أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - حد الزنا















المزيد.....

حد الزنا


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6301 - 2019 / 7 / 25 - 10:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حد : لغةً يعني ( المنع )و شرعا يعني ( عقوبة ) وهو مفهوم اسلامي ، و الزنا هو اقامة علاقة جنسية بين شخصين دون زواج ، و حدود اللة هي محارمه ( تلك حدود اللة فلا تقربوها ) ، لن نناقش ( شروط اقامة الحد ) لانها معقدة ، و فيها شئ من خدش للحياء ولو ( لا حياء في الدين ) ، لكني انظر الى الامر هكذا . الزنا وارد الحدوث لان الغريزة الجنسية هي من اقوى الغرائز عند الانسان ، لهذا اوكل اللة لها مهمة حفظ النوع . سنناقش اقامة الحد او تطبيق العقوبة لقساوتها ، اذ تبدو اقرب الى الوحشية منها الى عقاب سماوي ، المفروض صادر عن الاه رحمن رحيم . بل فيها ما يشير الى وجود نزعة بشرية مريضة . نحن هنا لسنا ضد العقوبة لمن يرتكب الفاحشة و يخون العهد مع الزوج او الزوجة ، نعم يجب ان يعاقب لاخلاله بالبنية القيمية للمجتمع و لكن ليس بمثل هذه العقوبة اللاانسانية ، ان هذه العقوبة اشد و اقسى بكثير من بقية الحدود كحد الردة و حد السرقة ، لانه في الاولى تقطع الرأس ، و تغادر الروح الجسد و ينتهي الامر ، و كذلك بالنسبة للثانية يشوه و يعاق صاحبها و يذهب الى مصيره المجهول و ينظم الى طابور المشوهين و العجزة ، و لا ننكر بالطبع ما تحملانه من قسوة مفرطة . و لكن هنا كما يبدو فان الهدف الاساسي من حد الزنا ( الرجم ) ليس الموت بحد ذاته ، و انما التعذيب وصولا الى الموت ، و المسافة بين بداية الرجم و الموت هي تجسيد للوحشية بل الوحشية كلها ، و كلمة ( حتى ) تحمل هذا الفاصل الزمني المرعب جدا بين الحياة و الموت . و المعلوم فان جسد الانسان و كذلك روحه فيهما طاقة عجيبة لمقاومة الموت في هكذا حالات ، و هي قدرة طبيعية مغروسة فينا من الخالق تعكس حب الانسان للحياة المودعة فيه ، و معاندته الموت املا في الحياة حتى اخر لحظة ، و هذا مما يزيد من طول فترة العذاب . وقد ورد ذكر هذه الآية التي كانت قبل النسخ ضمن سورة الأحزاب بلفظ هو: «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم». هذه الآية منسوخة لفظا لاحكما أما حكم الرجم الذي دلت عليه فلم ينسخ بل هو باق وثابت ومؤكد بالسنة والإجماع . اذن يؤكد اجماع العلماء نسخ الاية لفظا لكن حكمها باق ، سؤال : مالفائدة من ذلك ؟!! الحكم هو المأساة ثم من يقول بأن ما يؤكده اهل السنة و الجماعة صحيح ، و هو امر فيه خلاف بين الفقهاء ، اذ انكر ت طائفة من الخوارج ، وبعض المعتزلة حد الرجم بحجة أنه لا يوجد في القران ما يدل على الرجم، و لم يحتجوا بالأحاديث النبوية ، ولا بأقوال الصحابة . فهي اذن نقطة خلافية ، و المفروض عند حصول خلاف من هذا النوع يجب ان يركن الى الجانب الذي فيه رحمة للعباد على مبدأ ( ان اللة يريد بكم اليسر و لا يريد بكم العسر ) . لان الرحمة مطلوبة و يفترض بالاديان انها جاءت لنشر الخير و العدل و الرحمة بين الناس . نلاحظ حتى في القوانين الوضعية يميل الناس الى الرحمة في كل شئ خاصة في الامور المتعلقة بحياة الناس و معاناتهم . نرى في الغرب الكافر ما يسمى (بالموت الرحيم ) و هو قانون اقر بعد نقاش طويل واخذ و رد بين كل الاطراف الدينية و التشريعية ، و لاتطبقه الا قلة قليلة من الدول كسويسرا ، هولندا ، بلجيكا و لوكسمبرغ مفاده ان الشخص الذي يعاني من مرض عضال ميئوس من علاجه و يسبب له الام لا تحتمل ، و بطلب موثق منه و رغبته في التخلص من هذه الالام ، ينهون حياته بحقنة خاصة تجنبا للمعاناة . اما نحن نتمتع بالتعذيب المقدس خاصة اذا كان مدعوما بنص الاهي او حديث نبوي . مرة شاهدة في التلفزيون ، طالبان افغانستان و هم يحظرون امرأة في بك اب في ملعب رياضي ايام حكمهم الاسود و بحضور المئات من الساديين ، المغيبين و قاموا برجمها ، واول من بدأ ، القادة ليأخذوا البركة ثم تكالبت عليها بقية الهوام المتوحشة ، حتى لفظت انفاسها الاخيرة تنفيذا لامر الله العزيز الحكيم ، الجالس على العرش و هو يستمتع بهذا المنظر الجميل تحقيقا لنكاله . توجد على اليو تيوب فيديوهات لطالبان و داعش و هم يجلدون و يرجمون حتى الموت تحت صراخ التكبير ، و المصيبة في احد الفيديوهات يشارك الاب في رجم ابنته ، وهي تطلب العفو و السماح و لكن لا حياة لمن تنادي ، شئ مؤلم . لا غرابة فهم يتأسون بالسنة المطهرة !!، ترى ماذا سيقول من شاهد هذا المشهد من غير المسلمين ؟ ! المصيبة الاكبر ، للرجم هذا شروط حتى يكون رجما شرعيا ، منها ان المرأة يجب ان لا ترجم الا وهي جالسة باتفاق العلماء و الرجل وهو واقف ، ويجب ان يرجم بحجارة معتدلة اي متوسطة الحجم بين الكبر الفاحش و الصغر الدقيق ، اذ الحجارة الكبيرة تؤدي الى التشويه ، والدقيقة في الصغر تؤدي الى التطويل ، وقال اللخمي لاتكون صغارا جدا تؤدي الى عذابه ولا تجهز عليه ، وقال ابو اسحاق يرجم باكبر حجم يقدر الرامي على حمله ( حتى على هذه الامور التافهه يختلف هولاء الفقهاء الساديين ، و اكثر مآسينا و مصائبنا من هؤلاء الحمقى ، و قائمة الخلاف بين الفقهاء لتحقيق الرجم الشرعي طويلة و بعد جهد جهيد استطعت اختصارها . ) و يبدأ الامام بالرجم ان ثبت بالاقرار ، وان ثبت بالشهود يبدأ الشهود . حُفر للغامدية ( وهي امرأة متهمة بالزنا ايام الرسول ) حفرة الى صدرها واخذ النبي حصاة مثل الحمصة فرماها بها و قال : " ارموا و اتقوا الوجه " فلما طعنت اي ماتت اخرجها و صلى عليها وقال : " لقد تابت توبة لو قسمت على اهل الحجاز لوسعتهم " ، وحكم الزاني المسلم بعد الرجم حكم المسلمين فيغسل و يكفن ويصلى عليه ، امر الرسول بصفته ولي امر المسلين بالرجم ، و هكذا رجم كل من ابو بكر وعمر و علي بصفة الحاكم حينما كان كل منهم يتولى منصب خليفة المسلمين ، وفي صحيح مسلم: " عن عبد الله بن عباس يقول قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله  : إن الله قد بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله ورجمنا بعده . " اذن رسول اللة ، المصدر الثاني للتشريع ، مارس الرجم مع اصحابه فاصبحت سنة واجبة الاتباع ، اذ انه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) فلا غرابة اذن اذا التزمت بها داعش و طالبان و غيرها من التنظيمات الجهادية . نأتي الى حد الجلد : حد الزاني والزانية غير المتزوجين، هو الجلد 100 جلدة مع التغريب سنة وفقًا لرأي جمهور الفقهاء.  الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ من الْمُؤْمِنِينَ ، وقيل إن المرأة لا تُغرّب بل تُجلَد فحسب … سؤال : لماذا لا يفرض عليهما الزواج الشرعي تصحيحا لهذا الخطأ الذي اقترفوه بدل الجلد و التغريب و المعانات ؟! لان الذكر يغرب اما الفتاة فتبقى تحمل عارا من هذا الفعل قد يعيق او يدمر حياتها في المستقبل .. إذا كان الزاني مريضا ؛ فإن كان محصنا رجم ، وإلا لا يجلد حتى يبرأ ، فإن كان ضعيفا، أو مريضا مرضا لا يرجى برؤه ، وخشي عليه الموت بالجلد إن كان غير محصن ؛ فيجلد بسوط خفيف إذا الجلد المعتاد يؤدي في الغالب إلى وفاته. ولا تحد المرأة الحامل حتى تضع حملها بالاتفاق ؛ ويؤجل الحد بعد الوضع حتى ترضع وليدها ويستغني عنها ، وإن لم يكن للصغير من يربيه فحتى يستغني عنها." سؤال : لماذا لم يشرع اللة حد الاغتصاب ، لانه اعتداء على شرف و انسانية و كرامة الضحية بالقوة و دون رضاها ، و هو اخطر و له اثار مدمرة على ضحاياه و على المجتمع من الزنا الذي يرتكب باتفاق الطرفين ، خاصة اذا كان ضحاياه من الاطفال و القصر ؟!! اخيرا نحن نعيش في القرن الواحد و العشرون و لازال هذا التشريع ساري المفعول ، ينفذ في اماكن سيطرت التنظيمات الجهادية في بعض البلدان الاسلامية و حتى غير الاسلامية ، للاسف . و في الختام اقول يجب ان نغادر مرحلة البداوة هذه ، و كفى ظلما و ظلاما !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اثرياء الغرب الكافر اكثر رحمة و انسانية من اثرياء المسلمي ...
- الاسلام و العلمانية ( الماء و الزيت )
- اللقاء الاخير
- تكاثروا فاني مباه بكم الامم
- حد الردة في الاسلام ( 2 )
- حد الردة في الاسلام ( 1 )
- ظاهرة الالحاد في الوطن العربي
- امة لا تحترم الوقت ، امة خاسرة
- حد السرقة في الاسلام ( 2 )
- حد السرقة في الاسلام ( 1 )
- مفهوم الروح في الاسلام
- الكتابة من خلف ستار
- هل السؤال حرام في الاسلام ؟ !
- ظاهرة التقديس في الاديان
- انكسار الشخصية المسلمة
- ثقافة الاعتذار المفقودة في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية
- التكفير في الاسلام
- فقراء يسكنهم العدل


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - حد الزنا