أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين ابو سعود - روايات الغلو في الحسين عليه السلام (دافع خفي)














المزيد.....

روايات الغلو في الحسين عليه السلام (دافع خفي)


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 6342 - 2019 / 9 / 5 - 10:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا يشك اثنان بان في روايات المسلمين سنة وشيعة الكثير من الموضوعات والغلو وقد لا يشك شيعيان بان كتب الشيعة بالذات زاخرة بروايات الغلو ، وقد صرح الائمة بأنفسهم بوجود من كذب عليهم ودس في كتبهم الروايات الموضوعة ولعل اكثر الاحاديث التي وضعت في الفضائل كانت من نصيب الامام علي عليه السلام ثم الامام المهدي المنتظر ولم يسلم الامام الحسين من هكذا روايات لا يمكن لعاقل ان يصدقها كلها او بعضها، اذكر منها القول المنسوب (زورا) الى الامام الصادق عليه السلام: من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه ، وقوله : من احب الاعمال الى الله تعالى زيارة قبر الحسين عليه السلام ، وعن الرضا عليه السلام قوله: من زار قبر ابي عبدالله بشط الفرات كان كمن زار الله فوق عرشه.
ويعتبر المغالون كل من لم يزر الحسين ناقص الايمان ووضعوا في ذلك رواية على لسان الامام الصادق عليه السلام: من لم يأت قبر الحسين حتى يموت كان منتقص الايمان، منتقص الدين، ان ادخل الجنة كان دون المؤمنين فيها.
ولم يكتف الغلاة بذلك بل حاولوا مقارنة زيارة الامام الحسين بالحج والعمرة ووضعوا في ذلك روايات متضاربة متناقضة أورد منها واحدة مذكورة في كتاب كامل الزيارات، عن الامام الصادق (ع) قوله: من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم وألف ألف عمرة مع رسول الله وعتق ألف ألف نسمة وحملان ألف ألف فرس في سبيل الله وسماه الله عزوجل عبدي الصديق آمن بوعدي وقالت الملائكة صديق زكاه الله من فوق عرشه وسمي في الأرض كروبا.
وأعطى هؤلاء للإمام الحسين خصوصيات لا يحتاجها أصلا كقولهم بان اكل التراب حرام الا تربة الحسين ولبس السواد مكروه الا على الحسين والجزع مكروه الا على الحسين وغيرها ومن الواضح بان هذه الاقوال التشريعية انما وضعت في عهد ما بعد الرسول عليه الصلاة والسلام الذي أكمل الدين واتم النعمة وبلغ ما انزل اليه من ربه بكل امانة وصدق وحلاله أصبح حلالا الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة.
وفي موسم العزاء أعنى محرم وصفر تتزين العتبة الحسينية المقدسة بالكثير من اللافتات المكتوبة بخط حسن تحوي مثل هكذا روايات، وفي الأعوام السابقة أصدر مكتب أحد المراجع بيانا في بداية المحرم يحوي بعض النصائح والارشادات للخطباء والمبلغين بدأ برواية واضحة الوضع وهي: من زار او مشى نحو الحسين عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (وما تأخر).
أقول لا شك بان هذه الروايات التي لا يحتاجها الحسين مطلقا قد ساهمت في الغلو بحب الحسين وتحويل الطقوس والزيارة الى هدف.
الحسين عليه السلام عظيم ولذكراه حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ وهناك الكثير من الاحاديث المروية في فضله ومكانته ولعل قول الرسول الاكرم:(حسين مني وانا من حسين ) يكفيه ليكون من اشرف الناس واعلاهم مقاما ، واكثر ما يخيفني هو ان تكون مثل تلك الروايات المجعولة هي سبب حب الناس للحسين بهذه الطريقة، أقول لكي لا يكون حب الحسين هشا يجب التخلص من كل الروايات التي وضعها الغلاة لدوافع سياسية او اقتصادية يراد منها تحقيق أغراض خاصة ونحن من كثرة هكذا روايات بتنا لا نعرف أنحن شيعة ام غلاة، وكما اسلفت باني لا اشك قيد انملة بان مثل هذه الروايات لم ولن تضيف للحسين شيئا فهو سيد شباب اهل الجنة بالإجماع وان اشتهاره وانتشاره وتربعه على القلوب لم تأت من هذه الروايات بل ولم تأت نتيجة ما حدث يوم عاشوراء فحسب وانما هناك سر لهذا العبد الصالح المطيع لله ولرسوله لا يعلمه الا الله تعالى.
ولم يتوقف هؤلاء عند الحسين بل غالوا في قداسة مدينة كربلاء أيضا حتى قالوا بانها ستزف الى الجنة وانها افضل من الكعبة وقد حدث ما يشبه الشجار بين مكة وكربلاء فأوحى الله الى مكة ان تسكت وتخسئ والا خسف بها الأرض ان هي تفاخرت على كربلاء ، علما بان كشف حقيقة مثل هذه المقايسات بين الارضين لا تحتاج الى جهد كبير او معرفة بالرجال واصول الحديث لان زيارة الحسين لا علاقة لها ابدا بالحج والعمرة حتى تقارن بها فالحج عبادة منصوصة من الله والزيارة لا تتعدى كونها تعبير عن المودة والمحبة تحولت مع الأيام الى عشق لا نص فيه وهي ليست شعائر الله ولا شعائر حسينية وانما هي شعائر عاشورائية تختلف في طبيعتها من دولة الى أخرى حسب عادات كل بلد وتقاليدها ومدى تأثرها بالبيئة وعليه فان البكاء على الحسين وزيارته ليست لوحدها الطريق الأمثل والاسهل الى الجنة لان الجنة طريقها محفوف بالأيمان والعمل والشفاعة.
السلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكة الاوزار
- العراق يعود للملكية
- سراب في مستشفى
- قراءة في مجلة قديمة
- ليالي الاكوادور
- كلاب سانتياغو
- السائق الاجنبي والمراة السعودية
- أنا وعدنان الصائغ تحت سماء غريبة
- مدن بلا سكان
- متابعة تفاصيل امرأة تحبني
- جراح من ذهب خالص
- السفر وأماني رأس السنة
- آخر رسالة حب
- الحزن حرفتي
- مطر يحتمي من مطر
- صوت البحث عن ضوء الحكايات
- السنة والشيعة: صراع اختياري
- تلك كربلاء وتلك منازلها
- حكايات الفصول ، فصول الجدب
- موعد مع الموت أخلفناه (المنصور ميليا)


المزيد.....




- عراقجي: أمريكا خانت الدبلوماسية.. وتعاون إيران مع الوكالة ال ...
- ترامب يصعّد -الحرب التجارية- بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على ...
- بغذاء ومذياع ومصباح يدوي.. دعوة لسكان ألمانيا للاستعداد للطو ...
- منى فتو: -المتفرج المغربي يتقبل مشاهد العنف أكثر من مشاهد ال ...
- طواف فرنسا: ميلان يتصدر المرحلة الثامنة ويصبح أول إيطالي يفو ...
- مخرج هوليودي ينتظر السجن 90 عاما بتهمة غسل أموال نتفليكس
- كيف يغيّر -مشروع ديجيتس- من -إنفيديا- مشهد الذكاء الاصطناعي؟ ...
- مسؤولان أمميان يصفان ما يحدث بغزة بأنه جنون وبلا أخلاق
- ضربوه حتى الموت.. مقتل فلسطيني أمريكي على يد مستوطنين في الض ...
- ماذا نعرف عن الصندوق الأسود الموجود في الطائرة؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين ابو سعود - روايات الغلو في الحسين عليه السلام (دافع خفي)