أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - وستصلون إلى حكم الصبيان














المزيد.....

وستصلون إلى حكم الصبيان


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5976 - 2018 / 8 / 27 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وستصلون إلى حكم الصبيان
لازلت اذكر تفاصيل ما قال العراف لأبي في زمن تلاشى حيث جلس يوما في بيتنا القديم .
عجوز هرم تجاوز السبعين يحمل كيسا من الخرق البالية لا اعرف بالتحديد هل تربطه علاقة قربى بالأهل بزمن فقد توقير المشايخ والدراويش وجعلهم أشبة بالمتسولين يقرعون أبواب البيوت من اجل تحصيل لقمة غداء عند الظهيرة .
مازال البكر رئيسا للعراق وتجاوز راتب الوالد المائة دينار كل هذا جعل من كلمات العراف مجرد قصة تسلية لقضاء وقت الفراغ بزمن كان فيه الراديو سيد الموقف ومتقدما على التلفزيون الذي لم يعرف بعد .
بيده الناحلة المرتجفة بدا العجوز يتكلم يمد أصبعه المتيبس في حيز الفراغ ليستخرج الحدث وبصوت خافت أشبة بالمكتوم نطق أول جمل الغيب وهو يتناول الطعام .
سيزول حكم البعث ..بعد أربعين سنة ..واحتار الوالد في ترتيب الزمن من أين بدء البعث مسيرة السلطة .
هز الوالد يده وأشار إلى هذا العجوز أن يحفظ نفسه لان مثل هذه الكلمات ستؤدي إلى نفيه من الحياة لو سمعة احد آخر .
لكن العجوز استمر يدون ما يدور في خلده وعاد يكور يديه وكأنة يحرك الزمن ويرسم لوحة حمراء واقعية هذه المرة مليئة بالموت والدمار .
وستملأ السماء في يوم ما طيور سوداء تنفخ الحمم والنيران ستحرق الأرض والنسل ونظر إلى مائدة الطعام وقال :-
وسيختفي هذا الطعام .
ضحك والدي الذي لا يعرف معنى قيمة النقد وكيف يختفي هذا وباستطاعة إي احد شراءه بدينارين ونصف ,
وتوقف الوالد كثيرا على الكلمات القادمة من فم العراف لأنها كانت بالنسبة إلية اشد من الموت نفسه.
سيعود الإقطاع والشيخ وسيأخذ ما فقده أيام الزعيم وسيشح الخبز ويصبح هذا الرز الوفير أمنية لطالبيه ,
ولان والدي يكره الدجالين ورجال الدين لأنهم كانوا سند الإقطاع الظالم بقي ينظر إليهم باحتقار لأنهم مجرد لصوص بزي الدراويش لكن هذا الرجل ليس منهم أنة يرصف كلمات مجنونة تخالف الواقع لان باستطاعة شرطي واحد اليوم أن يأتي بمائة من الشيوخ يقودهم بعصا مثل القطيع يركلهم بحذائه نحو فناء السجن .
ومع كل لقمة من الرز المغمس بالمرق الأحمر واللحم يصرخ العراف سيزول هذا الرز وسيطول زمن الحلم بة كثيرا بجيل من الصغار ستنمو لهم اللحى والشوارب قبل أن يعود من جديد .
كارثة كبيرة لو تحقق غيب العراف كلمات اغرب من التصديق .
وماذا بعد سئل الوالد الذي بدء يتفاعل مع هذا المسن الغارق في الأبديات السرمدية.
وبدا العراف يعيد الزمن سيأتي عليكم حكم الصبيان وسيصبح دينكم مسخرة وتضحك عليكم الناس والأمم كثيرا وكثيرا .
وسيأتي جيل لا يعرف للدين من معنى ويصبح الكذب والبهتان دينكم الجديد.
وعاد الوالد يتفاعل مع هذا المستقبل البعيد وكلمات اغرب من خيال.... وكم سيطول الأمر .
وعاد الهرم يلم أطراف الزمن المشتت ويربط خيوطه من جديد كما يربط عنق كيس خرقة البالي بعد انتهاء الغداء ويضع نهاية للقصة كما بدأت وعندها تعودون كما بدئتم وسيعود أليكم من يعيد هذا الرز المغمس بالمرق واللحم من جديد .
//////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا – إيران واحتمالات المواجهة - موازين القوى
- بعد 30 سنة على نهايتها - هل كانت الحرب العراقية - الإيرانية ...
- سلطة العبادي . مماطلة المتظاهرين حتى عاشوراء ..وظهور الشمر و ...
- الحلقة المفقودة في المظاهرات العراقية
- الخطوات العاجلة لإنقاذ الميزانية العراقية من نهب لصوص الطوطم
- مأساة الاقتصاد العراقي القاتلة ..هكذا تسرق الميزانية
- مقاطع من روايتي ..... انحسار الظل الزاخر
- كم كان التاريخ كاذبا
- كيف نفسر الصمت الأميركي من لصوص العراق ؟
- نحن والخوارج وانهيار الرمز الديني
- في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية دعوة لإعادة هيكلة الحزب ا ...
- هكذا يكون الإصلاح في ارض العراق
- مهزلة اسمها .عرسنا الانتخابي لا يعرف الطبقة وشكل الدولة
- التنظير - والطبقة العاملة في العراق
- دعنا نعبر ...دعنا نمر ..نحن فقط و لا غير
- وكانت دولة حرامية بامتياز
- إلى أبو حسن .........الكلمات السبعة .......
- ومع قرب الانتخابات ...سنستمع إلى ادعاء الوطنية الفارغ
- الرفيق ستالين والزعيم عبد الكريم قاسم
- في ذكرى رحيله ال 65 ..المجد للرفيق ستالين


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - وستصلون إلى حكم الصبيان