أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جلال الاسدي - النظافة ظاهرة حضارية !















المزيد.....

النظافة ظاهرة حضارية !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6302 - 2019 / 7 / 26 - 10:13
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


ظاهرة النظافة تجاوزتها البشرية منذ عشرات السنين ، و عندما تُحدِّث اجنبي عنها كانك تحدثه بلغة لا يفهمها ، او مسالة انتهت و اصبحت من الماضي ولا تعنيه في شئ . فاصبحت النظافة لا تثير انتباهه فهو يرى كل شئ حوله نظيف بدأً من البيت ، الشارع ، مقر العمل ، و هكذا اصبحت مسألة طبيعية بالنسبة اليه ، لكن الذي يثير انتباهه هو تشويه هذه الصورة الجميلة لبلده ، و رمي شئ في الشارع كقطعة كلنكس او قنينه فارغة او اي شئ اخر من هذا القبيل ، فتراه ينتفض مدافعا اذا شاهد شخصا يفعل ذلك و احيانا امعانا في اهانة هذا الشخص بقصد اعطاءه درس في النظافة ، فيحمل ما ترميه و يضعه في المكان المخصص لذلك . في كل المدن الاوربية تقريبا و خاصة العواصم ، تخرج سيارات البلدية كل مساء بعد العاشرة ليلا لتبدأ غسل المدينة ، فيستيقظ الناس صباحا ليجدوا مدينتهم نظيفة و جميلة . عندما كنا شبابا كنا نسافر الى دول شرق اوربا لانها رخيصة ، و احيانا الى بعض الدول الغربية اذا سمحت الميزانية بذلك . مرة من المرات و في احدى السفرات الى عاصمة جمهورية جيكوسلوڤاكيا ( براغ )، و هي مدينة تراثية جميلة و نظيفة بالطبع ، كنا انا و صديق لي قد خرجنا توا من احدى السفارات للحصول على فيزا ، فحملنا معنا صحف تعود الى ذلك البلد ، وقفنا بانتظار الباص الذاهب الى مركز المدينة ، وكان امامنا موقع عمل لمشروع عمارة او شئ من هذا القبيل و هو مسيَّج ، فيبدو ان صديقي اكتفى من الجريدة فاراد التخلص منها ، فتقدم الى السياج و رمى الصحيفة داخل الموقع و ليس في الشارع ، صادف ان كان شخص ثالث يقف معنا بانتظار الباص ، انزعج الرجل و اخذ يرطن بلغته الچيكية التي لا نفهمها و هو يشير الى المكان و الينا ، استنتجت من مجمل حركاته انه مستاء مما فعله صديقي ، فبادلناه بلغة الجسد اسفنا و اعتذارنا و انتهى الموضوع . تفهمنا حرصه على نظافة مدينته ، طبعا هو عرف من سحنتنا و ربما كلامنا لا ادري بإننا عرب و كما يبدو فأن سمعتنا السيئة فيما يخص النظافة قد سبقتنا ، لان الصورة المرسومة لنا للاسف باننا شعوب لا تهتم لمسألة النظافة او بصريح العبارة وسخة ، و لا ندري من اين كونوا هذا الانطباع ؟ ربما من بعض بلداننا الفقيرة او ربما من تصرف فردي لبعض السياح العرب ، و على العموم فان حكوماتنا ايضا تقع عليها المسؤولية الاكبر لانها فعلا مقصرة في واجباتها في هذا المجال فعندما يأتي الاجنبي الى بلداننا لأي سبب كان ، سياحة ، عمل و يرى ما يرى من اهمال على مستوى الحكومة والشعب بخصوص النظافة سيرسخ انطباع في ذهنه بأن العرب ، كل العرب قذرين و لن يغادره هذا الاحساس بسهولة ، طبعا نرجع و نقول ان ظاهرة التعميم غير صحيحة . و في احدى السفرات الى ( وارسو ) عاصمة بولندا كنا ناكل في احد المطاعم للوجبات السريعة وكان الاكل جيد و نظيف ، فجأة سمعنا شاب ، يبدو من كلامه بانه الماني و الالمان معروف عنهم العجرفة ، نحن من تجربة السفر تعلمنا شئ من هذه اللغة و تلك ، المهم اخذ يرغي و يزبد و قذف الطعام الذي بيده نحو الارض بقوة و دعس عليه بحذاءه بعصبية فانتشر الطعام في ارجاء المطعم و هو يردد كلمة ( شايزه ، شايزه ) و معناها بالانكليزي ( شت ) اما العربي فعليكم ، المهم عندما ادركوا انه الماني ، عادي الابتسامات على وجوههم و ذهبت احدى الفتيات الجميلات و بدأت بتنظيف المكان ، و كأن سلوكه السخيف هذا ، عادي لا غبار عليه ، و لا كانه سلوك تافه غير متحضر المفروض لا يصدر من الماني ينتمي لبلد كالمانيا ، و اذا اردت طعاما افضل ، المطاعم على قفا من يشيل ؟! التفتُ الى صديقي و قلت : لو عربي قد فعل ذلك كيف سيكون رد الفعل ؟ ! المهم رباط الكلام يا اخوة يا كرام فان النظافة و السلوك النظيف اصبحت ظاهره حضارية مهمة جدا تعكس وعي و ثقافة شعب ما و ليس المحافظة عليها فحسب بل نشرها و التشجيع عليها ايضا واجب و طني لكل بلد ، و قومي للزوار العرب للدول الشقيقة ، لان النظافة اصبحت واجهه حضارية لكل امة من الامم على هذا الكوكب . انا لا اعطي دروسا في هذا الموضوع بل انبه نفسي اولا فكلنا في الهوى سوى . لا حظوا معي على المواقع الاسرائيلية مثلا كيف يفاخرون بجمال و نظافة تل ابيب ، و تنسحب هذه الحالة على كل دول العالم المتحضر فالكل يفتخر بجمال و نظافة مدينته و بلده ، و يحافظ عليهما كما يحافظ على نظافة بيته ، و له كامل الحق في ذلك . اما في بلداننا و اخص منها العراق بلدي الحبيب ، تشاهد عادي جدا عند بعض الناس ان يرمي قنينة فارغة او كلينكس او اي شئ يريد التخلص منه و كأن الامر طبيعي . و اذا نبهته الى ذلك ، عينك ما تشوف الا النور !! و المنظف في الشارع يجلس في الظل و لا يعمل و اذا قلت له قم نظف ، حلل رزقك يجيبك و هو يشير الى الفوضى و الازبال في الشارع و كانه يريد ان يقول الامر خرج من يدي ، البعض يتصور ان النظافة مسألة كمالية ، ان توفرها غير ضروري او ليس من الاولويات ، او ان توفرت كان بها وان لا فليس مهم . و في احدى السفرات الى احدى دول الجوار الغير عربية ، دون ذكر الاسماء ، و كنا گروب اشتكت لي المترجمة من ان العراقيين وسخين ، انزعجت طبعا جدا و اعتبرت كلامها بمثابة اهانة شخصية لي فانا اولا و اخيرا عراقي ، فقلت لها ارجو ان لا تعممي ثم ماهو دليلك ، قالت مرة جاء گروب و به دكتور و كررت الكلمة عدة مرات ، و معه عائلته ، و عندما غادروا الفندق اشتكى عمال النظافة لي بأن غرفتهم قذرة و تركوها على هذه الحال و خرجوا ، و انا ذهبت و شاهدت المنظر . قلت لها لاتعممي على العراقيين سوء سلوك هذا الشخص و عائلته ان كان كلامك صحيح فعلا لانه يمسني انا ايضا . فان صح ذلك يا اخوان ، اقول : فعلا التحصيل العلمي و لا حتى الثراء هو الفيصل في الموضوع بقدر التربية النابعة من البيت و هو الاهم اضف لها الوعي الصحي و الثقافي . اخيرا في المانيا الان اخترعوا و سيلة ظريفة للتخلص من ظاهرة رمي القناني الفارغة في الشوارع باختراع جهاز موجود في الاسواق و في كل مكان ، تضع فيه ما تجمعه من قناني فارغة من الشارع او الحدائق او غيرها ، و تضعها فيه و يحسب لك عن كل قنينه مبلغ معين و هكذا انت تستفاد ، خاصة اذا كنت بلا عمل ، و البلد يبقى نظيف و الشركة المصنعة تستفاد باعادت تدوير القناني و انتاج قناني جديدة و هكذا ، ناس تفكر !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حد الزنا
- هل اثرياء الغرب الكافر اكثر رحمة و انسانية من اثرياء المسلمي ...
- الاسلام و العلمانية ( الماء و الزيت )
- اللقاء الاخير
- تكاثروا فاني مباه بكم الامم
- حد الردة في الاسلام ( 2 )
- حد الردة في الاسلام ( 1 )
- ظاهرة الالحاد في الوطن العربي
- امة لا تحترم الوقت ، امة خاسرة
- حد السرقة في الاسلام ( 2 )
- حد السرقة في الاسلام ( 1 )
- مفهوم الروح في الاسلام
- الكتابة من خلف ستار
- هل السؤال حرام في الاسلام ؟ !
- ظاهرة التقديس في الاديان
- انكسار الشخصية المسلمة
- ثقافة الاعتذار المفقودة في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية
- التكفير في الاسلام
- فقراء يسكنهم العدل


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جلال الاسدي - النظافة ظاهرة حضارية !