أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بالعربي - بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [2]













المزيد.....

بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [2]


أمير بالعربي

الحوار المتمدن-العدد: 6328 - 2019 / 8 / 22 - 18:05
المحور: الادب والفن
    


-4- ثورة "حَبيبتي"

تَغَارُ "حَبيبتِي" مِنْ وَطَنِي
وَتَزْعُمُ أنّه
مَا عَادَ صَالِحًا للسَّكَنِ :
نَاسُ الشُّذُوذِ تَصْنَعُ الرَّذيلَة
وَقُبْلَةٌ
تَدْفَعُ شرفَهُمْ المَزْعُومَ إلى الفِتَنِ !
وَنَاسُ الأَحْلَامِ تَنْتَظِرُ الوَسِيلَة
وَتَزْعُمُ أَنَّ امْرَأَةً وَوَطَنًا ...
خَيْرُ المُؤَنِ .
تَبًّا للتُّرَابْ
وَتَبًّا لِأَوْهَامِ الفَضِيلَة
وَاللَّعْنَة عَلَى عُبَّادِ الفُرُوجِ
أَبَدَ الزَّمَنِ !

-5- الثقافة , الجنس , الوطن ...

في تلك الفترة , كنت أعرّف الثقافة على أنها "كل شيء تعرفه خارج اختصاصك الأكاديمي" , فمن غير المعقول أن نقول عن طبيب أنه "مثقف" إذا ما أبهرنا بغزارة معلوماته الطبية , و-أيضا ؟- لا يُعقل أن يكون المختص في الفلسفة "مثقفا" .. وهنا كانت عندي مشكلة مع تعريفي , لأن مختص الفلسفة يعرف "الكثير" و "الكثير جدا" عكس الطبيب والمهندس وغيرهما من أصحاب الاختصاصات العلمية أين تكون معارفهم محصورة على الاختصاص الأكاديمي عكس الفلسفة التي يلم أهلها بتاريخ البشرية برمته وبكل ما حدث فيه من أحداث وتقلبات ونظريات وتيارات , لذلك كنت أرى المثقفين حالات نادرة عند أصحاب الاختصاصات العلمية , لكن إذا وُجد أحد فيهم فأكيد سيعدل آلاف مختصي الفلسفة , ولذلك أيضا كنت أرى المثقفين عند مختصي الفلسفة حالات شاذة وإذا وُجد فيهم أحد فأكيد سيكون "فيلسوفا" سيأتي بالجديد وسيستطيع إنطاق الحجر وإفهام الشجر والبقر .
الحب يشبه الثقافة , وإطلاقه على ما نعيش يشبه إطلاق لفظ "مثقف" , والجنس في هذه المعضلة يشبه الاختصاص الأكاديمي ؛ الجنس "اختصاص أكاديمي" لكل البشر والاختلافات فيه مهما كبرت لا تتعدى الاختلاف بين أستاذ جامعي في الطب أو الهندسة وبين معلم ابتدائية : الفرق شاسع لكنه يبقى "فرقا أكاديميا" ولا علاقة له بالثقافة . إذا أردت الحب ابتعد عن الجنس , وإذا أردت الثقافة ابتعد عن الاختصاص الأكاديمي ... لكن الجنس لبنة أساسية يُبنى عليها الحب وخام لا يمكن تجاوزه لكنه ليس اللبنة "الوحيدة" , والاختصاص الأكاديمي أرضية تُبنى عليها الثقافة ويُسَهِّل نموّ زرعها لكنه ليس الأرضية "الوحيدة" أيضا . ولذلك يحقّ لنا أن نلوم أصحاب الاختصاصات الأكاديمية "الكبيرة" -أكثر من غيرهم- إذا لم يكونوا مثقفين , لكن هل يجوز نفس اللوم مع "مختصي الجنس"/ من عاشوا ويعيشون في ساعات أو أيام ما لا/ لن يعيشه غيرهم طيلة أعمارهم ؟ ..... أذكر المرات التي لا تُحصى التي أشفقتُ فيها على أبي وأمي , المسكينان ماذا عرفا عن الجنس ؟ إن هو إلا وضع بدائي يتيم يدوم دقائق على أقصى تقدير , لحظات بائسة سرقاها من أعيننا وآذاننا أنا وأخوتي كانا فيها كحاطبٍ سارقٍ بليل , وما أكثر المساكين أمثالهما ...
إجابة ساذِجة سطحية ومتجنِّية ستقول أنّ هؤلاء "مجرد حيوانات يُشبِعون غرائزهم لا غير" ولذلك لا يرون في شركائهم غير أجساد/ أشياء جنسية/ مكنات متعة , وبما أن الإنسان ينفرد بالوعي يكون اللوم عليه أعظم ويكون للسؤال الاستنكاري/ التعجبي "عن أيّ حبٍّ تتكلّم يا هذا !؟" أرضية صلبة .
الرد عليها لن يَنْفِ حقيقةَ وجودِ مَنْ هم كذلك , كممثلي البورن -حيث لا حبّ بل يُسمّون ذلك "عملا" كأيّ عمل ولا يجب أن يفوتنا هنا أن بعضهم وخصوصا النساء لا وجود لإشباع رغبات بل هو مجرد عمل لا متعة فيه وربما يكون ذلك المفهوم الأمثل للدعارة- وكبعض الأمراض العصبية و "النفسية" التي ينتج عنها خلل في الرغبة وفي إشباعها لدرجة الهوس فيصبح الشريك في الفعل الجنسي كطبقِ أكلٍ عند جائعٍ وأظنّ أنه من العبث الكلام عن "حبّ" بيني وبين وجبةٍ تُقدَّم لي بعد حرماني من الأكل ليومٍ أو يومين .
لكن لو تجاوزنا المثالين السابقين , وتجاوزنا الثقافة السائدة أي "العروبية/ الإسلامية" [والدينية بصفة عامة] وهي ثقافة سلّعتْ المرأة واختزلتْ وجودها في "جسد" أي وسيلة متعة للرجل وخدمته وفي "رحم" أي بقرة للإنجاب [ونفس الشيء مع الرجل أي "جسد" يحمل سيفا ليحمي ضعفها و "جسد" لإشباع رغباتها و "خُصيتان" أي تيس أو ثور للإخصاب] , لو تجاوزنا أيضا بقايا هذه الثقافة -من عُقدِ التحريم والكبت- عند من يظنون أنهم خرجوا منها كملحد من خلفية إسلامية "أصيلة" لم يتذوّق الخمر طيلة إسلامه ويوم خروجه منه يصبح سكيرا عربيدا , ونفس الشيء مع ثقافة "الشرف" و "العفة" عند بعض الرجال وعند الكثير من النساء . لو تجاوزنا كل هذا , لنا أن نسأل بعض الأسئلة بخصوصِ "مختصي الجنس" وأغلبهم رجال بالطبع مع قلة ضئيلة من النساء :
- التعميم على من يعيشون داخل القطيع قد يكون جائزا , لكنه يصعب كثيرا مع من خرجوا عنه . ماذا عن امرأة لم تستطع أن تَغفر لكل من اضطهدوا النساء طوال تاريخهن -أي الرجال- ؟ تقول أنه يستحيل أن يَتجاوز رجلٌ الثقافةَ التي تَربّى عليها وبذلك يستحيل أن تَقبل بالارتباط به , لو فَعلتْ أصبحتْ سِلعة ومُلكا له , أداة متعة وبقرة إنجاب , لذلك تَرفض ... لكنها لا تستطيع الحياة دون رجل فتلك هويتها وجيناتها وميولاتها أي هي "مجبورة" , وفي نفس الوقت هي تحب وترغب في أن تكون برفقة رجل أي هو "اختيار" , فتكون نتيجة كل ذلك أن تُمضي حياتها تتنقّل بين الرجال ؛ فهل هذه "المختصة في الجنس" عاهِرة أم عاشِقة ؟ أكيد لن تتأخّر الردود على سلوك امرأتنا , لكن كلها لن تخرج عن تلك الثقافة البشعة وادّعاءاتها كأسطوانة الشريك الأوحد أبدا والوفاء والشرف والعفة ويمكن جمع كل ذلك تحت لفظ "الملكية" وامرأتنا ترفض أن تُمْلَك .
لنواصل مع هذا المثال , ولنزد عليه مثلا أنّ هذه المرأة مِن النوع الخجول الذي لا يجيد التعبير عن مشاعره إلا بالفعل وكثيرون وكثيرات من هم/ هنّ مثلها وأعطي مثالا عن أيّ بلد من هذه البلدان في ساحة عامة أو في معهد أو في كلية تُقبِّل الفتاة -التي تقريبا لا تستطيع الكلام مع حبيبها- تُقبِّله القُبلة الأولى دون أن تأبه أو حتى تشعر بوجود من حولها ... هل هي "عاهرة" ؟
لنعد إلى امرأتنا , ولنقل لها إذا زعمتْ أنها تحتقرُ الرجال ولا ترى فيهم إلا قضاء حاجة : علمنا أنكِ لستِ عاهرة , وعلمنا أنكِ لستِ في حاجة لترهات طبيب "نفس" , وعلمنا أن ثقافةَ بلدكِ ليست أهلا للحكم عليكِ , لكن بقي عندنا لُبس : لماذا تُنْكِرين حبكِ لهم ؟ هل حقا تجاوزتِ نفس تلك الثقافة التي تنتقدين عند الرجال ؟
- هذا الوطن في حاجة لحب حقيقي وليس لخبراء جنس , لكنه لن يستطيع الشعور بذلك الحب دون أن يُنكح ليلا نهارا . في حاجة لثقافة حقيقية لا لاختصاصات أكاديمية , وكيف له ذلك ولا ثقافة دون معارف ! وكل المعارف فيه أساسها نفس الثقافة التي أذلّته ؟

الجنس الحب , المعارف الثقافة , والوطن : معضلة كبيرة لم تفهمها "حبيبتي" "خبيرة الجنس" و صاحبة أعلى المعارف الأكاديمية ... اللعنة على الجنس ! اللعنة على المعارف ! أريد حبيبة/ أريد وطنا !



#أمير_بالعربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [1]
- بدويّات (1) : عندمَا كنتُ بدويًّا .
- وطنيّات .
- وطنيّات (20) : شذراتْ مِن عالمِ -الثقافة- و -التنوير- و -الش ...
- وطنيّات (19) : 15 .
- وطنيّات (18) : الأَمِيرَة وَالوَطَنْ .
- وطنيّات (17) : حبيبتي والحبّْ
- وطنيّات (16) : شذراتْ مِن قصةِ الياسمينْ والغِزلانْ
- وطنيّات (15) : شذراتْ مِن قصةِ العُقابْ والكتاكيتْ
- وطنيّات (14) : أُعلنُ انسحابي مِن الإنسانيّة .
- وطنيّات (13) : جِنْسٌ مَلْعُونْ فِي وَطَنٍ مَغْبُونْ
- وطنيّات (12) : إلا ذلكَ الدِّينْ اللَّعينْ .
- وطنيّات (11) : نورنبارغ في حلمٍ في كابوسْ
- وطنيّات (10) : -الأرض/الإنسان/اللغة-
- وطنيّات (9) : -أفريقيا للأفارقة !-
- وطنيّات (8) : -إِذَا كُنَّا عَرَبًا فَلِمَاذَا تُعَرِّبُونَن ...
- وطنيّات (7) : -القدس عروس عروبتكم-
- وطنيّات (6) : -قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْ ...
- وطنيّات (5) : 1+1=3/ -لا تطرقوا النّساء-
- وطنيّات (4) : -لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَ ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بالعربي - بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [2]