أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - بلاد الأمان و الحرية و الإبداع .














المزيد.....

بلاد الأمان و الحرية و الإبداع .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6266 - 2019 / 6 / 20 - 00:28
المحور: الادب والفن
    


أشياءٌ جديدةٌ يقع بصرك عليها لأول مرةٍ . تعكس رونق الطبيعة و طلاوة جوها المثالي بلا منازعٍ .
و لا سيما بالنسبة لشخصٍ مجنونٍ مثلي بحب الطبيعة ، و مهوسٍ بوداعتها و براعة الجو الراقي .
كل شيءٍ هنا رائعٌ أكثر مما تتخيل . ملامح الطبيعة مبتهجةٌ دوماً ، زاخرةٌ باللطف و الرفق .

الأزهار متفتحةٌ ، و الغابات كثافتها عاليةٌ ، أغصانها تلتف على بعضٍ ، و الأوراق تتكاتف بازدحامٍ .
الأعشاب تنمو في كل مكانٍ ، و الجلوس عليها مهدئ للأعصاب ، و يزيل التوتر .
لاشيء ينزوي خارج نطاق الأشجار .
الطرقات تمر بمحاذاتها ، و كل الشوارع أيضاً .
البيوت و الأبنية المتشابهة بأشكالها الهندسية و ألوانها الفاقعة تكاد بين الأشجار تغرق و تتوارى عن الأنظار . و مثلها المؤسسات و المراكز و الأسواق .
المدن بأكملها تكتسي حلةً خضراء ، و تتزر بوشاحٍ مرصعٍ بأزهى ألوان الورود و الأزاهير .

الأرض هنا دائم الخصوبة ، و للتكاثر مستديمٌ . لا كما أرض الشرق العاقرة المريضة بعدوى عقول حكامها و ناسها .
الجو هادئ ودودٌ من سكونه ينبض ربيعٌ دائمٌ .
و النسمات الخفيفة للموتى مؤنسٌ ، و للأحياء خير مزيلٍ للوحشة .
و صباحٌ ضاحكٌ من بسمته تختلج نفحاتٌ تبهج النفس ، لتراقص شدو الطيور الطروب .
قد تتذوق النكهة ، و تستمتع المناظر أكثر حينما تسير وحيداً بصحبة همساتٍ ناعمةٍ ، ترفع عيار صفاء مزاجك عالياً - و أنت تمارس الرياضة الصباحية - لتطرد الكآبة إلى حيث بلاد القهر و الاستبداد . و الكدر يحتضر رويداً رويداً بحضور الرذاذ الناعم للمطر .
و قطرات الندى تهبط من الأوراق بين الفينة و الأخرى ، لتلامس وجنتيك بحنوٍ دون أدنى شعورٍ بالانقباض .
ثم ينقشع الضباب الرهيف مهلاً فمهلاً . حتى تتوضح الرؤية على امتداد البصر .

الجمال يحيط بك من كل جانبٍ . كيفما تخرج ، و أينما تتوجه ... فكأنك في نزهةٍ جميلةٍ ، أوفسحةٍ ترويحاً عن النفس .
فتجمع ثروةً كبيرةٌ من الزينة للعيون . و للروح رصيداً وفيراً من استرخاءٍ مريحٍ .

حتى الشمس هنا في بلاد الكفر - حسب زعمكم - على الكَفَرَةِ حانيةٌ ، لا تقسو عليهم . مثلما تحرقكم بلظى لهيبها في بلدانكم - بلدان مهد الأديان - . و ناهيك عن قطع الكهرباء الحكوميِّ المتعمد . و التباطؤ المتقصد لأصحاب المولدات بالاستجابة لتوسلكم . و إن استجابوا فبجفاءٍ و غلاظةٍ .

بيئةٌ مثاليةٌ بلا تشويهٍ أو تلويثٍ ،
مكانٌ رائعٌ مع كل مقومات العمل و الابتكار .
و زمانٌ مبدعٌ سبق زمانكم بقرونٍ في الأمانة و النزاهة و العدل و التضحية من أجل ترقية الوطن ، و ترفيه المواطن .
إنها ثقافة النظافة و التعالي و التنظيم و الرتابة و التنسيق ، و الحياة الأنيقة ، و الذوق الرفيع .

لا قائد أوحد هنا ، و لا زعيم وحيد .
فلا أحد ينصر القائد العاق . و لا منقذ للزعيم المحبط الفاسد .
و المجتمع لا مرض فيه . كما يخلو من المظاهر البراقة و التباهي المزيف .

الأرواح كلها زاخرةٌ بالحيوية دون بلادةٍ . على النقيض من أرواحكم التي تنازع الموت ، و لا تتحرك إلا بالإكراه - و إن تحركت فلصالح الحاكم الباغي ، و الولي ( قدس سره ) - .

لا تهامس في الغرف المغلقة بالكلام المحظور . لأن النطق بكل الكلمات مباحٌ ، و الحيطان صماءٌ لا آذان لها .
و لا مكان لِكَتَبَةِ التقارير السرية من أذيال رجال الأمن ، و أذناب زوار مابعد منتصف الليل .
و ليس هنا ما يثير التوتر للعقل أو إحباطه . فكل شيءٍ محفزٌ للعمل . ثم الأولوية للمعطاء الفطين ، و المبدع المبتكر .
بعكس تكلس عقولكم و انغلاق أذهانكم . أو إعطاء الأهمية للمصفق الجاهل المعتوه ، و المهرول المغفل ، أو المداح المأجور .
ففي مدارس الخيبة تعلمتم الخذلان و العجز .
ليصبح الإنسان لا أعتبار له و لا أهمية ، بل أرخص من خرقةٍ باليةٍ .
و ذواتكم هائمةٌ منذ عهودٍ في مأزقٍ دائمٍ لا ينتهي .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المآزق خروجكم محالٌ .
- سباق المصفقين للجراح النازفة .
- حينما القهر ينقضي ، و يتبدد الظلام .
- محنتي مع اللغات ليومٍ عسيرٍ .
- حينما الوطن يقسو عليك ، و يرفسك .
- حينما لا يتخلى عنك الألم البتة .
- وحده الحوار الهادئ الرزين مثمرٌ .
- الأول من أيار شعلة نضالٍ ، لن ينطفئ نورها .
- البيئة القذرة ، وصمة عارٍ على جبين المسؤولين !!
- بموته اللاذع ، أدمى رفات والده .
- الوقوف ضد الفكر التكفيريِّ من مسؤوليات الحكومات .
- لا ربيع في وعي مجتمعاتنا التعيسة بالمطلق !
- التقليد الأعمى ظاهرةٌ مجتمعيةٌ مرضيةٌ .
- الفن وهجٌ دفيءٌ لروح طفلٍ لا وطن له .
- نوروز رمز التآلف و النضال ، للانعتاق .
- بياض لبن الضأن ، و مذاقه !
- المرأة ضحية الرجل ، و صمتها معاً .
- حينما يتغير مسار الكلمات .
- ترويض الفكر ضرورةٌ ، لبناء مجتمعٍ آمنٍ .
- يبيع كلامه ، لكنه لا يأخذ أجره .


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - بلاد الأمان و الحرية و الإبداع .