أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 3 من 4















المزيد.....

الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 3 من 4


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:50
المحور: حقوق الانسان
    


المعيار الآخر النابع من التركيبة الطائفية للمجتمع السوري:
سأبدأ من الأخير أعطوني نظاماً سياسياً أو قوة سياسية في سورية تمثل أو تستطيع تمثيل العرب السنة في سورية أصولياً وسلفيا? هذا أولا ثم لنر أية قوة عربية سنية إن وجدت في سورية: لديها برنامج سياسي على طريقة حركة طالبان السيء الذكر? وهذا يعود فينا إلى أن الشعب العربي في سورية مثله مثل أي شعب آخر لديه تيارات متطرفة وغير متطرفة علمانية وغير علمانية.. الخ والسؤال الذي يجلب الخيبة هو: ما الدعم اللوجستي الذي تتلقاه القوى الدينية سنياً وشيعياً في العراق? وما الجهات التي تدعم الفوضى وفي عدم خلق عراق ديمقراطي?
إن بعضاً من نظم المنطقة الزبائنية ¯ حسب الطلب ¯ تارة تقدم نفسها علمانية وتارة تدعم أشد التيارات السلفية عنفاً وإرهاباً... الخ هذه النظم هي التي تكمن مصلحتها في عدم قيام أية تجربة ديمقرطية في المنطقة لا سلمياً ولا عنفيا حتى! لدى الأقليات رعب في سورية ¯ في الحقيقة لدى قسم من فاعليها المثقفين والسياسيين والدينيين من نظام عربي سني غير علماني وغير ديمقراطي. وهذا الرعب مفسر ولكنه غير مبرر في صياغة مواقف سياسية تصب في النهاية في مصلحة هذا الاستبداد الذي أوصل المجتمع كي يخاف من بعضه.
الأنساق الدينية كلها في سورية لم تدخل تجربة علمنة, ما خلا المسيحية تأثرا بالغرب وبالبعثات التبشيرية, لا السنة ولا الدروز ولا العلوية.. الخ كلها مازالت أنساقاً مغلقة على نوياتها الدينية والتي هي في جوهرها في مواجهة الآخر أياً يكن خارج دينها وديدنها. مع العلم أن تجربة الخمسينيات الديمقراطية كان يمكن لها لو استمرت أن تفتح المجال أمام علمنة المستوى السياسي السوري لكن البعث جاء وقطع صيرورتها وانهك البنية المجتمعية السورية تماماً. مثال: كما أن السنة لايوافقون على الزواج المدني مثلا فإن الدروز أيضاً ¯ هذه اللغة التي أوصلنا الاستبداد السوري للحديث بشبكة ملفوظاتها ذات الدلالات السيئة في انقسام المجتمع السوري عمودياً ¯ لا يوافقون على مثل هذا النوع من الزواج, السلطة متمترسة خلف عسكر طائفة ولا تريد تقديم أي تنازل للمجتمع السوري أو أن تنزع فتيل الخوف من قلب هذا المجتمع في خوفه على مستقبله ووحدته وخوفه من نفسه ومن بعضه. بل على العكس من ذلك فهي قد فتحت الجوامع لأشد التيارات تطرفا وسلفية! رغم أنها كسلطة تمتلك هي إرادة المجتمع كله وبالقمع تفرض هذه الإرادة: لم تتقدم منذ مجيئها بقانون مدني واحد على الأقل. فهي تقمع وتمارس القمع بما لايفيد سوى الفساد والنهب فقط. نحن لا نطلب القمع بالتأكيد ولكننا ندلل على عمق المأساة لسورية في بلواها السلطوية.
الفكر كثيراً ما يمارس مخاتلته واحتياله على العقل والكائن البشري, لأن دوائره أكبر من إلمام الفرد نفسه بحكم غنى الواقع وتشعباته وحركيته التي لا تهدأ ودوماً هي سباقة على الفكر حتى ولو كان هذا الفرد منتجا للفكر, وهذا يعود بنا الآن إلى عنوان المقال: في أي مجتمع من مجتمعات العالم والذي تطور بشكل طبيعي وليس مصادرا من قبل سلطات قمعية الأكثرية الجهوية هي التي تعطي لهذا المجتمع تلوينه الأكثر بروزاً. وعندما تدخل هذه الأكثرية في المجال السياسي في تشكيلات وتنظيمات لها وجود ديمقراطي عندها تصبح الأقليات الدينية وغيرها في مأمن من أي خوف على حياتها وشعائرها وطقوسها وحرياتها العامة والفردية. هذا هو أحد أهم وجوه الأزمة السورية والتوائها والتواطؤ الذي مارسته السلطة على هذه البداهة وساعدها في ذلك سياق دولي وإقليمي وداخلي معارض حتى, نحن من الذين كانوا يتحدثون كماركسيين في تشميل معياري للمجتمع وفق نموذج العمل المثالي الماركسي, ونطرح تصوراتنا لمستقبل سورية بناء على هذا النسق التشميلي من دون أن نأخذ رأي المجتمع, كنا منهمكين في انتاج نسق محركه الأساس أيديولوجية شمولية عالميا وفرديا ومبنية على نموذج عمل مثالي هو ¯ مجتمع العدالة المطلقة!! ¯ ودون أن نهتم كثيرا بعناصر المجتمع الجزئية وحركية هذه العناصر ودورها في تاريخ هذه المجتمعات ومنها المجتمع السوري. فالحل يأتي في الكل وليس في المفردات التي تحتويها هذه الكليانية الجمعية وتنبني عليها وعلى تاريخية وجودها في الماضي والحاضر وأفق حركيتها في المستقبل. لهذا تجد أن الصراع في سورية بين الأخوان المسلمين والسلطة الذي حدث في نهاية سبعينيات القرن العشرين خلق التباسا خطيرا في بنية المعارضة السورية ولا أدل على ذلك من مراجعة موقفين مهمين هما:
موقف التجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم خمسة أحزاب سورية كلها علمانية والتي انحازت لصف الحركة الشعبية ¯ الأخوانية ¯ وموقف حزب العمل الشيوعي الذي لم يعترف بشعبية هذه الحركة وأطلق عليها مصطلح ¯ الحلف الرجعي الأسود ¯ وأعتقد أن هذا الالتباس لم يدرس بطريقة منفتحة ونقدية من قبل جميع القوى السورية وإلا كانت قد اضطرت هذه القوى لكي تفتح ملفاً هو الأساسي في تحديد المستقبل السوري, أن تدخل في صراع مرير تخوضه الآن حقيقيا تحت الطاولة وبتوريات مخبوءة تساعد الاستبداد في تأبيد استبداده وإلا ما نغمة:
أين البديل لهذا النظام? هذه النغمة تواجه كل عمل معارض من خارج التقليد والشعارات الفارغة. شعب بعشرين مليوناً لايستطيع أن ينجب رئيسا للجمهورية العربية السورية! أليست وجها مأساوياً من وجوه المخاتلة الدموية السورية? كذبة صدقناها ونحن نساهم فيها وفي تأصيلها يومياً. إذا كان هذا المجتمع عاقراً وعقيماً لهذه الدرجة فلتأت الفوضى إذن وتعيد صياغته من جديد, ليس يأسا وإنما هي حقيقة مرة علينا مواجهتها عندما تكون لدينا معارضة صباح مساء يردد القسم الغالب فيها بعدم وجود بديل للنظام السوري فإن على هذه المعارضة أن تقف عن العمل والنشاط وتكتفي بما مارسته طيلة العقود الماضية من أخذ الشعب السوري من شعار إلى آخر ومن تزيف للوعي السوري وهذا سبب في أنني لست محايدا لأنني جزء من هذه الحركية المعارضة في تحولاتها اليومية على مستوى الفكر والسياسة ربما نتيجة لانسداد الأفق وربما نتيجة لأن الاستبداد كما يقول الكثير من المفكرون الذين تناولوه أنه يغلق دائرة الأمل بالتغيير. مع ذلك وجود سياق دولي مختلف عما كان يجعلنا ندخل قليلا منطقة التفاؤل والأمل بمستقبل تتجدد فيه البنية السورية ديمقراطياً. وهذا طريقه عبر فرضية هي عنوان مقالتنا المطولة هذه: الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير.. هي محورنا في الحوار والذي نتمنى أن يغنيه الجميع من دون استثناء ويساهم فيه كل من لديه القدرة على المساهمة بكل الإمكانيات المتاحة كتابيا وشفهياً.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 2 من 3
- الليبرالية وعاء الفكر الديمقراطي
- الغطرسة مستمرة والاعتقال حكاية وطن
- كلما كثرت الرسائل الصوتية كلما انتظرتنا مصيبة
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 1 من 3
- حماس بين نارين حلفها الخارجي وفساد السلطة
- أمريكا في سوريا عثرة في وجه الاستبداد
- بن لادن ضد الصليبية
- الإخوان المسلمين والخيار الديمقراطي مناورة أم مسايرة الجزء ...
- الإخوان المسلمون في سوريا مناورة أم مسايرة
- البعد الطائفي في حوار المعارضة السورية
- المعارضة السورية تختلف تتطاحن لكنها موجودة
- النووي الإيراني والمظلة السورية
- السوريون يترقبون فقط
- العامل الخارجي وشرط الواقع السوري
- الثقافة المهترئة وغياب السياسة
- السياسة الإسرائيلية لازالت الوجه اللاأخلاقي للسياسة الأمريكي ...
- طريق دمشق عبر باريس
- دمشق تخون الماغوط
- المد الديني والمد الإرهابي في سوريا


المزيد.....




- حملة اغتيالات واعتقالات جديدة في الضفة الغربية
- قصف واشتباك مسلح.. ارتفاع حصيلة القتلى في غزة واعتقالات بالض ...
- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
- اليونيسف ترصد ارتفاع عدد الأطفال القتلى في أوكرانيا
- -أدلة- على -انتهاك- وحدات من الجيش الإسرائيلي حقوق الإنسان
- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 3 من 4