أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بالعربي - بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [3]















المزيد.....

بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [3]


أمير بالعربي

الحوار المتمدن-العدد: 6332 - 2019 / 8 / 26 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


-6- عبثية الوجود .

هل سيكون للحياة معنى بعد التحرر من كل القيود -أو أغلبها- ؟ هل سيستطيع الإنسان أن يحيا دون قيود ومازوشية ؟ هل سيستطيع تجاوز الخوف من اللامعنى وامتلاك القوة اللازمة لذلك ؟
بعض أسئلة لن تغيب عن كل من اكتشفوا "حقيقة" العالم الذي يعيشون فيه , حتى وان أجّلوها أو تجاهلوها أو جبنوا أمامها فهربوا من مواجهتها وواصلوا السير في طريق الحياة . لكن هيهات أن يقدروا , هيهات ! العقل نعيم به تميزوا عن غيرهم من الموجودات فتحرروا , لكنه جحيم سيؤرقهم ما لم يواجهوا ويجيبوا عن كل سؤال يخطر ببالهم ؛ وبالهم قفير نحل لا يهدأ وسقر لا تمتلئ وتطلب كل لحظة المزيد ... المزيد من الأسئلة بعد التأمل في كل ما يحيط بهم , ومحاولة فهمه فهما عقلانيا منطقيا لا أسطوريا عاطفيا مثلما كانوا قبل أن يتحرروا ؛ هي إذن شيزوفرنيا صنعت عقلا جديدا مع عقلهم "الطفولي" / الأسطوري القديم , سيبقيان في صراع ما لم يحسموا أمرهم ويواصلوا الطريق حتى نهايته -وله نهاية !- برغم أن أغلب من -تحرروا- يقولون أنه لا نهاية له وأن الشك والتأمل والسؤال والحيرة باقون أبدا أو , يزعمون ذلك ويدّعون , وهم بذلك يعترفون دون أن يشعروا أنهم لم يتحرروا ولا تزال نسبة من عقلهم الأسطوري تعيش وتتسلّط وتؤرقهم وتدفعهم للاعتراف بعجزهم وضعفهم أمام الوجود الرحيب الذي فيه يعيشون ولا يزالون يجهلون عنه الكثير . أكيد سينكرون وسيزعمون أن السؤال مشروع وبديهي عند كل من أعمل عقله وتحرر أو من كان في الطريق إليه , وأكيد سينفون عنهم كل خوف فهم يعيدون كل شيء إلى المادة ويقولون بأن كل موجود مادة ولا وعي دون مادة إن الوعي إلا انعكاس لها ويستحيل وجوده دون مادة تعطيه الأساس الأول ليوجد فتعمل خلايا المخ فترسل وتستقبل لتنتج صورة لذلك الوجود اللامبالي بعملها وبصورها التي لطالما كانت أوهاما صدقها البشر لقرون كظنهم مثلا أن الكون هو الأرض وأن تلك الأرض مسطحة ثابتة ليكتشفوا خطأهم -عندما سنحت الظروف- أن أرضهم ليست شيئا غير قطرة تسبح في محيط .
عندما يتوهم أحدهم معنى في شيء ما , أي شيء دون معنى ولا يمكن أن يكون له معنى عند عاقل , لكن ذلك الأحد يعطيه منزلة ترقى لمستوى "معنى وجود" أو "غايته" , هنا يكون فلان قد وصل لقمة هرم الغباء والسفه وهل يوجد أسفه من عقل يجعل من امرأة معنى وغاية ؟ وليست أي امرأة بل "امرأة" عاشت في ثقافة البداوة وأديانها ! اليوم أضحك , لكني في زمان تلك الحبيبة كنت أعيش وحدي على قمة ذلك الهرم ... لم تكن معي لحظة واحدة هناك , لأن جسدها الجميل كان مكانه قاعدة الهرم , الأجساد لا تستطيع الوصول إلى القمة إلا في عالم مقلوب المعايير دون عقل ومنطق وأخلاق , وحدها العقول تصل إلى القمة وإن كانت بلا أخلاق ... لا أظنني كنت بلا أخلاق , أخلاقي احترمتها ولم أتجاوز خطوطها الحمراء التي حدّدتها وقتها والتي اختلفتْ اليوم , لذلك لا أزال أشعر بالندم لأنها أخذت ما لم تستحقّ لكني بمعاييري اليوم ؛ هو ندم "غير مشروع" لأني لم أتجاوز خطوطي الحمراء وقتها , لم أخرق القانون لكنه كان قانونا جائرا عليّ لصالحها , قانون غبي نزلت فيه من السماء لأرض أولئك الأجساد آملا حمل أحدها معي إلى فوق , يا للغباء ! السماء لا تصلها الأجساد إلا في مركبات فضائية ولم أكن أملك واحدة , السماء موطن العقول لا الأجساد وليتها كانت أجسادا تصنع وتنتج ! كانت أجسادا لا تعرف شيئا غير أن تُنكح مثلها مثل غيرها من أجساد الحيوانات وربما الدمى الجنسية وقد تكون أتعس منها فهي أجساد "تُنكح" أي لا تَفعل بل يُفعل فيها , من يكره هذه اللغة يقول أنها متخلفة وعنصرية ضد المرأة ومن صنعوها كانوا بدوا لا يعرفون للمرأة إلا قضاء حاجةٍ فيها ورحما للتكاثر كالأرانب , وصدق الكارهون لكنهم يتجنون كثيرا عندما يردّدون شعارات علمانية البدو اليوم ويحاولون إعلاء شأن من شأنه الأرض وأن يُفعل فيه ... اللعنة , حتى في ذلك الفعل فيهنّ من لا تستطيع فتح سيقانها ! كل شيء في عالم اليوم قُلب على رأسه كالبصلة , مع من لا تستطيع فتح سيقانها عليّ أنا أن أفتح أو ماذا ؟ وسأفتح لماذا ؟ من سيَدخل في من : أنا أم هي ؟ ولا كلام على أوضاع مع من تشبه هذه فهو وضع يتيم كأبي الطيب وأمي الأطيب منه , لكن أمي تستطيع فتح سيقانها على الأقل ! ولو لم تستطع ما كنت وُجدت ... تلك التي لا تستطيع فتح سيقانها وترى أن كل رجال الأرض مهووسون بالجنس وكمشة حمير هائجة , تدرّس في الجامعات وتربّي الأجيال في المدارس والمعاهد وتحاضر عن العلمانية والنسوية ... عليك اللعنة يا زعيم , لا أشك أنك لم تكن وطنيا لكني أشك أنك كنت ذكيا وعادلا : الحمير لا تأكل الفراولة والموز يا زعيم ! الحمير تأكل التبن !
لكن "حبيبتي" لم تكن من هذه الفصيلة , بل كانت من فصيلة "المختصين في الجنس" , لكنها لم تأخذ المبادرة يوما بل كنت دائما الفاعِل والمعلّم والمقترِح ... كانت مكنة جنسية لم أسمع منها كلمة "لا" , تحبّ كل شيء ودون أي حدود , حتى الأفعال التي يمكن تصنيفها تحت "الغريب" لم تكن ترفضها بل كانت بعد أن تسمع الاقتراح تجيب "نعم , أحب" وتشرع في التطبيق مباشرة ... لا أعلم هل أستطيع أن أصفها بالذكاء أم لا في سرعة تعلمها وتطبيقها , لكني لا أستطيع أن أنسى أن مرارة كانت دائمة الحضور في كل مرة ولم أر مرة واحدة "كاملة" أو "مثالية" لم ينقصها شيء ما . وفق أخلاقي وقوانيني في تلك الفترة , كنت أقول أن الذي كان دائما غائبا كان الحب لأني لم أحبها , لكني بعد ذلك رأيت أن الغائب لم يكن الحب بل المرأة ... اللعنة , كيف ؟ كل ذلك كان دون امرأة ؟ الجواب كان سهلا ولم يكن مؤلما برغم إيلام الحقيقة عند مواجهتها : نعم , أمضيتَ سنوات بصحبةِ ممثلة بورن لا أكثر ولا أقل .... ولا تنس أيضا أنك من قمتَ بالكاستينغ والتصوير وكنتَ الشريك الوحيد ... "الوحيد" حسب قولها , لا تنس ذلك أيضا .
لنحوصل الآن ...
غبيّ ميولاته الجنسية فرضتْ عليه وغصبا عنه أن يأبه للنساء : اللاجنسيون عندهم "نعمة" لا يعرفون قيمتها , لو عرفوا قيمتها ما شعر بعضهم بالوحدة وما بحث بعض آخر منهم عن صحبة في عالم الجنسيين البائس ... ليتني كنت منكم يا أخوةً غصبًا عني وما كنت منكم يوما ...
يدّعي أن احداهن "غاية" في عالم دون غاية , عالم سلّع المرأة والرجل فصارا جنسا ... يحاول الهروب من تلك الثقافة البالية , فلا يجد شيئا غير الجنس أي العودة إلى أحضان تلك الثقافة ... اللعنة , حتى أمه لم تسلم من مقارناته , أمه الطيبة لا يستطيع حتى الاعتذار منها فهي برغم طيبتها منهنّ ولن تشفع لها أمومتها لتُستثنى ... بالمناسبة , ما بها الضمائر تتداخل ؟ قصة قصيرة أم قرآن ؟ غريب .... !
لكن الغبي يصر على غبائه , عندما لا يرضى بممثلات جنس بل يريد أكثر , ولا وجود لأكثر ... يريد أن يخلق من العدم فيخالِف أهل العلم والمنطق , كيف يمكن أن توجد امرأة من ثقافةٍ كتلك ؟ والأغرب من المرأة ... الوطن ! تلك الثقافة حاضِرة أي لا نساء ولا أوطان (نقطة) , والحل سهل : ابحث عن ممثلات جنس كتلك "الحبيبة" وانس خرافات النسوان والوطن والأوطان ... لا تهجّ , تستطيع البقاء هنا , تستطيع شمّ التراب كل يوم علّك تجد ما يشبه الرائحة التي تريد , تستطيع أن تقفز بالباراشوت من طائرة فوق تلك الجبال وتدعو أن تتمكن من ادخال أحدها في دبرك , تستطيع أن تنظر لخروف فتراه قد طُهي وشُوي دون ذبح ودون دماء , وتستطيع أن تنظر لقضيبك وألا تتحسّر على غُلفتك التي قطعوها وما طلبتَ شيئا وما عاهدتَ أحدا على شيء ... تستطيع الكثير دون أن تهجّ , لكنك ترفض ولا تزال تصر على ... غبائك ونسوانك ووطنك .... حتى لو هججتَ , ماذا ستجد هناك ؟ "حقوق الإنسان" و "حقوق النساء" و "حقوق البهائم" وعطل الأمومة والأبوّة ؟! ..... لن تجد امرأة , لن تجدَ وطنا !

يتبع ...

-7- "حبيبتي" والجنس ...
-8- "حبيبتي" والحب ...



#أمير_بالعربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [2]
- بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [1]
- بدويّات (1) : عندمَا كنتُ بدويًّا .
- وطنيّات .
- وطنيّات (20) : شذراتْ مِن عالمِ -الثقافة- و -التنوير- و -الش ...
- وطنيّات (19) : 15 .
- وطنيّات (18) : الأَمِيرَة وَالوَطَنْ .
- وطنيّات (17) : حبيبتي والحبّْ
- وطنيّات (16) : شذراتْ مِن قصةِ الياسمينْ والغِزلانْ
- وطنيّات (15) : شذراتْ مِن قصةِ العُقابْ والكتاكيتْ
- وطنيّات (14) : أُعلنُ انسحابي مِن الإنسانيّة .
- وطنيّات (13) : جِنْسٌ مَلْعُونْ فِي وَطَنٍ مَغْبُونْ
- وطنيّات (12) : إلا ذلكَ الدِّينْ اللَّعينْ .
- وطنيّات (11) : نورنبارغ في حلمٍ في كابوسْ
- وطنيّات (10) : -الأرض/الإنسان/اللغة-
- وطنيّات (9) : -أفريقيا للأفارقة !-
- وطنيّات (8) : -إِذَا كُنَّا عَرَبًا فَلِمَاذَا تُعَرِّبُونَن ...
- وطنيّات (7) : -القدس عروس عروبتكم-
- وطنيّات (6) : -قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْ ...
- وطنيّات (5) : 1+1=3/ -لا تطرقوا النّساء-


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بالعربي - بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [3]