أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى رسوان - غرند-مى














المزيد.....

غرند-مى


بشرى رسوان

الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


مرض الزهايمر أشبه باللص الذي يسرق أكثر الذكريات قيمة
جان ويبر

اعتقدت دوما أن الذاكرة لا تموت إلا بعد أن تقتلنا...كنت مخطئة تماما
بشرى رسوان


جدتي العزيزة،

أحيانا ذاكرتك هنا وأحيانا أخرى الفراغ الهائل
في بعض الأيام تسطع كالشمس و في البعض الآخر الظلام اللانهائي .

أين أنتِ جدتي تلك التي كنت أناديها "غرند -مي" عندما كنت طفلة؟! ذاكرتي عامرة بالحب و السعادة لأنني كبرتُ إلى جانبك.
أتذكر المثلجات التي كُنتِ تحضرينها لنا في أواني زجاجية الثلاجة كانت أول مقام أتفقده عند وصولي إلى بيتك أتذكر الحوض الواسع الذي كُنتِ تسمحين لي باللعب فيه لساعات طوال أتذكر تلك الدبلوماسية اللطيفة و أنتِ تقررين أي منا له أحقية استخدام طفاية الشموع بعد العشاء كنتُ أعرف دوما أنكِ جد سعيدة لقضاء هذه اللحظات معي.
أتذكر فرحتك الكبيرة عند ولادة حفيديك وسعادتي بكِ عندما بدأتِ تعليمهما كل ما علمتني ٬أتذكر ذلك الحب والتشجيع الذي منحتني على مر السنوات لقد كُنتِ دوما من أكبر المعجبات بي.

أتذكر جدتي و أتمنى لو تستطيعين أنتِ أيضا التذكر ..مرض الزهايمر أشبه باللص الذي يسرق أكثر الذكريات قيمة ... ذكريات حياة كاملة

بعد أن كسب المرض الأرض أصبح وجودنا معا يسبب لي الكثير من المعاناة أتساءل كيف يمكن أن لا تعرفي حفيدتك؟ بل الأكثر من ذلك أنك لا تتذكرين اسمي ؟ أسئلة تدور في رأسي بلا أي إجابات لكنها تعذبني حقا

في السنوات الأخيرة و بقراءتي المستمرة للتوراة ..الصلوات و تاريخ اليهود أصبحت أنظر للحياة من زاوية اخرى ٬ هذا التغير لهويتي اليهودية ساعدني على استيعاب فكرة أنه حتى إن غاب عقلك و جسدك فان روحك هي هي ثابتة لم تتغير صرت أبحث داخلك عن كل الأشياء التي كانت مغروسة في روحك عن الصبر عن اللطف و عن الحب كل زيارة لكِ أضافت بُعدا جديدا لحياتي، لدوري على هذه الأرض

إنه لأمر مدهش ما علمتني اياه ! أعتقد أنه لدي الكثير لأتعلمه
أساعدك في أنشطتك اليومية... تعلمنني طرقا جديدة للقيام بهذه الأمور٬ أساعدك على ملء الفراغات في كلامك ، عندما لا تأتي الكلمات و تساعدنني في اكتشاف معانى جديدة لعبارة كنت أعرفها مسبقا٬ أقضي وقتي إلى جانبك، أثرثر معكِ، أتنزه معكِ ٬وجودي يجعلك سعيدة .

أعلم أنني شخص مميز في عينيك أسمع هذا في نبرة صوتك و أراه في عيونك و ابتسامتك أعرف أنكِ مختلفة الآن لكن بطريقة ما لاتزالين أنتِ الشخص نفسه الذي يريدني أن أتناول طعامي أن أكل .. و أكل ٬وأن أخذ قيلولتي معه بحيث أن لا أكون إلا ملكه الشخص الذي يسألني إن كنتُ سعيدة و إن كانت حياتي ذات مغزى.


بطريقة ما هذا المرض الذي وقف بيننا جمعنا معا أكثر صحيح أننا لا نشترك نفس الذكريات ولكن معا بإمكاننا خلق أخرى .



جان ويبر/كاتبة ومصورة أمريكية
نص مأخوذ عن lamed
ترجمته / بشرى رسوان



#بشرى_رسوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات ماتيلد
- الحيوات الثلاث ل أنطوان أناكرسيس
- ثرثرة المنسج
- د الجزيري بين تكريس مفهوم النخبة و الهروب الدائري
- ضحكة الأشرار
- حنا
- اساءة الورق
- بعض من...؟
- تصبحون على سلام
- أي مستقبل ينتظرنا ؟
- على خلفية الخدمة الاجبارية
- كل محفل يصنع مفكرين على مقاسه
- العابرون الى قلبي
- جدار القلب
- أنثى المطر
- اقبضوا على أحلامكم جيداً
- يوميات عادية
- مزاج المطر
- مالكة حبرشيد بين القصيدة والناي الحزين
- سعيدة عفيف (لا أَعْرِفُ أَنْ أَكونَ أَحَدا) .. و (الإنسان نف ...


المزيد.....




- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى رسوان - غرند-مى