أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - لماذا نرفض الداعشي حفتر؟















المزيد.....

لماذا نرفض الداعشي حفتر؟


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يطرح الكاتب تساؤلاً يأمل أن يكون مطروحاً على مشرحة العقل وبعيداً عن العواطف! فالتجربة التي عانينا منها كشعب ليبي خلال 2011 اعتمدت على العواطف، ولا ننكر بأنها كانت سبباً في نجاح انتفاضة فبراير، ولكن ساهمت أيضاً في تأخر بناء الدولة المدنية والتحول للديمقراطية! ويظل التصحر السياسي عاملاً رئيسيا وسبباً في تردي الوضع في ليبيا، وضعف نخب المعارضة للدكتاتورية في التعاطي السياسي!
فمنذ البداية أعتمد الخطاب الأعلامي على تحريك عواطف الناس وعلى استرضاء المجتمع الدولي بكل علله! إلا أنه يتضح لنا اليوم بأن التركيز على العاطفة أنتجت معضلتين:
رفع سقف التوقعات: كانت الوعود التي تبثها قنوات الأعلام بأنه وبانتهاء الدكتاتور معمر القذافي سترتفع المرتبات إلى أضعاف مضاعفه وبأن سيسود السلام واللحمة الوطنية وكانت ذلك غير واقعية فالحقيقة كانت مختلفة. فتردي الخدمات واستمرار الحرب، بالوكالة، بين الأشقاء وثوار فبراير أستمر إلى اليوم!
كذبة العالم يقف إلى صف فبراير: أوهمنا العالم بأنه حنون علينا وهو يدمر كل دفاعاتنا الجوية والكثير من القوة الحربية الليبية بالرغم من أنه كان بإمكانهم الوصول إلى الدكتاتور معمر بأقل الخسائر! أقنعنا المجتمع الدولي بأنه يساندنا في القيام بدولة مدنية ويناصر حقوق الإنسان إلا أنه اكتشفنا مؤخراً بأنه حول ليبيا إلى حلبة صراع وجعل من شبابنا أدوات للحرب وبالوكالة بين أطراف دولية مختلفة! انبهارنا بالعالم الغربي رفع من سقف توقعاتنا بشأن المعارضة المستوطنة بالخارج والنتيجة كانت محزنة!
بتنا نعلم اليوم بأن بناء الدولة المدنية يحتاج لطول نفس وليس كما صور لنا مع انتفاضة 2011 فالعالم يتصارع ويستثمر في أطراف ليبية مختلفة! ويظل التوافق والوفاق هو الطريق الوحيد للوصول إلى حل! وما كان قبول اتفاق الصخيرات على علاته وقبول معالي رئيس المجلس الرئاسي السيد فائز السراج إلا خطوة عقلانية بعيدة عن العواطف! ومع ذلك فقد استمرت معوقات دولية في سبيل استيعاب المجموعات المسلحة مما أثر على الشارع الليبي بشكل سلبي. والكاتب يرى بأن تهيأت الأرضية للداعشي حفتر تم بخطوتين أساسيتين:
• الاغتيالات المحترفة الإستخبارتية ببنغازي وظهور داعش فتحت الطريق أمام الداعشي حفتر لإعلان انقلابه على شرعية الجسم المنتخب: المؤتمر الوطني العام مع بداية 2014!
• وجود يد خفية تعيق إدماج وإعادة إدماج المجموعات المسلحة وخاصة بعد تغلغل أذرع إماراتية وسعودية بأموالهم وبمختلف مناطق ليبيا! مما أنعكس سلباً على الشارع الليبي! ونفس هذه اليد السوداء مازالت تمارس عملها إلى اليوم!
استثمار خاسر في الداعشي حفتر:
الواضح أنه تعددت الجهات المستثمرة في الداعشي حفتر فكان هناك استثمار من طوق إقليمي تمثل في الأمارات والسعودية وبكل أسف مصر، مثلت الاستبداد الشرقي وهو موجود لخدمة بؤرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط "أسرائيل"! وقد تصدرت دولة فرنسا لقيادة المشروع الداعشي الحفتري وهي العضو في مجلس الأمن بإعانة روسية والرئيس الأمريكي! والواضح أنه ما قد يتراءى للبعض، أو بالأحرى ما تم تسويقه، بأن المنطقة الغربية لليبيا مفككة ويأتي ذلك ضمن عمل ممنهج يعمل على استمرار المجموعات المسلحة بشكل منفصل وبدون انضوائها في مؤسسات عسكرية أو شرطية!! إلا أن وعي المجموعات المسلحة كان ظاهراً في اجتماع مع السيدة ستافني ويليمز بطرابلس في 19 مارس 2019 حيث أكدوا لها على أيمانهم بالدولة المدنية ورفضهم لمحاولة الداعشي حفتر في عسكرة الدولة وابدوا رغبتهم في الانضواء تحت مؤسسات رسمية تتبع الدولة الليبية. واليوم يسطرون البطولات مع قوات الجيش التابع لحكومة الوفاق على تخوم طرابلس ويدافعون بقوة، وكقاسم مشترك بينهم مهما اختلفوا، على مدنية الدولة الليبية. وهذا يعني بأن الاستثمار في عسكرة الدولة مشروع خاسر ومرفوض وقد بدأت بشائر خسارة مشروع الداعشي حفتر تتأكد وتلوح في الأفق وعلى النحو التالي:
• عدم مصداقية القول بأن المنطقة الغربية مفككة ومهما كان الاختلاف في التوجهات السياسية إلا أن هناك اتفاق على الأيمان بمدنية الدولة والقناعة التامة بحمايتها ولو بالدخول في حرب بدون استعداد. وقوات جيش الوفاق والقوة المساندة لها اليوم وفقت في صد الهجوم وإخراج مليشيات حفتر خارج المناطق السكنية،وتعد العدة للهجوم بعد توفر أسلحة جوية وأرضية متطورة!
• أنهزم الداعشي حفتر على تخوم طرابلس وفقد مصداقيته أمام من تواطئوا معه من الدول ألإقليمية: السعودية، والأمارات، وبكل أسف، مصر، والرأس المدبر فرنسا بالتعاون مع روسيا ودعم ترامب، وليس المؤسسات الأمريكية.
• ذكر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقب اجتماعهم في بروكسل 13 مايو 2019 إن هجوم مليشات الداعشي حفتر على العاصمة طرابلس "يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، ويهدد الاستقرار في ليبيا" وحيث أن الدمار المأهول الذي أنتجته الحرب العالمية الثانية جعل على رأس أهداف هيئة الأمم المتحدة رعاية وصون السلم والأمن الدوليين إلا أن مجلس الأمن أتخذ مهمة قرار وجود تهديد، ومن خلال الفصل السابع يمكنه اتخاذ الاجراءات والتدابير الخاصة بفرض السلم والأمن! إلا أن وجود عضوه مثل فرنسا باتتبما لا يدعو للشك بأنها طرف يعمل على تهديد السلم والأمن بدعمها للداعشي حفتر .. ليحكم في النهاية منطق القوة على الأرض!
• طلب بعض أعضاء مجلس البرلمان الأمريكي تكليف وزارة العدل الأميركية بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الداعشي حفتر "باعتبار حفتر مواطنا أميركيا". كذلك تم التصريح بأنه يوجد انحياز الأمارات والسعودية ومصر في دعمها للداعشي حفتر وترجيح كفته بالرغم من مساعي الأمم المتحدة للحل السياسي!
• ذكرت منظمة العفو الدولية بأن هجوم مليشيات الداعشي حفتر على طرابلس "توجد أدلة على هجمات عشوائية على المناطق السكنية"
العبرة وأسباب الرفض:
لا يستهان بالداعشي حفتر لآن مشروع داعش مشروع استخباراتي عالمي وله وظائف متعددة وقد تبدو أحيانناً متناقضة! والداعشي حفتر يلعب دوراً لا يستهان به ومساندة عمليات داعش له واضحة فظهورها في الفقهاء وغدوه وزله لا يكون إلا لتخفيف الضغط عليه وصرف النظر عن هزائمه! كما وأن وجود كتائب للسلفية الجهادية المدخلية التكفيرية يؤكد مدى ارتباطه بداعش! وكذلك تصوير توحشهم وإعداماتهم .. إلا أن مشروعه مبني على وهن وليس له قواعد في ليبيا وأسباب رفضه لا يختلف عنها عاقلان وتتلخص في ألأتي:
• مازال عهد أحرار ليبيا برفض الدكتاتور معمر القذافي قريب ولن يرضوا باستبداله بدكتاتور داعشي مثل حفتر.
• ارتباط الداعشي حفتر بفئة تكفيرية "السلفية الجهادية المدخلية" تستبيح قتل المخالفين واستباحة أموالهم وأعراضهم فلن يكون ذلك مقبولاً في ليبيا وهو أحد أسباب رفضه!
• وصف أهل طرابلس بالخوارج وإصدار فتاوى دينيه تبيح جهادهم بل الناطق الرسمي باسم مليشيات حفتر يهدد بقطع الرؤوس !
• لقيء اتفاق الصخيرات، بكل علله، قبول من غالبية المجتمع الليبي وتعدي الداعشي حفتر على حكومة الوفاق بالعاصمة طرابلس خط أحمر يرفضه حتى المختلفين في وجهات النظر السياسية!
• هناك إجماع، من مختلف الكيانات السياسية، على التمسك بالدولة المدنية و الداعشي حفتر مرفوض لكونه يريد عسكرة ليبيا!
• الذين التحقوا به ليس عندهم قناعهم بمشروعة وإنما حركهم بالكراهية تجاه العاصمة حيث استطاع أن يقنعهم بأنهم مهمشين وعزز عندهم الجهوية واشترى الأنفس الضعيفة بالمال! لذلك سيكتشفون بأنهم مغرر بهم وسيرفضونه!
• بعد خسارة همج الداعشي حفتر في اقتحام العاصمة طرابلس، عروس البحر، قامت مليشياته بالأفعال المشينة والمنحطة التالية:
o قصف المدنيين بالهاوز والجراد مما سبب في قتل النساء والأطفال!
o يعلمنا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بأن أكرام الميت دفنه لكن مليشيات الداعشي حفتر تمثل بالأموات وتلقي بهم في القمامة كما حصل بشارع الزيت ببنغازي وتكرر مؤخراً في غريان بإلقاء تسعة 9 جثث بالقمامة!
o استهداف مراكز إيواء مهاجرين غير قانونيين ومطار معيتيقه المدني ومخازن كتب وزارة التعليم يؤكد على الكراهية التي عبأ بها همج ومليشيات الداعشي حفتر على أهل طرابلس!
o استهدفت مليشيات الداعشي حفتر سيارات الإسعاف مما سبب في قتل أطباء ومسعفين! وهذا يتنافى مع كل الأعراف والاتفاقيات والقوانين الدولية!
o أستمر خطف الداعشي حفتر للصحافيين واحتجازهم وأخرهم محمد قرج ومحمد الشيباني وهذا مخالف للقوانين الوطنية والعالمية! بل وصل الانحطاط إلى التشويش عن أصوات الحق التي تصدح عبر القنوات الوطنية!
o تم قطع المياه عن العاصمة بعد إرشادات من قبل عميل أردني بثها عبر أبواق الحقد والكراهية التابعة للداعشي حفتر كأسلوب قذر وحقير تم بتعليماته!
أسباب رفض الداعشي حفتر جلية وواضحة لمن أراد أن يكون منصفاً مع نفسه ومنحازاً للحق والعدل والقانون.. عاشت طرابلس حرة .. تدر طرابلس تادرفت



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نتعاطى مع نفاق المجتمع الدولي؟
- الجبهة السياسية تجهز على الداعشي حفتر .. وهو يستنجد بداعش
- المهزوم الداعشي حفتر إلى أين ينهزم؟
- حقتر المذبوح يزعق صواريخ جراد وينعق مدافع هاوزر
- حفتر ينهزم يتدعوش ينتحر!
- من المسئولين عن الحرب في طرابلس؟
- بعد هزيمة قواته يستنجد حفتر بداعش
- لماذا نريد انتصار الدولة المدنية؟
- مشروع مدنية الدولة في ليبيا تحت الاختبار في طرابلس
- ما بين رشاش الإرهاب الأعلامي وخرطوم الحوار العقلاني
- ائتلاف التكتلات الوطنية المدنية أم التفاف الدكتاتورية العسكر ...
- السياسة الايدولوجيا العنصرية الكراهية التوحش القتل
- نعم فبراير .. بالحب وبأيدينا الحل
- هل سيكون بأيدينا الحل؟
- قراءة في تاريخ ال أف بي أي
- إذا أردنا أن نعرف ما في بليرمو فعلينا أن نعرف ما في باريس
- دعني أعمل وأكسب بالقانون .. ولا تمُن عليا بحفنة دولارات!
- وأنا أصلي .. اتهمت الطفل العبث بأرجلي فاكتشفت أنه رجُل
- إعادة النظر في هيكلة الرئاسي واختصاصاته
- التظاهر لمشروع انقاذ أم لاستغلال العقل الجمعي


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - لماذا نرفض الداعشي حفتر؟