أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - حد السرقة في الاسلام ( 2 )















المزيد.....

حد السرقة في الاسلام ( 2 )


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6294 - 2019 / 7 / 18 - 09:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من اللة واللةعزيز حكيم )ساترك مؤقتا الاية و ما سببته لنا من حزن و الم لاسرد لكم قصة لها علاقة بالموضوع و اترككم تجرون مقارنة بين رحمة الارض و انتقام السماء ، بين وداعت الارض و غضب السماء ، …رواية( البؤساء )لفكتور هيكو … بطل الرواية ( جان فالجان ) ، هذا الرجل عانى كثيرا في بداية حياته من الفقر و شظف العيش ، في وقت كانت فرنسا تمر بظروف اقتصادية قاسية ، اضطر في يوم من الايام ان يسرق رغيف خبز بعد ان شاهد اطفال اخته يتضورون جوعا ، لكن لسوء الحظ تمسكه الشرطة ، يحكم عليه خمس سنوات سجن ، لكن هذه السنوات تضاعفت عدة مرات بسبب محاولاته المتكررة و الفاشلة للهرب ، وبعد تسع عشرة سنة اطلق سراحة ، لكنه عاش منبوذا من مجتمعه لا احد يستقبله او يؤويه ، فاخذ يسرق و ينام في الاحراش و الطرقات ، مطارد من قبل الشرطة ، وفي يوم عطف عليه اسقف المدينة فدعاه للعشاء و قدم له طعام باواني فضية ثمينة ، و عندما ذهب الاسقف للنوم سرق جان الاواني الفضية و هرب . و في اليوم التالي مسكته الشرطة قبل ان يفر خارج المدينة ،اخذوه لبيت الاسقف لتثبيت التهمة ، وفي حالة اثباتها سيقضي بقية حياته في السجن ، ادعا الاسقف بانه هو الذي اعطاه الفضيات ، و انه لم يسرقها وقال ان جان استعجل بالخروج قبل ان ياخذ بقية الفضيات واعطاه ايضا شمعدانيين اخريين ، طلب الاسقف من جان ان يبدا حياة جديدة يكرسها لعمل الخير ، وفعلا تغير جان وبعد ذلك اصبح عمدة لاحدى المدن ، ثريا يملك المصانع ، كرس بقية حياته لعمل الخير .اذن فعل الخير مع جان حوله من انسان شرير الى انسان اخر . خاطب الاسقف فيه نزعة الخير الكامنة في داخل كل انسان ، نزعات الخير الفطرية الموجودة عند كل البشر ، نفرض جدلا ان جان مورست عليه نفس جريمة صاحبنا سارق المجن ماذا ستكون النتيجة ؟ اترك لخيالكم التقدير . العقاب ليس حلا نهائيا خاصة من النوع المتوحش الذي قام به نبي الرحمة !! تصوروا ماذا سيكون مصير جان لو طبق عليه حد السرقة وفق الشريعة الاسلامية السمحاء ؟! انا نفسي اوؤمن بأننا خلقنا و في دواخلنا حزمة من القيم الخييره يحركها ضمير ، يراقب سلوكنا و يوجهه الوجهه الصحيحة…. نرى يا للغرابة ان قيم الارض اكثر رحمة من قيم السماء المزمجرة دوما تبحث عن اي عذر او سبب لتطلق انتقامها من الاه جبار منتقم !! نعود الى الموضوع ، في السنة الثامنة عشرة للهجرة و في خلافة عمر بن الخطاب حصلت مجاعة و قحط بسبب انقطاع الامطار وانتشار المجاعة ، اخذ الناس ياكلون الفئران والجرابيع وانتشرت السرقات بدوافع الحاجة ، لان المسالة كانت مسألة حياة او موت ، ماذا فعل عمر ؟عطل حد السرقة ، اوقف العمل به . في الحقيقة ، انا لا احترم كثيرا موقف عمر هذا رغم ان اهل السنة يعزفون عليه الحان الربابة ، كان المفروض ان ينتهز الفرصة و يلغي هذا التشريع اللاانساني او يعدل فيه خاصة انه كان لعمر دور تاريخي مؤثر في سير الاحداث الاسلامية ، ستقول كيف يعدل نصا الاهيا ؟ اقول فعلها عمر اكثر من مرة ، في فرض الحجاب و تحريم الخمر … الخ التاريخ يا اصدقائي تكتبه النخبة و ليس انت او انا ، لا دور للفرد في كتابة التاريخ ، لو فعلها عمر لجنب امة الاسلام شر هذا القانون الالاهي السمح ! … ما تقوم به داعش هذه الايام امتداد لحلقة الاجرام المستمدة من ذات التعاليم التي سار عليها نبي الانسانية … عرض التلفزيون مرة مجرمي داعش وهم يمسكون بشاب في عمر الورود ويلفون ذراعه بشئ اشبه بحزام او شئ من هذا القبيل ، منظر لا استطيع ان اصفه و لا استطيع وصف مشاعري و بعد ان امسكه اثنان باحكام قام اخر لا اعتقد انه ينتمي بشئ للفصيلة البشرية ، لا اقول حيوان لاني احترم الحيوان ، قطع يد الشاب بكل بساطة و اريحية ، لا غرابة فهو يطبق شريعة سماوية يؤمن بها دون عقل او تفكير مجرد الة ، مريضة تنفذ و خلاص و تراه ذهب الى بيته و مارس الجنس مع عاهرة جهاد النكاح و كأن شيئا لم يكن . اما الشاب فقد ترك لمصيره المجهول . ارجو ان تقارنوا بين الحل الاول مع جان و الحل هذا مع هذا الشاب المسكين ، الم اقل لكم رحمة الارض افضل بكثير من انتقام السماء ؟…. واذا دخلنا في شيطان التفاصيل ، نرى تفسيرات غريبه للاية ، مثلا احد الفقهاء يفسر الايه فيقول لايوجد فيها ما ينص على القطع بمعنى فصل اليد ، لو اراد اللة ذلك لقال بدل اقطعوا ابتروا ، اما قوله اقطعوا فمعناها اجرحوا ، ماذا تقولون لهذا المخلوق الاحمق ، بمقدساتكم ؟ زين اذا قلت لك يا فلان اقطع الحبل ، هل اقصد جرح الحبل ، ام فصل جزء عن جزء ، يا غبي ؟! اخر يقول يجب ان يكون المال المسروق محترما و اذا كان غير محترم مثل ادوات اللهو و الخمور و الخنزير و الميتة ، لا قطع فيها . يعني اذا واحد يريد يسرق لازم يسال المسروق مالك محترم لو لا ؟ و اذا واحد سرق محل خمور او محل الات موسيقية او خنزير لا قطع عليه . طبعا حتى على القطع اختلفت المذاهب قسم يقولون بقطع الاصابع و قسم بقطع اليد من الرسغ واخرين من الكوع و الاشرس فيهم ، الحنابلة يقولون بخلعها من الكتف …. و لا تجوز الشفاعة هنا ، اراد اسامة ابن زيد ان يتشفع للمرأة المخزومية التي سرقت ، فزجره النبي قائلا ( اتشفع في حد من حدود اللة ) ، ماكو رحمة ابدا ، شئ مرعب ؛ ايضا قارنوا بين رحمة الكاهن وبين رحمة نببي الانسانية ، اشرف الخلق صلى اللة عليه و سلم !!! اتفق الفقهاء بان تقطع اليد اليمنى ، و بعد ذلك تكوى بالنار او تغمس بالزيت . واذا عاد السارق الى السرقة تقطع رجله اليسرى . هل يوجد تعذيب ابشع من هذا هل توجد رحمة و انسانية احسن من هذا القانون السماوي العادل ، الرحيم من رب رحيم بعباده و من دين سماوي عادل جاء ليخلصنا من تغول الجاهلية الاولى و ينعم علينا بجزيل رحمته ، الهم ثبتنا على الاسلام ، دين الرحمة و الانسانية انك انت السميع العليم ؟ … لا يجوز اخضاع احد للتعذيب ولا للمعاملة و العقوبة القاسية او اللاانسانية او الحاطة بالكرامة ( المادة الخامسة من الاعلان العالمي لحقوق الانسان ) .



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حد السرقة في الاسلام ( 1 )
- مفهوم الروح في الاسلام
- الكتابة من خلف ستار
- هل السؤال حرام في الاسلام ؟ !
- ظاهرة التقديس في الاديان
- انكسار الشخصية المسلمة
- ثقافة الاعتذار المفقودة في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية
- التكفير في الاسلام
- فقراء يسكنهم العدل


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - حد السرقة في الاسلام ( 2 )