أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - خميس أسود في تونس .














المزيد.....

خميس أسود في تونس .


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6281 - 2019 / 7 / 5 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سرت يوم الخميس 27 جوان 2019 شائعة في تونس حول وفاة الرئيس بعد بيان من رئاسة الجمهورية يفيد اصابته بوعكة حادة ونقله على عجل الى المستشفى وغذى تلك الاشاعة تصريح المستشار المُكلّف بالإعلام في الرئاسة قال فيه إن الوضع الصحي للرئيس “حرج” ولكنه لم يمت . وكان الرئيس قد تعرض سابقا لوعكة أقل حدة استوجبت أيضا نقله الى المستشفى ، ثم ظهر للعموم وهو في بيته الى جانب عائلته يتابع مباراة كرة قدم .
ومع انتشار الاشاعة اتجهت الأنظار الى البرلمان فقد كان الساحة التي تكثفت فيها الصراعات على السلطة على ضوء مرض الرئيس واحتمال وفاته فالتحق نواب بالمجلس خلال ساعات مؤكدين وجود وضع طارئ يفرض اجتماعهم ، والمفاجأة كانت حضور رئيسه على عجل أيضا رغم مرضه هو الآخر . وبدا كما لو أن هناك سباقا مع الزمن لحل مشكلة فرضها مرض الرئيس فقد ذهب قيادي في حزب سياسي قريب من النهضة الى القول أن اخبارا وصلته تشير الى أن الرئيس وضع تحت الآلات الطبية وهو ما يفرض قيام البرلمان بمسؤوليته بالنظر الى انعدام وجود المحكمة الدستورية . كما أكد نائب عن كتلة الائتلاف الوطني المتحالفة مع حركة النهضة مساء الخميس أن الرئيس مر فعلا بوعكة صحية حادة وأن المعطيات التي بلغته تؤكد أنه كان حتى منتصف نهار اليوم في حالة شبه وفاة.
وسرعان ما سرت شائعة أخرى عن انقلاب تنفذه حركة النهضة وحلفاؤها تتمثل وقائعه في اتصال النائب الأول لرئيس البرلمان عبد الفتاح مورو ، وهو من تلك الحركة ومصطفى بن احمد ، وهو من كتلة الشاهد المتحالفة معها ببقية الكتل ودعوتها الى الالتحاق بالبرلمان لحل مشكلة الفراغ في السلطة و تشكيل لجنة طبية برلمانية لمعاينة الحالة الصحية للرئيس واتخاذ ما يلزم من إجراءات دستورية .
ثم تبين لاحقا ان خطة الانقلاب سقطت في الماء عندما حضر رئيس البرلمان وانه لو تخلف بسبب مرضه كما ذكرنا لأصبح عبد الفتاح مورو رئيسا لتونس خلال دقائق معدودات فالخطة كانت تتطلب ببساطة اثبات عجز رئيسي الجمهورية و البرلمان ، وهما من نداء تونس لإفساح المجال أمام مورو لتولي الرئاسة لفائدة النهضة . واذا كانت الحركة قد نفت تلك الخطة من أصلها فإن كتلة الجبهة الشعبية قد أكدتها بقول رئيسها أن ما حدث يوم الخميس بالبرلمان هو “انقلاب دستوري”، وهو ما عّبر عنه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أيضا ، الذي وصف مروجي إشاعة وفاة الرئيس "بعديمي الأخلاق ، الذين لا يريدون الخير لتونس" وأن من يجري بسرعة يسقط في النهاية ، في إشارة ضمنية الى حركة النهضة وحليفها يوسف الشاهد المتلهفين على السيطرة على السلطة كاملة .
واللافت تهرب رئيس البرلمان من الإجابة عن سؤال حول حقيقة الانقلاب فقد ترك الأمر دون تأكيد أو نفي، مفضلا تشكيل لجنة للنظر فيه ، وربما قدر أن الأجدى اثبات تلك الوقائع عبر لجنة عوضا عن تصريح فردي .
وذهبت بعض التخمينات في فهم " الخميس الأسود " الى أكثر من هذا ، منبهة الى التزامن بين استثمار مرض الرئيس بتلك السرعة ونشر شائعة وفاته ووقوع العمليتين الانتحاريتين في العاصمة ، فبدا كما لو أن الأمر يتعلق بتنسيق وانسجام بين الحدثين ، والهدف خلق حالة فوضى واضطراب ، وأن هناك علاقة متينة بين الإرهاب الأسود وأحزاب سوداء تشاركه الأيديولوجيا الدينية التكفيرية وتتقاسم معه الأدوار وتوفر له حاضنته السياسية .
وتم توجيه أصبع الاتهام الى حركة النهضة فهي متخوفة من الانتخابات القادمة على ضوء صعود الشعبوية وخشيتها رفض رئيس الدولة تعديل القانون الانتخابي وهى التي لا تخفى سعيها الى السيطرة على قصر قرطاج الذي قد يكون عصفورها النادر ومرشحها اليه شيخها نفسه ، ويبدو أنها تتعجل تلك السيطرة وقد فضح نواياها وأمنياتها مرض الرئيس ولسان حالها يقول : ما لن أحصل عليه بصندوق الاقتراع غدا ، يمكن نيله بالانقلاب الدستوري اليوم .
وعندما فشلت خطة الانقلاب غيرت جلدها بسرعة متقربة من الرئيس الذي فاجأها تحسن وضعه الصحي فتنصلت من شائعة وفاته متهمة من أصدرها بانعدام الاخلاق ، مدينة يوم الجمعة 28 جوان 2019، “الاشاعات المغرضة التي تم ترويجها عن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي" منبهة الى “خطورة الانجرار وراء الاشاعات ”،‏ مجددة “ دعمها التام والقوي للرئيس وتثمينها دوره المتواصل في قيادة الانتقال الديمقراطي”. ، أما مورو ، أداتها الدستورية لتنفيذ الانقلاب فقد ذرف الدموع على السبسي بالقول “يُؤلمني ما يُقال حول إشاعة وفاة الرئيس. ” . و لكن الحركة لم تتخل عن خطتها فقد واصلتها بطرق أخرى من خلال دعوة الحبيب خضر النائب والقيادي فيها رئيس الدولة الى تفعيل أحكام الفصل 83 من الدستور بتفويض رئيس الحكومة صلاحياته إذا ظل غير قادر على القيام بمهامه .
واللافت فيما جرى يوم " الخميس الأسود " انخراط قوى دولية فيه فقد قال مستشار رئاسي أن الخطة كانت موضوعة سلفا وأن هناك سفارات استفسرت عن حالة الرئيس ثلاث ساعات قبل الوعكة ، كما قيام قناتين تلفزيونيتين ،احداهما جزائرية والأخرى سعودية بنشر خبر الوفاة ، مما استوجب لاحقا دعوة لجنة أخلاقيات العمل الصحفي، بالنقابة الوطنية للصحفيين ، مراسلي القنوات الأجنبية، إلى الالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي.
وما يجدر ذكره أنه ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن انقلاب في تونس للسيطرة على قصر قرطاج فقد اشتكى الأمين العام السابق لحركة نداء تونس الى القضاء العسكري رئيس الحكومة الحالي ومقربين منه ، بتهمة التخطيط لتنفيذ ‏انقلاب على رئيس الجمهورية ، وتم تسريب شريط فيديو فيه حديث عن الخطة الانقلابية كما تحدث صحفي فرنسي عن خطة انقلابية اخرى رفع المتهم بها قضية ضده في باريس . ويبدو أن الصراع السياسي ضمن أجهزة الدولة التونسية أصبح شيئا فشيئا يسير على ايقاع الانقلابات ، وفي زمن الأزمات فإن أكثر ما ينبغي الحذر منه هو المفاجآت .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقطاب والانتخاب.
- وفاة مرسي في تونس .
- مذبحة الديمقراطية .
- الدين والمال .
- مأزق الجبهة الشعبية وآفاق اليسار .
- ‏- إسرائيل - والانتخابات التونسية.‏
- استطلاعات الرأي بين العلم والسياسة . ‏
- الأزمة الليبية واستراتيجيا السلطة التونسية .‏
- حول السودان والجزائر .
- تونس والكارثة المنتظرة.‏
- نفاق الفلاسفة !! برنار هنري ليفي بين مظاهرات السترات الصفراء ...
- الجبهة الشعبية التونسية في مواجهة مصيرها .‏ ‏ ‏
- تونس التي تستيقظ .‏
- تونس : حزب الرئيس القادم .‏
- السياسة ... خساسة ! ‏
- صراع على صالح بن يوسف في تونس
- الاضراب والحرب الأهلية والانقلاب.‏
- ماذا حدث يوم 14 جانفي2011 في تونس ؟
- عرب عارية
- الانقلاب التونسي


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - خميس أسود في تونس .