أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - ملاحظات تمهيدية : تونس بين رهان التحديث ومأزق الهوية















المزيد.....

ملاحظات تمهيدية : تونس بين رهان التحديث ومأزق الهوية


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 6243 - 2019 / 5 / 28 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترتكز منهجية هذه المقاربة على فهم و تحليل السلوكيات التي تولّدت عن الحراك المجتمعي وتتبع محاور الصراع في ضوء طبيعة دور النخبة الشبابية التي قادت اللحظة الثورية بعيدا عن القواعد المؤسسية التي تحكم عمل الأحزاب، فكان الحراك الثوري عبارة عن تحدّ للخطاب الإيديولوجي أو إن شئنا مؤشّر على فشل العقلية الإيديولوجية.
هذا وقد تمّ تناول هذا التعارض من خلال إطار منهجي انبنى على بحث ميداني رسم لنا أوجه العلاقة بين الدولة ــــــ الأمة و التوجّهات الثورية للشباب.
أجريت الدراسة على عيّنة تمثيلية شملت شباب من جهة الوسط (سيدي بوزيد) والجنوب الغربي (قبلي) وجهتين من الساحل (سوسة والمنستير). هذا وقد ركّزت العيّنة على شريحة عمرية محددة من الشباب (من 20 سنة إلى 35 سنة). على أن تشمل العينة مختلف الفئات الشبابية (أصحاب الشهائد العليا وما هم دون التحصيل الجامعي) والعمال والعاطلون عن العمل المنظّم وغير المنظّم. وقد شملت العينة 400 فردا.
وقد اقتضت طبيعة الدراسة إلى اعتماد أسلوب العيّنة الحصصيّة، حيث تم تصميم العيّنة على قاعدة المعطى العاملي في شرح الأسباب الأساسية للفروق الجوهرية بين الجهات.
علما وأن الدراسة ليست مجرد بحث استكشافي ولكنها تبحث عن العوامل المتحكّمة في السلوك الاحتجاجي وكشف العوامل الشخصية وهوية الناشطين الذين كانوا وراء احتدام الاحتجاجات المطالبة بالتغيير والسّجلّ القيمي المرتبط بمواقفهم تجاه السلطة.
وقد انطلقنا من فرضية بحثية مفادها أن الحرمان النّسبي و درجات عقدة التسلّط وكبت الحريات، هي التي تبرّر دافعية السلوك الاحتجاجي الذي كان بارزا في ولايتي الوسط والجنوب. وهي مظاهر تؤشّر كلها على وجود أزمة بنيوية شاملة للدولةــــ الأمة.
إن المتابع للتحوّلات الجوهرية التي تسارعت بدينامية غير مسبوقة في الثورة التونسية يستحضر بسهولة هاجس التموقعات الجغرافية. فالواضح أن فتيل الاحتجاج يستعيد خطّاطة التنمية وسياقها التمثيلي.
تطرح قضية التفكير في هذه الدينامية، بدءا جهات الداخل. فقد تابعنا كيف يوجد في عمق موجة الحراك الثوري، رأي عام يعتبر جهات الداخل لم تنل حقّها في التنمية أو هي جهات معزولة عن التنمية.
لقد بدت هذه الدينامية مثل لحظة حاملة لمعادلة جديدة لا فقط للإصلاح السياسي، وإنما تتجاوز ذلك لتطرح معادلة الثنائية التي ظلّت تطبع ملف التنمية، بين الجهات المحظوظة والجهات المنكوبة.
هناك إذن استراتيجيا تعبوية عملت بأساليب متنوعة ولكنها ظلت حاضرة على امتداد المسار الانتقالي.
ولكن السؤال الذي يهمنا هنا يرتبط بدرجة الانصات والفهم واستيعاب التحديات من النخب السياسية ونمط ادائها وبرامجها.
إن مضمون الاجابة هو الذي يحدد قابلية الفعالية الشبابية لتعزيز الواجهة السياسية أو النفور منها. بمعنى آخر هل كانت الاحزاب مؤهّلة لتمثّل الهبّة الشبابية و قادرة على احداث تراكم ايجابي لتطلّعاتها أم غيّبتها ذات الخلفيات الايديولوجية التي صاحبت عوامل نشأة الدولة ــــ الأمة تاريخيا؟
سنحاول إذن أن نرصد الملامح السوسيو ثقافية والنفسية والسياسية للشباب التونسي الثائر في ارتباطه بالوضع الاجتماعي والاقتصادي. غير أننا سننزّل ذلك ضمن قيم التعبير التي حددناها في القسم النظري، أي بالرجوع إلى النظرية التواصلية عند هابرماس و التي ترتكز على قاعدة قيمية مضمونها التحكّم في الفعل واحترام الآخر. وبيان أوجه قصورها من خلال تعطّل الحوار والاشتباك العنيف في بعض الوضعيات الاحتجاجية.
للوصول الى هذا الهدف سنقوم بتحليل تاريخي واجتماعي دقيق لهذه التجربة كصيغة تفترض وجود مجتمع مهيكل ضمن منظمات حكومية و غير حكومية تنشد خلق ثقافة مشتركة بإمكانها أن تنقلنا من واقع سياسي قامع للحريات إلى واقع ديمقراطي جديد. وبما أن الديمقراطية، وفقا للمشاركة الكاملة للمواطنين تتيح لهم تبادل موسّع للآراء، فإنها تعتبر الوجه الآخر للعقلنة. فهي الضامن لعلاقة الفرد بالسلطة والمجتمع. أي أنها تتحول إلى أداة لتحقيق مشروع سياسي حداثوي يتعارض مع الإطار الجيوسياسي للدولة التونسية الذي يتّسم بالاستبداد والصراعات العنفية الدامية.
وبما أن مجال دراستنا هو التجربة التونسية، فإن الإشكالية الرئيسية التي سننطلق منها تعتمد على تحليل الفرضية التالية: هل حقا ما حدث في تونس يدلّ على أنه مسار حداثي إصلاحي يقطع مع النظم غير الديمقراطية و يقاوم بشدة إرادة عودتها؟ إذا كان الأمر كذلك بم نفسر فوز الإسلام السياسي الذي يتعارض تاريخيا و وجوديا مع مضمون الطرح الحداثي أو هكذا فهم من خلال حملات التحشيد التي تنذر بمخاطر الحداثة؟
وهل يمكن أن نعتبر شغف الشباب الثائر لاكتساح الفضاءات العمومية مظهرا من مظاهر التمرّد الذي يحمل في أحشائه صورة مجتمع جديد؟
سنبحث إذن في الالتباس الذي يجد تعبيره المكثّف في الانفصال بين نظام التغيير ونظام الوجود للثورة التونسية.فهي تحمل في داخلها علامة الحداثة و علامة أزمتها معا. وقد راق لنا توصيف فتحي المسكيني عندما بيّن "إنها تحيل إلى حركات الاحتجاج الجذري والعنيف التي يقودها اليوم شباب متعلّم وبالتالي حديثٌ تماماً (فالعطالة المحترفة مفهوم حديث!)، شباب عملت الدولة/الأمة على تهميشه بشكل منظّم وذلك بتحويله إلى جمهور مهمل خارج عن الاستعمال وكثرة جمالية يائسة وإلى معمل لاستهلاك الجسد الرغائبي بلا أيّ مشروع أخلاقي أو وجودي. علينا أن نعترف بأنّ هذا الجيل هو ما بعد هووي بامتياز" .(1 )
إن هذه العبارات المتضخّمة التي يصف بها فتحي المسكيني هذا التحوّل الثوري يبدو فيها الفكر الشبابي محرّرا من شوائب الهوية و تشوّهاتها، في حين أننا نعرّفها كحضور في العملية السياسية.
ألا يكون هذا القفز الذي مارسه الشباب إلى ما بعد الهووي هو الذي أخرجهم من دائرة التأثير للتحكم في المسار الثوري الذي باشروا صنعه وهو ما يفسّر الأزمة السياسية التي انتصر فيها التكتيك السياسي على قيم و مبادئ الثورة؟
وهل ما حدث يمكن أن نسحب عليه مفهوم الثورة؟
وهل دخلنا حقا عصر انحلال الهوية لنقفز فوقها؟
في هذا الأفق الثوري بثّت رسائل عريضة للجماهير تحذّر من ضياع المرجع الهووي. ونكتفي هنا بذكر شعار "الإسلام في خطر" الذي رفع كوقود انتخابي وتحريضي لتجييش مشاعر الناس والتي عوض أن تجذّر حركة ثقافة الحرية استسلمت بشكل لاواعي ولا إرادي إلى حنين كاندفاع عميق يقوّض عملية الانتقال لتغدو الهوية و كأنها معطى جاهزا قائما داخل زمنية مقدسة لا مجال لمساءلتها أو إضافة وتعديل عنصر منها.
إن مظاهر التحديث التي اعلن عليها الإسلام السياسي (حركة النهضة) كفاعل سياسي، تطرح بحد ذاتها اشكالا علائقيا في الممارسة السياسية. هل أن مثل هذه المراجعات تتنزل في سياق التكتيك السياسي و بالتالي تغيير الأفق السرّي الذي يسعى إلى تحديد نفسه كنص انتخابي دعائي أم تعكس مشروعا مجتمعيّا يحدد موقعه الداعم للحداثة؟
وخلافا لهذا الأفق الهووي يأتي الاتجاه الثاني الذي يوقع نهاية عصر الهوية فينقلب المفهوم لدى ارادة الشباب الثائر إلى عائق يبذر عنفا ثوريا ينطلق من عمق سوء فهمنا لذاتيتنا. إزاء هذين الاتجاهين يحتدّ الضغط الإيديولوجي ليتحوّل المجتمع إلى ميدان معارك ليبقى السؤال: أين يتموقع خطاب الهوية في الثورة التونسية؟ وما خلفية تعدد المقاربات الثقافية؟ وهل يمثّل الحوار الوطني مظهرا لهذا الادراك المعقّد لأصالة التجربة التونسية مقارنة بسائر الدول العربية؟
قبل أن نتوقف عند المآزق النظرية التي تحيل إليها هذه الأسئلة،نشير إلى أن مفهوم الهوية لا يبدو أقلّ وضوحا من مفهوم الحداثة ذاتها.لذلك ليس غريبا أن نفسّر دعوة فتحي المسكيني إلى ضرورة إعادة إنتاج معنى الهوية غير التراثي ليحلّ محلّه بلغة سارتر الوجود لذاته أو بلغة ابن سينا ممكن الوجود.أي أن المعنى الحقيقي الذي يحيل إليه هذا المفهوم هو "ما نستطيع أن نكونه" وليس "ما نحن" أو ما كنّا عليه. إن الاضطلاع بالهوية كأفق للتفلسف يرمز إلى عملية " الانتقال الصعب من ثقافة الأصالة إلى ثقافة الحرية" .(2)
1- التجربة التونسية بيـن رهان التحديث ومأزق الهوية
يمكن أن نحدد الخطوط العريضة للمعالجة المفهومية بهذا الشكل:الهوية هي جزء من التراث و لكنه ليس الأساس الذي يستوعبها. وما يوضّح خطأ التيارات الهووية أنها لم تطوّر فهمها للهوية من موقع تصوّرها للمستقبل. إن خطرها يكمن في الاعتقاد بأن الهوية هي بعث للماضي و الحال أنها "سعي دائب إلى التحرر". فبقدر ما ينفصل مفهوم الهوية عن المستقبل وبالتالي عن الحرية بقدر ما يزداد فهمنا سوءا، و بقدر ما نماثله مع الذاتية بقدر ما يلتبس علينا. "يظل هذا السؤال غامضا إلا بقدر ما نعتاد على المرادفة بين هويتنا وذاتيتنا" (3). ولكننا هنا نصطدم بما يشبه التناقض فيما افترضه فتحي المسكيني وما انتهي إليه في بلورة معنى الهوية. فمن جهة يعتبر أن الجيل الشبابي هو جيل ما بعد هووي، فهو ذات متمردة، ناقمة من الدولة ــــــ الأمة و من جهة ثانية لا يشفع له تحرره وثوريته أن يكون له بصمة هووية وهي التي تقترن بالحرية؟
هذه الفكرة تجرّنا ابتداء إلى نقد عام لمفهوم الهوية بمعناه التاريخي و الذي يؤول إلى التخلي عن كل صورة لمملكة الحرية.
5. الهوية كشوق للتراث
رأينا مع هابرماس كيف أن الهوية التاريخية لم تفلت من النقد، بل إن انتصار العقلانية التواصلية تمثّل تخلي عن البراديغم أو الإطار المرجعي للدولة ـــ الأمة و بناء إطار جديد يجد أساسه في الحاضر والمستقبل و يقوم على كسر فكرة الانغلاق و قابلية تأسيس كيانات ما فوق قومية. لذلك سنحدّد الهوية كنظام بنائي ينتظم داخل الممارسة الاحتجاجية التي ترفض الذوبان في الهويات الأخرى. و هي تتضمن اللغة والدين والعادات والتقاليد والقيم الأخلاقية.واعتمادا على ذلك فنحن نقصد بخطاب الهوية مجموع النصوص والأفكار والأقوال والدلالات والقواعد التي تتحكّم في صياغة هذه المكوّنات وتحدد تمثّل الناس لذواتهم كأفراد وكجماعات داخل نفس الوحدة وكمختلفين عن الآخرين ؛ وانعكاس ذلك على الواقع المادي بما هو بنيات اجتماعية وسياسية و ثقافية. إذ في كل مرّة يهتز فيها الكيان الحضاري لشعب ما أو حتى فئة اجتماعية داخل المجتمع الواحد، ويبدأ نظام القيم والعلاقات وطرق التصور والتنظيم بالتخلخل والتبدل؛ يبدأ في نفس الآن حديث الهوية للبروز.
إن الأزمة في واقعنا السياسي المحلّي تتخذ دلالات أعمق(4) حينما يتأسس الحل على ضرورة العودة إلى الماضي لجلب الحلول.مما يؤسس لهوية يمكن أن نطلق عليها هوية نكوصية . هذا النكوص دعّمه انتصار الاسلام السياسي في اللعبة الديمقراطية والاستعاضة بالشيوخ بدل الشباب أثناء التأسيس العميق لهذا التبدل الطارئ في المجتمع.هنا تحديدا يكمن سوء الفهم الذي يوضّحه فتحي المسكيني على النحو التالي: "إن دروس الهوية لم تهيّئنا إلا الى ثأر أخلاقي من كل أنواع الآخر، ربما هو الأساس العميق لأي رغبة عدمية في قتله " (5)
لا يتعلق الأمر هنا بإنكار الهوية، إذ تبقى بمثابة الذاكرة التي نستمد منها،بمعناها الواسع، تجديدا عميقا محمّلا بدلالة انسانية.غير أن لحظة البوح بالحرية التي يحكمها التشتت لهذا الشباب الثائر، لا يمكن أن تترعرع في نسيج الهوية.لذلك " علينا أن نحترس من أيّ تأسيس للحرية على الحنين: إلى الوطن أو إلى الآلهة". (6)
في ظل هذا المدّ والجزر يبقى مشكل الهوية في مفترق الطرق بين اتجاه يرنو إلى التشكل وفق المتغيرات الجديدة التي فرضت مبادئ الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، واتجاه ثاني نكوصي،افتراضي،متطفل على زمانه، رغم مشروعية حقه في أن يوجد، ويقدم الهوية بصفتها المقدسة والمطلقة والخاضعة للتأبيد والثبات. وهو اتجاه لا يمكن أن ينتج عنه سوى كسر الحوار مقابل تركيز وصاية المرشد أو الإمام أو حتى الزعيم.
إن مثل هذا التناقض ولّد ما يشبه القلق الانفعالي عند المواطن التونسي من اختفاء الذات التاريخية التي ظلّ تمثيلها الذاتي يتتابع بحسب توجهات المشروع الثقافي للاتجاه الأول أو الثاني. فمثلما رأينا شعار: الإسلام في خطر، رأينا أيضا الجمهورية في خطر. وبقدر ما يعتمل مثل هذا الصراع الدعائي، بقدر ما نجح في إعاقة المسار الثوري ومحاولة الدفع به إلى نهايته.
إن مثل هذا الجدل يفضي في نظرنا إلى ما هو أخطر من ذلك.إنه يؤدّي إلى تدمير النموذج العقلاني لكل عملية بناء يمكن أن تنجح في الإيفاء بوعد التحرر الشبابي؛ وهو ما سنعمل على تحليله لاحقا. و لكن قبل ذلك يتوجّب علينا الانطلاق من عيّنة الدراسة.
هذا الاستبيان هو محاولة لتحليل أوضاع الشباب التونسي للوقوف على أهم الاشكاليات التي تعترض مسار اندماجه في الحياة السياسية ومشاركته في عملية الانتقال الديمقراطي.
تأتي هذه الدراسة لا فقط بناء على وعينا بأهمية الدور الاستراتيجي للشباب في تقويض منظومة الاستبداد وإنما أيضا كنتيجة لكون عملية الإصلاح السياسي و تخليص الدولة ـــــ الأمة من أزمتها تنطلق وجوبا من دمقرطة الدولة ــــ الأمة و يالتالي تقوية صلتها بالمجتمع المدني.و لأن الشباب هم القوى الحية للمجتمع المدني ازدادت حاجتنا لمثل هذه الدراسة. فهو فتيل الاحتجاجات التي غيّرت الحياة السياسية في تونس وهو أيضا الطرف الغائب في المعادلة السياسية. إنه الحاضر الغائب الذي لا يمكن تصور مستقبل سياسي لتونس دون مشاركته. فهو في نظرنا الشرط المسبق لنجاح التجربة الديمقراطية في تونس. ففي داخل هذا التشكيل الشبابي يجد الشباب نفسه أما الخيارات التالية:
- القبول بسياسة الاقصاء و التهميش و بالتالي البقاء خارج المعادلة السياسية.
- السقوط في براثن التطرف بجميع أشكاله وبالتالي اضطراب منظومة القيم الحضارية.
- مغامرة احراق الذات بالرحيل العبثي نحو لمبدوزا.
تتمحور الأسئلة التي تحاول هذه الدراسة الإجابة عنها حول:
 كيف تبدو طموحات الشباب في التحرر؟
 أي تمثّل شبابي للمواطنة؟ و فيما يتجسد معناها؟
 كيف يتسنى للشباب المشاركة في الحياة السياسية؟
 هل يمتلك الشباب التونسي اليوم القدرة على بلورة هويته الذاتية؟ و كيف تتراءى له هوية الآخر الثقافي؟
 ما هي نظرة الشباب إلى الواقع السياسي في تونس بعد الثورة؟
 هل الهجرة هي مفتاح الخلاص؟
سنعتمد في هذه الدراسة منهجا استقرائيا يجمع بين البعد النظري و العملي الميداني. وقد اشتملت العيّنة على محاور الدراسة التي تحيل إليها الأسئلة السالفة. هذا وقد تضمنت العينة على صنفين من الأسئلة:
أ ــــــ أسئلة مغلقة ( نعم – لا ).
ب ـــــــ أسئلة بإجابة محددة ( من بين امكانيات ).
2 - أهداف الاستمارة
تعتبر مرحلة الشباب واحدة من أهم مراحل الحياة.إنها المرحلة التي يكتسب فيها الشباب مهاراتهم البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية. وهي المهارات التي يتطلّبها نموّهم النفسي والاجتماعي من أجل تنظيم علاقاتهم بأنفسهم وبالآخرين وبالواقع من حولهم.
من هنا فإن الغاية الأساسية لهذه الدراسة هي أن تنقلنا من التصنيف الشكلي للشباب (نظرة التبخيس التي سلّطت عليه) إلى التصنيف الحقيقي الذي يدرجه كشرط لنجاح المسار الديمقراطي.
3 - تصميم الاستبيان
يتكوّن من 12 سؤال موزعة على ثلاثة محاور:
 اشتمل المحور الأول على أربعة أسئلة تتصل بعلاقة الشباب بالثورة.
 اشتمل المحور الثاني على أربعة أسئلة تحيل إلى علاقة الشباب بالهوية
 اشتمل المحور الثالث على أربعة أسئلة تتضمن علاقة الشباب بالمشاركة في الحياة السياسية.
4 - التقنيات الاحصائية المستعملة في الدراسة
- النسب المئوية
- التحليل العاملي (حصر المتغيرات ضمن عوامل).
هذا وقد تكوّنت العينة من الجنسين (ذكور/إناث) وقامت على مراعاة البيئة الاجتماعية والجغرافية(جنوب/وسط/ساحل). كما وقعت مراعاة المستويات التعليمية (التعليم الجامعي وما قبل الجامعي) ومتغيّر النشاط (العاملون و المعطّلون عن العمل)

المراجع:
1 - المسكيني فتحي، مقال بعنوان: الثورة و الهوية،الحوار المتمدن.عدد 3264، 01/02/2011.
2 – المسكيني فتحي . الهوية و الحرية، نحو أنوار جديدة، جداول، ط1، 2011، ص 12.
3 - نفس المرجع، ص 13.
4 - في المجتمع الغربي الأزمة تاريخية تقوم على الاعتقاد الخاطئ لاقتران مفهوم الدولة بالأمة مما يطرح عوائق في طريق الاتحاد الأوروبي ككيان أرحب من الدولة ـــ الأمة ذاتها، أما عندنا فتتخذ دلالة تجزيئية لوحدة الدولة بفرض توجه على آخر.
5 - ربما نختلف هنا مع ما ذهب إليه دــ فتحي المسكسيني ليكون إحساس الفقدان منشأه الارتداد الأعمى للماضي بدل التوجه للمستقبل. إنه نتيجة و ليس ابتداء.
6 - نفس المرجع، ص 14.



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن بعض خصائص الأزمة في مفهوم الدولة الأمة كهوية وطنية
- ملامح أزمة الدولة الأمة في الفكر القومي العربي
- مفهوم الدولة الأمة في الفكر القومي العربي
- مأزق الدولة الأمة ومعالم التمييز بين الهويات
- الفكر القومي بين رهان الدمقرطة و التكيّف الانقلابي القسري
- التخطيط الاستراتيجي العربي: مهمّة تحتجب خلف مصالح الدول
- المرجع الهووي و رنين ملاعق التطبيع
- التفجير الإرهابي بشارع حبيب بورقيبة: رسالة مشفّرة تحتاج إلى ...
- المشروع الوطني لحركة الشعب و نظرية الثورة العربية
- المشروع الوطني لحركة الشعب: جدلية التفاعل بين الديمقراطية و ...
- حركة الشعب : الناصرية في تونس و أسس المشروع الوطني
- دقائق متكاسلة
- كش مات ... حكومة يوسف الشاهد و شهوة المتناقضات في فلك الاتحا ...
- المشهد السابع ، رواية ريح من داعش
- المشهد السادس ، رواية ريح من داعش
- المشهد الخامس ، رواية ريح من داعش
- المشهد الرابع، رواية ريح من داعش
- المشهد الثالث ، رواية ريح من داعش
- المشهد الثاني من رواية ريح من داعش
- المشهد الأول - رواية ريح من داعش-


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - ملاحظات تمهيدية : تونس بين رهان التحديث ومأزق الهوية