أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الرشوة والمؤسسة العسكرية العراقية .البداية والظهور والانتشار














المزيد.....

الرشوة والمؤسسة العسكرية العراقية .البداية والظهور والانتشار


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6105 - 2019 / 1 / 5 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اختفت الرشوة من العراق تقريبا في منتصف عقد السبعينات أبان حكم الرئيس احمد حسن البكر وأصبح اسم الرشوة مخيفا تترتب عليها العقوبات الصارمة . بدأت الرشوة تتنفس شيئا فشيئا في بدايات العقد الثمانيني المفعم بالحرب وبدأت مسيره ميلادها الميمون من قلب المؤسسة العسكرية .
وبما أن الاقتصاد العراقي كان قويا في تلك الفترة فلم تقتصر الرشوة على المبالغ الضخمة بل تنوعت بمردودات عينية اسماك وخراف كبيرة للضباط من اجل الحصول على مواقع آمنة بعيدة عن الحجابات المخيفة وارض الحرام . تنفست الرشوة عصرها الأول بعد انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية وبدء حملات التسريح من الجيش على شكل أموال تدفع للأمراء وكذلك ضباط التجنيد وبشكل سري بعيد عن عيون السلطة وبدون وسطاء .
بدء الظهور العلني للرشوة بعد كارثة الكويت وتدمير الجيش العراقي وخراب الاقتصاد وانحدار الدينار العراقي الكبير بعد فرض الحصار على العراق ليصبح مجرد عملة خالية من الرصيد يتداول بة داخل الرقعة الجغرافية للدولة بورقة ذات طبع محلي ونتيجة لعدم وجود واردات خارجية للدولة تم عزل العراق عن العالم الخارجي وعاد إلى العصر الزراعي كما توقع له جبيمس بيكر وزير الدفاع الأميركي.
وكرد فعل للدولة لتجاوز الكارثة الاقتصادية مابين العملة والبضاعة اعتمدت على مواردها المحلية وتفعيل الزراعة وظهر من جديد عصر الشيوخ الإقطاعيين وقوى دور العشيرة في المجتمع بعد تلاشي وانحسار منذ ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم في 1958 .
لم تستطع وزارة المالية والبنك المركزي للدولة من الموازنة مابين قوة العملة الشرائية والبضاعة التي تخطت النقد بأشواط خيالية وأصبح الدولار الأميركي الواحد يعادل 2500 دينار عراقي في أعلى قمة للصعود ولم يعد من الممكن وجود حالة من الاتساق مهما طبعت الدولة من أوراق نقدية فأنها تعجل بانهيار الدينار للهاوية لذلك وكرد فعل للخروج من أزمة التضخم الشديدة والهائلة لجئت الدولة بأعلى قيادتها إلى خلق حالة توازن في تدوير العملة وانزياحها إلى طرف دون طرف آخر بما يضمن بقاء الدولة واستمرارها .
فتحت الدولة باب الرشوة أمام كبار الضباط من قادة الفيالق . الفرق. الألوية ضباط الأمن والمخابرات وأمراء مراكز التدريب وضباط التجانيد والمديريات .
ومن اجل تفعيل هذا الدور لجأت القيادة العسكرية إلى أعادة طلب مواليد الاحتياط من جديد بعد قرار الأمم المتحدة القاضي بتقليص الجيش العراقي وتسريح المواليد .
وبعد عام 1994 تعدت الرشوة في المؤسسة العسكرية المستوى الأول لها مابين الجندي والضابط بشكل مباشر أو غير مباشر بوجود وسيط إلى قلب هذه المؤسسة فأصبحت بعض المواقع العسكرية مركزا كبيرا لجني النقد أكثر من غيرها مثل مراكز التدريب والمدارس الحربية فلذلك تباع هذه المواقع بسعر أعلى من غيرة من قبل كبار ضباط القيادة إلى الأمراء ذو الرتب العالية على شكل دفع شهري مباشر مابين القيادات والرتب العالية في أعلى المواقع الحساسة .
يتم تقاسم الرشوة بصورة رياضية مابين كبار الضباط فحين تأتي وجبة مجندين جدد نحو الوحدة تمرر أوراقهم أولا على ضابط الأمن ليعرف كم العدد الفعلي ويقسموا على بقية السرايا وتذهب نسبة الثلث إلى آمر التشكيل المباشر ونسبة الربع إلى ضابط الأمن وتتوزع البقية مابين أمراء الوحدات والسرايا .
وفرت الرشوة مردودات هائلة لكبار الضباط والقادة وأصبح لهؤلاء مكاتب علنية للرشوة في بغداد يتمثل عملها بنقل من يريد من الجنود إلى مواقع أكثر راحة لقاء دفع مبالغ كبيرة تحت أنظار السلطة التي نجحت في تخطي الأزمة وكارثة الفرق مابين العملة والبضاعة .

وهكذا أصبح كبار الضباط يعتاشون على نقد المجندين من الشعب بدل نقد المالية من الذين لا يريدون البقاء كثيرا في ثكنات المؤسسة العسكرية فيضطروا إلى الدفع العلني لأنهم ببساطة يستطيعوا الحصول عليها من خلال عملهم اليومي أو بالسفر إلى بلدان الجوار .
ومن المؤسسة العسكرية تسربت الرشوة أشبة بخلايا الورم الخبيث نحو بقية المؤسسات فظهرت أولا في وزارة الداخلية وضباط الشرطة وانتشرت في السيطرات العسكرية مابين مداخل المحافظات بأخذ الإتاوة العلنية من كل شي يمر ويعبر هذه المواقع كبيع الأغنام المهربة وسيارات المواد الغذائية الذاهبة لبيع منتجات البطاقة التموينية الفائضة في سوق الشورجة بعد شرائها من قبل (السفاطة) من الموطنينن .
سادت الرشوة بعد ذلك في عصرها الذهبي في كل مفاصل الدولة وتسربت حتى في جهازها القضائي والتعليمي والصحي ومع سقوط الدولة في 2003 لم تنتهي الرشوة بل أنها تعدت ذلك المسمى بعد صعود الدينار العراقي وتنفسه الحياة من جديد ليبدأ لها عصر آخر تعدى عصر الرشوة والمرتشين كثيرا وكثيرا بمقاسات خيالية يصعب حسابها بالأرقام العادية ..



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميزانية الدولة والمتسلطين
- مابين الزعيم ستالين وصدام حسين
- بحلول عام 2024 سيكون اسم العراق ... المملكة العراقية
- شكرا للاحتباس الحراري
- من يستطيع المساس بدولة – ا لرهبر - الأميركي
- إبادة الثروة الوطنية لصالح الطبقات البلوتوقراطية
- كيف نصدر أيدلوجيا العصر البطولي المنقرضة إلى العالم التكنولو ...
- منصب الوزير القيادة والإدارة العليا للوزارة والمؤسسة
- كيف تحرر السلطة الجديدة مؤسسات الدولة من احتلال الأحزاب الدي ...
- من يوجه الصفعة الثانية لإيران ؟
- وستصلون إلى حكم الصبيان
- أميركا – إيران واحتمالات المواجهة - موازين القوى
- بعد 30 سنة على نهايتها - هل كانت الحرب العراقية - الإيرانية ...
- سلطة العبادي . مماطلة المتظاهرين حتى عاشوراء ..وظهور الشمر و ...
- الحلقة المفقودة في المظاهرات العراقية
- الخطوات العاجلة لإنقاذ الميزانية العراقية من نهب لصوص الطوطم
- مأساة الاقتصاد العراقي القاتلة ..هكذا تسرق الميزانية
- مقاطع من روايتي ..... انحسار الظل الزاخر
- كم كان التاريخ كاذبا
- كيف نفسر الصمت الأميركي من لصوص العراق ؟


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الرشوة والمؤسسة العسكرية العراقية .البداية والظهور والانتشار