أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - كيف نجح انقلاب شباط الغادر ؟؟الجزء الثالث والأخير















المزيد.....

كيف نجح انقلاب شباط الغادر ؟؟الجزء الثالث والأخير


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6142 - 2019 / 2 / 11 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يوافق الزعيم قاسم بأجازة الحزب الشيوعي العراقي جناح سلام عادل الموالي لموسكو وأيد اعتراض وزير الداخلية الزعيم احمد محمد يحيى بعد صدور قانون الأحزاب والجمعيات وأرادت السلطة بعد ذلك من كسب ود موسكو بتأسيس حزب شيوعي شكلي تحت نفس المسمى _الحزب الشيوعي العراقي_ بزعامة داود الصايغ وأصبحت مديرية الأمن العامة تحت أمرة العقيد عبد المجيد جليل الممول الرئيسي له إضافة إلى مديرية الاستخبارات بقيادة محسن الرفيعي .
ومن هذا نجد أن الحزب الشيوعي العراقي بزعامة سلام عادل كان حزبا غير شرعي ولم تجز حتى جريدته الرسمية اتحاد الشعب رغم أن رئيس تحريها عبد القادر إسماعيل كان يزور الزعيم مرات عديدة وكانت مهددة دائما بالغلق والمصادرة ولذلك يقع كل الكادر الحزبي تحت طائلة الاعتقال لأي سبب بحالة لا تختلف عن حالة الحزب الشيوعي المصري .
أوقع الزعيم الدولة بأخطاء جسيمة وجعل من بعض رموز الدولة واجهة سوداء مثل محكمة الشعب بزعامة المهداوي وادعائها العام ممثلا بماجد محمد أمين لإصدار أحكام الإعدام بالخونة والمتآمرين بينما انفرد بنفسه بالعفو عما تصدره المحكمة من قرارات بجملته الشهيرة .. عفا الله عما سلف ..أو بعدم التصديق على الحكم . مما أوقعها في حيرة من أمرها وتسبب هذا بكرة كبار الضباط لأعضائها وانتظار لحظة الانتقام منهم .
والأسوأ من ذلك كدس كل الضباط اليساريين في بناية وزارة الدفاع وأصر على عدم أعطائهم قطعات فعالة تكون سندا للثورة في ساعات المحنة
لم يلتقي الزعيم قاسم طيلة فترة حكمة برئيس جمهورية أخرى على مستوى عالي بل أن جل لقائاتة تمركزت مع ملك المغرب مرة واحدة ولقاء مع احمد بن بيلا قبل تشكيل الجمهورية الجزائرية واستقبل نائب رئيس الوزراء السوفيتي ميكويان بعد استئناف العلاقات المقطوعة بين العراق والاتحاد السوفيتي وتصور ميكويان أن الزعيم قاسم ماركسي المبدأ وحين لاحظ ردوده المعاكسة قال .. مستهزئا ..أي شيوعي أنت ؟؟
وخلت صفحات التاريخ أن تضيف بان الزعيم ارتقى منصة الأمم المتحدة أو حضر أي اجتماع للجامعة العربية أو تناقش مع مستشاريه السياسيين حول المواقف والأمور المعقدة .
مشكلة الزعيم قاسم أنة كان مبتدى بالسياسة ولا يعرف مضمون الاشتراكية عن جوهر الرأسمالية وينظر إلى الشيوعية نظرة جانبية من الناحية الأخلاقية فقط وربما تكون أكثر جملة معبرة عنة أنة مارس الرومانسية السياسية بأعلى معاييرها وأوقع كل الدولة بأخطائه الجسيمة ونزعته الفردية بالقرارات الحيوية وحبة المفرط لذاته بأنة الوحيد الحامي لمصالح الشعب ولم تكن الإصلاحات من تأميم النفط وقانون الإصلاح الزراعي من أمهات أفكار الزعيم بل أن الوضع الدولي المحتقن بالثورات ضد الطغم الفاسدة المستبدة آنذاك يغلي بهذه الأشياء التي أفرزتها ثورة أكتوبر الخالدة ولولا عداء الجانب الأميركي والبريطاني له لما انحاز إلى المعسكر الاشتراكي بتاتا .
يتسم علم السياسية بالميكافيلية وربما أقول جازما بان الذين جاءوا بعد الزعيم كانوا افهم منة واقدر في التعامل مع الإحداث .
بقيت ثقافة الزعيم وعقلة الجمعي إسلامي الطابع وان كان معجبا بالحزب الوطني بزعامة كامل الجادرجي الذي رجاة الزعيم أكثر من مرة لتولي حقبة وزارة الاقتصاد لأنة يماثله في التفكير ودرجة الوعي .
ويأتي السبب الثاني للكارثة بعد نكبة الشيوعيين وانسحابهم من الشارع في بداية عام 1960 واستقالة إبراهيم كبة من وزارة الاقتصاد حيث بدء حزب البعث بعمل تحت الأرض مثل الخلد وانتشرت خلاياه الحزبية في أكثر المدن.
روي لي مدير مدرستنا أبو وائل في عام 1998 حين تم عزلة من حزب البعث وهو من أوائل الحاصلين على شارة الحزب في عام 1984 بان خلابا البعث كانت تتدرب على استعمال السلاح من نوع بور سعيد في البساتين البعيدة لتمثيل بروفات حركة للسيطرة على المراكز الحساسة في المدن عند حصول أي تغيير .
ولهذا كان أفراد حزب البعث يعرفون مقدما أعضاء الحزب الشيوعي وإعدادهم ويرصدون تحركاتهم ووصل بة الأمر حتى معرفة أسماء زوجاتهم وعدد أطفالهن .
ومع ازدياد الأمور سوئا في العراق في نهايات سنة 1962 ألا أن الزعيم لم يحسب حسابات فعالة لما يؤول إلية الوضع حتى مع وصول أخبار تحركات الضباط واجتماعاتهم بتقارير مديرية الاستخبارات العسكرية لأنة كان على قناعة بان هؤلاء الضباط من صغيري الرتب برتبة رئيس (رائد ) ولان الزعيم يدرك أن الرتب الصغيرة لا يمكن لها من أبدا من السيطرة على الوضع وقيادة القطعات الفعلية مثل الألوية والفرق وستبقى حركات طفليه يسهل السيطرة عليها بسهولة .
وظلل الضباط البعثيين حتى استخبارات الحزب الشيوعي عن معرفة الوضع الحقيقي وحجم قوتهم واستطاع حزب البعث من العمل تحت الأرض عن طريق كبار الضباط المحالين للتقاعد برسمهم خطط جاهزة للاستيلاء على القطعات الفعالية ومن ثم بسرعة البرق تغيير القيادات العسكرية ولان القاعدة العسكرية تقول بان الوحدة بأمرها فقط .
وما أن اقترب عام 1963 حتى كان حزب البعث من يحرك الشارع بإضراب الطلبة بعد أن كانت السيادة للشيوعيين .
تروي جريدة الشرارة في بعددها 41 سنة 2010 بمقال كتبة كريم عباس زامل بعد تعرض الزعيم قاسم للاغتيال في نهاية عام 1959 خرجت الجموع المليونية يقودها الحزب الشيوعي ورفعت الحشود الشاعر عبد الوهاب البياتي وهي تصيخ بقوة اعدم ... اعدم عاليا بينما كان الشاعر ينشد .
يا أخوتي الخضر العيون
بحارة الفولكا على شطآن قلبي يسبحون
سنجعل من جماجمهم
منافض للسكائر
وعلى هذا المنوال سار الحزب الشيوعي بعداءة لكل الأحزاب القومية بعقلية طفليه لقياداته التي لم تتجاوز فئاتها العمرية الأربعين سنة ويقع أكثر أعمار اللجنة المركزية والمكتب السياسي في الثلاثينات والعشرينات ولا يمتلك الأكثرية منهم أية خلفيات معرفية بل ثقافة بسيطة جدا .
يكمن سر تمسك الشيوعيين بالزعيم آنذاك أن كل الدول العربية حرمت الشيوعية إضافة إلى كرة كل كبار ضباط الجيش العراقي أن لم يكن معظمهم للشيوعية حد النخاع لذلك فان أي تغيير في موازين القوة في العراق سيؤدي إلى إبادة الحزب و إرجاعه إلى أيام العهد الملكي البائد .
ومن جهة أخرى تحكمت موسكو بالحزب الشيوعي وقراراته عبر الريموت كنترول بعيد المدى فمنعته من استلام السلطة أو الانقلاب على الزعيم لأنها تعرف أن الجيش بكل قطعاتة سيكون ضد الحزب الشيوعي وسيؤدي هذا العمل عاجلا أم آجلا إلى حرب أهلية يخسرها الحزب في النهاية لذلك تمسكت موسكو بالزعيم كحليف قوي يمسك مقاليد السلطة .
دبرت وكالة المخابرات الأميركية مع المخابرات المصرية بالتعاون مع الانقلابيين ساعة الصفر الحاسمة في يوم الجمعة8 شباط الموافق للرابع عشر من رمضان بالتوقيت الهجري وانطلقت خلايا التنفيذ المدربة للتعامل مع كل طارئ في هذا التوقيت حيث تخلوا الشوارع من المارة بسبب يوم العطلة إضافة إلى البرد الشديد والإمطار الغزيرة بعد يوم واحد وقطع الانقلابين التيار الكهربائي عن أكثر الإحياء ليلا لكي يتمكن أفراد الحرس القومي من الانقضاض على الخلايا الشيوعية ومداهمة المنازل التي يعرفونها مسبقا .
ولهذا يصف المعلم محمد جوار العكيلي ذلك حينما كان في بغداد تلك الأجواء الرهيبة المليئة بالموت ..
بشباط اطك ضرس بضرس .....مرعوب مكسوفة الشمس
والموت حل أبكل عجد ...والحرس ظل يفرس فرس
والكمر غاب وشرد .....والظلمة خلستنا خلس
وصلت تقارير الاستخبارات العسكرية تحذر الزعيم من محاولة انقلاب وبالتحديد من الكتيبة الرابعة المدرعة رأس الرمح في عملية الانقلاب فلم يقم الزعيم بشي سوى توجيه أوامر بإفراغ ماء راديترات الدبابات بعد التدريب مساء وعدم أعادة إملائه ألا عند الصباح في الدوام الرسمي .
وأفصح الواقع بان عقل الانقلابيين العسكري أذكى بكثير من عقل الزعيم بجلب جلكانات الماء معهم وتخزينها داخل الدبابات .
ومع أول بيانات شباط الغادر انطلقت فصائل الحرس القومي المسلحة في كل أنحاء العراق تقطع الشوارع والمدن وتسيطر على مراكز الشرطة والمقرات الحساسة وتنقض على مقرات الشيوعيين وأفرادهم بسرعة البرق أشبة بهجوم الكوبرا على أرنب صغير وبلغ من هول المفاجئة أن الحزب الشيوعي أصابه الشلل التام رغم تعداد أفراده الكبير .
يروي لي مدير الإدارة أبو حسين أن الشيوعيين في الناصرية تم تكديسهم من قبل الحرس القومي بالآلاف في البناية خلف مديرية التربية وكان يضحك ويهز يده بطريقة ساخرة ..حتى الدجاج مو هيج .
روى لي صديقي العزيز الدكتور باسم محمد حبيب أن والدة وقع يوم الانقلاب بيد مجموعة الحرس القومي تقطع الطريق بين الناصرية والشطرة بإمرة محسن خضر الخفاجي الذي أصبح بعد ذلك عضوا في القيادة القطرية وظنوه من الشيوعيين لأنة كان فعالا في توزيع الأراضي على الفلاحين واقتادوه إلى مقر الحرس في مدينة الشطرة وبعد الاتصال بمسئول التنظيم نجاح الجلبي لم يظهر أسمة مع في قوائم الشيوعيين فأطلق سراحه .
آخر الكلام .. لو أن الحزب الشيوعي فهم الواقع بعد تخلي الزعيم عنة ومد يد التسامح والتعاون لكافة القوى الأخرى من اجل بدء صفحة جديدة من العلاقات بدل معاداة القوى القومية وشد المواقف لوفر على نفسه على اقل شي المذبحة الرهيبة التي راح ضحيتها أكثر من 100 ألف شخص قتلوا بدم بارد بدون أن يكون لهم ناقة أو جمل في هذه الدولة .
ولو أن الزعيم نفسه أسس حزبا مسلحا مواليا لحكمة على غرار الأحزاب الأخرى ووضعه تحت قيادة مخلصة وموالية من الضباط الأكفاء لحماية الجمهورية الوليدة من الطامعين والحاقدين لما وصل الأمر إلى تلك النقطة القاتلة التي أدت إلى ضياع الجمهورية العراقية المجيدة .
لكن .. زمن _ لو_ الشرطية ...في كل لغات الأرض يسمى ..الزمن الافتراضي غير المتحقق في التاريخ ....

////////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نجح انقلاب 8 شباط الغادر ؟ الجزء الثاني
- كيف نجح انقلاب 8 شباط الغادر ؟ الجزء الأول
- هل سينجح الكابوي الأميركي في فنزويلا مثل العراق ؟
- من ينقذ المهن الصحية من سلطة الحرامية
- لقائي برئيس الوزراء الحالي .
- ما دوافع التحرك الأميركي الجديد في العراق ؟
- الرشوة والمؤسسة العسكرية العراقية .البداية والظهور والانتشار
- ميزانية الدولة والمتسلطين
- مابين الزعيم ستالين وصدام حسين
- بحلول عام 2024 سيكون اسم العراق ... المملكة العراقية
- شكرا للاحتباس الحراري
- من يستطيع المساس بدولة – ا لرهبر - الأميركي
- إبادة الثروة الوطنية لصالح الطبقات البلوتوقراطية
- كيف نصدر أيدلوجيا العصر البطولي المنقرضة إلى العالم التكنولو ...
- منصب الوزير القيادة والإدارة العليا للوزارة والمؤسسة
- كيف تحرر السلطة الجديدة مؤسسات الدولة من احتلال الأحزاب الدي ...
- من يوجه الصفعة الثانية لإيران ؟
- وستصلون إلى حكم الصبيان
- أميركا – إيران واحتمالات المواجهة - موازين القوى
- بعد 30 سنة على نهايتها - هل كانت الحرب العراقية - الإيرانية ...


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - كيف نجح انقلاب شباط الغادر ؟؟الجزء الثالث والأخير