أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى رسوان - بنت البولفار















المزيد.....

بنت البولفار


بشرى رسوان

الحوار المتمدن-العدد: 6156 - 2019 / 2 / 25 - 00:34
المحور: الادب والفن
    


كن خمسة ... خمسة في عين العدو* خمسة أشكال مختلفة

عقاربها تزحف تتسرب الساعات تنفلت بغير رجعة تك تك .. تك ٬ كم تمقت هذا الانتظار الممتد الأنتظار الذي لا يفضي ﺈلى شيء بلا نتيجة
وجهها مصوب نحو الشاشة٬ضوء باهت يتسلل من النافدة يعكس أثات الغرفة٬ اللوحة الكبيرة على الجدار٬ السدادر* بمزيج بين الذهبي و البنفسجي٬ مائدة مستديرة تتوسط الغرفة تفصلها ﺈلى قسمين٬ وسائد مستطيلة بأهداب و أخرى دائرية بالسفيفة خيطت باتقان معلم محترف٬ في الزاوية تلفاز بلازما كبير٬ أسفله راديو و مكبرات مستطيلةالشكل ٬ثلاثة مصاحف على الرف٬ستائر بحواف من العقيق الأصفر تتدلى على النافذة و تغطي نصف الشباك٬ ديكور بطراز تقليدي قديم و رخيص نسمة هواء بارد تنسل من بين الستائرصوت قطرات الماء ينكسر على الزليج الأحمر للحمام البلدي٬ مرت الساعات وهي تنتظر ظهور سارة وغزلان على الواتس- اب تمني نفسها بفيديو من الفيديوهات المجنونة لسارة أو نكتة طازجة٬ وتسمر عينيها على الشاشة تتسلى ببرامج مضحكة٬ اللقطات المحرجة للمراسلين واللاعبين تضحك بصوت صاخب٬ تنغمس بكلها في نوبة ضحك مجنونة وحدها كالمخابيل
تبعث أميمة بدعاء المساء و برسمة جميلة لامرأة تحمل رضيعها ....رضيع بعيون واسعة و جميلة يمص ابهامه و يغفو على صدر أمه٬الأطفال رائعون على الصور فقط في الحقيقة ﺈنهم كالقرود لا يكفون عن الصراخ و التقافز. رسائلها تأتي على نفس الشاكلة أدعية صباح و أدعية مساء

(ستظلون كما أنتم كعطر العود كلما لاح دكركم فاح عطركم ...
لكل مساء حكاية رغم أن الغروب واحد
اللهم في هذا الصباح بلغنا ما نود ...)
تقذفها الواحدة تلو الأخرى في صندوق رسائلها تنكمش على نفسها تعبرها الخواطر ٬ تتقلب بين اليقظة والنوم ٬ ترسل أميمة صورة لطرطة مزينة بالكريما البيضاء و على جنباتها دوائر من الشوكلاته ٬ كتبت على وجهها -ريان - ﺈسم ابنها
-عيد ميلاد سعيد الله يخليه ليك
- يا ربي أمين
كيف دايرة لاباس عليك-
الحمد لله -
-كيف البنات ؟؟
لاباس
-وأنتِ كيف دايرة ؟
-عايشة...كنت في ...
-ياك بعدة
- أيييييييييه
-خدامة
-ع الدار
من فرط معرفتها تتخيلها اﻵن في المطبخ تخبز البغرير المسمن الحلويات شيء حلو و جيد هي أيضا تنتظر معجزة٬ كانتا متشابهتان في وقت مضى كانتا مقربتين أكثر نفس المدرسة نفس الاعدادية نفس الثانوية نفس الحي ﺈلى أن تشعبت بهما السبل٬بعد الثانوية درست التمريض ثم من مستشفى لأخر٬ تداريب لا تنتهي تمرض طوابير نزلاء المستعجلات....الجروح المفتوحة .. اسهال قيح .. كسر .. اختناق غاز... نوبة ربو... حرق .. طفح جلدي شق غائر شجار انتهى ﺈلى مستشفى ..أكياس دم.. حقن ...رائحة أدوية ...أنابيب أوكسجين .. محاليل لاشيء كافي في القاعة كانت تقول
(شي تخيطي ليه ﺈيديه و شي راسو شي دراعو شي مضارب و شي مع البوليس وعاد الكسيد خلاص الليل كامل واحنا نخيطو بحال مخاد شي مامسوق لشي ....ايو كيجينا الدوا ولكن تياخدوه صحاب الحال معرفتش واش كيعاود و فيه البيع ولا كيعطوه ..كاين غير طبيب واحد..واخا يكون سبيدرمان ..) ﺈلى أن يطرحها التعب مرة بعد مرة بعد مرة كل شيء بافراط شديد

تطلق عليها سارة لقب (الأم تريز) كان اللقب يزعجها٬
على خلافهن كان برنامجها عامر بالزيارات العائلية المحاضرات الدينية٬نذرت نفسها لأنشطة في معظمها اجتماعية رصيد حافل من المشاركات٬ كانت تحاول أن تضحي بأي شيء لتخلص العالم من شروره عبثا
كانت عاجزة عن ﺈدراك أن اللاعدالة جزء من هذا الكوكب وأنه بدل الحروب التقليدية هناك حروب اِ ستباقية وأنه ليكون هناك عالم متقدم ومتطورجدا لا بد من وجود عوالم موازية في المؤخرة٬ وليتحقق ﺈنتاج قوي وضخم يجب أن يكون هناك بالمقابل ﻟستلاك ضخم٬ وكما هناك عالم طافح بكل شيء هناك على النقيض هناك عالم بحاجة لكل شيء.و أنه ما من شيء يجب أن تفعله سوى قتل الوقت قتله بأي شيء لهذا خلق الحشيش

في احدى خراجاتها لمحها خالد رجل أربعيني بجسم ضئيل أفطس الأنف لقب ألصقته به مريم منذ لقاءهما الأول وشمته به٬ شيء ما كان يقول لها أنه الغير مناسب حدس امرأة تعرف الرجال جيدا
أنه لا ينفعها لا يناسبها يمكن لأي شخص رؤية ذلك ﺈنه فض كانت تضيف في كل مرة
عندما خطبها اشترط عليها أن تلبس الخمار لم يبذل من الجهد الكثير لاقناعها٬ قال لها ﺈنه اللباس الشرعي للمرأة المسلمة ٬ وافقت كانت قد جازوت التاسعة و العشرين بقليل كانت تقول
لا أريد أن أحمل لقب عانس أنتن قويات أنا لا .. أنتن جميلات أنا لا ليست لديا خيارات كثيرة شيء لا علاقة له بالمنطق له علاقة باليأس بالمنطق البليد لمجتمع مزدوج أننا كالنعاج نساق ﺈلى الزربية٬ الرجل كالخرافة حتى في زمن اِنتَهَت منه الخرافات. كانت تعرف ما تريده رجل مجرد رجل أيا كان لتزم الأفواه و الأسئلة٬ قالت لها غزلان العالم يضج بالرجال (صمتي حتى عيتي وافطرتي على بصلة )
قبلت به تشبتت بالقشة التي ستقسم ظهرها اكتشفتْ مع الوقت أنها زوجته الثانية وأن زوجته السابقة تلاحقه قضائيا ٬ كان بعدهما عن بعض بعد السماء عن الأرض بعيدان ﺈلى أقص حد ممكن ظلت محشورة في بيته
الطبخ.. الخبز... والفرك فرك طول النهار خل .. مزيل بقع.. بصل بطاطس... و طنجرة الضغط .. الدائرة ذاتها
بدأت تنطفئ تدريجيا٬ تخبو مع الوقت٬
بعد أحداث هجوم اِنتحاري سنة 2003 أخذوه ضمن تنظيم ارهابي٬ مرت شهور كثيرة ثم سنوات و لم يعد٬ لم تعقب كثيرا على الحادث جزء منها كان يتوقع نهاية مماتلة٬ كان كابوسا و عليها المضي قدما .لا أحد يعود من حملة اعتقالات الجماعات المتطرفة لعبة الشد و الجر على أشدها بين الطرفين الدولة و الاسلامين من ينهب الشعب أكثر الى أن تجف الثروة تماما
ظلتْ تطوف بين أروقة المحاكم وعلى عتبات السجون تزوره على الدوام ٬ بدت حياتها و كأنها تضيع بين زيارات السجن
في سنة 2014 أطلق سراحه سرعان ما غابت خلف هاتفها اختارت الانزواء كالقطط

العود المعوج لا يمكن أن يستقيم ﺈلا اذا كسر هذا ماكانت تردده لالة زهور أم غزلان بتمائمها و خرزاتها و خميستها الكبيرة المتدلية من عنقها خمسة تمائم لتعمي الأعين الشريرة عنها وعن بناتها الحسناوات غزلان كانت تبدو غير أبهة لشيء أو لأحد قررت أن ترحل ثم فعلت كانت أكثر جرأة من البقية٬الأبنة الضالة ثائرة على كل شيء على والداها وعائلتها قضت جزء من طفولتها منبوذة عند جدتها تتقافز بين قرود حاوي الحلقة شخصية مركبة غير قابلة للترويض لا يعرف أحد من أين ورثت حيويتها المفرطة وحسها العالي.
رحيلها لم يكن مفاجئا كان الرحيل عقيدتها منذ أن انزلقت لهذا العالم ٬ كانت تريد أن تبتعد قدر المستطاع٬ ركبت الطائرة مرت أسابيع قبل أن تحمل الهاتف لتزف لهن رحيلها٬ أنا بخير قالت لهن
حاولن تصديق الكذبة كانت أجملهن وأكترهن تورطا في المشاكل ظلت المشاغبة المدللة ٬ الطفلة التي لا تكبر أبدا٬ كانت تهوى الرسم منذ نعومة أظافرها٬ رسبت في الدراسة ثم لسبب ما انقطعت عنها حسمت أمرها عرفت أن رأسها عاجزعن ملاحقة الحروف. رأسها مسكون بالألوان الفاقعة..رأس غير قابل للاختراق ميؤوس منه
حولت غرفتها لخليط غير متجانس من الأشياء قارورة مرسومة... طاجين مصبوغ ... زجاج منقوش ... مرﺂة على شكل دب... رسم على شكل وردة ... قلب ...ﺂية مطبوعة على ثوب ... قالب ورود .. أواني فخارية بالأزرق السماوي ..سلة من أنواع الدهانات... فراشي .. سطل قارورات زيت ... أشياء مكرببة و أخرى مرتبة الفن يجري في دمها
ظلت ترسم على الكؤوس على القنينات على الجدران على ساعدها و كفها ٬ظل الرسم ولعها الأول و الأخير لكن الفن لا يشبع أحدا٬ ظلت مفلسة وبلا عمل ( سبع صنايع و الرزق الضايع تقول أمها
ثم أخذت دورة تجميل كانت تخبرهن حكايات من هنا وهناك عن صفها كيف ينزعن الشعيرات الرقيقة من الحواجب و من الوجه و السيقان ٬والجلد الدقيق كيف يۡقلمن الأظافر و كيف يفتحن مسام الوجه بالبخار
في جلساتهن اليومية كانت تقلم أظافرهن ٬ تغطس أيديهن في الكريم الملين و تدلكها ببطئ شديد تۡعيد لها الحياة٬ تزيل الشوائب٬ ثم تضع الطلاء علمتهن كل الأشياء التي تعلمتها في الصف ٬كيف يرسمن الشفاه كيف يمزجن الألوان فوق العين٬ كانت حياتها زاخرة بالألوان٬ثم هاجرت ﺈلى بلد عربي بلد البترول السمسار ابتلع مذخراتها
قالت له

-شوف أنا راه ما بغيتش نمشي نخرج الطريق٬ راه كون بغيت داك الشي كون درتو هنا نيت و دبرت على راسي شوف ليا شي خدمة في الديور٬حتى يحن الله

رمى بها للجحيم أفاقت على كابوس زجت بنفسها في الدوامات٬ كومة من التناقضات ٬ ظلت تحاول جاهدة أن تبدو متماسكة ٬أرسلت صورا كثيرة هﺬه غرفتي هﺬا جهاز التكييف هﺬه الردهة هذا ....
الواقع مرعب قالت أشياء كثيرة تنظف أربع صالونات عدد من الحمامات ..فيلا من ثلاثة طوابق.. طفلان و مراهق.. شاب عاطل .. عائلة من الكسالى على حد تعبيرها الممرات تفضي ﺈلى أخرى أطول و الأرضيات ﺈلى أرضيات أخرى و الحمام ﺈلى أخر تلهت بلا توقف ﺈلى أن أصابها طفح جلدي من مواد التنظيف انهم ....يأكلون و ينامون ما كانت مهيأة لكل هذا
انهم طيبون معي لكن العمل لا ينتهي ينامون نهارا و يستيقظون ليلا كالخفافيش٬ لا يقومون بشيءعدا تغيير ملابسهم و رميها على الأسرة ٬ أيام طويلة و متشابهة لا حد لها أيام جافة الحرارة لا تطاق و الرطوبة لا تحتمل الرمل على امتداد البصر.
أطبخ ثم ينتهي الطعام في مقلب القمامة الطلبات لا تتوقف ٬
طعامهم مختلف لا أتحمل الأرز يصيبني باﻹمساك ٬ يفطرون بالفول اعتدت شرب شاي أننا أبناء فرنسا الشاي و الكروصون . الصالون الأول يستقبل فيه السيد أصدقاءه و الصالون الثاني تستقبل فيه السيدة صديقاتها الجرس لا يتوقف
المراجل و الفحم الشيشة بنكهة التفاح و القهوة التركية القهوة العربية...أمزجة طائشة و فوضوية عياني الفاخر* ٬ كانت تتاكل من الداخل .عادت بعد أربعة أشهر فترة أقصر مما كان ينبغي خيبة أخرى كانت رغبتها الوحيدة أن تنشق الأرض وتبتلعها ..لكنها لم تنشق ..أعود ﺈلى هناك (و الله ما نرجع مالي على حالتي كنت غ نموت مال الخبز قليل هنا ...) في الفراغ تقذف كلماتها و ـأسدل الستار عن رحلة أخرى بائسة

سارة درست المسرح بعد التخرج ٬ ظلت تحلم بالمشاركة في برنامج للتجميل و برامج الغناء ....تريد أنفا و أسنانا ناصعة البياض و خدود ممتلئة -جيل السناب شات -...
قالت لهن في احدى المرات بعد سهرة طويلة لم يسبق لأحد أن سألني عن دراستي عندما رسبت في الباكلوريا ( اجتمت الحومة لتعزي أمي جاوو وحدة وحدة عند أمي)نكاية بي
كنتۡ أريد أن أفقئ عيونهن أنهن أشبه بجارات الكارين يغسلن في نفس اليوم .. يغسلن البطاطين ..يفركن الملابس ...ينقعن كل شيء في جافيل ٬ يلبسن نفس النوع من البيجامات ٬ يطبخن نفس الطعام و بنفس الطريقة و نفس التفكير٬ عقلية واحدة نسخة واحدة ... ...أليس هذا غريبا أصبح الأمر لا يطاق

سارة ظلت مغرمة ببرامج الوقائع مؤخرة كارديشيان ..صوت أمير ..ملابس هذا شعر تلك .. حمل هاته .. و زواج الأخرى شجار هذه..
في أحيان كثيرة كانت تمتنع عن الطعام بلا مبرر بلا أسباب تذكر٬ خاصة في أعياد الأضحى كانت تتقيأ تقول أن رائحة اللحم تشعرها بالغثيان٬ و بأشياء أخرى وزنها لا يبارح مكانه ثابث جسد كالعود تماما٬ حاولت مرارا و تكرارا فعلت كل ما يمكن فعله لزحزحة عقرب الميزان عن مكانه لكنه أبى جسدها مصر الجلد على العظم
... أكثر ما كان يغيضيها تلك النصيحة البائتة من أفواه الجارات كلي الفوة
كلي أبنيتي الحلبة
ديريها مع الحليب و خمريها
ديري دردك وغادي تشوفي كي تعودي كي الفترينة ..ديري الفانيد...
كون غلاظيتي كون تزوجتي
تلمحاتهن السافرة تغذي حنقها كانت تؤمن ﺈنها مريضة على الدوام موقنة أن لديها أعراض مرض معين مرض لا تعرفه لكنه يأكل منها يبقيها جلد على العظم٬

أجادت التقليد كانت بارعة ﺈلى حد ما جنونها كان عفويا و تلقائيا لاشيء فيها مفتعل٬لم تعتد ﺈلقاء التحية على أحد و لا تشغل نفسها بالأخرين لا مكان للأخر في حياتها٬ ليست مغرورة أو أنانية بقدر ما هي محايدة بشكل ما٬ فلسفتها في الحياة - ناقص واحد ناقص مشكل - أحبت الﺈبتعاد عن مجتمع خربان من داخله ينخره كل شيء لكنه يتظاهر بالطهرانية.
أريد أن أبتعد عنهم ﺈنهم حشريون أنفوهم في كل شيء
لا أحد يعرف من أين أتت بفلسفتها كانت غريبة الأطوار نوعا ما تقول باستمرار ثقوا بي

-غ نمشي لميركان هنا راه غير سنوات الضياع ..مشيت لوكالة تاع الهجرة لكندا و طلبوا فلوس ..أختك راها مكحطة كون كانوا عندي الفلوس كون بقيت هنا نيت ..راه أحنا ما كنتحركوش في نفس البلاصة أنا راه بغيت نشوف العالم من زواية أخرى ..مليت التلفازة وزوج قنوات و افتتاح الارسال ...مليت الي واقفين في راس الدرب ..مليت الغميق ديال بنادم ..أويلي ﺈلي وقفتي معاه يشبعك غير كذوب ..
الكذب واجب وطني بحال النشيد ..كتمشي غير لصبيطار كاسنى عام على قدو .موت ياحمار..ﺈلى مشيتي كتجيك الردة ...ﺈيوا صافي بنادم أش يبقى يدير ......ديال هذا العالم ....نزلنا في الوقت الغلاط و في المكان الغلاط أشنو غ نتسنى مازال ؟

طيلة أعوامها القليلة اعتادتْ اﻹعتماد على نفسها ذهبت للجامعة رغم أنف الجميع ٬ وحصلتْ على ﺈجازة في اللغة اﻹنجليزية٬ ثم من مدرسة ﺇلى أخرى من ابتدائية ﺈلى اعدادية ﺈلى جمعية التداريب لا تنهتي وبلا رواتب غير لحريت فابور الله يرزق السلامة*

في اليوم الذي أتى فارس الأحلام لخطبتها تطلع فيها من أخمص قدمها ﺈلى رأسها ثم سألها
هل تجيدين طبخ الدجاج ؟
قالت لها مريم أتى من الولايات المتحدة ليسألك ﺈن كنت تجيدين طبخ الدجاج ؟ماذا لو كان أتى من قاع العروبية* لربما سألك ﺈن كنت تجيدين طبخ حصان

مريم كانت الأكثر جدلا الأكثر انفتاحا و الأكثر غموضا مخلصة لطيشها كانت خليط منهن كلهن مزيج من قصصهن٬تجسيد حي للتمرد
لا أحد يعرف على وجه التحديد كيف أصبحت ما هي عليه ربما يوم قرر والدها التخلي عنهم ككيس القمامة ٬ أو يوم قررت أن تنصب على ضحيتها الأول و تسرق ساعته
عيون مائلة للأخضر شعر عسلي و قامة متوسطة٬ كانت بارعة في كل شيء خاصة في النصب٬ وجه بريئ فاتن يخفي حماقات العالم كانت تعمل في مركز للنداء تقضي أمسياتها في التسكع مع شلة مثقفة٬ كانت سياسية تثير الجدل و مدافعة عن حقوق الانسان٬ كل شيء فيها لا يشبه شيء٬ أنماط مختلفة من الشخصيات أغرمت في مراهقتها بابن الجيران ثم أغرمت بصديقها الجامعي ثم غيرت رجالها حسب مزاجاها٬ وخانتهم جميعا من دون استثناء٬ كانت وفية لشخص واحد هو أمها٬ في بداية لصوصيتها كانت تخرج مع الضحية تعود بهاتفه المحمول أو محفظته عمليات نصب صغيرة
تقول دوما أنا لست صنما أنا أريد أن أعيش... أسرق المال .. أسرق المتعة أسرق الحياة.. الأخلاق لا تشتري خبزا ٬ الأخلاق لا تبني بيتا أدفع الفواتير من دمي و لحمي ٬لاشيء مجاني لا أريد غفراناو لا أسعى اليه ...من قال ـأن الكوابيس تلاحقني من قال أن ضميري يؤنبني أنام بهدوء تام
علميا أنا مجمو عة من ذرات الهيدروجين أوكسجين كربون و نيتروجين و بعض المعادن لست أهتم بشيء



#بشرى_رسوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنت البولفار3
- الشبه منحرف
- بنت البولفار2
- بنت البولفار1
- غرند-مى
- ذكريات ماتيلد
- الحيوات الثلاث ل أنطوان أناكرسيس
- ثرثرة المنسج
- د الجزيري بين تكريس مفهوم النخبة و الهروب الدائري
- ضحكة الأشرار
- حنا
- اساءة الورق
- بعض من...؟
- تصبحون على سلام
- أي مستقبل ينتظرنا ؟
- على خلفية الخدمة الاجبارية
- كل محفل يصنع مفكرين على مقاسه
- العابرون الى قلبي
- جدار القلب
- أنثى المطر


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى رسوان - بنت البولفار