أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسن محاجنة - تقاطع الأيديولوجيات المتناقضة ...














المزيد.....

تقاطع الأيديولوجيات المتناقضة ...


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقاطع الأيديولوجيات المتناقضة ...
لا بد في افتتاحية مقالي هذا، من "تفسير" غيابي عن هذا المنبر لفترة طالت ، وليس من عادتي أن تطول غيبتي ...
بداية، أصابتني وعكة صحية طال أمدها، وثانيا ، فقد شاركت في حفل تخريج ابنتي المهندسة ، أصاله قاسم، وحصولها على الماجستير في هندسة المياه ...!! نعم مهندسة ماء ... وكان حفل التخرج في مدينة وارسو – عاصمة بولندا ، وسأكتب عن وارسو التي سحرتني بجمالها، قريبا ..
والآن الى موضوعنا ...
قال ذات يوم ، زعيم في حركة الاخوان المسلمين ، وأظنه يوسف القرضاوي ، بأن مصالح الاخوان وسائر الحركات الإسلامية ، وتحديدا الجهادية ، قد تقاطعت هذه المصالح مع مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان .... فقد حارب الإسلاميون تحت راية "المجاهد" الكبير ، الرئيس الأمريكي "المؤمن" ، ريغان، وحاربوا صفا متراصا ، الالحاد الشيوعي السوفييتي ، وذلك " لإعلاء" كلمة الله .
لم تنزعج هذه المصالح الاسلاموية "الجهادية" من كون الولايات المتحدة ، هي الداعم والسند لسياسة إسرائيل في المناطق الفلسطينية المحتلة ، والتي قامت بإحلال عصابات المستوطنين ، مكان أبناء الأرض من الفلسطينيين ... ولم تهتز شعرة في رؤوس زعماء "الجهاد" ، بما فيهم الزعيم الروحي للقاعدة، الفلسطيني ، عبد الله عزام ، والذي غادر الأراضي المحتلة ، لتحرير فلسطين من جبال تورا بورا. لم تهتز شعرة في ابدانهم لتحويل الحرم الابراهيمي في الخليل الى معبد يهودي ، مناصفة مع المسلمين ... ولا للنوايا المعلنة بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه ..
ويبدو بأن "الحمية" الدينية ، مشروطة ، بالذي يؤججها وخصوصا الولايات المتحدة ، والتي دفعت ثمنا باهظا ، لتأجيجها لهذه "الحمية" الدينية بواسطة "شركاؤها" في العالم الإسلامي- العربي ..
وتتقاطع مصالح الإسلاميين في العادة مع أعداء الأمة والدين ، فها هي حماس ، تنقلبُ على السلطة الفلسطينية ، وتقسم الشعب الفلسطيني الى "شعبين" وكيانين ، مما يصب في مصلحة السياسة الإسرائيلية ، والتي لا تريد لدولة فلسطينية أن تقوم ... علما بأنني لستُ من أنصار "دولة " محمود عباس ...!!!
وقد شاهدنا في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ، والتي جرت يوم أمس ، الثلاثاء، كيف تقاطعت مصالح الاسلامويين والقومجيين ، مع مصلحة نتانياهو وحكومته التي تقود البلاد نحو نظام فصل عنصري وإلغاء الوجود الفلسطيني في إسرائيل ..والذي تبدّى في قانون القومية ، الذي لا يعتبر بأن إسرائيل هي دولة لكل مواطنيها ، بل هي دولة اليهود فقط ..
ففي الانتخابات البرلمانية الأخيرة والمُعادة ، لعدم تمكن نتانياهو أو منافسيه ، من تشكيل حكومة ، خاضت الأحزاب "العربية " (علما بأن الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة هي حزب يهودي- عربي)، خاضت الانتخابات بقائمة مشتركة ... بهدف توحيد الصوت العربي في إسرائيل والحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان ، لمنع تشكيل حكومة يمين فاشي بقيادة نتانياهو ..
لكن الغريب في الأمر ، بأن حركتين أساسيتين وكبيرتين ، دعتا الى مقاطعة الانتخابات وعدم التصويت للقائمة المشتركة ،وهما الحركة الإسلامية والحركة القومية. وطبعا بتبريرات أيديولوجية ... وللتنويه فقط ،فإن شقا من الحركة الإسلامية خاض الانتخابات في القائمة المشتركة ..
والتبرير الأيديولوجي للإسلاميين ، كما تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ، هو ، بأن ، من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، ولا يحق لمسلم أن يُشارك في عملية انتخابات في دولة كافرة .!! إضافة الى الهجوم الشرس على أعضاء من القائمة المشتركة والذين شاركوا في تظاهرات للمثليين ودعموهم ، وبهذا (كما نشر نشطاء اسلامويون) فإنهم يريدون بل ويشجعون الشذوذ في المجتمع ، هذه هي كلماتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ... ولا يهم ...حتى لو كان الثمن هو وصول اليمين الفاشي المتطرف والذي سيتبع كافة السبل والوسائل للتضييق على الأقلية الفلسطينية من مواطني دولة إسرائيل ...
أما الشق القومي من معادلة المقاطعة للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية ، فيستند في طعونه على أن دولة إسرائيل هي دولة استيطان – إحلالي عنصري ، قامت على انقاض الشعب الفلسطيني ، ومشاركتنا (أي عرب إسرائيل ) في الانتخابات ، هي اعتراف بشرعية الاستيطان الإحلالي العنصري ، وإضفاء شرعية على ديموقراطية إسرائيل والتي تضطهد المواطنين العرب وتمارس ضدهم التمييز العنصري والإقصاء من الحيز العام ..
أما التبرير المشترك للفئتين ،فقد تركز حول فشل القائمة المشتركة في السابق من تحسين وضع الجماهير العربية في إسرائيل .... لذا لا جدوى من إعادة انتخاب هذه القائمة واعضائها ...
وللتذكير فقط ، فإن دعاية نتانياهو الانتخابية ، تمحورت في السابق حول ، تخويف اليهود الإسرائيليين من العرب الذين "يتزاحمون" ويتراكضون للإدلاء بأصواتهم... رغم أن الحقيقة هي عكس ذلك ، فنسبة المصوتين العرب هي أقل من نسبة المصوتين اليهود ..
بالإضافة إلى أن القناة التلفزيونية الإسرائيلية (12)، قد كشفت في تقرير لها ، بأن مستوطنا يهوديا في الضفة الغربية ، هو الذي موّل حملة المقاطعة في البلدات العربية ، وتم تعليق لافتات كبيرة فيها تدعو للمقاطعة ...
نعم ، القائمة المشتركة لم تصل الى سقف التوقعات منها ، بل وحصلت خلافات بين مركباتها في السابق ، لكن ان يغيب التمثيل العربي من الكنيست ، فهذه مصيبة كبيرة ..
لن تتغير الأحزاب الصهيونية ، لكن التمثيل العربي قد يكون بيضة القبان ، وكلما زاد التمثيل العربي، كلما كانت هناك إمكانية لإيصال القضايا العربية الى رأس سلم أولويات البرلمان ولو بالكلام فقط .. كما وأن زيادة التمثيل العربي ، يقلص من عدد أعضاء أحزاب اليمين الفاشي ، الذي يريد اقتلاعنا والإلقاء بنا خارج حدود دولة إسرائيل ..
النوايا والأيديولوجيات الجامدة والتي لا تُبدي أية مرونة وديناميكية مع المتغيرات والمتحولات في الحياة السياسة والاجتماعية، تتقاطع مصالحها دائما مع العدو الأيديولوجي ، وتخدم مصالح " أعدائها" ، سواء شاءت ذلك أم أبت ...



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذراتٌ من سنوات مضت ..
- قليل من الخمر ..
- الامبرلالية .. أو نحو تعريف جديد للمثقف .
- علمانية بمرجعية دينية ...
- مرثيةٌ لنهدٍ مُغادر
- من القاتل ..؟!
- منع التجول والتوجيهي ...!!!
- ما لكم ... قبحكم الله ...؟!
- الراديكالية والنسوية .
- بين هاشتاغين ..!!
- مسيرة القتل ...
- de jure وال- , de- facto ما بين
- الثقافة أم السياسة ؟!
- دماءٌ على الرصيف...
- أولُ الغيثِ قطرٌ....
- فانتازيا ايروتيكية....
- لحظات من السعادة ..
- الفريضة الغالبة ...
- شُكراً قطر ...!!
- أم الشلاطيف ..!!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسن محاجنة - تقاطع الأيديولوجيات المتناقضة ...