أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أعياد... وأعياد...














المزيد.....

أعياد... وأعياد...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6102 - 2019 / 1 / 2 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعــيــاد و أعـــيـــاد...
دعيت مساء نهاية العام الماضي.. إلى السهرات الثلاثة المختلفة.. والتي نظمتها الجاليات السورية (ولم أكتب الجالية السورية) لأنها الجاليات السورية مختلفة التحاليل الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية... هنا بمدينة ليون الفرنسية.. هذه المدينة التي أعيش فيها منذ نصف قرن.. زائد بضعة سنوات أيضا.. اختلافاتها الاجتماعية الإيجابية والسلبية.. محمولة معها.. باختلاف اختياراتها.. لاجئة كانت.. أو بهجرات منظمة من سنوات قليلة معدودة.. حنى أكثر من خمسين سنة.. بدأت باختصاصات دراسية عليا.. أو لتجارات منظمة ناجحة.. أو لأعمال مهنية مختلفة.. مما دعا لهذه الاختلافات المجتمعية... بالستينات من القرن الماضي كنا قلائل معدودة.. ولكننا كنا نهتم ببعضنا البعض.. ونتساعد ونتضامن.. قادمين من أينما كان بالمدن والقرى السورية.. لا خلاف بيننا.. نتشارك بكل شيء.. علاقاتيا ومعلوماتيا.. وتسهيلات خدمة ,امر شتى... تجمعنا سوريتنا.. كان الضعيف منا اقتصاديا أو لغويا.. يجد طبيبا سوريا.. يعمل بعشرات المستشفيات الخاصة والعامة.. حتى يعالجه.. وكان الطبيب السوري يعالجه ويساعده بضيقه وأزمته.. بشتى أنواعها...
واليوم تاريخيا واقتصاديا وجغرافيا ووجوديا.. ذلك العدد البسيط القليل الموجود آنذاك.. بمدينة ليون خاصة وفرنسا عامة.. أعتقد أنه تضاعف مائة مرة.. أو أكثر... غالبنا أولاده وأحفاده وأولاد أحفاده.. ولدوا هنا.. ومنهم من يتكلم اللغات السورية ببعض صعوبة.. ومنهم لا يتكلمها على الإطلاق... ومنهم من يتكلمها مع عدة لغات بطلاقة آكاديمية جامعية... والزيجات؟؟؟... منهم من يعود لقريته أو مدينته الصغيرة أو الكبيرة هناك.. ليختار شريكة حياته... وآخرون وهم العدد الأكثر من تتزوج أومن يتزوج من هنا.. يعني من الفرنسيين والفرنسيات.. حسب عادات وطقوس وقوانين وتجارب فرنسا الدارجة من سنوات...
كل هذه المقدمة التفسيرية التي أبعدتنا عن البداية.. وهي حفلات نهاية العام الذي مضى وانتهى.. وحلول العام الجديد... كل السهرات بتشكيلاتها وأسعارها المختلفة.. كانت تحتوي على مطبخ سوري حلبي.. وأخرى على مطابخ حديثة مختلفة.. وحتى الراقصات كن شرقيات وأجنبيات.. وحتى برازيليات...
ورغم أني لم أغادر بيتي مع شريكتي.. بأكلات فرنسية بسيطة خفيفة.. وزجاجة خمر فرنسي طبعا... ولكننا شاهدنا الحفلات والسهرات الثلاثة.. على الفيسبوك وسكايب مباشرة... مئات الصور.. نعم مئات الصور... كأنك بعرس شرقي بدمشق أو اللاذقية أو طرطوس بسوريا..بالأمس قبل اليوم لدى الطبقات الشعبية.. أو اليوم ــ والحرب لم تنته بعد ــ لدى طبقات مترفة غنية سعيدة.. لا ينقصها أي شــيء...
كما أنني تابعت الاحتفالات هناك بهذا العيد وبعيد الميلاد الأسبوع الماضي... كأنك بباريس أو في لندن.. او هونك كونغ... ترف بلا حدود... طاولات عامرة.. وأقداح مليئة... نعم تــرف بلا حدود... كما شاهدت احتفالا هناك عن أمهات الشهداء.. تتبادلن به الهدايا مع عناصر شابة من الجيش السوري... هؤلاء الأمهات هن بنظري واعتقادي قـديـسـات الوطن السوري الحقيقيات.. بهذه الحرب الخسيسة المجنونة ضد هذا الوطن.. إنهن عقل وفكر وصدر وحكمة وقاعدة ومستقبل هذا الوطن الجريح... أنحني وأركع أمامهن خشوعا واحتراما... وعلى جميع السوريين ــ هــنــاك و هـــنـــا ــ تقديم كل واجبات الاحترام للأمهات السوريات القديسات.. واللواتي يمثلن شرف ذلك الوطن وكرامته وعزته... ولا أي شخص سياسي محلي آخر!!!...
***************
عــلــى الــهــامش
ــ أتساءل بعض اضطلاعي ساعة كاملة على فيدويات وصور هذه السهرات الليونية.. السورية والمختلطة مساء السنة الفائتة.. فيما إذا كانت كل هذه الأغاني والرقص والأفراح... لنسيان هموم متراكمة مجمدة مخنوقة.. لما جرى وما زال يجري على أرض موطننا سوريا... عن أهلنا.. عن حارتنا.. عن مدينتنا.. وعما تبقى هذه الساعة من وطننا وصور ذكرياتنا المحفورة... أعياد أو لاأعياد.. هذه صور عميقة محفورة مجمدة.. لا تــنــســى.. ولا ينمن أن تنسى... عادات مخدرة ثابتة بدمائنا ومخنا وعقلنا... لأن السوريين ـ هناك وهنا ـ بكافة عناصرهم وتجمعاتهم وآرائهم.. شــعــب أبدا لا ينسى.. لا ينسى السلبيات.. ولا ينسى الإيجابيات التي عاشها... وخاصة غالب من رحلوا أبدا عنه لأسباب مختلفة.. من أشهر قليلة ومن عشرات السنين...
هذه الصور وهذه الفيديوات.. موسيقاها العالية ورقصاتها الشرقية المختلفة... كانت لتغلف أحزانا مختلفة.. وذكريات مختلفة... بأشكال عديدة مختلفة.....
لذلك أتمنى لهن ولهم.. من أعمق أعماق تمنياتي الصادقة.. ديمومة الأمل... ونجاحات بلا حدود لهم ولأولادهم وأحفادهم... بهذا البلد فــرنــســا... ملجأ ومنارة أمان مؤقتة أو دائمة...
وحتى نلتقي...........
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعن دار الافتاء... بالعراق.. وهامش عن أقباط مصر...
- رد إلى صديق... على الرصيف المقابل...
- زينب الغزوي
- وعن سوريا... مرة أخرى ضرورية...
- الديمقراطيات الأوروبية... والإرهاب...
- نهاية العالم... أو نهاية الشهر...
- من القوانين الدولية... الضائعة...
- عروبيات... وسياسات عجيبة غريبة...
- آخر رد.. دون نهاية... أو رسالة إلى صديق بعثي قديم...
- رسالة إلى الله... آمل أن تصل...
- رسالة إلى الله... آمل أن تصل!!!...
- المملكة السعودية.. خربطت موازين الديبلوماسيات الغربية...
- حتى لا ننسى 13 نوفمبر 2015
- العالم يشتغل بنا!!!...
- الجالية المتمزقة!!!... آخر صرخة بلا أمل...
- لا تشربي من هذا البئر.. يا كافرة...
- طاسة ضايعة... تتمة.. بلا نهاية...
- جمال خاشقجي... ضاعت الطاسة!!!...
- جثة... ثمنها أربعمئة مليار دولار
- Bravo… Bravissimo…لكورال مدينة حلب السورية...


المزيد.....




- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي
- برلماني روسي يعلق على تصريحات روبيو بشأن حدود أوكرانيا الحال ...
- -واشنطن بوست-: خبراء يتحدثون عن مشاكل بتنفيذ اتفاقية الموارد ...
- محللون: نتنياهو يخطط لاحتلال غزة دون تحمل مسؤولية سكانها
- رحلة إلى عاصمة السفاري


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أعياد... وأعياد...