|
الاخوان و عقدة الحكم …
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 09:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عرضت احدى قنوات الاخوان قبل ايام برنامج عن مسيرة الرئيس المخلوع محمد مرسي و انجازاته خلال السنة اليتيمة التي قضاها في حكم مصر اكبر و اهم دولة عربية و افريقية في المنطقة ، و لا ادري لم لا يترك الاخوان الرجل يرقد بسلام في قبره بعد ان ورطوه و البسوه ثوبا اكبر من قياسه الاعتيادي بكثير ، و دفعوا به الى موقع لا يفقه به شئ و جعلوا منه حديث الجاد و الساخر !!… و كان الضرب في سيناريو البرنامج كعادة الاخوان دائما على وتر الدين الذي لا يملكون سلاحا غيره ، لاستعطاف همم السذج من المصريين وما اكثرهم ! و البكاء على الانجازات العظيمة التي حققها الرئيس و التي يستعرضها مجموعة من الشيوخ المتوردي الخدود و المنتفخي الاوداج و الكروش و انيقي الملابس الذين يعيشون في اسطنبول عاصمة الحب و الجنس و الخمر !! و كيف كان الرئيس المؤمن المسلم اول رئيس ملتحي حافظ للقران مواضبا على اداء الصلاة في مواعيدها و يحافظ على علاقته الوثيقة بالله ، و ليس كبقية الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم مصر من الزنادقة و شاربي الخمر ! و كيف بكى اثناء صلاة الفجر في الحرم المكي في اول عمرة يقوم بها الى الكعبة المشرفة ، و هذا انجاز لم يسبقه الية اي رئيس مصري اخر ، و كيف حول بار في قصر الاتحادية الى مسجد ، وانه مصر على تطبيق الشريعة الاسلامية حسبةً لله الواحد الاحد ، وكأن مصر قندهار لايوجد فيها الا الاخوان و طالبان فقط؟! و كيف كان شجاعا و دافع عن الرسول في خطابه الكارثة في الامم المتحدة و الذي قال فيه اننا نعادي من يعادي نبينا و نحترم من يحترمه ، و كيف دافع عن الصحابة في قلب عاصمة الرافضة طهران ؟!! وكل هذه الامور التافهه لا تتعدى كونها امور شخصية لا قيمة لها و لا علاقة لها بالسياسة و ادارة البلد ولا علاقة للشعب بها لا من قريب و لا من بعيد ، و لن يستفيد منها في شئ البتة ، مالذي سيجنيه الشعب من رئيس يحفظ او لا يحفظ القران ، يطلق او يحلق لحيته ، يجيد الدعاء او العكس يؤدي الصلاة في مواعيدها او لا ؟! وكيف اذا كان في اجتماع مع رئيس دولة ضيف او في مؤتمر صحفي و حانة لحظة الصلاة ، هل يترك كل هذا و يذهب للصلاة ؟ صحيح كما قالوا : اذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل !! ما علاقة هذه الامور بالحكم و السياسة ، اي غباء و اي سذاجة هذه ؟ و هي فعاليات كان المفروض ان تؤدى في البيت دون ضجيج و شو اعلامي و دعوي للدين او لغيره و لكن هكذا هم الاسلاميون والاخوان بالتحديد دوما يستخدمون الدين لركوبه وقت الحاجة لتحقيق مارب اخرى !! فظهر المسكين مرسي و كانه مقطوع الصلة بالواقع تماما او كما قال احد الشيوخ بانه كان رئيس بلا شعب … كيف يكون الشعب معه وهو يخاطب فئه من الناس و يولي ظهره للبقية ؟ متجاهلا عن قصد بان مصر فيها مسيحيون و بهائيون و شيعة و ملحدون و طوائف اخرى … الخ لانه ببساطة يتبع دينا لايعترف بالاديان الاخرى و لا بالمذاهب الاخرى عدا مذهب اهل السنة و الجماعة الوهابي . في حين كان عليه ان يكون رئيسا حقيقيا كباقي رؤساء العالم ، و يمارس ما شاء له من عباداة في معزل عن عالم الحكم و السياسة او يترك الميدان لغيره ببساطة ! و ليس المجازفة بمستقبل شعب كامل من اجل دين او غيره !… كم بدا ساذجا في خطاباته المشحونه حد التخمه و المبالغة بالايات القرانية و كأنه شيخ في جامع او كما يقولون رئيس و داعية ! لم يستطع ان ينفصل او يفصل نفسه عن خلفيته الدينية الاخوانية ، و هو يتولى منصب سياسي لا علاقة له بالدين ، دون ان يصوب له احد من بطانة الارشاد طريقه و ينبهه الى خطأ ما يقوم به لا سيما و ان خبرة الرجل صفر على الشمال في مجال السياسة و الحكم ، و كان يتصرف بعفوية لا تتماشى مع اساليب الحكم و السياسة العاهر ، كيف يصوبون طريقه و هم مثله لا يفقهون شئ في الحكم ففاقد الشئ لا يعطيه … اكد الاخوان المسلمون بما لا يدع مجالا للشك هنا بان الاسلام ليس دولة ، اي انه لا يصلح لادارة او حكم اي دولة على الاقل في عصرنا الحالي ، حيث الشبكة الشديدة التعقيد من العلاقات و المصالح الدولية ، و التي تحتاج الى وعي و ثقافة و دهاء في مجالات السياسة الدولية و الاقتصاد السياسي الخ … كيف لا وانت تحكم اعظم دولة في الشرق الاوسط مصر ! كما اثبت الاخوان انهم لم يخلقوا للحكم نهائيا وانما للتشويش عليه لا اكثر … هل الاخوان فعلا بهذا الغباء بحيث يعتبرون العباداة و هي نشاط شخصي و شكلي بحت ، انجازات سحرية سيعم من خلالها الخير و الرفاه على الشعب المصري المطحون بشتى انواع المشاكل الحياتية ، ام انهم يغطون بالدين ضعفهم و فشلهم في ادارة دولة كبيرة مثل مصر و خداع الناس بالدين ؟ لماذا يصر الاسلاميون على اظهار الدين باشكال و ملامح معينة يميَّز فيها المنتمي اليه و المتشدد و من هذا المذهب او ذاك ؟ الا يمكن ان يحفظ الايمان في القلب كبقية اديان البشر ؟ اصبحت المسالة ممجوجة و خطيرة و خسائرها اكثر بكثير من فوائدها ؟ هل ضروري ان تطلق لحيتك و تضع زبيبة على جبينك و كوفية حمراء او بيضاء على راسك و ترتدي سروال قصير ؟ حتى ترضي من ؟ هل هذا منصوص في القران ، وهو كلام اللة و مصدر التشريع ؟ ام دجل و منافع شخصية !! لا يزال الاخوان يمارسون نفس الطرق و الوسائل التي مارسوها قبل الحكم ولو اعيدوا الى الحكم في معجزة لوقعوا في نفس الاخطاء و مارسوا نفس الغباء لانهم لا يقرأون الواقع قراءة صحيحة و مصرين على عدم مغادرة مرحلة البداوة الكريهه ، و يرعبهم التقدم خطوة الى الامام حيث الحداثة التي ستزغلل عيونهم ! … المعروف انه عند استلام الحكم من قبل اي رئيس في العالم يجب ان يهيأ هذا الرئيس من كل النواحي ، و يدخل في دورات مكثفة في كيفية التصرف كرئيس ، لانه لم يعد يمثل نفسه فقط و انما شعب كامل و امة و وطن و حضارة ، لا ان ينظر الى ساعته اثناء مؤتمر صحفي مع ميركل و هي اشارة سلبية في البروتوكولات الدولية ، ما هكذا تورد الابل يا سيادة الرئيس ؟! و الاهم من كل هذا و ذاك يجب ان يقرأ هو و حزبه الفائز في الانتخابات الواقع الداخلي و الخارجي قراءة صحيحة و واقعية لا تستند الا الى مصالح البلد و الشعب بكل مكوناته و اديانه و طوائفه و ليس لمصلحة دين او طائفة او فئة ، و اعداد برنامج سياسي و اقتصادي متكامل للسير بالبلد الى الوجهه الصحيحة ، و هذا ما لم يفعله الشيخ محمد مرسي ولا حزبه ولم يكن في ادنى حساباتهم الضيقة ، الساذجة المحصورة في عقلية القرون الاولى من الدعوة و مثالياتها المقدسة البعيدة كل البعد عن واقعنا المعاصر . هذا هو ديدن الاسلاميون دائما في حشر الدين بمناسبة او بدونها في كل مفاصل الحياة و هم هنا يسيئون للدين و لا يجنون غير الفشل .
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصمت الفلسطيني …
-
الغلو في التعاطي مع الدين …
-
هل ما قبل الاسلام جاهلية ، ام ماذا ؟!
-
ملك اليمين …
-
تجديد الخطاب الديني … الى اين ؟!!
-
العبودية في الاسلام …
-
تهنئة الى الشعب السوداني الشقيق …
-
هل فعلا نحن امة ضحكت من جهلها الامم ؟!!
-
الاخوة الاعداء …
-
تحذير من العودة اللامحمودة لداعش !!
-
مآسينا مع الارهاب الاسود …
-
هل الصلاة فعلا تنهى عن الفحشاء و المنكر ؟!
-
ثقافة الحوار …
-
حصة اللة في الغنائم !!
-
هل التطبيع جريمة ام تحصيل حاصل ؟!
-
وهم ( خير امة اخرجت للناس )
-
النظافة ظاهرة حضارية !
-
حد الزنا
-
هل اثرياء الغرب الكافر اكثر رحمة و انسانية من اثرياء المسلمي
...
-
الاسلام و العلمانية ( الماء و الزيت )
المزيد.....
-
-الأوقاف السورية- تعلّق على فيديو السيارة في الجامع الأموي
-
منظمتان يهوديتان أمريكيتان: احتلال غزة بالكامل سيؤدي إلى خسا
...
-
منظمتان يهوديتان أمريكيتان: احتلال غزة بالكامل سيؤدي إلى خسا
...
-
حاخام يهودي: ندمت لتأخري في وصف ما يجري في غزة بالإبادة
-
كيف يدان اليهودي إذا نطق بالإبادة في غزة؟
-
دول عربية وإسلامية ترفض سيطرة إسرائيل على غزة
-
فيديو يثير الغضب.. شخص يتجول بسيارة داخل الجامع الأموي
-
لجنة وزارية عربية وإسلامية ترفض خطة إعادة احتلال قطاع غزة
-
وفاة جمال الدين بودشيش شيخ أكبر طريقة صوفية بالمغرب
-
اللجنة الوزارية العربية الإسلامية ترفض سيطرة -إسرائيل- على غ
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|