مسابقة أجمل أغنية أوروبية أو EROVISION

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6226 - 2019 / 5 / 11 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

EUROVISION
أو مسابقة أجمل أغنية أوروبية...

هذه السنة سوف تقام بدولة إسرائيل ما بين الرابع عشر والثامن عشر 2019.. هذا المهرجان الأوروبي والعالمي... على اعتبار ان مغنية إسرائيلية ربحت مسابقة السنة الماضية.. إذن دولة الرابح أو الرابحة.. تستضيف مهرجان السنة التالية.. جميع المشاركين بهذه المسابقة التي تساهم بها جميع التلفزيونات الأوروبية والعالمية.. مما يعطى للدولة المضيفة أوسع الدعايات العالمية...
الدولة التي استضافت هذا المهرجان الأوروبي.. والتي ربحت فيها المغنية الإسرائيلية.. العام الماضي.. بأغنية خفيفة تهريجية طفولية.. كانت البرتغال...
لست من المعجبين ـ عادة ـ بهذا المهرجان التلفزيوني.. أو ما يشابهه.. لأنه ببعده عن الغناء المسموع أو فن الطرب والموسيقا الحقيقية.. صار يباع ويشترى.. حتى نتائجه.. كسلع استهلاكية.. لا أكثر.. كالدعايات الاستهلاكية... ولكنني أكتب عنه لسببين... السبب الأول أن أكثر من مائة فنان من عالم التمثيل والإنتاج والإخراج والموسيقا والغناء والكتابة والتصوير.. تقدموا بعريضة للحكومة الفرنسية.. مطالبين عدم اشتراك فرنسا والتلفزيون الفرنسي بهذا المهرجان.. نظرا للعمليات التعسفية الإجرامية التي تقوم بها دولة إسرائيل.. تجاه الشعب الفلسطيني.. بغــزة ورامالله... عريضة سوف ترمى بسلة المهملات.. كلما توجهت أية مجموعة من الأحرار والإنسانيين بتوجيه أي انتقاد لدولة إسرائيل..
السبب الثاني : لماذا تشترك إسرائيل ـ كدولة أوروبية ـ بجميع التظاهرات الأوروبية الجامعية والعلمية والفنية والحضارية.. علما أنها موجودة بالشرق الأوسط.. وليس في أوروبا... ولكن قوة الاختراق والتغلل والتسلل الصهيوني والتجمعات السياسية والحضارية والعلمية التي تملكها إسرائيل وتفعيل المؤسسات الصهيونية الجبارة التي تدفع بكل قواها لخدمة إسرائيل وسياستها.. مهما كان نوع جبروتها وتصرفاتها اللاإنسانية الاستعمارية.. وتغلغلها بجميع وسائل الإعلام العالمية.. يعطيها جميع الإمكانيات للظهور كدولة أوروبية كاملة.. أو ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية... منذ خلق هذه الدولة سنة 1948 وحتى هذه الساعة.. على حساب Génocide الشعب الفلسطيني.. بالإضافة إلى تراكم خيانات الحكومات العربية التي خدمت وتآمرت وتعاونت مع هذه الدولة.. من تحت الطاولة.. وفوق الطاولة... ولا أستغرب من انتساب دولة إسرائيل ـ قريبا ـ إلى جامعة الدول العربية........
القضية الفلسطينية وخلق دولة إسرائيل.. كانت منذ أول أيام بداياتها.. مؤامرة إثر مؤامرة.. وخيانة إثر خيانة من جميع الدول العربية.. والتي تسمي نفسها إسلامية... والتي نسيان القضية الفلسطينية ومآسي شعبها المؤلمة.. ظاهرة واضحة مجرمة من كل الدول.. والتي تستعمل القضية الفلسطينية من وقت لآخر.. كدخان مغشوش لإسكات اعتراضات شعوبها.. وبحثها لقيادة العالم العربي.. وتهييج الخلافات الإسلامية ـ الإسلامية.. والتي تعتبر العامل الرئيسي.. لضياع كل حقوق شعوبنا العالمية.. واحتقار المؤسسات العالمية واستهزائها بمطالبنا واحتقارها لها...
ماذا قدمت حكوماتنا العربية (قشة لفة) منذ بدايات ما سمي حتى اليوم.. استقلالها.. غير خنق شعوبها.. بأنظمة استعبادية.. حتى باندوستاني غزة ورام الله...أنظمة انبطاحية.. عبودية لا أكثر.. لم تقدم أي شيء لتطور شعوبها.. ولا لخدمة الإنسانية... غير شراء الممتلكات والقصور وفرق الفوتبال الأوروبية.. لا مكتشفات علمية ولا حداثة أو أي تطور إنساني.. لخدمة الإنسانية.. وكلما لمعت ـ علميا ــ امرأة.. أو كلما اخترع أو حصل رجل منها.. على اكتشافات علمية أو طبية أو عمرانية.. يطفش ويهجر... ويحصل الغرب على حداثات إنتاجهم العلمي... دون أي ذكر لبلد مولدهم...
وفي المقابل تخترق دولة إسرائيل.. قمم الدول السياسية والعلوم والحضارة.. والإعلام... بينما العربان يشترون المواخير والقصور..
إذن لا أستغرب كيف تربح إسرائيل ال ُEUROVISION وتستضيفه.. كدولة أوروبية متحضرة.. مدعومة من دول وإعلام وتلفزيونات العالم كله...
بينما نحن.. نطبل ونزمر "أننا أفضل أمة عند الله" بينما الآلهة.. كل الآلهة تخلت عنا.. من سنين بعيدة.. بعيدة...
كلما أكتب يوما بعد يوم.. عن العرب ومشاكلهم.. وركوبهم الحمار بالمقلوب.. عكس دروب الحضارة والتطور الإنساني... أشعر أنني أهــز شجرة يابسة... يزداد بأسي وحزني ويأسي.........
بــــالانــــتــــظــــار.......
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل