أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - السلف وصي على الخلف














المزيد.....

السلف وصي على الخلف


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في اللحظة التي يدير الراهن وجهه نحو الماضي تاركا المستقبل بلا حركيته النابعة من مستجدات الحياة والطبيعة وسننها وشرائعها، مصدرا فرمانا سلطانيا على أن المستقبل بحاجة لوصاية الماضي والخلف دوما هو ناقص أهلية ـ إما طفل أو مجنون ـ إزاء السلف وكأننا إزاء حكم مبرم لقاض يفقد شرعيته بالتدريج كلما حاول الخلف أن يخرج من تحت عباءته. وفقدان شرعية السلف تأتي أولا من الحياة التي هي في تفاصيلها وحركتها أكبر من كل الأصنام والأوصياء والنصوص مهما كانت ومهما علا شأنها وسما. ليس قدحا بأحد ولامدحا بجديد مهما كان بل إقرار أن الحياة لا تتوقف أبدا عن المسير ولا تتوقف أبدا عن أن تعطيك ماء جديدا يبلل قدميك ـ سقراطيا ـ وعند كل قطرة ماء عليك أن تعرف نفسك جيدا والبدء كانت المعرفة والكلمة الطيبة. السلف يجب أن يكون الوعاء الذي يستوعب كل خلفائه أو بشكل أصح وأكثر صدقا كل أبناءه. أما أن يكون حاجزا منيعا بينهم وبين المستقبل، بينهم وبين الحياة فهذه مصيبة وكارثة تدفع الأجيال الشابة نحو مزيدا من الاغتراب. مزيدا من الانغماس في الهروب نحو الحياة الحسية بلا ابتكار أو انجاز. من حق السلف أن يدافع دوما عن سلفيته وإحساسه بأنه القيم على التاريخ والحضارة والقيم وحركة البشر..الخ ولكن ما ليس من حقه هو مصادرة حقوق الخلف في حال اختلف معه على رؤيته للحياة وللتاريخ ولمستقبله أصلا، فالسلف هو محاكاة تأويلية للماضي من أجل حجز الحياة والحاضر والمستقبل في هذا الماضي. حسنا من الزواية المعرفية هذا حق والحرية في الرأي مصانة ولكن من قال له أنه وحده القيم على الدين والأخلاق وعلى الإسلام والمسلمين؟
أليس دخول هذا السلف ـ تبعا للحركة السلفية المنتشرة الآن في البلدان الإسلامية ـ في تأويله للماضي كي يحتجز الحاضر والراهن والمستقبل هي مصادرة على المطلوب بالنسبة لمن سيخلفه في العمر والحياة والحرية في الاختيار؟
التأويل عجز عن انتاج نص الحاضر والمستقبل. هكذا هو النص السلفي لهذا هو يلجا لوسائل غير معرفية وغير حوارية. تبدأ بالتهديد في القتل وتنتهي بالتهديد بمنع الرأي والحرية مرورا بمنع لقمة العيش حتى.. أليس هذا تأويلا فيه من القمع ما عجزت المعرفة السلفية عن الدخول فيه وانجازه بطرق حضارية يحاول الخلف ممارستها عبر الحوار الحر والشفاف؟
المفارقة المحزنة والمضحكة / مأساويا / أن هذه الحركات السلفية عندما يقمعها نظام الاستبداد العربي تركض وراء مقولة حرية الرأي والكلمة!! ولكن عندما تجد في هذا النظام وقوانينه حماية ومرتعا فإنها تركض إليه وتهرع نحو أبوابه كي يعينها في قمع الآراء الأخرى؟! ـ تجربة د. نصر حامد أبو زيد في مصر والروائي السوري حيدر حيدر وروايته المهمة [ وليمة لأعشاب البحر ] نحن ياسادة لم نأت من المريخ نحن أبناءكم وأحفادكم وهكذا نتعلم الحياة كما هي في تفاصيلها ويومياتها لا كما تعلمتمونها أنتم كما كانت حالكم مع أباءكم وأجدادكم. وفن الحياة خارج كل محدداتكم وأطركم ولا نريد مجادلتكم في الدين لأنكم تقرأون الدين في تأويل للحاضر الماكر بالنسبة لكم. نحن فلذة أكبادكم دون أن نستدر عطفكم بل نحاول أن نجادلكم بالحسنى وأنتم تريدون قطع الهواء عنا ولا تريدون أن نتنفس خارج هوائكم أيعقل هذا وهل يقبل بهذا دين أو قانون إنساني؟ ما خلا قانون السلف المستبد أو الخلف السلطوي!! اسمحوا لنا أن نرفع القداسة عن فهمكم وندرسها وبعدها إما أن نعيد لهذا الفهم للحياة قداسته أو نرفضها وهي من حقكم ولكن ليس من حقكم فرض قداساتكم علينا.
نحن ياسادة دعاة سلم وحلم وأمل ولسنا دعاة حرب وليس لنا رايات نحملها على أسنة الرماح نحن نحمل أرواحنا على رؤوس أصابعنا وهي تنقر على جهاز الكومبيوتر أو على ريش أقلامنا لأن منا الكثير لازال لايمتلك ثمن كومبيوتر!! حاربونا بالكلمة كما نعبر عن أنفسنا بالكلمة والكلمة بحاجة إلى مساحة للنطق وهذه المساحة هي الحرية فهل تريدون إعدام الحرية؟
فأي شعب في هذا الزمن يمكن له أن يعيش بلا حريته؟ أليس من الخطأ أن تتكئوا على تلك الأنظمة والقوانين التي هي سبب ن أسباب تخلف شعوبنا؟ وهذا لسان حالكم في مواضعات أخرى أم أنكم تستثمرونها للدعاية فقط؟
تعالوا لنتحاور على رؤوس الأشهاد ولنر ما عندكم، بعيدا عن التهديد والوعيد التي هي لغة المستبد والعاجز عن التنفس بلا رقابات وبلا حراسات وبلا مرافقات!! عاجز عن التنفس في الهواء الطلق. وفي لغة تذكرنا دوما بلغة أقبية المخابرات العربية في تهديدها لحياة الإنسان العربي في كينونته وعقله وحياته. لماذا تفرحون وتطبلون وتزمرون لغربي مسيحي عندما يعتنق الإسلام والأمثلة كثيرة في هذا المجال ليس آخرها روجيه غارودي. ولكنكم لا ترون أن الغرب لا يحاكمه ولا يهدده في حياته جراء نقلته هذه. كما أننا ندرك أنكم مثلنا تتعرضون للقمع من قبل بعض النظم السياسية العربية!! ولكن هذا يجب أن يكون حافزا ليس لتدافعوا عن حريتكم فقط بل لتدافعوا عن الحرية / كمبدأ.
لنخرج من هذه العتمة ونفتح أذرعنا للأجيال الآتية كي تقول في لحظة ما رحم الله سلفنا الذي أسس لنا هذه الحرية. أم تريدونهم أن يجدوها في مكان آخر كما يفعلون اليوم هربا من تأويلكم وبحثكم في القبور عن الحياة فهل شاهدتم من يبحث عن الحياة في تابوت أو في مغارة في افغانستان على طريقة بن لادن؟
فسحة من الحرية تخلق الأمل بهواء نظيف نتنفسه معا... الله هداكم.
# ملاحظة:كتبت هذه المقالة بغض النظر عن اللغط الذي سمعناه لاحقا عما يحصل في البحرين حول جدية التعرض للضغوط ووجهتها أسبابها وتفاعلاتها السياسية أو عدم جديتها ولكنها موجودة.

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الحجاب المرأة المسلمة مغيبة بين جاهزيتين إلى الدكت ...
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير الجزء الرابع والأخير
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 3 من 4
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 2 من 3
- الليبرالية وعاء الفكر الديمقراطي
- الغطرسة مستمرة والاعتقال حكاية وطن
- كلما كثرت الرسائل الصوتية كلما انتظرتنا مصيبة
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 1 من 3
- حماس بين نارين حلفها الخارجي وفساد السلطة
- أمريكا في سوريا عثرة في وجه الاستبداد
- بن لادن ضد الصليبية
- الإخوان المسلمين والخيار الديمقراطي مناورة أم مسايرة الجزء ...
- الإخوان المسلمون في سوريا مناورة أم مسايرة
- البعد الطائفي في حوار المعارضة السورية
- المعارضة السورية تختلف تتطاحن لكنها موجودة
- النووي الإيراني والمظلة السورية
- السوريون يترقبون فقط
- العامل الخارجي وشرط الواقع السوري
- الثقافة المهترئة وغياب السياسة
- السياسة الإسرائيلية لازالت الوجه اللاأخلاقي للسياسة الأمريكي ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - السلف وصي على الخلف