|
جبهة البوليساريو ومحكمة العدل الاوربية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 19:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
امام إخفاء الفشل والعجز ، والهروب الى الامام لإخفاء الحقيقية عن الصحراويين بالملاجئ ، وبالأقاليم الجنوبية من الانفصاليين وبالشتات ، وكل مرة أصيبت الجبهة بنكسة عند صدور القرارات الأممية ، وخاصة قرارات مجلس الامن المتعاقبة من عدم ادراج مادة حقوق الانسان ضمن الاختصاصات المخولة للمينورسو ، او عدم اصدار القرار تحت البند السابع من الميثاق ، فان الجبهة تفتح جبهة جديدة لنقل المعركة من رواق الى آخر ، ومن باب الى آخر لجلب بعض الاعتراف، ولو خجولا بلا مغربية الصحراء . ومن بين المؤسسات التي دأبت الجبهة على طرق أبوابها ، محكمة العدل الاوربية ، لاستصدار احكام تثبت عدم مغربية الصحراء ، وتستند عليها الجبهة في معاركها القادمة . فهل نجحت الجبهة في تعويض الفشل والخسائر التي منيت بها بقرارات مجلس الامن ، بأحكام محكمة العدل الاوربية التي ابطلت شمول الاتفاقيات الموقعة بين المغرب ، و بين الاتحاد الأوربي ، الأقاليم الصحراوية المتنازع عليها ؟ هناك شيء يجب ادراكه ، هو ان محكمة العدل الاوربية ، من خلال عنوانها ، فهي تختص بالنظر في النزاعات التي تكون أطرافها أوربية ، كأن يكون النزاع بين دولتين اوربيتين ، او بين عدة دولة او دولة ، ومنظمة ، او مؤسسة اوربية . ان القرارات التي تتخذها المحكمة هنا تكون ذات صبغة الزامية ، ودول الاتحاد الأوربي تلتزم بتنفيذ هذه الاحكام عندما تصبح نهائية . لكن ماذا حين يكون احد اطراف النزاع دولة او هيئة غير اوربية ؟ هنا المحكمة وإن كانت تبث في النزاع المعروض عليها ، لأن احد أطرافها اوربية ، فأحكامها لا تكون الزامية ، بل تكون استشارية . وهنا نفهم ان الاتحاد الأوربي ،رغم ان محكمة العدل الاوربية أصدرت قراراتها ، بعدم شمول الاتفاقات التجارية ، والفلاحية ، واتفاقية الصيد البحري المناطق الصحراوية ، فان الاتحاد لم يلتزم بتلك القرارات ، حين تعداها ووقع على تجديد هذه الاتفاقيات مع المغرب . تجديد توقيع الاتحاد الأوربي على الاتفاقيات المذكورة ، اربك جبهة البوليساريو ، واصابها بالدوران ، رغم ان المحكمة ابطلت شمول الاتفاقيات للمناطق الصحراوية المتنازع عليها . لكن الغريب ، انه رغم ان الاتحاد الأوربي لم يلتزم بقرارات المحكمة ، بخصوص ابطال سريان الاتفاقيات على الصحراء ، فان جبهة البوليساريو عاودت من جديد ، الطعن امام نفس المحكمة التي أصدرت احكامها سابقا ، في تجديد الاتفاقيات مع المغرب . وهنا نتساءل : إذا كان الاتحاد الأوربي لم يلتزم بالأحكام الأولى لمحكمة العدل الاوربية ، وتصرف على نقيضها ، فما الفائدة من قيام جبهة البوليساريو بطرق أبواب نفس المحكمة ، ما دامت الاحكام التي ستصدرها ، سيكون مصيرها ومآلها في الرفوف ، لأنها غير ملزمة وتبقى فقط استشارية ؟ ان لجوء الجبهة مرة ثانية ، وقد تكون ثالثة لمحكمة العدل الاوربية ، لتعويض الفشل الذي أصابها ، من عدم ادراج قرارات مجاس الامن لمادة حقوق الانسان ضمن اختصاصات المينورسو ، او صدور القرار تحت البند السابع من الميثاق ، هو تضييع للوقت لن يمكن الجبهة من فرض شيء يٌتلاعب به دوليا . ان اختصاص النظر في مثل هكذا نزاعات ، تعود الى محكمة العدل الدولية ، التي طرق أبوابها المغرب في سنة 1975 . وما دام ان نفس المحكمة التي أصرت القرار الشهير ، الرأي الاستشاري في 16 أكتوبر من نفس السنة هي مبعدة عن النظر في النزاع المطروح، فان الاستمرار في اللجوء الى محكمة العدل الاوربية التي تبقى قراراتها استشارية ، حين يكون احد اطراف النزاع غير اوربيا ، لن يفيد ولن يعوض عن خسارات الجبهة من قرارات مجاس الامن في الموضوع . لقد خاضت جبهة البوليساريو وبإشراف الجزائر ، حربا ضروسا مع المغرب ، استمرت حوالي ستة عشر سنة ، وكانت مأساة بما في الكلمة من معنى . وحين سقطت البوليساريو في فخ الحسن الثاني بتوقيعها وقف اطلاق النار في سنة 1991 ، وتحت اشراف الأمم المتحدة ، من اجل تنظيم استفتاء في غضون 1992 او 1993 ، وبعد ان مرت ثمانية وعشرين سنة من خلق المينورسو ، ولم تنجح هذه في تنظيم الاستفتاء ، طيلة المدة المذكورة ، اكيد ان الهزيمة والهوان يكون قد فعل فعلته في الجبهة ، حيث أصبحت الجماهير الصحراوية تنتفض على القيادة اليمينية الفاشلة ، قصد اتخاذ الاختيار الصحيح ، لتجاوز مآسي أربعة وأربعين سنة من التيه والضياع ، لم يسفر حتى الآن على اية نتيجة . فإذا كانت قرارات محكمة العدل الاوربية غير ملزمة للاتحاد الأوربي ، حين يكون احد اطراف النزاع غير اوربيا ، فان الاستمرار في طرق نفس الأبواب ، المؤدية الى نفس النتيجة ، هو فقدان للبوصلة وللاتجاه الصحيح ، وهو دليل على الارباك الذي تعيش فيه اليوم الجبهة ، وخاصة وان تأثير حراك الشعب الجزائري على القضية الصحراوية ، قد يتخذ ابعادا مختلفة ، اقلها لن تكون في صالح مستقبل الوجود الصحراوي بالجزائر . فهل الجواب على قرارات مجلس الامن ، وآخرها القرار 2468 الذي صفع الجبهة والجزائر ، هو باللجوء الى محكمة العدل الاوربية ، او تنظيم مناورات شبه عسكرية لن تفيد صراع الجبهة في شيء ؟ الجبهة تعيش اليوم زمن اليأس ، والإحباط والتيه بدون مقود .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس دونالد ترامب -- حماس -- قطر -- تركيا : Le président D
...
-
تحليل قرار مجلس الامن 2468 بخصوص نزاع الصحراء الغربية
-
ضابط سلاح الجو سابقا مصطفى اديب ، والامير هشام بن عبدالله ال
...
-
مسيرة الرباط الثانية
-
الحركة النقابية المغربية
-
الجيش
-
تأكيد الاحكام في حق معتقلي حراك الريف وفي حق الصحافي حميد ال
...
-
تصريح الامين العام للامم المتحدة حول نزاع الصحراء الغربية
-
لماذا يجب مقاطعة الانتخابات ؟
-
تقرير المصير
-
هل المغرب فعلا مقبل على هزّة شعبية ؟
-
تنظيم وقفات احتجاجية امام قصور الملك -- النقد الذاتي --
-
حراك الجزائر
-
دور الاتحادات النسائية في الدفاع عن حقوقهن
-
هل بدأت فرنسا تنحاز الى امر الواقع في نزاع الصحراء الغربية ؟
-
رئيس كوريا الشمالية السيد كيم جونگ _ Le président de la Coré
...
-
الدستور -- La constitution
-
lhumiliation du régime -- إهانة النظام .
-
جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 3 )
-
زيارة ملك اسبانيا الى المغرب
المزيد.....
-
العاهل السعودي يهنئ بحلول عيد الأضحى ويدعو للحجاج
-
المدعي العام الإسرائيلي ترفض رفع سن الإعفاء من الخدمة العسكر
...
-
بأمر قضائي.. وقف تحقيقات - إخفاق 7 أكتوبر- في إسرائيل
-
لماذا فر 800 شخص من قرية مشمسة في البحر الأبيض المتوسط ؟
-
رئيسة سويسرا تدعو إلى إطلاق سراح جميع أسرى الصراع في أوكراني
...
-
القناة 13 العبرية : نتنياهو هاجم الجيش الإسرائيلي
-
40 ألف مصل يؤدون صلاة العيد في الأقصى
-
-أنا لست معاديا للسامية ولكن..- تصريح للوكاشينكو يثير غضب إس
...
-
مؤتمر سويسرا الخاص بأوكرانيا يدعو إلى السلامة النووية
-
بقرار جمهوري.. الإفراج عن آلاف النزلاء في مصر بمناسبة عيد ال
...
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|