|
ثقافة الحوار …
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6309 - 2019 / 8 / 3 - 10:10
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
( ثقافة الحوار ) … اين نحن من هذه الثقافة الحديثة العهد نسبيا على البشرية و التي احرزت فيها الدول المتحضرة كالعادة اشواطا عديدة تسبقنا فيها كما سبقتنا في كل مضامير الحياة . الثقافة كلمة كبيرة فضفاضة و هي حالة تراكمية لا تتكون بين عشية و ضحاها بل تحتاج عمرا باكمله و احيانا يضيق بها ، وتعتبر الثقافة الركيزة الاساسية التي يبنى عليها الحوار السليم و المثمر . و بدايتها (البيت) و ما يعمه من اجواء صحية بين افراد الاسرة و تبادل للاراء دون تشدد او تعصب و لهم في الام و الاب اسوة حسنة . فرؤية الاولاد للام و الاب على وفاق و توافق ، و هو الاساس في الحياة الزوجية و استقرارها ، سينعكس ايجابا عليهم و على الجو الاسري بشكل عام و يرسخ في الاولاد ثقافة و قيم الديمقراطية و قبول الاخر . ربما تكون الام احيانا متعلمة لكن رصيدها الثقافي متواضع و هنا عليها محاولة التوافق ، و ملء الفجوة بينها و بين زوجها ، الذي قد يكون سبقها بمسافات في التعليم و الثقافة ، و احيانا اخرى يحصل العكس قد تكون الزوجة هي السباقة ، و في كلتا الحالتين التقارب و اللقاء في منتصف الطريق هو الهدف الاسمى . فالمشتركات بين الام و الاب ضرورية جدا في ادامة الحوار و بعث الدفء في العلاقة الزوجية و الاسرية بشكل عام ، و نعني بالمشتركات هنا الاهتمامات التي تجمع الاثنين ، مثلا يشتركان معا في الاهتمام بالادب او الفن ، او ذكريات سفرة ما ، او ذكريات فترة الخطوبة ان وجدت … الخ من الاشياء الجامعة و التي ستكون المفتاح الذي يفتح ابواب الحوار بين الاثنين . بعد البيت تأتي (المدرسة) و يفضل تخصيص منهج مبسط يوضح للطلبة اهمية الحوار في بناء الامم و الحضارات ، و تغيير القناعات و توجيهها الوجهه الصحيحة لما فيه خير الصالح العام ، كما هو موجود في الدول المتقدمة . و الاهم من هذا و ذاك في عصرنا الحالي (الاعلام) الذي يدخل الى كل بيت بغثه و سمينه ، و دوره خطير ان لم يحسن توجيهه الوجهه الصحيحه لبناء مجتمع سليم و معافى ، و من ثوابت الحوار الخاص و العام ما تسمى بثقافة الاصغاء : ( لابد احيانا من لزوم الصمت ليسمعنا الاخرون . حكمة ) و مجارات المتحدث وتتبع كلامه دون مقاطعة ، و ان تكون تعابير وجهك مشجعة للطرف الاخر ليطرح وجهة نظره بكل شفافية ليتواصل الحوار و يصل الى مشتركات تخدم الهدف الذي اوجد من اجله : ( ربما كان السكوت جوابا . مثل عربي ) … و يعتبر الدين و تفرعاته و السياسة و غاياتها من اكثر المعرقلات بوجه حوار دافئ و هادف ، بسبب تصلب مواقف معتنقي الافرع الخلافية فيهما … كثيرا ما اشاهد البرامج الحوارية و خاصة على الفضائيات المصرية ، احيانا يتحول الحوار الى مشهد من مشاهد الكوميديا السوداء امامك دون ان تكلف نفسك الذهاب الى القنوات الكوميدية التي لن تجلب لك التسلية التي يجلبها اثنان من الازهريين او ازهري و سلفي او سلفي و علماني او علمانية … و هكذا ، و قد يصل الحوار الى ذروته بأن يتكلم الجميع في وقت واحد ، ولا تسمع الا الزعيق : ( عندما يغيب المنطق ، يرتفع الصراخ . حكمة ) مما يؤدي الى فقدان المقدم للسيطرة و ربما يحصل اشتباك بالاحذية و احيانا بالنعل ان وجدت ، او ينتهي بالاشتباك بالايدي اذا كان المحاوران يجيدان فن الملاكمة . و اكثر البرامج العربية السياسية شهرة (الاتجاه المعاكس ) من قناة الجزيرة ، و فيه يحصل نفس السيناريو و لكن اضيف له سلاح جديد ارق و اكثر رقي من الاحذية و النعل الا وهو قناني المياه و السب و الشتم و التخوين … الخ … ان الاختلاف سنة كونية فالليل يختلف عن النهار و الصيف يختلف عن الشتاء و ينسحب ذلك حتى على البشر ، اذ يختلفون في اشكالهم و قناعاتهم : ( جئنا لنختلف .مكسيم غوركي ) و لكن يؤمل ان لا يتحول الاختلاف الى خلاف . يبدو اننا بعيدون كثيرا عن استيعاب هذه الثقافة الجديدة للاسف و التي قد تحتاج منا عقودا ، و ربما قرونا لان ادمغتنا ثخينه لا تستوعب الافكار الحداثييه بسهولة ، فقبول الاخر كما هو ، هو الهدف النهائي لنجاح ثقافة الحوار .
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حصة اللة في الغنائم !!
-
هل التطبيع جريمة ام تحصيل حاصل ؟!
-
وهم ( خير امة اخرجت للناس )
-
النظافة ظاهرة حضارية !
-
حد الزنا
-
هل اثرياء الغرب الكافر اكثر رحمة و انسانية من اثرياء المسلمي
...
-
الاسلام و العلمانية ( الماء و الزيت )
-
اللقاء الاخير
-
تكاثروا فاني مباه بكم الامم
-
حد الردة في الاسلام ( 2 )
-
حد الردة في الاسلام ( 1 )
-
ظاهرة الالحاد في الوطن العربي
-
امة لا تحترم الوقت ، امة خاسرة
-
حد السرقة في الاسلام ( 2 )
-
حد السرقة في الاسلام ( 1 )
-
مفهوم الروح في الاسلام
-
الكتابة من خلف ستار
-
هل السؤال حرام في الاسلام ؟ !
-
ظاهرة التقديس في الاديان
-
انكسار الشخصية المسلمة
المزيد.....
-
ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك
...
-
إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
-
بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها
...
-
-موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي
...
-
طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه
...
-
النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
-
ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي
...
-
طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط
...
-
مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
-
الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|