدده جمالها و عذريتها من عدمها ، و هكذا فهو استباحه فظة و سفاح لبكارة العذراوات ، و انتهاك لحصانة المرأة ككائن ميزه الخالق بكونه نصف البشرية و سر بقائها و ديمومتها . بحثتُ طويلا و لم اجد دينا يعطي للرجل ما اعطاه الاسلام للرجل من شيك على بياض في ان يكدس ما تسمح له قدرته المالية و ما يحصل عليه من حصته من الغزوات و الحروب من النساء ليشبع نهمه الجنسي ( ….فان خفتم الا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم… ). (والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم…). يبدو ان هذا التشريع نزل خصيصا لاطفاء الرغبة الجنسية المتقدة دائما عند المسلم ، و تعتبر الغزوات و الحروب و ما اكثرها ! المصدر الرئيسي من مصادر التمويل بالنساء … و تكون الجارية طوع امر سيدها تلبي امره في اي وقت يشاء دون اي اعتبار لرغبتها فهي ليست سوى دلو يلقي به قاذوراته و يغادر دون احاسيس او مشاعر ! واذا بدر منها شئ يزعج السيد او يسبب له نفورا ، يقوم ببيعها او اهدائها الى رجل اخر وكانه يتعامل مع بهيمة . واضح ان الاسلام جاء لارضاء او لرشوة الذكور المتحكمين بالامور في الجزيرة العربية على حساب الاناث ، لانهم مادته الاساسية في الحروب و الغزوات .
الموضوع : كان أسرى الحروب يوزعون على المحاربين المسلمين بعد إرسال الخمس إلى الخليفة في حاضرة الدولة الإسلامية ، وقد زاد الرقيق زيادة كبيرة في العراق مثلا ، فكان يوجد عند الواحد من العرب عشرة أرقاء أو مائة أو ألف ، بل كان بيت الفقراء من عامة الناس لا يخلو من عبدٍ أو أكثر يقومون بالخدمة ؛ بسبب رخص أسعار الرقيق نتيجة تكاثرهم ، وكان الأمير ووجوه القوم يسيرون في طرقات البصرة و الكوفة وخلفهم مئات العبيد يؤلفون موكبًا عظيمًا … اما الخلفاء و الامراء على امتداد الرقعة الجغرافية للامبراطورية الاسلامية فكانت حياتهم اقرب الى الخيال ، فالخليفة المتوكل مثلا كان يملك اربعة الاف من السراري و قد و طأهن جميعا ( كما اشتهر المتوكل بمجالسه التي كثر فيها المنكر من الأغاني، وكان لاهثًا وراء إشباع شهواته ومدمنًا للخمر وكان له أربعة آلاف سرية ووطئ الجميع ) و لك ان تتخيل حجم المؤسسة التي تدير هذا العدد الهائل من الجواري ، من اداريين و قوادين و اماكن لسكناهن الى اخره من الامور اللوجستية ، كما لم تذكر المصادر الاسلامية مصير اولاد الزنا من هذه العملية اللااخلاقية . هل يعقل ان كل هذه المصاريف من بيت مال المسلمين و الاعتداء على ادميت الالاف من النساء لمجرد اشباع رغبة شخص واحد مهووس بالجنس و الطامة الكبرى انه امير المؤمنين ! اذا كان امير المؤمنين بهذا الفجور فما بالك بالمؤمنين ؟! و بعد ان قُتل المتوكل على يد ابنه المنتصر قام بالتمثيل بجثة أبيه بعد القتل ، حيث قام بوضعه على الخازوق . اما الجواري فتفرقن الى المجهول ، وهذا الامر لا ينحصر بالمتوكل فقط بل ينسحب على كل الخلفاء و الامراء و غيرهم منذ بداية الرسالة الى نهاية الخلافة العثمانية … في خضم فوضى الجنس هذه انتشرت الرذيلة و اختلطت الانساب ، فمثلا الخليفة الاموي يزيد بن عبد الملك امه جارية اسمها شاهفرم ومروان بن محمد امه كرديه و ابو جعفر المنصور امه بربرية اسمها سلامة ، و اولاد الخليفة العباسي هارون الرشيد ؛ المأمون كان ابن جارية فارسية اسمها مراجل و المعتصم امه جارية تركية اسمها ماردة خاتون و صالح امه جارية اسمها رثم ، اما الخليفة عبد الرحمن الناصر اعظم خلفاء الاندلس امة جارية نصرانية اسمها ماريا … الخ و تفاديا لهذا الامر ظهرت قضية ( العزل ) ، و هو أن الرجل فى ممارسته للجنس يُنزل ماءه بعيدا عن رحم المرأة حتى لا تحمل منه ولا تُنجب … كان العربى ينال شهوته من المملوكة ثم يعرض عنها لآخريات كثيرات يمتلكهن . ومن يراجع ترجمة كبار الصحابة فى ( الطبقات الكبرى لابن سعد) يصاب بالدهشة من كثرة زوجاتهم من الحرائر و المملوكات ، بما يفوق قدرة الرجل الطبيعي الجنسية ، كما يلاحظ كثرة المواليد من هؤلاء النسوة …نتيجة كل هذا العبث و الهوس بالجنس انتشر الانحلال الاخلاقي على امتداد الخلافة بدءً من الراشدين فالامويين و انتهاء بالعباسين وا ستمر الى نهاية الخلافة العثمانية في الربع الاول من القرن العشرين .
اما الحديث عن الجواري و ملكات اليمين في الخلافة العثمانية فهو حديث ذو شجون و طويل ، فقد دُون في مجلدات لا حصر لها تكشف فضاعة و فجور هذه الخلافة المتخلفة ، المريضة بداء الفساد و الجنس الذي فاق على ما جاء في الخلافتين الاموية و العباسية بكثير ، اذ استغل الخلفاء و الامراء و الباشوات هذا التشريع الالاهي اسوء استغلال و انغمسوا في الشهوات و الرذيلة تاركين الامبراطورية و رعاياها يتمرغون في الفقر و الظلم … سنحاول ذكر اللمم منه :
الحرملك : ( هو قصر خاص بحريم او جواري السلطان ملحق بقصر السلطان الكبير ) ذلك العالم البوهيمي المحجوب خلف جدران القصور العالية هو تاريخ خاص لأمبراطورية فاسدة حكمت لقرون ، عالم مليء بمتناقضين المتعة والجنس والغناء والافراح من جهة ، والمؤامرات الدموية والتمردات والكراهية والاحقاد من جهة اخرى ، انه عالم من الصراع من اجل النفوذ والبقاء . وقد حرص سلاطين العثمانين على جمع العديد من الجواري بقصورهم لدرجة ان بعض السلاطين ضمت قصورهم المئات من الجواري ، و المحظيات منهن يطارحهن السلطان الفراش في حين تعمل العشرات الباقيات بالشؤون المختلفة للقصر من الخدمة الى التنظيف فالرقص والاحتفال والخدمات وتربية الامراء . وفي القصر تُدرب الجارية الجديدة على اداب واتكيت الحرملك ثم تقدم الجميلات لاحقاً للسلطان لاختيار من يصحبها لفراشه ، ومن تطيب له ترقى لمصاف المحظيات المفضلات، اما الجارية التي قد ترتكب خطأ او تغضب السلطان فعقابها شديد قد يصل لتقييدها ووضعها بكيس من القماش والقاءها في البحر . فالسلطان يملك جواريه ويختار من يشاء منهن لتشاركه ليلته . و الجارية مملوكة تباع وتشترى ولا يقربها اي من الرجال عندما تدخل الحرملك فمالكها ( السلطان ) هو من يقربها فقط.. لذلك استخدمت قصور السلاطين (الخصيان) وهم (عبيد) فاقدي الرجولة من خلال الاخصاء القسري ، وهي ممارسة بالغة الوحشية كانت شائعة قبل قرون ، ولما كان الخدم المخصيين غير قادرين على الممارسة الجنسية لعجزهم عن ذلك فكانوا الوحيدون المسموح تواجدهم بين جواري القصر.. اما الرجل الوحيد فهو (السلطان) وجواري القصر كلهن ملك له ، وينفرد بأختيار اي منهن لتساكنه ليلته ومن تطيب له ممارستها يرتفع شأنها الى (جارية مفضلة) والمفضلات يعشن في طابق خاص بالحرملك و لا يقمن بأعمال التنظيف والخدمة التي يقوم بها سواهن من الجواري ، و جميعهن متساويات امام السلطان يطلب من يشاء لفراشه وليس لواحدة حق الرفض ، والسبب ليس الطاعة العمياء بل الخوف فبكلمة واحدة من السلطان بل ربما إشارة قد تقتل هذه الجارية وتلقى ملفوفة بكيس من القماش في بحر مرمرة ، وان انجبت احداهن من السلطان فستفضل على الاخريات بأنها ام لأمير من اسرة السلطان التي تؤمن بأفضلية الدم السلطاني وهو تعصب قبلي متوارث . و الجارية ام الامراء التي قد يصبح ابنها سلطاناً في يوم من الايام تسمى ب (السلطانة الام) بالتالي فميزة السلطانة الام عن ما سواها من الجواري بأنها ام مالكها ولا يستطيع دينياً ان يساكنها فراشه.. فهي اقدس لديه من سواها.. وبذلك اصبح لقب ووضع (السلطانة الام) هو مطمع الجميع من الجواري ، فكل جارية طامحة تسعى لأنجاب صبي للسلطان على حلم بعيد الامد بأن يصبح ابنها يوماً سلطاناً بعد ابيه وتحضى هي بالميزة الاكبر وهو لقب (السلطانة الام) … وما الصراعات التاريخية والمؤامرات الدموية داخل الحرملك الا من اجل الوصول لمكانة (السلطانة الام) ، فقد اشتهرت الجواري بقتل السلاطين والامراء والوزراء والزوجات ، للسماح لأبنائهن حتى الاطفال منهم للوصول الى سدة الحكم ليتسنى لهن النفوذ عند التحول من جواري الى (سلطانات امهات) يحكمن ويتحكمن بالبلاد . ولعل اهم ما قامت به حوريم الشابة الاوكرانية الحسناء واسمها (روكسلينا) ، التي دخلت قلب السلطان ( سليمان القانوني ) سريعاً بجمالها الاخاذ وذكائها المتقد وغوايتها المنمقة وفتنتها وشبقها الذي ارتسم بدقة شفتيها وحمرة شعرها الداكنة وبياضها الاسر . هو اجبار السلطان العاشق ان ينفذ مطلبها بعتقها لتكون امرأة حرة و يتزوجها ، وبهذا تكون حوريم نجحت بأن جعلت اول سلطان عثماني يتزوج ويتنازل عن جواريه اللاتي اهدى العديد منهن الى وزرائه وباشاواته ارضاء لغيرة زوجته حوريم .
الخاتمة : بعد سقوط الخلافة العثمانية 1923، اخر خلافة اسلامية ، و انتهاء عصر الظلام الذي خيم على الامة الاسلامية قرون طويلة ، و قيام الدول الوطنية على انقاضها و دخول البشرية في مرحلة الحداثة ، ترسخت القيم المدنية التي شرعت القوانين الانسانية الحامية لحقوق الانسان في التحرر من الرق و العبودية و التعسف ، و التي ُنشرة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، و كانت الدول العربية تعيش مرحلة البداوة و لاتزال ، فاستجابت للضغوط والغت مرغمة نظام الرق على المستوى الرسمي ، بالرغم من ان بعض الدول مثل السعودية و اليمن و موريتانيا و الصومال الغته في النصف الثاني من القرن العشرين ، لكنه لا يزال يمارس الى يومنا هذا في بعض المناطق البعيدة عن اعين المنظمات الحقوقية العالمية . اخيرا … مما تقدم نرى ان التاريخ الاسلامي فيما يتعلق بهذا الموضوع الانساني مخزي و مشين و استهتار و عبث بكرامة و عزة الانسان …



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجديد الخطاب الديني … الى اين ؟!!
- العبودية في الاسلام …
- تهنئة الى الشعب السوداني الشقيق …
- هل فعلا نحن امة ضحكت من جهلها الامم ؟!!
- الاخوة الاعداء …
- تحذير من العودة اللامحمودة لداعش !!
- مآسينا مع الارهاب الاسود …
- هل الصلاة فعلا تنهى عن الفحشاء و المنكر ؟!
- ثقافة الحوار …
- حصة اللة في الغنائم !!
- هل التطبيع جريمة ام تحصيل حاصل ؟!
- وهم ( خير امة اخرجت للناس )
- النظافة ظاهرة حضارية !
- حد الزنا
- هل اثرياء الغرب الكافر اكثر رحمة و انسانية من اثرياء المسلمي ...
- الاسلام و العلمانية ( الماء و الزيت )
- اللقاء الاخير
- تكاثروا فاني مباه بكم الامم
- حد الردة في الاسلام ( 2 )
- حد الردة في الاسلام ( 1 )


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - ملك اليمين …