أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم محمد كاظم - إلى أبو حسن .........الكلمات السبعة .......














المزيد.....

إلى أبو حسن .........الكلمات السبعة .......


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5836 - 2018 / 4 / 5 - 15:14
المحور: الادب والفن
    


إلى الراحل قبل الأوان...إلى بطل هذه السطور ..يحيى حسن
الثلاثاء يوم آذاري أزالت فيه نسمات ربيعية جزئا من روائح الخاكي المتسخ من فوق بشرته البيضاء وهو يتنفس نسيم حمائم أدمية تتقاطع أمامه في زحمة الدائرة اليومية التي عاد إليها .
لكنة اعتصر ذهنه حين تداخلت فيه حروف نداء عهدها تتكسر في مسامعه وأكملت له السكرتيرة الجميلة حيرته وهي تقلد أعتصارات وجه جرسون قبض رشوته أن المدير العام يطلبه شخصيا للمثول داخل قلعته الحصينة بدون دعوة رسمية مسبقة .
وأعادت ذاكرته أيام عذاب الأمس .. اللعنة .... سأتوقف أمامه كصنم أصم بلا حراك أو كلمة .
وبددت له ابتسامة ذلك المتخندق وراء الكراسي والطاولات جزئا من حيرته وزادة إرباكا أنة وقف منتصبا و صافحة بحرارة و قدم له سيكارة أردفها بظرف مفتوح وهذا لك أيضا.... يا أستاذ....
تناوله بيد مرتجفة...جحظت عيناه وسقطت سيكارته الغير مشتعلة و تغيرت في ذهنه تفاصيل مداخل الغرفة ومخارجها حين فض الورقة المطوية داخل الظرف ...
أين الباب ... وقادته قدماه بلا إذن غير عابئ حتى بأولئك الواقفين أمام ذلك الباب المغلق على الدوام وتحولت نداءات الأصوات الصائحة باسمة إلى لغط غير مفهوم الصوت.
أنهم يطلبونك هذه المرة على الهاتف .
أين ...تناوله بأصابع واهنة.... آه ....ما هذا خرخشه أصوات غير مفهومة وتدارك شيئا من وعيه وصاح بصوت مسموع
.. وأنت أيضا يا رافع..
جلسا عند المساء استذكرا كلمات أمس مضى بكل أماكنه الكثيرة ..ماذا قالا في سطور تلاشت.. وأيام رحلت . واستذكرا عيون ابتلعها التراب..ماذا تكلمت ألسنتها ... وضعا الورقتين معا .. أنها نفس الكلمات .. الكتاب وبين أقواسه حصرت الأسماء في زمن لم يمهلهما سوى شروق وغروب واحد للشمس.
آه .... سنكون غدا عند المحطة .
صباح مشرق جلسا كيتيمين في لجة الأصوات القادمة من هنا وهناك حركات آلات الحديد حين تدب فيها لحظات حياة صاخبة .... كذبا وهما يصطنعان لحظة فرح شجاع أمام عيون براءة مودعة ... سنعود أليكم يا صغار .
حتى رفيقة العمر لم تعرف إلى أين ستكون تفاصيل هذه الرحلة الطارئة في لحظة رزم الأمتعة.
أنة .... بريد الدائرة . كما تعرفين ... إلى العاصمة .
حدقا في بعضهما البعض حين دوت في سماء القاطرة حروف اسميهما من بعيد في لحظة صياح منفلتة ...وأكملا لغط الهتاف ... يوسف ... سلام ... صباح .. وانتم أيضا.
حلقة قتال اكتملت دخان علا حفلة أمس مضى داخل مواضع مظلمة ضحكوا كثيرا الكلمات نفسها أيضا .
مجموعة جمعها الرصاص يوما في خنادق الوغى ربما استذكرها الرصاص الآن على نداء كلمة فضفاضة خرجت من فم لم يستطع تحمل لسعات الم حين حرقت ظهره لسعات سوط الجلاد ... آه ...ربما أستذكرهم ذلك الجلاد الآن.... لكن كيف؟
وأنهم من قاتل دفاعا عنة يوما حين فارقت أرواحا جسدا ذوى تاركا أصابعه على زناد البنادق.
آه.. لكن الجلاد لا يرحم أحدا حتى أولئك الذين تنافذ الرصاص في لحمهم الطري ضحكوا بثمالة في لحظة لم يرسمها الزمن في حروفه.. تلاشت غيوم الدخان أشبة بإطباق طائرة تتكسر على سقف القاطرة تناسوا نداء الجلاد .. استذكروا كل شقاوات الأمس حتى الغانيات .... آه .... الغانيات ........ ما أجملهن....

جلسوا متراصفين كأموات في القاعة الكبيرة حيث تسليم البلاغ مع الكثيرين غيرهم بلحظات سكون مطبق حيث لا كلام وبين كل واحد وآخر وقف رجل بزي سواد كامل حسبوه مارد موت قد ينقض على أجسادهم بسكين حاد .
وقطع السكون دوي حروف الأسماء مع ألوان غمرت لحظة الصمت المميت . واندفع بعض الجالسين بسرعة نحو حائط صلد انفتح بسرعة وابتلعهم .
وابتلعوا جزئا من ا نفاسهم .... يا الهي ما هذا .... لكل مجموعة أسماء لون محدد الألوان هنا تحدد شكل الموت.
تنفست دواخلهم بصعوبة . ودوت في الظلام أسماء يحيى .. رافع .....يوسف... دفعهم ذلك الملاك الأسود نحو الحائط الذي انفتح ليبتلعهم نحو ممر مظلم ضيق ... بسرعة ....خف الظلام شيئا فشيئا بنور قليل حين لاحت قضبان حديدية ودارت مقصورة عالية أمام فضاء فسيح في قاعة عريضة أشبة بملعب للطائرة بشخص تجلجل بالسواد رفع أصبعه بسرعة وأشار نحو واحد من أولئك الذين خنقتهم ظل القضبان المتشابكة .
هل هم هؤلاء .
لا.. لا ..لا .أجاب بصعوبة . بعد برهة تعرف .. لا اعرفهم.
وأدار القاضي يدا ارتدت معها القضبان نحو الدهليز مع أصوات الأشباح السوداء الصائحة وراء ظهورهم .... بسرعة... هيا.. إلى الوراء ... بسرعة نحو الحائط.
وبدا لعيونهم الفزعة بصيص نور يقضم سواد الظلمة ليندفعوا نحو فضاء أشجار خضراء مع أصوات كائنات حقيقة تتحرك في لجة شوارع صاخبة .. ضوضاء عمل يومي.
ظلت عيون.. يحيى.. معلقة إلى الوراء نحو الحائط الصلد ..كيف خرجنا ... أراد الرجوع إلية ليلمسه لكن الآخرين اندفعوا بسرعة نحو الشارع العريض .
أطبقوا جفونهم مع كونشرتو عجلات القاطرة الدائرة فتح يحيى عيونه على ضوء نور قليل دار بذهنه ماذا سيقول لرفيقة العمر إن سألته يوما عن هدايا رحلة العودة.
فكر طويلا هل ستصدقه أن قال لها يوما إن هناك حائط أسمنتي كبير ابتلعه يوما ثم تقيأه من جديد نحو فضاء حياة أخرى على كلمات بريد مستعجل لم يعرف أبدا مغزاه حين كانت كلمات الموت المنادية علية بتلك الورقة .
.( توجب حضورك يوم الخميس أمام محكمة الثورة .).
... انتهى ..
////////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومع قرب الانتخابات ...سنستمع إلى ادعاء الوطنية الفارغ
- الرفيق ستالين والزعيم عبد الكريم قاسم
- في ذكرى رحيله ال 65 ..المجد للرفيق ستالين
- العراق والخروج من الثقب الأسود
- دولة العدالة الإلهية وظاهرة التسول في العراق
- مابين سائرون العراق ..والى أين نحن سائرون لغورباتشوف
- الحزب الشيوعي العراقي والاتعاظ من التاريخ
- الصورة تقول ...احتفالات بغداد المليونية ...دولة مدنية بامتيا ...
- الادعاء الفارغ للوطنية
- ترامب .. ونقلة الشطرنج الحاسمة
- ما بعد رياح الشمال ...... قصة قصيرة
- محاربة الفساد = إفقار الشعب
- زواج القاصرات عند العرب والإسلام
- بمناسبة مئوية أكتوبر الظافرة ...لينين ..الحاجة التي لن تفنى ...
- نحن ولينين والدين والعاطفة
- السيناريو المحتمل لعراق ما بعد الاستفتاء
- توازن القوى ..واحتمالات المواجهة بين كردستان وسلطة بغداد
- هل بدأت أميركا يوم الحساب مع لصوص العراق ؟
- وأخيرا الشيخ ..طالب الرفاعي ... يعلمنا الماركسية
- أقوال مجتزئة منسوبة إلى لينين والوصية الأخيرة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم محمد كاظم - إلى أبو حسن .........الكلمات السبعة .......