أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بالعربي - بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [5]















المزيد.....

بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [5]


أمير بالعربي

الحوار المتمدن-العدد: 6336 - 2019 / 8 / 30 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


-7- "حبيبتي" والجنس ... ما تيسّر من البقية .

مع أول لحظات "التعارف" مع "حبيبتي" كانت استراتيجيتي هي نفسها , مثلما فعلتُ مع من سبقنها ... أقوالي كانت مباشرة ومخيفة إلا لمن شذّت قليلا عن تلك الثقافة , ولم تكن الإجابة المنتظرَة إلا احتمالين : إما فرارها بأسرع سرعة , وإما اقترابها وإعلان بداية قصة جديدة و ... محاولة "خلق" جديدة . لم أفقد الأمل في تلك الفترة , كنت لا أزال أسمع أسطوانة الأمل ... لكني كنت أهرب من مفهوم التفاؤل وسبب ذلك يعود بالتأكيد لعدم وصولي وقتها إلى طريق الحكمة . التفاؤل والاعتقاد بالمعجزات شيم العوام والبسطاء , الخاصّة تفكيرها رياضي علمي ينطلق من معطيات وتفاعلات لينتظر نتائج لا يجب لها أن تخرج عن الواقع , وكلما حضر التفاؤل خرج كل شيء عن الأرض وطار بعيدا إلى سماء الوهم وبذلك ينتج السفه والغباء : أي تفاؤل مع سرطان لا علاج له ؟ سيموت المريض قطعا وأيّ قول غير ذلك سفه وغباء , أيّ تفاؤل مع وطن لا يوجد فيه من الوطن إلا الاسم ؟ ومَن غير السفيه والغبي سيتكلم عن تقدم ورخاء وكرامة مع "وطن" شبيه ؟ وأيّ تفاؤل مع مَن عاشتْ عقودا في تلك الثقافة ؟ حتى وإن ظهرت للسذج "متفتحة" و "مثقفة" ؟ ما الفرق بين كيسِ قمامة أسود وبين شعر جميل أشقر يصل العجيزة ؟ "حبيبتي" كان شعرها أشقر وبيضاء البشرة , كانت تحبّ أن يكون شعرها قصيرا وكان السبب الوحيد لعدم قصها له فانتازيا جنسية ؛ أن تكون في "وضع الكِلاب" وفق تسميتها أو "وضع الأبقار" وفق تسميتي وتُجذب منه بشدة , عندما سألتني لماذا الأبقار وليس الكلاب أو القرود أو الحمير والبغال رددتُ لها السؤال "ولماذا تسمينه وضع الكِلاب ؟" فكان جوابها أنه ترجمة من الإنكليزية , فوجدت حلا وسطا وسمّيته "وضع النبلاء" , وكانت "نبيلة" في طريقها لتصبح "الأميرة" ولا أمراء من العوام والعبيد ... كان وضعها المحبذ ولم يكن عندي وضع أُفضله , كل الأوضاع كانت جيدة عندي , وإذا فضّلتُ أحدها فيكون ذلك لأني فيه أستطيع استعمال كل حواسي وأعيشه مئة في المئة . قبل أن تعرفني , كانت "حبيبتي" تُفضل إشعال الشموع وأن تغمض عينيها , ولم لا موسيقى هادئة , فتعلمتْ أنه لا يفعل ذلك إلا الأغبياء ... كانت إيروتيكية فتعلمتْ البرنوغرافيا وشتان بين كذب الإيروتيزم وأوهامه وبين صدق البورن وواقعيته .
من ضمن دروسي الجنسية لها بخصوص حدوتة الشموع , سألتها عن ماذا لو كنتُ حاملا لإحدى الفايروسات , كيف ستعرف إذا لم تنظر ؟ فأجابت أنها تثق بي وأنّي لست من أولئك الذين ينامون مع كل من هب ودب , فضحكتُ لأني من المحتمل أن أكون حاملا للآيدس لأني لم أستعمل ذلك الواقي ولو مرة طيلة حياتي الجنسية وكنتُ أنوي استعماله معها , قالت أنها لا تريد "حواجز" بيننا و "يقولون" أن الواقي يقلل من المتعة فأجبتها أني أقصد أيام دمائها "الزكية" فاستغربتْ , لأمرين : الأول أن عادتها تأتيها دوما بالألم وكيف سيكون إيلاج مع الألم الكبير الذي عادة ما يلزمها الفراش ؟ والثاني أنها سمعت منّي الكثير عن بئر بضاعة ومشتقاته فَـ "يا أيها الرجل المعلم غيره***هلا لنفسك كان ذا التعليم/ لا تنه عن خلق وتأتي مثله***عار عليك إذا فعلت عظيم" ؟ ... السؤال الأول فطنتْ لإجابته بمفردها بالعودة إلى مازوشيتها , وزدتها على ما فهمتْ أنها ستشعر بما لن تشعر به خارج أيام دمها ولن يكون هناك أيّ ألم ... لكني لم أقصد فقط لذة الجنس بل الأهم عندي كان ما تكلمتْ عنه من قبل أيْ "الحدود" التي يجب أن تُمحى بالكلية بيننا : حدود الجسد ثم تأتي بعدها حدود العقل . القضية لم تكن جنسا , ولم أكن من المهووسين بالدم ولا بالإخصاب منه كفلان في زمانه ومكانه , ما كان يهمني هو هدم كل ما يظهر أنه قاعدة لا تُناقش عندها وخصوصا إذا ما تعلّق الأمر بجسدها ... اللعنة على غباء تلك الأيام , وعلى آمال تلك الأيام , كنت إلها "يخلق" ورسولا "يصلح" أو هكذا كنت أتوهم ... كان عليّ فقط أن أحذر من مرور ذلك الدم تحت الواقي , الأمر سهل ويلزمه فقط وضع يمكنني من الرؤية لنقل مثلا -وضع الأبقار الشريف- مع تجنب الإيلاج الكامل و ... فقط . من ذا الذي قال أن المرأة لا تستمتع أيام دمها ؟ ومن ذا الذي زعم أن حملها يفقدها الرغبة ؟ لم أكن أرى أي حدود ما دام العقل يحكم كل شيء , إذا وجد العقل ووجدت الرغبة غاب المستحيل , طريق التحرر عند كل امرأة من تلك الثقافة يبدأ بالتحرر من قيود جسدها ومحظوراته , الحرية الكاملة والتامة ليست تحررا جنسيا بل تحررا من كل قيود الجنس ... "عزيزتي , سأرسلكِ لسماكِ السابعة أيام حيضكِ , ليس لرغبةٍ في دمٍ أو هوسٍ به أو لساديةٍ بل فقط لتعلمي أن لا حدود , الحدود نحن من يحددها بعد فهم كل شيء وليس الآخرون ." ... قالت لي بعد أشهر أنها في البداية ظنت أننا سنمارس الجنس ليلا نهارا طيلة أيام الأسابيع والشهور , وعندما رأت أننا أمضينا الأسابيع دون أن أمسها فهمتْ قصدي , بعد شهور فهمتْ , غيرها لن يفهمن طيلة أعمارهنّ ... كانت أحسن منهن في كثير من الأشياء . أما قصة الحمل , فرويت لها أني عرفت امرأة حاملا في بداية شهرها الرابع وظللنا معا حتى أكمل الصغير سنتها الأولى أي قرابة السنة والنصف دامت تلك العلاقة . كانت غبية , فظنت أن المرأة كانت متزوجة وكانت تخون زوجها معي ... لم يخطر ببالها ولو احتمال واحد على مليار أن المرأة يمكن أن تكون منفصلة عن زوجها عندما عرفتُها وأن الحمل حصل قبل انفصالهما ... مع أني قلت لها أني لا أستطيع أن أكون مع امرأتين في وقت واحد : "ابتسامة واعتذار يكفيان" , وعلى كل فهي كانت تتعلم وكل متعلم يخطئ , لكنها كانت مخطئة في اعتقادها ذاك لأني لم أسمح بأن أنسى لحظة واحدة كل تجاوز للخطوط الحمراء التي شُرحت لها مرارا وتكرارا منذ البدء . نفس الخطأ وقعت فيه بعد شهر فقط من التقائنا , عندما سألتها هل عندها ميولات مثلية فكان ردها دون تفكير "نعم , أريد أن نُجرّب مع امرأة أخرى" , ومن جوابها فهمتْ من سؤالي أني أريد لكني لم أقصد ذلك : اللعنة على الغباء وعلى كل مَن يقدّم للحمير الفراولة والموز ! استغربتْ كثيرا عندما فهمتْ أني أرفض ذلك رفضا قطعيا لأني بكل بساطة لا أستطيع أن أكون مع امرأتين في نفس الوقت , هكذا كنت وهكذا لا أزال ... كثيرون سيرونني متناقضا والأكثر سيرونني غبيا ولم أستحق "الفرص" التي سنحت لي , وكلهم يحلمون بتلك الفانتازيا , لكن كل وطبعه وكل وميولاته ورغباته ... كقصة وهم العنصرية الذي لم تعترف به "حبيبتي" في البدء حيث زعمت أنها ليست عنصرية ؛ لم يعجبها قولي أني يستحيل أن أمسّ امرأة سوداء البشرة ولماذا ؟ لأني لا أحمل أي رغبة تجاه امرأة سوداء ومهما كان جمالها -إن كان عندها جمال أصلا- , سواد بشرتها يقضي على كل رغبة عندي نحوها , هكذا أنا وهكذا رغبتي التي لم تتغير ولن تتغير حتى مماتي , وهذا اسمه "عنصرية" في عالم اليوم الجميل , ولا يمكن أن تنطلي تبريراته إلا على المغفلين : نعم أنا "عنصري" ومن حقي أن أكون , لا أقول أن امرأة سوداء لا يجب أن تكون إلا مع رجل أسود لكن أقول أني يستحيل أن أكون مع امرأة سوداء , يستحيل أن أكون معها فقط لأنها سوداء البشرة , والكلام عن الجنس . نفس العنصرية تحملها تلك المرأة السوداء التي يستحيل أن تقبل بي وبمن هم مثلي وستحبّذ رجلا أسود : نعم هي "عنصرية" ومن حقها أن تكون . لماذا تخافين من "العنصرية" عزيزتي ؟ هل تستطيعين أن تفهمي كم الكذب والدجل والنفاق الذي يعيش فيه العالم اليوم ؟ أنا "عنصري" وفي دول المساواة والعلمانية مكاني السجن واللعن , أما تجويع الشعوب ونهبها وقتلها وسرقتها برمتها : ماضيها وحاضرها ومستقبلها , فذلك يسمى "علمانية" و "حقوق إنسان" , ماذا أفعل ؟ أخرج من جلدي ؟ أقبّل أفعى ولا أقبّل هالي بيري هكذا أنا ولمن أراد تقبيلها والحلم بها فله ما أراد لكن بعيدا عني : أذواق لا تُناقش يا بشر , أذواق ! أذواق لا تُفرض على أحد ولا تضر أحدا !
"حبيبتي" ظنت أن القصة جنس فقط , وهي في ذلك ليست مثلي لأنها من حملة فانتازيا القضيب الأسود جذع النخلة الذي لا ينثني , لكنها مع الزواج والإنجاب اعترفتْ بـ "عنصريتها" وخصوصا الإنجاب وقالت أنها حتما سترى الرضيع الذي يرضع من ثديها غريبا عليها ... قبلتْ "حبيبتي" أن أصفها بـ "العنصرية" وبأن أصف بها نفسي قبلها , أيْ بلعتْ طعم ذلك العالَم الدّجّال الذي لا يساوي عندي فلسا واحدا , ذلك العالَم القذر الذي تحته يوجد العالَم الأقذر منه : عالمنا هذا الذي تحكمنا ثقافته القذرة التي كانت هدفي مع كل امرأة عرفتُ ... "عنصري" لأني لا أرغب في امرأة سمينة أو بشعة أو جاهلة أو كاذبة أو معقّدة بقذارات تلك الثقافة أو مرددة كالببغاء أخلاقيات عالم حقوق الإنسان والحيوان أو سوداء أو شديدة البياض أو تلبس كيسا أسود أو أهلها لحاهم كالتيوس أو ... ليست من هذا البلد : "عنصري" و "ابن حرام" و "مهووس بالجنس" على رأي طبيبة "النفس" ووووو : السجل طويل . هكذا كنتُ أربط بين النساء والجنس والثقافة والعالَم الذي كنت أحاربه بسيف خشبي راكبا على حمارٍ أعمى يُقال أن أبي ورثه عن أبيه , وكنت أرى أني سأنتصر وسأسّس مملكتي العظيمة التي ستدوم مليون سنة نعيشها أنا و "الأميرة" "الوحيدة" التي كنت سَـ "أخلقـ" هَا مِن العدم : سبحان السفه ! سبحان الغباء ! " .

يتبع ...

-8- "حبيبتي" والحب : (قحبتي) , (كلبتي) .



#أمير_بالعربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [4]
- بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [3]
- بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [2]
- بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [1]
- بدويّات (1) : عندمَا كنتُ بدويًّا .
- وطنيّات .
- وطنيّات (20) : شذراتْ مِن عالمِ -الثقافة- و -التنوير- و -الش ...
- وطنيّات (19) : 15 .
- وطنيّات (18) : الأَمِيرَة وَالوَطَنْ .
- وطنيّات (17) : حبيبتي والحبّْ
- وطنيّات (16) : شذراتْ مِن قصةِ الياسمينْ والغِزلانْ
- وطنيّات (15) : شذراتْ مِن قصةِ العُقابْ والكتاكيتْ
- وطنيّات (14) : أُعلنُ انسحابي مِن الإنسانيّة .
- وطنيّات (13) : جِنْسٌ مَلْعُونْ فِي وَطَنٍ مَغْبُونْ
- وطنيّات (12) : إلا ذلكَ الدِّينْ اللَّعينْ .
- وطنيّات (11) : نورنبارغ في حلمٍ في كابوسْ
- وطنيّات (10) : -الأرض/الإنسان/اللغة-
- وطنيّات (9) : -أفريقيا للأفارقة !-
- وطنيّات (8) : -إِذَا كُنَّا عَرَبًا فَلِمَاذَا تُعَرِّبُونَن ...
- وطنيّات (7) : -القدس عروس عروبتكم-


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بالعربي - بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [5]