أمير بالعربي
الحوار المتمدن-العدد: 6316 - 2019 / 8 / 10 - 00:22
المحور:
الادب والفن
لا يَمرُّ يوم دونَ أن أَسمعَ
نَحيبَ أمكِ
وأَتذوّقَ الدّمَ السّائلَ مِن خدّيهَا
وأَلْعَنْ .
نَسيتْ أمكِ
نَسيَ أبوكِ
نَسيَ أخوتكِ
ونَسيتْ ذريتكِ .
ولم تعودي غير ذِكرى تُذكرُ في الأعيادْ
مع الخرفانْ ...
اللعنة على الأعيادْ .
واللعنة على الخرفانْ .
أحيانًا أضحكُ وأقولْ :
ملكيٌّ أكثرُ مِن الملكْ
وعربيٌّ أكثرُ مِن العربْ
كأني صرتُ ...
مثل كلّ هؤلاء الذي يستوطِنونَ بلدي
لكني أستدركْ .
وأَلعنُ سَهْوي
وأَراني الملكَ المستحِقَّ الوحيدْ .
ولا يجبُ أن يَنْسى صاحبُ الأمرْ
صاحبُ الشأنْ .
يجبُ أن يَحملَ اللعنة
وحيدًا .
ولا أحد يستطيعْ ... ويستحقّْ .
كلهم نَسوا ولا أحد غيره يتذكّرْ
كلهم اِلْتَأَمَتْ جِراحهمْ
ويحبُ أن يتألّمَ أبدًا
وحيدًا .
حتى هيَ سَلَّمَتْ لكِ
بعدَ سنينْ ...
مِن النضالِ
ضدّكِ
ورضيَتْ بأن تكونَ الوصيفة
ولم يكن عندها الخيارْ .
كنتِ الغريمة التي ملكَتْ كلّ العَوالِمْ
ولا تَزالينْ .
لكنها تعلّمَتْ حبَّكِ
وحبُّكِ مفتاحُ كلّ العَوالِمْ .
حبيبةً دُونَ وداعٍ رَحلْتِ
لنْ أَغفرَ لكِ .
أميرةً كلَّ الذّكرياتِ مَلكْتِ
رَضيتُ بما قرَّرْتِ .
لنْ أَثورَ .
لكني سألعنُ أبدًا القُبورَ
وزائِريهَا
والخرفانَ وذبّاحِيها
والأوطانَ ومُستوطِنيها .
كأنكِ وطني الذي نساهُ كلّ هؤلاءْ ...
لن تَعُودي .
لكنّ مياهَهُ حتمًا عائِدةٌ إلى مَجارِيها .
#أمير_بالعربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟