أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان صابور - رسالة إلى صديق نادب شاكي...














المزيد.....

رسالة إلى صديق نادب شاكي...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6113 - 2019 / 1 / 13 - 15:47
المحور: حقوق الانسان
    


رسالة إلى صديق نادب شــاكــي...
"هذه رسالة جوابي لمراسل فيسبوكي مولود بمدينة سورية آهلة.. يشتكي من فقدان الغاز والكهرباء والماء... وخاصة من إهمال السلطات المحلية والمركزية للشعب... أهمال ازداد وتفاقم وتفجر.. وإدارات محلية يعيش أفرادها برخاء وانتفاخ.. وفساد لا مسؤول.. خلال سنوات الحرب اليائسة البائسة... وحتى هذه الساعة..."

يا صديقي

كلماتي هذه.. ليست نصيحة.. لأنك بتقديري لست بحاجة لأية نصيحة.. ولكنني أعرض عليك تجربتي وأنا بهذا العمر المتقدم...
من ستة وخمسين عام... وبعد أن جربت كل أنواع السياسة والصداقة وحتى الأقرباء.. وعديدة طويلة من تجارب الحياة المغشوشة والإيجابية النظيفة... ولكن لما نقصت وضاقت أنفاسي.. ما تحتاجه من الأوكسجين.. يعني إمكانية حرية الاختيار والتعبير... رحلت إلى بلاد الإنسان الواسعة... وكنت متزوجا.. وزوجتي تنتظر آخر أولادنا... ودون تردد.. أي تردد.. ولم أكن أملك حتى أجرة أية باخرة.. إلى أي مكان بالعالم.. بلا منامة.. بلا طعام... ومع هذا سافرت ذهابا فقط من بيروت.. بملغ 137 ليرة لبنانية آنذاك.. إلى مرسيليا على باخرة تركية... وها أنا الآن إنسان... أولادي اليوم رجل وامرأتان.. عندهم أربعة بنات وثلاثة شباب.. كبراهم عندها ولدان Samuel و Joseph... ولا أغير فــرنــســا ومــديــنــة LYON لقاء كل الجنات الموعودة الوهمية والحقيقية...لأنني وصلت إلى حرية الاختيار.. وحرية التعبير.. وحرية الإنسان... وهذا هو أوكسيجين حياتي!!!...
كنت دوما أرغب اختيار أصدقائي وزملائي.. وحتى أقربائي.. أو حتى البشر الذين كنت مضطرا للتعامل معهم.. ومن كنت لا اتفاهم معه كليا.. كنت أتجنبه بعد فترة محاولة تبادل وامتحان... وأتابع دربي واختياراتي.. وكانت مدرسة الحياة واللقاءات والتجارب السياسية والفكرية والفلسفية والعاداتية.. أوسع وأفضل جـامـعـة آكاديمية تعلمت منها وصغت معرفتي وخطوط بوصلة حياتي... وحين وصلت لفرنسا أعدت عداد المعرفة إلى الصفر.. وبدأت دراسة الحياة الجديدة من جديد.. ومما ساعدني وفتح لي العديد من الأبواب المغلقة الضيقة هنا.. بسبب استقلال الجزائر الجديد.. وشعور الرفض تجاه كل أي كان آت من أي بلد عربي.. هو معرفتي الجيدة للغة الفرنسية الأصلية الآكادامية.. علما أن كل مدينة أو كل منطقة هنا.. لها لهجاتها ولغتها الدارجة التي سرعان ما حفظت عديدا منها.. بالإضافة إلى لغتي العربية التي فتحت لي بعض الدروب المعتمة المتكاثرة.. والتي لا تفهم لغتي العربية.. والتي لا علاقة لها مع هذه الأقوام التي تتكلم لغاتها القبلية مخلوطة ببعض التصريفات الفرنسية... وحتى الآن أضطر للتكلم مع هؤلاء باللغة الفرنسية الدارجة للتفاهم.. بنسبة محدودة للتفاهم... ولكن كوني آت من بلد عربي... فبالنسبة لهم.. كأنني مسلم آت من بلاد إسلامية... وحتى القليل النادر من (العرب) أو حتى من (الفرنسيين) يعرفون أن نسبة (غير معروفة اليوم) من سكان المشرق.. ليسوا مسلمين... وأن الإسلام عندما اجتاح هذا المشرق.. واستقر به كديانة دولة أو خلافة.. كانت أكثريته مسيحية أو يهودية.. وعدد هام منها أسلم تهربا من الجزية وخشية القوانين الصارمة.. أو اضطر للهرب.. بعيدا.. بعيدا...
آمل أن تفهم كلماتي.. بخبرتك وذكائك.. واتساع اطلاعاتك... وأن تصل إلى الاختيار الذي قد يخفف بعضا من همومك... وتطوير مستقبل عائلتك.. من يدري يا صديقي؟؟؟... من يدري؟؟؟!!!.....
أنمنى لك... وللشعب الذي ولدت أنت وأنا منه.. الوصول يوما إلى حرية الختيار... وجميع الحريات الإنسانية الطبيعية... وهذا حق طبيعي لك ولعائلتك.. ولي... ولكل البشر بالعالم...
وحتى نلتقي.. لك ديمومة تأييدي و مودتي وصداقتي واحترامي... وأطيب تحية مهذبة.......
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات صريحة...
- عروبة؟؟؟... أية عروبة يا صديقي؟؟؟!!!...
- أعياد... وأعياد...
- وعن دار الافتاء... بالعراق.. وهامش عن أقباط مصر...
- رد إلى صديق... على الرصيف المقابل...
- زينب الغزوي
- وعن سوريا... مرة أخرى ضرورية...
- الديمقراطيات الأوروبية... والإرهاب...
- نهاية العالم... أو نهاية الشهر...
- من القوانين الدولية... الضائعة...
- عروبيات... وسياسات عجيبة غريبة...
- آخر رد.. دون نهاية... أو رسالة إلى صديق بعثي قديم...
- رسالة إلى الله... آمل أن تصل...
- رسالة إلى الله... آمل أن تصل!!!...
- المملكة السعودية.. خربطت موازين الديبلوماسيات الغربية...
- حتى لا ننسى 13 نوفمبر 2015
- العالم يشتغل بنا!!!...
- الجالية المتمزقة!!!... آخر صرخة بلا أمل...
- لا تشربي من هذا البئر.. يا كافرة...
- طاسة ضايعة... تتمة.. بلا نهاية...


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان صابور - رسالة إلى صديق نادب شاكي...