أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أنور السلامي - الانسان مركز النور














المزيد.....

الانسان مركز النور


أنور السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 6249 - 2019 / 6 / 3 - 09:20
المحور: المجتمع المدني
    


ذات ليلة فتحت باب كفني المحدود, وهامتْ روحي بلا حدود , كاسراً كل القيود , التي نسَجتها يداي منذ نعومه أظافري, وطالما حرصتُ , أن أحافظ على هذا النسيج , ليس ذلك وحسب, بل بذلت قصارى جهدي, في إستمرارية وديمومة عملية النسج أي إتمام الكفن , ورغم كل الصعوبات التي مررتُ بها , في مسيرة حياتي وإلى يومنا هذا , لذلك قررتُ الخروج من الإنجماد إلى الذوبان في بحر أفكار العارفين, بعد أن صدئ قلب بني الإنسان, وطالت يداه إلى الهوى وترك الفضائل والانغماس في الرذائل.
تكمن أهمية هذا الكفن, في كوْنه خلاصة المراحل التي يمرَ بها الإنسان, ونسج الكفن هو العمل الذي يقوم به , من بداية إستيقاظه إلى بداية نومه من جديد , وأعني بداية إستيقاظه هو وقت الإدراك العقلي للإنسان, وبداية نومه هي بداية فقدان الإدراك العقلي وخروج الروح واستسلام الجسد للنوم العميق, والنوم هو صورة من صور الموت, حيث يكون النائم فاقدًا للإدراك العقلي كما في قوله سبحانه : ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) الأنعام(60).
ولا يشترط إنحسار الإستيقاظ في وقت النهار, والنوم منحسرًا وقت الليل , فكلِ إنسان حسب طبيعته وكذلك ظروف عمله فمنهم من يُحصل قوته نهارًا, وآخر يُحصل قوته ليلاً, فلكلِ منهما فترة إدراك خاصة به أحدهما نهارًا والاخر ليلاً, ونسَجتها يداي وأقصد بها نفس بني الإنسان كما في قوله سبحانه ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8))) سورة الشمس آية (7) و(8)(( فَأَلْهَمَهَا)) والمراد منها في هذا المقام هو التمكين وكما ورد في كتاب تفسير الميزان للطباطبائي ((أن المراد تعريفه متن الفعل بعنوانه الاولي المشترك بين التقوى والفجور كأكل المال مثلا المشترك بين أكل مال اليتيم الذي هو من الفجور وبين أكل مال نفسه من التقوى, والمباشرة المشتركة بين الزنا وهو فجور والنكاح وهو من التقوى وبالجملة المراد أنه سبحانه عرف الإنسان كوْن ما يأتي به من فعل فجورًا أو تقوى وميز له ما هو تقوى مما هو فجور)) و((وَتَقْوَاهَا)) أي مكن سبحانه بني الإنسان من نفسه, لتمكنْه من خلافة الأرض وإعمارها والسير في طريق المعارف والتكامل وصولاً إلى تقوى , وكما ورد في كتاب تفسير الميزان للطباطبائي ((والتقوى – على ما ذكر الراغب – جعل النفس في وقاية مما يخاف, والمراد بها بقرينة المقابلة في الآية بينها وبين الفجور التجنب عن الفجور والتحرز عن المنافي وقد فسرت في الرواية بأنها الورع عن محارم الله)) أي جعله مسيطر عليها بالعقل ((قال (أبو عبد الله عليه السلام): لما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، بك آخذ، وبك أعطي، وعليك أثيب ((بحار الأنوار للعلامة المجلسي (ج1ص7 ).
((فُجُورَهَا)) والمراد منها في هذا المقام الجحود وكما ورد في كتاب تفسير الميزان للطباطبائي(( الفجور- على ما ذكره الراغب – شق ستر الديانه فالنهي الإلهي عن فعل او عن ترك حجاب مضروب دونه حائل بين الإنسان وبينه وإقتراف المنهي عنه شق للستر وخرق للحجاب )) أي أن بني الإنسان, عندما يكون منحرفاً عن سبيله سبحانه, ويرتكب كل ما نهى عنه, وغرس يداه مع الشيطان, ليكون خليفته في خراب الأرض والابتعاد عن مطلب الخليقة والهدف الحقيقي لخلق الإنسان, وفي طبيعة الحال, لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون كوْن متكامل وغير متناهي في الأبعاد, ليكون دالة للحق سبحانه, وأداة من أدواته لأثبات وجوده للإنسان ليعبده, كما في قوله سبحانه ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) سورة الذاريات آية (56).
ومما تقدم, نحن اليوم نعاني صعوبة في تربية أبناءنا, وحثهم على إصلاح أنفسهم, والإلتزام بمعايير الأخلاق وقلع جذور الفساد وتهذيب النفس من فجورها, وإبتعادهم عن المقصد, وكانت ثورة الإتصالات العلمية, التي قربت البعيد وفتحت لنا أبواب المعرفة, ولكن للأسف, أقولها كانت محل سبب أيضاً, في ضياع أبنائنا وطلاق نسائنا , فالحقيقة لم تكن وسائل التواصل الإجتماعي هي السبب الرئيس, بل كانت الوسيلة السريعة لهذا الضياع المحتوم, بهذا الطريق أو غيرها, في ضياع تهذيب الباطن لأبنائنا, بل السبب الرئيس يقع على إهمال الأباء لأبنائهم ومعالجة مشاكلهم والتخفيف عن آلامهم, وكما ورد في كتاب جنود العقل وجنود الجهل للأمام الخميني (ق.س) ((النور الذي يدخل إلى البيت من النافذة هو من الشمس, فمن جهة هو محدود بالنافذة, ومن جهة أخرى لو لم تكن الشمس موجودة لم يكن للنور ولا لحدود نور النافذة وجود))ص (30)
الخاتمة.. للمقال مشاعر معيّنة, تبقى تغازل فكر القارئ حتى بعد انتهائه من قراءته.
[email protected]



#أنور_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرداء الابيض
- المهدي قادم(عج) الجزء الأول (القدس وقطر)
- فلسفتي بين عين الإبصار وعين البصيرة-ج2
- ترامب يّعد العدة لصراع الجبابرة
- نظرة الإسلام للعشيرة(القبيلة)
- الإنسان بين التدين والانحراف ديني-ج2
- الإنسان بين التدين والانحراف ديني-ج1
- حكاية من بلدية النجف (الجزء الثاني)
- أن تكون مجنونا من العقل أحيانا(6)
- حكاية من بلدية النجف (الجزء الاول)
- أن تكون مجنونا من العقل أحيانا(ج5)
- أن تكون مجنونا من العقل أحيانا(ج3)
- أن تكون مجنونا من العقل أحيانا-ج2
- أن تكون مجنونا من العقل أحيانا ..ج1
- رسالة شعب
- بعد الظلمات سوف تشع نورا يا عراق
- رياح الصيف قادمة .. حاملة لقاح الإصلاح
- 1 رجب- اغتيل المشروع الإلهي بعد ولادته..!
- نيسان 2016 فرج أم هرج ومرج..؟
- عيّن اليتامى على دولة المؤسسات


المزيد.....




- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أنور السلامي - الانسان مركز النور