اعلام عربي مثير للشفقة

محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اعلم اعز الله تعالى ، أن الاستمتاع بالخبر والموسيقى التي تشنف المسامع ،والصور الرائعة للطبيعة الصماء أو المتحركة باتت كل هذه الوصفات الجميلة من الممنوعات والمحظورات.ومنذ سقوط بغداد واحتلال العراق ودمار سوريا لم تعد الأذان تسمع الا رنات موسيقى تافهة تدعوك لليقظة من سباتك العميق لتلقي على مسامع خطب النظم المتآكلة والتي انتهت صلاحيتها بالنسبة للعالم الغربي .وقد حان الوقت لأن يتخلى عنها السياسي الغربي باستثناء العم الأمريكي الذي مازال يؤمن بقدرة هذه النظم على الوفاء بتعهداتها إزاء الحليف الأمريكي الذي لن يقبل إلا بالحماية مقابل المال .
الإعلام العربي يسخر كل آلياته للدفاع عن سياسات " ترامب " ويصوره كمنقذ لدول الخليج العربي ، التي تعيش في حالة من الذعر ، لا يعرف ممن تخاف هذه الدول التي راكمت ثروات كبيرة جدا ضاعت كلها في شراء أسلحة من الغرب والشرق . تلك الأسلحة التي لا تستعمل إلا للمناورات وإظهار القوة .وهي قوة ورقية ينفخ الإعلام في قوتها وصلابتها . بل وترسل كميات من الأسلحة إلى بلدان تعاني من حروب مفروضة عليها كالعراق وسوريا والصومال ومالي وتشاد.
الإعلام العربي يعاني من حالة نفسية مضطربة .الحب للزعيم والقائد ، الأمير والرئيس .فلنتوقف قليلا عند حالة الصحافة المصرية.مئات القنوات التلفزية والإذاعية تستنفر مذيعيها وصحفييها من اجل تزيين صورة الانقلابيين على المسار الديمقراطي .
ولان الثورة تأكل أبناءها كما تعلمنا من دروس الثورات الماركسية.فان الإعلام المصري يسهم في ابتلاع النظام الانقلابي لمن دافع عنه وإحاطته بهالة من القدسية والتبجيل .فالإعلام الذي يخدم الاستبداد يستبد به .
إعلام السيسي كإعلام الخليج .بل هو مدرسة في تكييف الوقائع والأحداث والاشتغال من اجل صورة مجيدة لنظام متعال ومستبد .وإعلام الخليج يقف على عتبة التعلم من المدرسة المصرية .الإعلام الذي استغرق الكثير من الوقت في مواجهة الإرهاب بطرق بدائية لم يتمكن من صناعة راي عام يقبل تفاهات مثل " قتل خاشقجي " .
الاعلام العربي مجتهد .اجتهاده ونجاحاته تنم عن قوته .قوة تدفع نحو الدفاع عن الاستبداد ووفق مقاسات لا معقولة ولا منطقية يظل الإعلام العربي موجها نحو فئات شعبية لإرغامها على تعبيد الطريق لتأبيد الاستبداد .
لننحي إعجابا بإعلامنا فهو يخدم عطاءات النظم الحاكمة .ويقدم لنا تلك الصور الجميلة والتي لن تحقق المراد منها في ظل وجود وعي يرفض استحمارية الإعلام .

#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل